ذهلت عندما قرأت الخبر أدناه، وما زالت فرائصي ترتعد لتخيلي أن هناك أب عاقل وسوي يتصرف مثل هذا التصرف الأرعن والغبي مهما كانت الحجج، بل يا ليته اكتفى بأن جاء لارتكاب جريمته بنفسه، فاصطحب معه عصابة مافيا من أقاربه، يا للمهزلة، هل يا ترى يظن هؤلاء الرعاع إننا ما نزال نعيش حياة الغاب؟ هل يعتقدون أن البلد فوضى وليس فيها لا حسيب ولا رقيب يضعهم عند حدهم؟... وما أثار قرفي واشمئزازي أن حجة الأب (المحترم) في محاولته تنفيذ جريمته الإرهابية هو أن المعلم المسكين وبخ ابنه!! (يا عيني) على هذا الابن المدلل الذي يهم والده بارتكاب جريمة، فقط لأن معلما وبخه! اسم الله عليك ايها الابن الذي ينتمي لسلالة ملائكية.
تذكرت وأنا اقرأ هذا الخبر، كيف أن والدي كان يأتي إلى المدرسة بنفسه ليتأكد من أنني احصل على نصيبي من التأديب اللازم إذا بدر مني أي سلوك أو تصرف يدل على قلة الأدب أو اهمال في عدم حفظي للسور أو أي إهمال مهما كان... واذكر أننا من شدة احترامنا وخوفنا من معلمينا، كنا عندما نرى معلما قادما نحونا في رأس الشارع، نغير الشارع حتى لا نمر بجانبه... يا ترى ما الذي حدث للعالم، وجعل الأخلاقيات تتدهور؟ وأصبحنا نرى طالبا صغيرا يستخدم كلمات نابية عندما يتحدث مع المعلم ولا يتورع في التدخين أمامه، بل بلغ ببعض الطلاب المنحرفين وبسبب هذه السياسة أننا بتنا نسمع عن طلاب يرتكبون جرائم إيذاء جسدي واستخدام للأسلحة بمختلف أنواعها في حق المعلمين، وحرق ممتلكاتهم أو إتلافها مثل السيارات. طبعا كل ذلك حصل بسبب أكذوبة حقوق الإنسان وضرورة عدم ضرب الأبناء على المطلق التي صدرها إلينا الغرب، وصدقها إمعاتنا ممن يسمون أنفسهم علماء نفس واجتماع فطبقوا النفايات الفكرية التي ينتهجها الغرب بدون غربلة وتشذيب لكي تصلح لنا وتتماشى مع أخلاقياتنا وتقاليدنا... وإذا القينا نظرة على واقع الحياة هناك نرى فساد الأبناء الأخلاقي والسلوكي بشكل فظيع وتعاني مجتمعاتهم من هذه المشكلة، لدرجة أن الابن أصبح من الشائع أن يقل أدبه ويرفع صوته على من هم اكبر منه، وهو يفعل ذلك لأنه يدرك أنهم لن يستطيعوا تأديبه ومعاقبته لأن من حقه أن يشكوهم للشرطة.
يا عالم كيف يعقل أن يربى الابن من دون استخدام سياسة العصا والجزرة والثواب والعقاب من اجل تقويمه في مراحل حياته المختلفة، سواء كان من قبل الأسرة في البيت أم من قبل المعلمين في المدارس الابتدائية والثانوية، الأبناء أمانة في أعناق ذووهم عندما يكونوا في مراحل عمرية لا تتيح لهم معرفة ما يضرهم وما ينفعهم، لذلك من واجب ولاة الأمور والمعلمين والمربين تقويمهم واستخدام كافة السبل المعروفة لتربيتهم تربية صالحة والتي سيجنون وسيجني المجتمع ثمارها عندما يكبرون... فهذه الجريمة التي جرت أحداثها في إحدى مدارس مدينة الدمام يجب أن لا تمر مرور الكرام من دون عقاب يردع كل أب مجنون آخر تسول له نفسه نفسهم محاولة تكرار مثل هذا التصرف ضد أي معلم، ولا بد أن تحفظ للمعلمين هيبتهم، ويمنحون فرصة في استخدام كل الأساليب التي تقوم أبنائنا في المدارس، واضعين في الاعتبار أن اضطرار المعلم للضرب والتعنيف لا يجب أن يلجا إليه إلا كخيار أخير عندما تتكرر أخطاء الطالب، وعندما نتأكد أن المعلم لا يقدم على ضرب أبنائنا إلا لأنه يفعل ذلك لأنه رجل صالح حادب على مصلحة الطالب، وان لا يكون عقابه ولجوءه للضرب للتشفي وان لا يشتط في الضرب وان لا يكون ضربا مبرحا ويسبب عاهات بل يكون ضربا مسئولا ومقننا القصد منه ردع الطالب حتى لا يكرر الخطأ أو الإهمال، ومن السهل جدا معرفة ما إذا كان استخدام المعلم العنف ضد الطالب بدافع التأديب أم بدوافع أخرى.
ومن هذا المنبر أرسل نداء إلى السلطات المسئولة في المملكة أن تعاقب هذا الأب وأقاربه عقابا صارما وان يكون عقابه علنيا حتى يؤتى العقاب أكله ويكون عبرة لغيره. وأهيب بالقائمين على التربية والتعليم في جميع دول وطننا العربي والإسلامي تدار الأمر وإعادة النظر في قرار منع المعلمين من استخدام الضرب المناسب والمبرر عند الضرورة من اجل مصلحة أبنائنا. ويجب أن نضع في الاعتبار أن هذا يدخل في المصلحة العامة، فعندما ينحرف الابن نتيجة لعدم تأديبه واتخاذ الأساليب الحازمة معه سواء في البيت أو في المدرسة، سيحصل المجتمع على فرد غير سوي، عديم الأخلاق، قد لا يتورع في تنفيذ أي جريمة في حق نفسه والآخرين... ويجب أن لا نهتم بالنفايات الفكرية التي يصدرها لنا الغرب، فليس كل ما ينتهجه الغرب صحيحا ويتناسب معنا. وينبغي أن نتأسى برسولنا الكريم الذي نصح بتأديب الأبناء وضرورة أن يتحمل الراعي مسئولية رعيته، وان الأب يسأل أمام الله إذا فرط في تربية ابنه تربية صحيحة، وان الابن عندما يكبر سيضع اللوم على ولي أمره لتقاعسه في عدم إجباره على انتهاج السلوكيات الحميدة وإجباره على الانتظام في مراحل التعليم الإجباري وضرورة استفادته منها. كما يجب أن لا نسمع تخاريف ما يسمون أنفسهم علماء نفس وتخرصاتهم التي نسمعها ليل نهار زاعمين أن عقاب الأطفال والأبناء بالمطلق يتسبب في إحداث خلل نفسي فيهم، لان هذا كلام فارغ وتخاريف، والدليل على ذلك كل أبناء الجيل الأول الذين استخدم آبائهم ومعلميهم في تربيتهم أسلوب الثواب والعقاب وقليل من الضرب عند الضرورة لم يصابوا بأي سوء، ومعظمهم نجحوا في حياتهم الأكاديمية والاجتماعية، وكانوا مثالا للالتزام بالأخلاق الحميدة والأدب الجم في تعاملهم مع المجتمع ومع من هم اكبر سنا منهم مهما كانوا.
حفر الباطن: مقيم وأقاربه يقتحمون مدرسة ويعتدون على معلمين
جريدة الحياة - الثلاثاء, 05 يناير 2010
حفر الباطن – إبراهيم السليمان
Related Nodes:
الشرطة.jpg
اقتحم ولي أمر طالب مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مدينة حفر الباطن، واعتدى برفقة آخرين من أقاربه، على معلمين فيها. قبل أن توقفهم جميعاً الأجهزة الأمنية، التي أحالتهم إلى التحقيق. وكان منسوبو ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح الواقعة في حي العشيش (10 كيلومترات غرب حفر الباطن)، فوجئوا يوم الأربعاء الماضي، بدخول ولي أمر طالب بسيارته عنوة إلى فناء المدرسة، قبل أن يقتحم المبنى، ويعتدي على أحد المعلمين، وتركه في وقت لاحق، بعد أن أخبره ابنه أنه ليس المقصود، واستمر في البحث عن معلم كان عاتب ابنه على مُخالفة سلوكية. واختلط الحابل بالنابل في المدرسة، فيما حوصر بعض المدرسين داخل أحد الفصول.
