الاثنين، يناير 11، 2010

مررها إلى الامام


فيما كنت في طريق العودة إلى المنزل، بعد يوم عمل مرهق ظهر يوم صيفي قائظ، فإذا بي اسمع فجأة صوت الهواء يتسرب من احد إطارات سيارتي، ولحسن الحظ حدث ذلك بالقرب من إحدى محطات الوقود، فترجلت من السيارة، وبالفعل اكتشفت أن الإطار قد انثقب. سألت عامل المحطة ما إذا كان يمكنه مساعدتي لتغيير الإطار، حيث أنني وكعادتنا نحن النساء المرفهات، لم أكن أعرف كيف أغير الإطار، فاسقط في يدي. فقال لي انه ليس مسموحا له بتقديم مساعدة من هذا النوع.

وفيما كنت أتحدث مع العامل، سمع احد الأشخاص الذي كان يعبئ خزان سيارته في تلك الأثناء الحوار الذي كان يدور بيننا، فقال لي انه مستعد لمساعدتي على تغييره. فما أن فرغ من تعبئة خزان سيارته بالوقود حتى حرك سيارته وأوقفها بجانب سيارتي واخذ يغير الإطار، ولم يمر وقت طويل حتى أعاد الإطار إلى مكانه وأصبح كأنه جديد، وظل لساني يلهج بكل كلمات الشكر التي اعرفها محاولة أن اثني على صنيع الرجل لإنقاذه لي من تلك الورطة.

وقبل أن يذهب قال لي، انه عندما كان أصغر سنا، وبينما كان يقود سيارته ذات يوم في احد الطرق السريعة لم ينتبه إلى مؤشر الخزان، إلا بعد أن نفد الوقود تماما. وكان قد وصل إلى منطقة نائية في وسط الصحراء، ولم يكن معه لا طعام أو ماء أو وقود احتياطي، وبينما هو في حيرته تلك، إذا بأحد الرجال كان يقود شاحنة صغيرة، توقف وأعطاه كمية لا بأس بها من الوقود، كانت كافية لإيصاله إلى محطة الوقود التالية، وقبل أن يتحرك الرجل، عرض عليه أن يدفع له ثمن الوقود، فقال له الرجل: "لا تدفع لي مقابل هذا الوقود الآن، فقط مرر هذا الصنيع إلى الأمام" ومنذ ذلك الحين، فهاأنذا أحاول العمل بنصيحة ذلك الرجل في مساعدة الناس العالقين على الطريق بتمرير صنيعه إلى الإمام".

ترجمها جاكس، حقوق الترجمة والاقتباس محفوظة... كاتب هذه القصة مجهول.

__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق