الجمعة، يناير 29، 2010

ابن عثيمين يحسم جدلاً بعد موته... حول «فاتنات الأخبار»!






هذه واحدة من الإشكالات التي وقعنا فيها كثيرا كمسلمين... وهي التسرع في الحكم في دلالات ومقاصد الشرع حول كثير من الأمور في حياتنا، فنحرم ونحلل بلا ضوابط... حدث هذا مع كثير من القضايا مثل كروية الأرض ونكاح الدبر وكشف هوية المراة الذي أفتى فيه كثير من العلماء سواء علماء السنة أو علماء الشيعة إذ تذخر بعض كتبنا الاسلامية على آراء تبيح إتيان الزوجة في دبرها كما موضح في المقطع الموجود في الرابط التالي وليأذن لي الإخوان في تقديم هذا الرابط رغم انه يحتوي على جدل تافه في الإساءة إلى السنة من قبل الشيعة كالعادة دائما، وأرجو التركيز على موضوع إتيان الدبر فقط لأنني ضد هذا الجدل العقيم الدائر بين السنة والشيعة: http://www.metacafe.com/watch/1781886//


ونشن حاليا نحن اللذين لا ننتمي للفكر الشيعي حملة شعواء على الشيعة لإباحتهم إتيان الزوجة في دبرها مع الكراهة كما يقولون، ونتناسى أن بعض علمائنا وشيوخنا الأوائل أباحوا ذلك وأجازوه ومنهم من اختلف في هذه المسألة ومنهم من حرمها كما هو معروف... في حين أن الفصل في هذه المسألة لا يحتاج لتأويل النصوص والتلاعب بها والركون للمزاج الشخصي، بل الفطرة السليمة يفترض أن تجعلنا نصل إلى نتيجة قاطعة وهي أن إتيان المرأة في دبرها عمل غير محبب وعمل تأباه حتى الحيوانات وهو نوع من الشذوذ الجنسي واللواط، وهذه النتيجة كان يمكن الوصول إليها منذ آلاف السنين وتجنب هؤلاء الشيوخ الأوائل التلاعب بالنصوص في هذه المسألة أي تشغيل أدمغتهم بتجرد، وهكذا كان يمكن أن نجنب الأجيال التالية كثير من اللغط والهرج والمرج في هذا الموضوع التافه.

نفس الأمر ينطبق على موضوع المقال أدناه فيما يتعلق بإباحة النظر إلى وجه المرأة الأجنبية سواء في التلفزيون أم في الحياة العامة من عدمه، والذي كان في فترة من الفترات من المواضيع التي لا تقبل النقاش في كثير من مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولكن شيئا فشيئا اعتاد الناس على النظر إلى المرأة الأجنبية كشيء طبيعي ومسلم به، بل أصبح لا يجد كثير من الشيوخ حرجا في الجلوس إلى جانب مقدمة البرامج في التلفزيون أو قبوله تقديم برامج في قنوات تشتهر مقدماتها بالسفور مثل قناة LBC اللبنانية، بعد أن كانوا في فترة من الفترات لا يحرمون ظهور المرأة من خلال التلفزيون فحسب، بل يحرمون حتى مشاهدة التلفزيون على المطلق ويرفضون دخوله إلى منازلهم. وما من شك ستحمل لنا العقود القادمة امور لم نكن نتخيلها.

ماذا يعني هذا... هذا يعني أن ما يبنى على باطل سيكون باطل إلى الابد، وان الاختلاط والنظر إلى المرأة الأجنبية حقيقة واقعة لا يمكن تجنبها لان المرأة جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع ولان الله خلقها مع الرجل لتعيش معه في مكان واحد لتحدث الفتن التي نتخوف منها وفي ذلك امتحان للعبد الورع والتقي، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون في جهاد النفس لعدم الوقوع في الرزيلة والانقياد للشهوة بلا ضابط وهذا هو ناموس الحياة أن خلقنا بشر وليس ملائكة... وما كان يعجزه جل في علاه أن يخلقها في كوكب منفصل تماما ويتم التزاوج بواسطة الهواء مثلا كما يحدث في مملكة النبات. وتدل كثير من القصص على أن الناس في مجتمع الصحابة كانوا لا يتحرجون من اختلاطهم بالنساء بشكل طبيعي لدرجة إنهن كن يصلين في المساجد مع الرجال ولا يفصل بينهم حاجز، وكن يمارسن التجارة في الأسواق ويطببن الجروح في المعارك كاشفات الوجوه، وكذلك كن يحضرن دروس تعلم أمور دينهن مع الرجال في مجالس واحدة وكن يناقشن في الاجتماعات مثل المرأة التي وقفت وردت على عمر ابن الخطاب مصححة له احد الأمور الخاصة بالمهور على ما أظن وغيرها من القصص التي تدل على ممارستهم للاختلاط.

وفي اعتقادي انه لحل هذه التناقضات يجب علينا كمسلمين أن ندعو إلى مؤتمر جامع يضم جميع علماء وشيوخ مذاهبنا وطوائفنا لإجراء تشذيب على كل هذه الاجتهادات وبعض التفاسير الشاذة والوصول إلى ما يشبه الدستور الاساس للدين الاسلامي بعد أن نستبعد كل الاجتهادات الشاذة والأحاديث والقصص الغير منطقية التي لا تتناسب مع واقعنا ومستوى تفكيرنا في هذا العصر، وهذا سيوفر علينا كثيرا من الجدل العقيم في مسائل بديهية. وسوف لن نجد مجموعة ستضيع وقتها الثمين في الدخول في مثل هذه النقاشات العقيمة.

وأترككم مع المقال:




ابن عثيمين يحسم جدلاً بعد موته... حول «فاتنات الأخبار»!
جريدة الحياة - الجمعة, 29 يناير 2010
رؤية المذيعات على شاشات التلفزيون تثير جدلاً فقهياً. (الحياة)
الرياض – أحمد المسيند
Related Nodes:
رؤية المذيعات على شاشات التلفزيون تثير جدلاً فقهياً. (الحياة)
1264590687470072400.jpg

بعد إجابة صريحة للدكتور سلمان العودة حول رؤية مقدمات البرامج الفضائية، واستفتاء القلب حول رؤيتهن لتحديد مدى الافتتان من عدمه وما أثاره من جدل في حينه، وقفت «الحياة» على رأي سابق للعالم السعودي الراحل الشيخ صالح بن محمد العثيمين يفرق فيه بين رؤية النساء عبر «الشــاشــــات أو الصــــور» وبـين الرؤيـــة الــحقيقية المبـــــــاشـــــرة، باعتبار الأخيرة أكثر فتنة لذا تحرم أما النظر إذا كان بغير شهوة وعبر الصور فتحريمه محل نظر. ما يطرح تساؤلاً عما وراء إخفاء أو تجاهل تلك الفتوى من جانب التيار الذي بالغ فترة من الزمن في تحريم إطلالة الأنثى على التلفزيون وكذلك النظر إليها ساعة البث.

بعض الشرعيين لم ير أن مناط الحكم متعلق بالنظر إلى المرأة مباشرة أوعبر الصورة، وإنما بـ«بالفتنة من عدمه»، إضافة إلى أن المسألة تعود لمن يجيز كشف الوجه من عدمه.

وكان ابن عثيمين أجاب من سأله عن جواز النظر إلى النساء عن طريق الصورة بالقول: «إن كانت امرأة معينة ونظر إليها نظر تلذذ وشهوة فهذا حرام، لأن نفسه حينئذ تتعلق بها وتتبعها وربما يحصل بذلك شر وفتنة، فإن لم ينظر إليها نظرة تلذذ وشهوة وإنما هي نظرة عابرة لم تحرك له ساكناً، ولم توجب له تأملاً فتحريم هذا النظر فيه نظر»، وعلل ذلك «بإن إلحاق نظر الصورة بنظر الحقيقة غير صحيح، لما بينهما من الفرق العظيم في التأثير».

وتعود قصة الفتوى الموجود في كتاب «مجموع الفتاوى» مجلد (12)

إلى حديث عام للشيخ ابن عثيمين قال فيه: «أما مشاهدة الصور في المجلات والصحف والتلفزيون: فإن كانت صور غير آدمي فلا بأس بمشاهدتها، لكن لا يقتنيها من أجل هذه الصور. وإن كانت صور آدمي، فإن كان يشاهدها تلذذاً أو استمتاعاً بالنظر فهو حرام، وإن كان غير تلذذ ولا استمتاع ولا يتحرك قلبه ولا شهوته بذلك، فإن كان ممن يحل النظر إليه كنظر الرجل إلى الرجل ونظر المرأة إلى المرأة أو إلى الرجل أيضاً على القول الراجح فلا بأس به، لكن لا يقتنيه من أجل هذه الصور، وإن كان ممن لا يحل له النظر إليه كنظر الرجل إلى المرأة الأجنبية فهذا موضوع شك وتردد، والاحتياط أن لا ينظر خوفاً من الفتنة، وفي صحيح البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

وأضاف: والنعت بالصورة أبلغ من النعت بالوصف إلا أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد من وجه آخر بلفظ: «لتنعتها لزوجها» وذكر في فتح الباري (ص 338ج 9 الطبعة السلفية) أن النسائي زاد في روايته: «في الثوب الواحد» وهو مفهوم من قوله: «لا تباشر» ومجموع الروايات يقتضي أن الزوجة عمدت إلى مباشرة المرأة لتصف لزوجها ما تحت الثياب منها، ومن أجل هذا حصل عندنا الشك والتردد في جواز نظر الرجل إلى صورة المرأة في الصحف والمجلات والتلفزيون، والبعد عن وسائل الفتن مطلوب، والله المستعان».

سائل يبحث عن التحريم!

وبعد هذا الرأي، تساءل أحدهم بقوله: جاء في الفتوى السابقة في ما يتعلق بمشاهدة الصور ما نصه: «وإن كان ممن لا يحل له النظر إليه كنظر الرجل إلى المرأة الأجنبية فهذا موضوع شك وتردد والاحتياط أن لا ينظر خوفاً من الفتنة» فهذا يفهم منه أن فضيلتكم لا يرى بأساً في نظر الرجل إلى الصورة ولو كانت صورة امرأة أجنبية فنرجو التوضيح؟

فأجاب الشيخ ابن عثيمين بقوله: «النقطة التي أشار إليها السائل وهي أنه يفهم من كلامنا أننا لا نرى بأساً في نظر الرجل إلى الصورة ولو كانت صورة امرأة أجنبية فنقول هذه فيها تفصيل: «فإن كانت امرأة معينة ونظر إليها نظر تلذذ وشهوة فهذا حرام، لأن نفسه حينئذ تتعلق بها وتتبعها وربما يحصل بذلك شر وفتنة، فإن لم ينظر إليها نظر تلذذ وشهوة وإنما هي نظرة عابرة لم تحرك له ساكناً، ولم توجب له تأملاً فتحريم هذا النظر فيه نظر، فإن إلحاق نظر الصورة بنظر الحقيقة غير صحيح، لما بينهما من الفرق العظيم في التأثير، لكن الأولى البعد عنه لأنه قد يفضي إلى نظر التأمل ثم التلذذ والشهوة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها». 1264590687470072400.jpg رواه البخاري، ورواه أحمد وأبو داود بلفظ: «لتنعتها لزوجها». واللام للتعليل». عميد كلية الشريعة سابقاً الدكتور سعود الفنيسان لم يعتبر مسألة الصورة هي الأساس في المسألة وإنما محل القضية هي هل تثير فتنة أو شهوة؟ وقال: «سواء كان النظر إلى المرأة صورة أم حقيقية فالمسألة متعلقة بالفتنة، وربما تكون الصورة أشد من الحقيقة إذ يمكن الاحتفاظ بالصورة بينما الحقيقية لا يمكن أن تكون دائمة»، وأشار إلى أن الله أمر الجنسين بغض البصر كما في الآية القرآنية: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)، وإذا كانت الصورة لا تثير فإن الحرمة تنتفي، أما إذا كانت متجملة فلا، لافتاً إلى أن «الفتنة تتفاوت من شخص لآخر، إذ هي ترجع إلى الناظر من الدرجة الأولى فهو من يحدد ذلك».




العوني: هذا رأيي في النظر إلى «حسناوات الشاشة»!
الجمعة, 29 يناير 2010
العوني.
Related Nodes:
العوني.

أوضح عضو مجلس الشورى الشيخ حاتم الشريف العوني أن حكم نظر الرجل الأجنبي إلى وجه المرأة يختلف باختلاف العلماء في حكم كشف الوجه، «فمن ذهب من العلماء إلى وجوب ستر الوجه لا يجيز النظر إلى وجه المرأة مطلقاً، ومن ذهب منهم إلى جواز كشفه، فرّق غالبهم بين النظر الذي يثير الغرائز (أو كما يعبّرون بشهوة) والذي ليس كذلك، فحكموا بحرمة النظر الذي يثير الغرائز وأباحوا الثاني. هذا هو منطلق الحكم في المسألة على الراجح، وإن كان هناك من فرق بين النظر المباشر، والنظر في الصور ونحوها، وأكّد أن الإثم في النظر المحرّم إلى المرأة عبر التلفزيون أو الصور دون إثم النظر إليها حقيقة، لما بين النظرين من فرقٍ في التأثير، وما يؤدي إليه كل نظر منهما من إفضاء إلى الوقوع في الكبائر.

الشريف لفت إلى «أننا مع فشو النظر المحرّم يجب علينا أمران، الأول: التأكيد على حرمته، ومحاولة بيان أضراره، والسعي إلى إقناع الناس بذلك لكي يسعوا هم إلى التخفيف من دواعي الوقوع فيه. والثاني: ألا نكون أغير على الدين من الله تعالى، وأن نبيّن للناس أن الاستغفار الصادق والصلاة الخاشعة والوضوء الذي يستحضر التقرب إلى الله تعالى ونحوها من الأعمال الصالحة بالنية الصالحة مما تكفر النظر المحرّم؛ لأن النظر المحرم الأصل فيه أنه من صغائر الذنوب، وهو مما يضرب العلماء به المثل للصغائر».

كما أن الصغائر بحسب الشريف «لا ينجو منها أحد، لا عالم ولا غيره، ولذلك جعل الله تعالى برحمته الأعمال الصالحة كفارات لها».

غير أنه نبه إلى أن النظر إذا كان لتحصيل مصلحة أعظم من مصلحة دفع مفسدة النظر، وكان بغير شهوة، مثل النظر إلى مقدمة الأخبار، حتى لو كانت تكشف عن شعرها ونحوه (مما أجمع العلماء على تحريم كشفه)، فهذا النظر، وفي حق هذا الناظر: لا أستطيع الجزم بحرمته، وأميل إلى الحكم بكراهته، وإن استطاع المسلم عدم الوقوع فيه فهو أولى».
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق