الأحد، مايو 17، 2009

صورة نادرة


التقط هذه الصورة النادرة طاقم مكوك الفضاء أتلانتس من مسار تلسكوب هابل الفضائي. ويمكن ملاحظة المملكة العربية السعودية في صدر الصورة، بينما يمكن مشاهدة سيناء والبحر الأبيض المتوسط ومصر ونهر النيل والدلتا في اتجاه الأفق.

المتأمل لهذه الصورة الحقيقية يلاحظ أنها تنطوي على معجزة تفوق الخيال، في الواقع إنني ما أزال مذهولا منذ ان أدركت في سني حياتي المبكرة ان الأرض كروية، وأننا والمياه وكل شيء نكون في وضع معلقين فيه ان صح التعبير، ومن دون أي أوتاد أو شيء يثبتنا لمنعنا من السقوط، وقد عرفت ان ما يثبتنا ويمنعنا من السقوط هو الجاذبية، ولكن ما يزال إدراكي عاجز عن كيف لهذه التي تسمى جاذبية تثبيت المياه والأشياء والمخلوقات وكل شيء في مكانه، ربما أتصور ان الشجرة مثلا يمكنها ان تثبت في مكانها لأنها تضرب بجذورها في أعماق الأرض وكذلك الجبال، ولكن ما يحيرني كيف للماء والمخلوقات الأخرى المتحركة والغير مثبتة تستطيع الجاذبية ان تمنعها من السقوط.

حقيقة انه أمر محير ولا يسعنا كعبيد لله تعالى إلا ان نؤمن بهذه المعجزة التي تشبه الخيال في نظري، ورغم انه خيال إلا أننا نعايشه في كل لحظة من حياتنا، انظروا إلى البحر الأحمر في هذه الصورة كيف ان مياهه متماسكة وباقية في مكانها ومحافظة على شكلها... لا تتسرب إلى الأسفل ولا تسيل في اتجاه الجوانب، ولا ادري ما هو تفسير عملية صب الماء على الأرض بكميات كبيرة وتمدده وفيضه وسيلانه في جميع الاتجاهات، ولكن ماء البحار والأنهر والبحيرات لا يحدث له ذلك عندما تدور الأرض وتصبح هذه المياه في وضعها المعلق!. ربما يكون سؤالي ساذجا لأن هذه الظاهرة تم تفسيرها علميا منذ زمن طويل، وان هناك نواميس وحقائق علمية معينة تفسر تثبيت كل شيء ليحافظ على شكله دون أي فوضى في الكون. ولكني عندما أفكر في الأمر من ناحية المنطق أجد انه أمر يفوق التصور... بل انه إعجاز حقيقي متقن الصنع لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون قد أتى بالصدفة كما يتوهم كثيرين حتى الآن، سبحان الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق