الجمعة، مايو 08، 2009

هل الانثى سلبية جنسياً؟؟؟؟

سألني صديقي: لماذا الأنثى تلعب دوراً سلبيا في معظم الأحيان فيما يتعلق بالمبادرة في الجنس؟ الشائع ان الذكر هو الذي يغتصب، وهو الذي يلهث وراء والأنثى، ولم نسمع يوما أبدا ان هناك امرأة اغتصبت رجلا إلا نادرا، وتكتفي المرأة بدور الإغواء فقط، لماذا!!
قلت له متفلسفاً: المرأة تستطيع ان تمارس الجنس في كل لحظة من الناحية الميكانيكية للجنس، أي بمعنى إذا جردناه – أي الجنس - من الأحاسيس والرغبات وإشباع اللذة، وأبعد من ذلك عملية الوصول للاورجازم المعقدة، ولكن الرجل من المستحيل ان يستطيع ممارسة الجنس في كل الأوقات، ربما هذا ما جعل المرأة لا تغامر غريزياً، بأن تطلب الجنس من رجلها بنفس الطريقة التي يطلب بها رجلها الجنس من المرأة، لهذا ربما آثرت الاكتفاء غرائزيا بدور ممارسة الغواية فقط، قد يكون هذا واحد من العوامل التي جعلتها غير مبادرة، أو ربما تكون تريد ولكنها حسب تجارب سابقة لن تضمن ان رجلها يريد مثلها، فهي كصائد السمك الذي يرمي بطعمه في البحر ثم ينتظر الفرج، إما ان تصيب صنارته أم تخيب. من العوامل الأخرى هو ان الأصل في اشتهائها للجنس تتحكم فيه هرموناتها ومزاجيتها بدرجة أكبر من الرجل، لكأن آلية الرغبة الجنسية لديها أرفع شأنا من مرتبة الحيوانية مقارنة بالرجل، ونرى هذا بشكل واضح في سلوك الحيوانات الجنسي والتي تتزاوج في مواسم معينة في السنة، يعرف ذلك أهل القرى التي يكثر فيها الكلاب، عندما يخرجون في الصباح الباكر، فيلفون الكلاب في حالة سعار جنسي، والتحام بعد حمى صراع حامي الوطيس بين الذكور للفوز بالأنثى التي تقف شعور بالفخر لتنافس هؤلاء السفلة على الفوز بها، وفي نفس الوقت تحاول التمنع وربما تكون هي الراغبة.
من المعروف انه ما ان ينتهي الرجل من ممارسته للجنس، حتى يدخل في مرحلة خمول جنسي، تتفاوت في طولها من رجل إلى آخر، إذ تلعب في هذا الأمر عوامل عدة أهمها السن، فهناك رجال لا يمارسون الجنس إلا مرة واحدة في الأسبوع، وقد ينسون تماما ان لهم عضو ذكري من أهم مهامه الوصال الجنسي فيتحول لديهم كمبولة فقط - ان جاز التعبير - أو ربما مرة واحدة فقط في الشهر، بينما هناك رجال يمكن ان يمارسوا الجنس مرتين في اليوم الواحد كما يعلم الجميع، وفي تقديري لو كان الرجل مثل المرأة لانتحرت جميع النساء، ولما برح أي رجل بيته طلبا للرزق، أما المرأة من الناحية النظرية، فيمكن ان تظل تمارس الجنس طيلة ساعات اليوم بدون توقف، هذا إذا تحدثنا عن ذلك من الناحية الميكانيكية بعكس الرجل، ولعل محدودية قدرة الرجل من الأسباب الرئيسية التي تجعل المرأة لا تطلب الجنس بل تكون هي المستقبل فقط، فتكتفي بدور الإغواء. ليس لأنها لا تستطيع (حاشا وكلا وفشر)، بل لأنها لن تكون متأكدة من إجابة مطلبها الشبقي، وحتى لو جاملها رجلها، قد يشوب الجنس نقصا واضحا، وتتم ممارسته بطريقة غير مثالية بعكس ما تشتهيه سفن المسكينة، وذلك لعدم حدوث انتصاب جيد بالنسبة للرجل وما قد يصاحبه ذلك من شعور بالذنب، قد تستشفه المرأة من محاولة رجلها بذل جهد كبير على إبقاءه لانتصاب جيد يرضى غرورها، وكما نعلم ان الانتصاب لا يحدث بشكل جيد إلا إذا صحبته رغبة قوية تلبست الرجل، وبعد فترة مناسبة بين اتصال جنسي وآخر، وهذا الفشل من المؤكد سيؤثر على تفاعله بشكل مثالي وتلقائي معها، وهذا الفشل أو ان شئت عدم المثالية من جانب رجلها، يجعل الحال لا يعجبها، ولكنها تضطر صاغرة لكتمانه وربما يجعلها تتعظ وتبطل شقاوة وإلحاح شبقي او تتمرد وتعلن العصيان على الربقة الذكورية، وكأنما تثبت لقبيلة الرجال انهم عبارة عن بالونات ذكورية منفوخة ليس إلا.
وفي اعتقادي ان الطبيعة تحاول خلق التوازن بين الجنسين، فالمرأة كما أوضحت قادرة نظريا على ممارسة الجنس طوال الوقت، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، لارتباط ذلك بالتذبذب الهرموني الذي يعتريها فيؤثر على رغبتها، إضافة إلى نواحي أخرى تؤثر على هذه الإمكانية، مثل إصابتها لأكثر من خمسة أيام في الشهر بالحيض الذي يجعلها غير مهيأة لممارسته، حتى ولو كانت لديها رغبة، كما يمكن ان نضيف إلى هذا فترات النفاس التي قد تمتد في كثير من الأحيان لاكثر من شهر، وقابليتها العالية للإصابة بالالتهابات المتكررة، الأمر الذي يجعل الوصال الجنسي أداء واجبا مؤلما في هذه الحالة.
وربما تتضافر كل هذه الأمور، لتجعل المرأة تزهد في الجنس في اغلب الأوقات، مما يؤثر بلا شك على رغبتها، إذا أضفنا إلى هذه الأمور المسئولية الكبيرة التي تُلقى على عاتقها عندما تنجب، حيث يتبدى تأثير اهتمامها بوليدها وتعبها ومعاناتها وسهرها، إضافة إلى الواجبات المنزلية الأخرى أو المهنية واضحا، فيجعلها تنصرف تماما عن الجنس، او على الاقل لا تكون كما يرغب رجلها ان تكون، وهنا قد يحدث عدم التوازن على المدى الطويل، عندما لا يتم إشباع احتياجات الرجل الجنسية، والغريب في الأمر ان المرأة تصبح عاجزة عن تلبية رغبات رجلها بالشكل الذي يرغبه، على الرغم من أنها لا تحتاج لانتصاب لتمارس الجنس، وعلى الرغم من أنها لا تفقد سائل حيوي، يمتص الكثير من موارد الجسم (السائل المنوي) إذا أسيئ اهراقه.
حقا انه لأمر عجيب، ومعادلة (انشكارية يصعب استنكاه غورها)!!!!
هذا الأمر العجيب، ربما يجعل المرأة تتساءل، لماذا لا يقدّر رجلها ظروفها؟ ويكتم رغبته ولا يفصح عنها أو يبذل جهدا لمقاومتها - أي الرغبة - وعدم إبدائها لزوجته في لحظات معينة، أو يحاول الصوم مثلا، ولكني اعتقد ان الأمر أكبر من ذلك بكثير، لأن الجنس في اعتقادي غريزة أساسية، والغريزة لغة حيوانية بحتة، أودعها الله عز وجل في مخلوقاته كي تُمارس لا ان تجابه بالمعاذير، ولا بد ان تمارس وفقا للفطرة، أي بمعنى كأنها شارع اتجاه واحد. وهذا له علاقة بآلية التكاثر. كما ان حيوانية الغريزة الجنسية لدى كل المخلوقات تكاد تكون متشابهة حتى مع تميز البشر بالعقل والتفكير، لا أظن انه كان سيحدث التكاثر بين المخلوقات بهذا القدر الهائل (بمن فيهم جميع الأموات) والمتواصل لولا حيوانية الغريزة الجنسية، لما يجره الجنس من تبعات ومسئوليات كبيرة للرجل والمرأة هما في غني عنها لو لا حيوانية هذه الغريزة، وحيوانية الغريزة الجنسية نلمسها وتتبدى بجموح أكثر في حوادث الاغتصاب وزنا المحارم والعلاقات الآثمة، وفي الحيوانات عند ممارستها للجنس فيما بينها فيما يشبه الاغتصاب، نجد ذلك في القطط وفي كثير من الحيوانات الأخرى، وكذلك الحالات التي يرتكبها آلاف الرجال مع نسائهم، وغير نسائهم رغم أنهم يعلمون عقوبتها الدنيوية والأخروية بالنسبة للأخيرة، وما يمكن ان تتسبب فيه من إصابتهم بالأمراض التي لا حل لها إلا الموت على الأقل في الوقت الراهن، مثل الايدز في حالة فعل ذلك مع غير نسائهم.
سبحان الله، انه لأمر شائك.
قلت ذلك ووضعت رجل على رجل وقد تلبسنى زهو مفضوح للسفسطائية التي تقيأتها للتو.. وأنا انظر إليه من طرف عيني متلذذا بهذا الزهو.. على أمل ان اكون اشبعته اقناعا.
قال صديقي بعد صمت قصير: ويحك يا هذا... لقد خلطت الحابل بالنابل، أوهل تعتقد ان الإغواء أمر ثانوي؟ ثم أجاب على سؤاله بنفسه... أعلم يا صديقي... ان دور الإغواء لا يقل أهمية وفتكاً عن مبادرة الرجل التي تتشدق بها، وحتى ولو لم تعني الأنثى ذلك أو تمارسه، كما في حالة اغتصاب الأطفال مثلاً. الأنثى هي رمز الغواية شئنا أم أبينا، وهي التي يقال أنها غوت سيدنا آدم لدرجة انه أكل من الشجرة التي حُرّمت عليهما فحل بنا جميعا هذا الشقاء (حسب زعم المسيحيون)، فهي أس الغواية سواء تعمدت ذلك أم لم تتعمده، وسواء كشفت عن مؤهلاتها الاغوائية، أم حجبتها عن أعين الرجل بعكس مشاعر الأنثى تجاه الرجل إلى حد كبير.
عندها صمت صديقي... وصمتّ أنا، وتوقفت عن الكلام المباح... على أمل ان يطلع الصباح.
ما سبق مجرد انطباعات شخصية فقط، تحتمل الخطأ والصواب والغرض منها إحداث عصف فكري للتوسع في مناقشة هذا الأمر الشائك.



0 التعليقات:

إرسال تعليق