السبت، مايو 30، 2009

إعدام في الرياض





هاتان الصورتان المرفقتان مع هذا الإدراج (توجد صور أخرى في صحيفة الحياة أكثر تفصيلا وكذلك في بعض المنتديات) هما صورتان لتنفيذ حكم الإعدام أمس في حق أحد الجناة المفسدين في الأرض، انه آلة بشرية للدمار والترويع، وقد لقي جزاءه العادل نتيجة لما اغترفته يداه الآثمتان في قتل طفل ووالده بطريقة بشعة جدا كما تابعنا في الأخبار، ولا يصح إلا الصحيح. وهنا يمكن قراءة تفاصيل الخبر: http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/22123
في الواقع إنني لأول مرة أشاهد صورة لتنفيذ حكم إعدام منشورة في جريدة عامة مثل جريدة الحياة، ولا ادري إن كان النظام هذا معمول به منذ وقت طويل أم انه مُستحدث، وحيث أن من أهم مقاصد تنفيذ حكم الإعدام على الملأ هو ردع كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة، وكذلك لبتر العضو الفاسد من المجتمع حتى لا تتمدد جرائمه فتصيب أبرياء آمنين آخرين.
وفي اعتقادي أن هذا التوجه توجها صائبا، وأعني به السماح بنشر صور تنفيذ حكم الإعدام وربما نقل عملية تنفيذ الإعدام على التلفزيونات مباشرة والسماح للجمهور بتصويرها بمختلف الوسائل سواء بالهواتف أو بالكاميرات حتى تنتشر أكثر ويصبح عبرة لعدد اكبر من الناس، وحتى يأتي هذا النشر أكله في الردع بطريقة أكثر فعالية وشمولية، وأن نفتخر كدول مسلمة إننا ننفذ هذه الإعدامات بعد أن يتأكد قضاتنا مليون المائة بأن الجاني يستحق الإعدام فعلا، وان لا نركع لأي ضغوط خارجية من جهات مخطرفة، وذلك مصداقا لقول الخالق جل جلاله في محكم تنزيله: (وليشهد عذابهم طائفة من المؤمنين). ويقول عز وجل في موقع آخر: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:179]. وحتى لا نصبح كما قال الله تعالى ظالمون كما في قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]. فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]. وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة:44]. وغيرها من الآيات الكريمات التي تدل على ذلك والله ورسوله اعلم.
وفي اعتقادي أيضا أن جريمة كهذه لا تقبل النقاش والجدال في وجوب إعدام مرتكبها أم لا، بقض النظر عن أي تعاليم دينية، ومن يرى غير ذلك فهو إنسان يشوب عقله غشاوة، وفي اعتقادي انه إذا قتل له فرد قريب جدا بالنسبة له كإبن سيغير رأيه وسيطالب بقتل من قتل ابنه. صحيح انه يجب الحذر في تنفيذ حكم الإعدام في الجرائم الغير مؤكدة والتي تحتمل الشك كما يسوق هذه الأسباب مناهضي عقوبات الإعدام في كثير من الدول، ولكن أن تكون الجريمة مثبتة وبهذه البشاعة، وليس هناك أي مجال للشك في أن المحكوم عليه ارتكبها، في هذه الحالة لا يمكن أن يكون العقاب غير الإعدام، وكنس مثل هؤلاء القتلة من المجتمع، وان لا تأخذ الدولة التي ترتكب فيها الجريمة في إنزال العقاب بالمجرم لومة لائم ولا ترأف به أبدا، وان تضرب بأمثال هؤلاء بيد من حديد، وان لا يكون هناك أي مجال للعفو خصوصا في مثل هذه الجرام المروعة التي هي إلى الإرهاب والترويع اقرب، فلا يمكن أن نقارن مثل هذه الجريمة بجريمة قتل تحدث عن غير قصد مثلا كدهس شخص في حادث سيارة أو شجار يفضي إلى قتل فهنا في اعتقادي يمكن أن يقبل العفو، أما مثل هذه الجريمة التي تتم عن ترصد وتبييت نية فهذا يختلف اختلافا كليا وفي اعتقادي أن المختصين في مجال القضاء والإجرام يفهمون قصدي حتى لا يصبح العفو وسيلة للتكسب وتشجيع للقتل لأن الناس ستأمن العقوبة وان تكون هناك قيود وتشريعات معينة في امكانية قبول العفو من عدمه وان يقتصر ذلك في جرائم قتل معينة. وبذلك يتم إحقاق العدل والأمن في المجتمعات ويحدث الردع، ويفكر كل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة مشابهة مليون مرة قبل تنفيذ جريمته في حق أي بريء مهما كان، وان تقوم الدولة (أي دولة) بتنفيذ مثل هذه الأحكام على جميع الأشخاص مهما كانت مكانتهم أو مناصبهم كما رأينا في إصدار الحكم على قتلة المغدورة المغنية اللبنانية تميم والذي أتمنى أن يتم تنفيذه في حالة إثبات ارتكابهم للجريمة بغض النظر عن مكانتهم ومناصبهم وقربهم أو بعدهم عن السلطة، مصداقا لقول الرسول عليه السلام، لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها، أو كما قال.
والله نسأله أن يحفظنا من شرور هؤلاء الإرهابيين ويعصمنا عن ارتكاب مثل هذه الجرائم، وان يهدي ولاة أمورنا وحكامنا إلى اتخاذ كل السبل لإشاعة العدل بين الناس أجمعين من دون تفرقة.
ولمشاهدة مقطع فيديو أكثر وضوحا لتنفيذ هذا الإعدام هنا: http://www.kaleejia.com/forums/showthread.php?t=45146

0 التعليقات:

إرسال تعليق