الأحد، مايو 10، 2009

إلى من يهمه أمر التدوين والمدونيين

لما كانت الكتابة هي أداة من أدوات إيصال الفكر والإبداع والابتكار، وتبادل التجارب وتهذيب الناس والرقي بالذوق الإنساني، أهيب بوزارات الثقافة والإعلام في العالم العربي، أو أي من رجال الأعمال الأثرياء مثل سمو الأمير الوليد بن طلال، أو القائمين والمهتمين بالشئون الثقافية في دولة الإمارات، ان يكوّنوا لجنة قومية عربية/عالمية لاختيار أفضل مائة مدونة باللغة العربية على نطاق العالم بغض النظر عن جنسية المدوّن أو موقع الانترنت الذي يستضيف مدونته أو البلد الذي يعيش فيه، وتنتخب هذه اللجنة من المخضرمين في المجالات المختلفة التي تدخل في مكونات المدونة مثل الإبداع في الكتابة العربية، والالتزام بالنواحي اللغوية والتنسيق في الطباعة، الإخراج الفني للمدونة... الخ.

وفي تقديري ان تشجيع هذا الضرب من الإبداع المستحدث في العالم العربي إذا لقي الاهتمام الجاد والتشجيع الذي يليق به من قبل القائمين على شئون الثقافة والإعلام، في اعتقادي انه سيكون له مردود طيب في رفد الساحة الثقافية العربية بكتاّب (مدونّين) سيضيفون الكثير إلى الثقافة واللغة العربية، وبالتالي سيشجع هذا بالتأكيد النشء على الاهتمام باللغة العربية والكتابة والتفكير والذي من المؤكد سيخرج لنا مبدعين سيقدمون لنا على المدى الطويل أفكار من خلال كتاباتهم أو مدوناتهم والتي ستشكل اضافة كبيرة للفضاء الثقافي.

لم يعد سرا الحالة المتردية التي بات يعيشها الغالبية العظمى من الشباب العرب والناطقين بهذه اللغة الرائعة... اللغة الاعظم في الوجود لغة القران الكريم، المتمثلة في عدم الاهتمام بالقراءة وتجاهل تطوير الإمكانات اللغوية من حيث الكتابة والتعبير وسلامة وسلاسة اللغة والتي وصلت لدرجة ان تجد طلابا جامعيين لا يجيدون حتى كتابة ابسط الجمل دون السقوط في أخطاء لا تحصى ولا تعد (مثلي أنا)، ناهيك عن الاحتيال والنصب الشائع في عالمنا العربي وسرقة إبداعات الآخرين سواء كانت أكاديمية بحثية أو مؤلفات أدبية، لدرجة ان الأمر وصل إلى سرقة رسالات الدكتوراه أو شرائها أو تكليف آخرين بكتابتها لا لشيئ إلا للوجاهة او طلب الترقيات في العمل بغير وجه حق. ولا يختلف اثنان ان التشجيع والتدريب على الكتابة كما أسلفت سينمي روح التفكير والإبداع ويساعد في إخراج الأفكار الغير مسبوقة، وبالتالي استثمار طاقات كثير من الشباب فيما يفيد المجتمعات العربية والناطقين بلغة الضاد في جميع أنحاء العالم وتقوية عضد اللغة العربية، واستخدام الانترنت فيما يفيد وينفع، والبعد عن الممارسات الهدامة سواء كانت عن طريق الانترنت أو في الحياة العامة.

آمل ان تبادر جهة من الجهات التي ذكرتها أعلاه أو من المعنيين بالهم العربي العام للاهتمام بهذا الجانب الخاص بالتدوين الذي سيكون له أثرا طيبا في إرساء دعائم حرية التعبير وعدم الحجر وتكميم الأفواه ومصادرة الأفكار، وإشاعة جو الحرية بلا حدود أو قيود طالما لا تمس أو تسيء الأشخاص والذات الإلهية والرسل، أما خلاف ذلك فيسمح وتشجع الكتابة في جميع المجالات الإبداعية الأدبية والنقدية والسياسية مهما كانت، بالذات في المجالات العلمية والتكنولوجية، وان يكلف موقع مثل موقع مكتوب أو موقع خاص بنشر المدونات المائة التي يقع عليها الاختيار سنويا، حيث يقوم هذا الموقع بإلقاء الضوء على المدونات المميزة ونشر الإدراجات اللافتة بطريقة معينة ووضع قسم خاص في الموقع يعني بتقديم لمحات سريعة ومبسطة عن ابجديات وفنون الكتابة الصحفية وقواعدها وكذلك قواعد اللغة العربية الصحفية واساليب الكتابة الأخرى وكيفية تطوير الشكل العام للمدونات، وان تخصص جوائز كبيرة لجميع اصحاب المدونات المائة العربية الأفضل عالميا، ويتم اختيار أفضل إدراجات لتطبع في كتاب كل سنة، كما يمكن ان تقوم برعاية هذه الجوائز شركات الاتصالات في العالم العربي التي يهمها زيادة أعداد المدونيين والتي تعني بالنسبة لهم مزيدا من الاشتراكات من قبل المدونين الجدد المستهدفين في خدمات الانترنت، وكذلك شركات الكمبيوتر الضخمة ووكلاء الكمبيوترات اللابتوب العالمية والمحلية والتي يهمها ان تزداد مبيعات أجهزتها، وتحقيق أهدافها في ان يكون لكل إنسان متعلم يكتب بالعربية في العالم جهاز كمبيوتر شخصي بقدر الإمكان، وكل ذلك سيسهم في نهاية المطاف في تشجع النشء للاهتمام بمجالات الكتابة والإبداع والتأليف وتطوير اللغة العربية، ومحاولة تجويد أدوات الكتابة واللغة بدلا من قضاء معظم أوقات الفراغ في أمور لها علاقة بالاجرام وامور تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع، وكذلك قيام معلمي مادة التعبير والانشاء في الصفوف المختلفة في المدارس في جميع المراحل بلفت نظر والقاء الضوء على نشاط المدونات وكيفية انشاءها والكتابة فيها، وهذا من المؤكد سيكون له أثر طيب في المجتمع عندما نشغل الشباب بأمور وهوايات نافعة مثل هواية الكتابة والتعبير والإبداع الفكري وكتابة القصص وسيناريوهات الأفلام والمسرحيات والترجمة والتصميم والتصوير وكل مجالات الابداع بجميع صنوفها ومن جميع اللغات إلى اللغة العربية التي يمكن ان تحويها اي مدونة.

هل كلامي هذا يا جماعة ويا حضرات وزراء الثقافة والإعلام والتربية والتعليم فيه أي شيء يدل على انه كلام فارغ يا ناس يا هوووووووه.... أرجو ان لا يساء فهم كلامي هذا بأنني أتحدث في السياسة وفي الممنوعات، ويتم منعي من التنفس.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد. مع تحيات الامبراطور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق