الثلاثاء، يناير 12، 2010

لا تضيقوا على الاناث استمتاعهن بغريزتهن الجنسية

كثيرا ما قلت انه من الأفضل على البشر عندما تواجههم قضايا خلافية، سواء كان الخلاف من ناحية الدين أو العادات والتقاليد، أن يحتكموا لصوت العقل والمنطق، وينظروا إلى المشكلة من جميع الزوايا والأبعاد وينأوا بأنفسهم عن وضع احكام استنادا الى العواطف، وان يشغل الناس (خصوصا شعوب العالم المتخلف) أمخاخهم التي أودعها الله جماجمهم كي يتم تشغيلها وليس لتظل مجرد كومة دهون قابعة هناك من دون فائدة. فقد لفت انتباهي مطالبة الدكتورة زين العابدين الباحثة والكاتبة السعودية بتحديد سن زواج القاصرات، كما جاء في الخبر في جريدة الرياض عدد اليوم، وهذه ليست أول مرة تطالب فيها ناشطة مثل هذا المطلب، فقد سمعنا هذه الاسطوانة من كثير من الناشطات الذين يرون أن هذا المنع والتحديد في مصلحة الناس، وخصوصا شعوبنا العربية التي تختلف في كثير من جوانب عاداتها وتقاليدها عن الشعوب الأخرى، وقبل أن أدلو بدلوي (المتواضع) إليكم الخبر أولا:

الدكتورة زين العابدين تطالب «العدل» بتحديد سن زواج القاصرات



د. سهيلة زين العابدين
الرياض - سلوى العمران
طالبت الباحثة والكاتبة السعودية رئيسة مركز الدراسات والأبحاث بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د. سهيلة زين العابدين وزارة العدل السعودية بتحديد سن الزواج للفتاة ب 18 عاما وذلك وفق ما بينته من أدلة شرعية واستنباطية قاطعة معتبرة أن ذلك هو السن المناسب للزواج حيث الفتاة تكون في كامل أهليتها العقلية والصحية والجسدية مشيرة إلى أن ما يستند عليه كثير من العلماء والفقهاء في إباحة زواج القاصرات دون سن الثامنة عشرة محتجين في ذلك بزواج الرسول "صلى الله عليه وسلم" من عائشة بنت أبي بكر هي أدلة ضعيفة لا تستند لدليل شرعي قاطع أو وقائع حقيقية وأن تتبع الروايات أظهر وأكد بما لا يدع مجالا للشك أن زواجه منها لم يكن وهي قاصر بعمر تسع سنوات حيث تشير الدلائل التاريخية أنه تزوجها وهي بعمر التسعة عشر وطالبت الباحثة في المشروع العلمي الذي قدمته لوزارة العدل السعودية بفسخ عقود الزواج لمن ثبت تزويجه ابنته رغما عنها، وأنه يتوجب بناء على ذلك تغيير كل المفاهيم الخاطئة التي تجيز لولي الأمر تزويج الفتاة في كثير من الأحيان رغما عنها دون قدرة لأي شخص أو جهة قانونية إيقافه أو ردعه.

انتهى الخبر...

أولا وقبل كل شيء يجب أن ندرك أننا لسنا اعلم واحكم من الخالق عز وجل الذي جعل الأنثى تكون قادرة على الحمل والإنجاب بشكل سلس منذ عمر مبكر، وان الله لم يكن ليعجزه أن يعفيها من هذه المقدرة الفسيولوجية على الحمل حتى بلوغها عمر الثامنة عشر كما نحب أن نتفلسف كبشر ونحب أن نتطاول كثيرا على مشيئة الخالق بطريقة غير مباشرة. فهذه الخاصية كانت منذ أن خلق الله أول مجتمع بشري، وستظل هكذا ربما مع تغييرات طفيفة من شعب إلى آخر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، هذا ناموس محكم وبديع ولا يجب أن نحاول التفلسف بشأنه، وإلا حدثت عواقب وخلل في المجتمع لا تحمد عقباها إذا ما تلاعبنا بالنواميس.

لا أريد أن ادخل في مغالطات عن الاختلاف حول زواج الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة الفضلى أم المؤمنين عائشة، وان كنت أرجح على حسب رأيي الشخصي أنه ليس من المستبعد أنه تزوج بها في عمر التاسعة أو حوله. ولكن كما بدأت بهذا الإدراج أريد أن أتحدث من ناحية المنطق والعقل.

كلنا يدرك انه من المستحيل أن يلتزم البشر بقوانين تحدد زواج القاصرات، وكلنا نعلم انه لا يوجد مجتمع يلتزم بمثل هكذا قوانين، ومنذ فجر التاريخ وبالرغم من سنها من قبل كثير من الدول (المتفلسفة)، والأخبار عن حمل القاصرات دون سن 18 عاما تزكم الأنوف من كثرتها، كما انه ما كل اللواتي يحملن يحملن ضمن علاقة زواج رسمية تقليدية، وأكاد اجزم انه لا توجد فتاة غربية لم تمارس الجنس سواء جنس كامل بإيلاج، أم فقط مجرد (تفريش)، وكون أن هؤلاء الفتيات مارسن الجنس، فهذا لا يعني إنهن كلهن بالضرورة لا بد أن يحملن وبالتالي يعرضن أنفسهن للمحاذير الصحية والاجتماعية التي يسوقها ناشطي تقييد عمر الزواج كمبرر لآرائهم الغريبة، هذا يعني أننا نستن قوانين وشرائع تتصادم مع الفطرة ومع الناموس الإلهي وبإمكان الناس التحايل عليها لأن الغريزة الجنسية يصعب ضبطها وترويضها، وهذا الحظر خطر كبير ولا يجوز، ونحن كدول مسلمة، ولا يجب أن نكون إمعات ونحاكي الغربيين في كل قوانين يشترعونها، لدرجة أنهم إذا دخلوا جحر الضب دخلناه معهم، من بدون أن نراعي عاداتنا وتقاليدنا وخصوصياتنا التي تختلف اختلافا كبيرا في حالة العلاقات الاجتماعية بين الذكر والأنثى، وابسط مثال على ذلك انه من المنطقي أن الغريزة الجنسية أودعها الله فينا كبشر أن تمارس فطريا وبدون أي قيود، وهذا هو الأصل، أي بمجرد أن يشعر الإنسان بالحاجة إلى ممارستها بغض عن النظر عن الموانع الدينية والاجتماعية التي طبقت لاحقا، يمكنه أن يمارسها ما دام يوجد إناث وذكور مستعدين لذلك (على قفا من يشيل)، فهكذا كان يعيش البشر في أول عصورهم عندما خلقهم الله وعندما كانوا يعيشون في الغابات وفي الكهوف عراة على الفطرة قبل أن تتطور منظومات القيم.

الأنثى عندنا في مجتمعاتنا يا سادة يا كرام، تحرّم عليها الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد أن تستمع بالغريزة الجنسية خارج إطار الزواج (وهذا جميل ولا اعتراض عليه لأنه حكم الله وبالنص)، بل لدرجة أن هناك بعض المتشددين يحرمون عليها ممارسة العادة السرية حتى ولو استبدت بها هذه الشهوة اللعينة... فكيف بالله عليكم تريدون أن تحرموها من إشباع هذه الفطرة إذا أتاها حظها وقيض الله لها زوجا لتمارس حياتها الطبيعية مثلها مثل أي كائن حي موسوس بهذه العلاقة الجنسية اللذيذة والضرورية، والتي إذا نظمت لما تعارضت مع نشاطاتها الحياتية الأخرى!

في اعتقادي أن مثل هذا الأمر بدلا من منعه بواسطة قوانين، يكفي تناوله في وسائل الإعلام في شكل نصائح وإرشادات، وان نذكر أولياء الأمور دائما انه كلما أخّرنا الزواج إلى أن تُكمل الأنثى مراحل تعليمها الأساسية، كلما كان هذا أفضل لها، حتى لا تشغلها هموم اعتنائها بزوجها وأطفالها عن الدراسة، ونشجعهم أيضا على أن لا يزوجوا إناثهم الصغيرات إذا لاحظوا أن الواحدة منهن لا تتمتع بجسد مناسب من حيث تحملها لأعباء الحمل والولادة خوفا عليها من حدوث مضاعفات، وعندما أقول صغيرة السن لا اعني عمر 8 أو 9 أو 10 أو حتى 13، وأنا استغرب لماذا حدد ناشطينا المسلمين أن يكون السن المناسب للزواج هو 18 وليس 14 أو 16 مثلا؟؟؟ وكل الكلام الذي يسوقه لنا ما يسمون أنفسهم بعلماء النفس والاجتماع بضحكهم علينا أن الأنثى عندما تتزوج في عمر اقل من 18 لا بد أن تحدث لها هذه المضاعفات أو تلك، فأحب أن أقول لهم، إنكم علماء (سكة) وعلماء ما عندكم (سالفة) فمن المستحيل أن تنطبق هذه المحاذير على كل الإناث اللواتي لم يبلغن الثامنة عشر بعد، لأننا كلنا نعلم أن البنية في جسم الإنسان تختلف من إنسان إلى آخر نسبة لعوامل كثيرة، وكذلك العادات والتقاليد وعوامل أخرى كثيرة تتدخل في مثل هذه الأمور. ومرة أخرى أقول إنكم لستم اعلم من خالقها الذي جعلها وصممها لتحمل في عمر صغير.

لا يوجد إنسان عاقل يقول بحرمان الأنثى من التعليم على الأقل التعليم الأساسي، إذا ثبت أن زواجها سيتعارض مع إكمالها له، فيجب على مفكرينا وعلماءنا أن يشجعوا الناس على أن يراعوا هذه النقطة باللين والمحاضرات والدروس وليس بالقوانين. وعلى الدولة أن تساعد الأسر الفقيرة ماديا والدعم بكل الطرق، وتخيلوا معي انه جاء ولي أمر لأحد هؤلاء المتفلسفين، ودعنا نسمي هذه الجهة (الحكومة) الذين يريدون أن يمنعوه تزويج ابنته التي تبلغ 16 أو 15 أو 14 عاما، فقال لهم:

(أرجوكم لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم، فأنا ووالدتها المسئولان عنها ونحن وليا أمرها، وان أفراد قبيلتها وأهلنا جميعهم يباركون هذا الزواج الميمون، وأنا المسئول أمام الله عما افعل بها، وفي النهاية ربي هو الذي سيحاسبني إذا كان سماحي بتزويجها سيسبب لها مشكلة، فأنا أدرى بها لأن أهل مكة أدرى بشعابها، وهي من لحمي ودمي وأنا أخاف عليها واعرف مصلحتها أكثر منكم، وانتم تتحدثون نظريا ولا تعلمون عنا وعن أحوالنا المعيشية والاجتماعية شيئا، وكما يقولون الذي يده في الثلج ليس كالذي يده في النار، فأنا أيها المتفلسفون أخاف عليها من الانحراف، وأخاف عليها من العنوسة، وفوق كل ذلك لا أريد أن أكون سببا في حرمانها من الاستمتاع الجنسي فأبوء بوزرها، فيكفي أن الظروف جعلتها تصوم عن هذه المتعة وهذا الحق طيلة السنوات السابقة، وهي من حقها ككائن بشري أن تشعر بأنوثتها، ولا أريد أن أبقيها معذبة ومعلقة لعدم تمكنها من ممارسة الجنس وإشباع عواطفها وعاطفة الأمومة إذا اختارت ذلك في النهاية وان تأخذ الطبيعة والناموس الكوني البديع وإرادة الله مجراها، أما إذا كنتم تخافون عليها من أنها لن تكمل تعلميها فانتم واهمون، فأنا احرص على تعليمها منكم، واحرص على أن لا يسبب لها الحمل المبكر ومشاغل الزواج مشاكل نفسية وصحية، فقد اشترطت على زوجها الذي أثق به أن يسمح لها ويدعمها معنويا وماديا لتكمل تعليمها حتى أعلى مستوى ممكن، ولا مانع من أن يضاجع ابنتي بشكل طبيعي، ولكن عليه أن يشغل مخه الذي في جمجمته، وان يعزل ويقذف خارج مهبلها حتى لا تحمل وهي ما تزال تتعلم حتى لا يشغلها ما قد تنجبه عن الدراسة، فما مشكلتك أيتها الحكومة المتفلسفة، وأخيرا أنها بزواجها من الشخص المناسب والذي أثق في أخلاقه ودينه ستكون رفعت عن كاهلي حملا ثقيلا من ناحية الصرف عليها، لأنني إنسان فقير ومحمول (محمول المليجي)، فهل ستقبلون أيها المتفلسفون بأن تتولوا تربيتها ورعايتها بالنيابة عني، وتلبوا احتياجاتها من جميع النواحي، حتى من ناحية إمتاعها جنسيا بجهاز متطور يعمل عن بعد؟).

فماذا ستقول له الحكومة، أولا وقبل كل شيء ستضحك عليه من غباءه وستزيد فلسفتها عليه وتقول له اذهب إلى الجحيم، لا ترمي علينا مشاكلك (اقلب وجهك) وارنا عرض أكتافك أيها الدعي، وإذا كنت غير قادر على الاعتناء بأولادك، لماذا فرختهم في الأساس، ولماذا وترمي جثثهم على الآخرين ليعتنوا بهم بالنيابة عنك؟؟؟ اغرب بوجهك، فنحن لدينا ما يكفينا من مشاكل أهم مشكلتك في إدارة شئون الرعية يا جاهل يا متخلف، ثكلتك أمك يا ابن الزانية، اذهب وإلا رميناك في السجن، فأنت لست مواطنا صالحا.

فيطلق المسكين ساقيه للريح موليا الأدبار...

أرأيتم المشكلة والإحراج الذي سيدخلهم فيه... بفضحه تشدقهم وتملقهم وتفلسفهم، فهذه هي أحوال الحكومات في جميع أنحاء العالم... قالوا: إذا انحرفت إناث خلق الله، أو مارسن الفاحشة، أو كن قنابل موقوتة يمكن أن يسهموا في نشر الفساد، أو إذا متن من الجوع لفقرهم المدقع، أو إذا تشردت الأسرة نتيجة للطلاق، فمن لمثل هذه الابنة غير زوج يقيها شر الوقوع في براثن الفساد إذا عاشت مع أمها المطلقة، والتي يمكن أن تكون رعايتها لها على المدى الطويل عبئا ثقيلا بالنسبة لها، فلا تستطيع إحسان تربيتها، ولا يفهموا أن هذه المسائل معقدة ومن الصعب تقنينها وتختلف من شخص إلى آخر حسب الظروف، ولا يمكن تعميم مثل هذه الأمور بمثل هذه القوانين الجافة، ولا يعلمون أن هناك عوامل اجتماعية وقبلية عديدة وشائكة تعقد المسألة، ويتناسون أن معظم جداتنا تزوجوا في أعمار صغيرة نسبيا، ولم تحدث لهم مشاكل كالتي يتحدثون عنها، وما يزال معظم الناس في جميع قرى العالم يزوجون بناتهم في أعمار اقل من 18 عاما بكثير. وينسون عندما يحاكون الغرب وفلسفته العمياء الغير مجدية ما أخبر عنه الذي لا ينطق عن الهوى، حينما قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فأنكحوه, إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد كبير. قالوا: يا رسول الله و إن كان فيه? قال: إذا جاءكم من ترضون دينه و خلقه فأنكحوه ... ثلاث مرات" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

وأخيرا احذر صناع القرار ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية أن لا ينساقوا وراء مثل هذه القرارات العاطفية، والتي ستكون مساؤها أكثر من منافعها، ويمكن أن تشجع على الزنا والفساد، ويمكن أن تشجع بعض أولياء الأمور في بعض القرى النائية على تزويج بناتهم بزواج عرفي، ورغم أن الزواج العرفي يعتبر زواجا صحيحا من الناحية الشرعية، إلا أنهم بذلك ربما سيعرضون بناتهم لخطر عدم أخذهن حقوقهن إذا لا قدر الله حدث أي خلاف. ولا تظنوا بأن جاكس أهبل ويلقى الكلام على عواهنه جزافا، فأنا أدرك تماما أن هناك بعض التجاوزات من بعض الآباء والأمهات وأولياء الأمور مثل الإخوان والأعمام الخ... الذين لا يخافون الله، فيحدث أن يزوج أب ابنته نكاية في مطلقته، أو يبيعها مقابل بعض الدنانير التي تسيل اللعاب لرجل يكون العمر الافتراضي لجسده وقضيبه قد انتهى إلى غير رجعة، ولا تنفع لإنعاشه من ثباته العميق كل أقراص فياغرا العالم من دون جدوى، ولا حتى عشبة الزلوع الذي يحاول إخواننا الشوام أن يضحكوا بها علينا، ولا أعتى نبتات الجينسنع المنتقاة التي يضحك بها علينا الكوريين والصينيين الأذكياء، وكأنهم يعلمون أنه ترتكب في عالمنا العربي كثير من مثل هذه المجازر... في هذه الحالة فقط لا بأس أن تتدخل السلطة لمنع مثل هذه الجرائم أو المجازر، ولكن لا تسنوا قوانين غبية تسري على الجميع وتسبب أضرارا لا يعلم الله مداها، اقلها إنكم تتدخلون في منع إحدى الإناث من الاستمتاع جنسيا كما فطرها وصممها على ذلك خالقها الذي هو اعلم منكم ومنها ومن الغرب، وهذه بحد ذاتها مأساة لا تعدلها مأساة في مجتمعات مسلمة تحرم على إناثها ابتغاء الاستمتاع بلذة الجنس من وراء العلاقات الزوجية الشرعية.

مع تحياتي للدكتورة المحترمة العالمة التي اقدر علمها وكتاباتها جدا جدا جدا... وهذا مجرد آراء متواضعة من عبد فقير لله قد تكون آراء يشوبها كثير من الصواب..


جاكس...


__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق