لم أتمالك نفسي وأنا اقرأ هذا الخبر المفرح، إلا وفاضت عيوني بالدمع وشعرت بغصة في حلقي... اشهد أن هذا الرجل رجل جميل... انه مثال للإنسان القدوة... وجميل جدا أن يهب الناس لتقدير ما قام به من بطولات... ونتمنى أن يكون ملهما للكثيرين منا... وان ندرك أن هذه الدنيا دنيا تافهة ودار فناء... ولا ينفع فيها إلا العمل الصالح... والعمل الذي تخلفه ورائك من خلال محاولتك تقديم ما ينفع الناس... ولو كانت تدوم لدامت لغيرنا من أصحاب الملايين والجاه والمناصب.
نسأل الله أن له المغفرة وان يلهم اله وذويه الصبر والسلوان، واسأل الله أن يكرم بصورة رسمية من قبل الحكومة السعودية، تكريما يليق بالعمل الباسل الذي قام به وأصبح مضربا للأمثال... وقدم دليلا دامغا لكثير من الخليجيين والعرب الذين يعتبرون أي جنس ينتمي لهذا الجزء من آسيا هم مجرد صراصير، وهم الأعلون في الأرض وما أكثر مثل هؤلاء الناس... فالاحتفال بمثل هذا الرجل يجعل مثل هؤلاء الناس يعيدون صياغة مسلماتهم الاقصائية والتكبرية ويدركوا أننا كلنا من تراب وكلنا لآدم... وان الخلق عز وجل خلقنا من نفس واحدة وخلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف وان الكريم منا هو الأكثر تقوى، والتقوى مكانها القلب ولا يعلم بها إلا الله.
لا بد أن يلقى التكريم الرسمي الذي يليق به على أعلى المستويات حتى يقتدي به بقية الأجانب الذين يعيشون بيننا، إذا كانوا ينتهجون سلوكيات غير سوية وإجرامية، وحتى يقتدي به مراهقينا ويشعرون بقيمة الإنسان عندما يكون إنسانا طيبا وبطلا.
واجزم أن هناك رجال خيرين في هذا البلد بادروا بالتبرع لرعاية أسرته المكلومة والوقوف بجانب بناته ليعيشوا حياة كريمة وهو اقل جميل يمكن أن يقدم لهن. ولن اشك أبدا أن وسائل الإعلام الغربية تتحدث عنه الآن بشكل يثلج صدر كل مسلم.
وأترككم مع الخبر المفرح...
مسجد ومنزل لمنقذ غرقى سيول جدة
[تشييد مسجد للشهيد فرمان]
تشييد مسجد للشهيد فرمان
جريدة الرياض - مكة المكرمة – جمعان الكناني
قام وفد من مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بزيارة أسرة الشهيد فرمان علي خان للمرة الثانية، في قريته (خوازه خيلة) بمدينة سوات في إقليم سرحد الباكستاني والإعلان عن بدء العمل لبناء مسجد الشهيد (فرمان علي خان) بقريته بمدينة سوات، من خلال وضع لوحة باسم الشهيد وبحضور جمع غفير من أهالي القرية، الذين غمرتهم الفرحة والسرور بهذه المبادرة الكريمة للندوة العالمية للشباب الإسلامي ببناء المسجد.
رافق وفد الندوة موفد السفارة السعودية بإسلام آباد لنقل رسالة من السفير السعودي تضمنت التحية والتعزية، والوقوف بجانب الأسرة الكريمة لما قام به الشهيد من عمل إنساني نبيل. ومعرفة طلبات وحاجة أسرة الشهيد فرمان لرفعها لسعادته.
استغرقت الزيارة يوماً واحداً بدأت الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً، تم خلالها توزيع كفالات الدفعة الأولى لأيتام الشهيد فرمان (لستة أشهر) من عام 1431 ه، بالإضافة إلى تسليمهم بعض المواد الغذائية.
تحرص الندوة على تفقد أحوال أسرة الشهيد فرمان والوقوف على الاحتياجات التي يمكن أن تقدمها الندوة وكان من أهمها، بناء بيت لأسرة الشهيد فرمان ( حيث تسكن الأسرة في بيت جدهم مع جميع أفراد العائلة البالغ عددهم 31 شخصا، في بيت قديم سقفه من الخشب والطوب والطين والزنك، وتعتريه الشروخ والتصدعات نتيجة للحروب في المنطقة).
[بنات الشهيد فرمان وبعض اقربائه مع مندوبي الندوة العالمية ]
بنات الشهيد فرمان وبعض اقربائه مع مندوبي الندوة العالمية
وفي ختام الزيارة توجه الوفد لزيارة قبر الشهيد فرمان في مقبرة القرية بجوار بيته والدعاء له، وتحرك الوفد عائداً إلى إسلام آباد.
وفي وقت سابق سارعت الندوة فور الحدث والبطولة التي قام بها الشهيد فرمان عبر مكتبها إلى الإقليم بإسلام آباد لتكون أول من يصل إلى أسرة الفقيد، وزيارتها في قريته. وتقديم واجب العزاء ومواساة الأسرة المكلومة، في مصابها الجلل وتم الالتقاء بزوجته بروين وعمرها (29) سنة، وبناته الثلاث زبيدة عمرها (7) سنوات، ومديحة عمرها (5) سنوات، وجويرية عمرها سنتان، بالإضافة إلى أحد أشقائه، وتقديم مساعدة مالية أولية عاجلة لأسرة الشهيد على أن يتم النظر في جميع احتياجاتها بعد دراسة مفصلة لحالتها المعيشية لتقديم المساعدة اللازمة لها، كما قامت الندوة بكفالة بناته الثلاث (زبيدة ومديحة وجويرية)، تكريماً لما قام عائلهم.
لم يكن (فرمان)، ذا اهتمامات كبيرة، أو طموحات صعبة، كان طيب القلب تغلب عليه السماحة ودماثة الخلق، مع جميع سكان الحي الذي يعيش فيه، وكان متواضعاً إلى درجة كبيرة.. عاش بسيطاً جداً من خلال البقالة التي يعمل بها منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ساعة متأخرة من الليل.
ويحكي صديقه المقرب (شاه خان) أنه ترجّى فرمان أن يخرج من مياه السيل ولكنه أصر على مواصلة إنقاذ المحتجزين.. شيء غريب وكأنه على موعد مع الموت، فأراد أن يستعد للقياه ويكلل حياته بمحاسن الأعمال، في ذلك اليوم المهول حيث يَحكى جيرانه ومعاشروه في الحي الذي يقطنه، أنه ظل يوم استشهاده مستيقظا طوال الليل يقرأ القرآن الكريم، وقبيل آذان الفجر، خرج مسرعاً إلى المسجد المجاور للبقالة التي يعمل بها كبائع، وبعد الصلاة عاد إلى البيت وكان في قمة النشاط والانشراح والبشاشة، مستنير الوجه يكثر من ذكر الله، يداعب أصدقاءه، وكأنه يودعهم، لم تكن له أي مشاكل، رغم أنه أعزب في بلاد الغربة، وكان كثير الصلاة والذكر، ومن المواظبين على الصلوات جماعة في وقتها، إضافة إلى مساعدة كل من يريد الاقتراض من البقالة من المعسرين والفقراء من سكان الحي، وحين هجم السيل على الحي كان في مقدمة المهرولين لإنقاذ المحتجزين، وقد حاول أقرباؤه أن يمنعوه، ولكنه أصر على فدائيته في شجاعة وإقدام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق