الجمعة، مايو 08، 2009

ذئبان

قال الجد الهرِم لحفيده، الذي قصده وهو غاضب من صديق أساء إليه... قال له بعد ان أصغى إلى القصة باهتمام بالغ:
"بني، أنا أيضا شعرت مرات عديدة بقدر كبير من الكراهية حيال أناس كثر أساءوا إلي. لكن اعلم ان الكراهية تنخرك من الداخل، و لا تؤثر على عدوك. ان الأمر كما لو انك تتجرع السم وتتمنى ان يؤدي ذلك إلى موت عدوك. لقد عانيت من هذه المشاعر مرات كثيرة".
"بدا لي الأمر كما لو أن هناك ذئبان داخلي؛ واحد مسالم لا يسبب لي أي ضرر. يعيش في وئام مع كل من حوله، ولا يبادر بالإساءة عندما لا يكون هناك داع لذلك، فقط يدافع عن نفسه عندما يجد ان الوقت مناسب للقيام بذلك، وبالطريقة الصحيحة".
"لكن... الذئب الآخر... آه! أتفه شيء يجعله ينفجر في أعتى نوبات الغضب والانفعال. يحارب الجميع، في كل الأوقات، وبدون أي سبب. لا يستطيع التفكير لأن غضبه وانفعاله العظيمين يمنعانه من ذلك. انه غضب من دون فائدة، لأنه لن يغير من الأمر شيئا".
"أحيانا، أجد من الصعب التعايش مع هذين الذئبين وهما في داخلي، لأن كل منهما يحاول السيطرة على روحي".
نظر الصبي باهتمام إلى عيني جده، وسأله قائلا: "أيهما فاز يا جدي"؟
ابتسم الجد وقال في هدوء: "لقد فاز الذئب الذي كنت أغذيه".

0 التعليقات:

إرسال تعليق