وكان المعلم وبخ الطالب أثناء الفسحة، فخرج الأخير من المدرسة، متوجها إلى والده، الذي حضر وبمعيته بعض أقاربه، بهدف الاعتداء على المعلم. ودخلوا بسيارتهم إلى فناء المدرسة، للبحث عن المعلم، بحسب الأوصاف التي قدمها ابنه.
وعلى رغم محاولة عدد من المعلمين التدخل، لتهدئة الأب، إلا أن عدداً من أقارب الطالب، حضروا بسيارة أخرى، محملين بأسلحة بيضاء وعصي، فتدخل أحد المعلمين القدامى، وأدخل زملاءه المُهددين إلى إحدى الغرف، منعاً لوصول المعتدين، الذين تجمعوا عند بوابة المدرسة، قبل أن تحضر الدوريات بكثافة، لتقبض على بعض من كان طرفاً في القضية، وتفرق التجمعات. ولم ينته الأمر عند ذلك، إذ لا زال المعلمون يتلقون تهديدات من والد الطالب وأقاربه، على رغم تحفظ شرطة حفر الباطن، عليهم.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني لـ «الحياة»: أن شرطة حفر الباطن، تلقت بلاغاً عن قيام ولي أمر طالب، وبرفقته شخص، وكلاهما مقيمان، يبلغان من العمر 40 سنة، بالاعتداء على معلم. وتم القبض عليهما، وإيقافهما.
ولا يزال التحقيق جارياً معهما». وعن سبب الاعتداء على المعلم، أوضح القحطاني، أن «أحد المعلمين أنب طالباً بالكلام، من دون أن يضربه، ما جعله يستدعي والده ومن معه»، مستغرباً أن «يُلجأ إلى العنف في مثل هذه الظروف»، داعياً إلى «البعد عن السلوك العدواني. وأن على من له حق، أن يسلك القنوات الرسمية والطرق القانونية».
وأثارت القضية حنق المعلمين والتربويين، الذين رأوا في مثل هذا السلوك «اعتداء على حرمة المدرسة والتعليم». وطالبوا وزارة التربية والتعليم وإمارة المنطقة الشرقية، بـ «التدخل العاجل». وطالب أحد المشرفين التربويين في حديث إلى «الحياة»، بـ «وضع عقوبات صارمة في حق من ينقص من قدر المعلم والتعليم. فكما أن على المعلم واجبات، فله حقوق، وينبغي أن تُصان كرامته، وأن يحمى حقه، لأن تجاهل مثل هذا الحدث؛ سيعطي مؤشراً سلبياً حول احترام المعلم والتعليم لدى الناشئة. كما ناشد وبقوة على صرامة وزارة التربية والتعليم، إبان التعامل مع قضايا ضرب المعلمين للطلاب، فنحن نطالب بأن يتم التعامل بالمثل، فالنظريات التربية تشدد على أن الطالب كي يتلقى العلم من معلمه، يجب أن يحترمه، وينظر إليه كقدوة ومثال، وهو ما سينتفي حين مرور مثل هذه الحادثة مرور الكرام من قبل المعنيين بالأمر». يُشار إلى أن ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح، تقع في حي «العشيش» الذي شيدت معظم بيوته من الصفائح المعدنية، ومعظم سكانه مقيمون من فئة «البدون».
وتتألف المدرسة من 20 غرفة متحركة (بورتبلات)، عبارة عن فصول المراحل الابتدائية والمتوسطة، إضافة إلى غرف الإدارة التي يحيط بها سياج معدني.
__________________تذكرت وأنا اقرأ هذا الخبر، كيف أن والدي كان يأتي إلى المدرسة بنفسه ليتأكد من أنني احصل على نصيبي من التأديب اللازم إذا بدر مني أي سلوك أو تصرف يدل على قلة الأدب أو اهمال في عدم حفظي للسور أو أي إهمال مهما كان... واذكر أننا من شدة احترامنا وخوفنا من معلمينا، كنا عندما نرى معلما قادما نحونا في رأس الشارع، نغير الشارع حتى لا نمر بجانبه... يا ترى ما الذي حدث للعالم، وجعل الأخلاقيات تتدهور؟ وأصبحنا نرى طالبا صغيرا يستخدم كلمات نابية عندما يتحدث مع المعلم ولا يتورع في التدخين أمامه، بل بلغ ببعض الطلاب المنحرفين وبسبب هذه السياسة أننا بتنا نسمع عن طلاب يرتكبون جرائم إيذاء جسدي واستخدام للأسلحة بمختلف أنواعها في حق المعلمين، وحرق ممتلكاتهم أو إتلافها مثل السيارات. طبعا كل ذلك حصل بسبب أكذوبة حقوق الإنسان وضرورة عدم ضرب الأبناء على المطلق التي صدرها إلينا الغرب، وصدقها إمعاتنا ممن يسمون أنفسهم علماء نفس واجتماع فطبقوا النفايات الفكرية التي ينتهجها الغرب بدون غربلة وتشذيب لكي تصلح لنا وتتماشى مع أخلاقياتنا وتقاليدنا... وإذا القينا نظرة على واقع الحياة هناك نرى فساد الأبناء الأخلاقي والسلوكي بشكل فظيع وتعاني مجتمعاتهم من هذه المشكلة، لدرجة أن الابن أصبح من الشائع أن يقل أدبه ويرفع صوته على من هم اكبر منه، وهو يفعل ذلك لأنه يدرك أنهم لن يستطيعوا تأديبه ومعاقبته لأن من حقه أن يشكوهم للشرطة.
يا عالم كيف يعقل أن يربى الابن من دون استخدام سياسة العصا والجزرة والثواب والعقاب من اجل تقويمه في مراحل حياته المختلفة، سواء كان من قبل الأسرة في البيت أم من قبل المعلمين في المدارس الابتدائية والثانوية، الأبناء أمانة في أعناق ذووهم عندما يكونوا في مراحل عمرية لا تتيح لهم معرفة ما يضرهم وما ينفعهم، لذلك من واجب ولاة الأمور والمعلمين والمربين تقويمهم واستخدام كافة السبل المعروفة لتربيتهم تربية صالحة والتي سيجنون وسيجني المجتمع ثمارها عندما يكبرون... فهذه الجريمة التي جرت أحداثها في إحدى مدارس مدينة الدمام يجب أن لا تمر مرور الكرام من دون عقاب يردع كل أب مجنون آخر تسول له نفسه نفسهم محاولة تكرار مثل هذا التصرف ضد أي معلم، ولا بد أن تحفظ للمعلمين هيبتهم، ويمنحون فرصة في استخدام كل الأساليب التي تقوم أبنائنا في المدارس، واضعين في الاعتبار أن اضطرار المعلم للضرب والتعنيف لا يجب أن يلجا إليه إلا كخيار أخير عندما تتكرر أخطاء الطالب، وعندما نتأكد أن المعلم لا يقدم على ضرب أبنائنا إلا لأنه يفعل ذلك لأنه رجل صالح حادب على مصلحة الطالب، وان لا يكون عقابه ولجوءه للضرب للتشفي وان لا يشتط في الضرب وان لا يكون ضربا مبرحا ويسبب عاهات بل يكون ضربا مسئولا ومقننا القصد منه ردع الطالب حتى لا يكرر الخطأ أو الإهمال، ومن السهل جدا معرفة ما إذا كان استخدام المعلم العنف ضد الطالب بدافع التأديب أم بدوافع أخرى.
ومن هذا المنبر أرسل نداء إلى السلطات المسئولة في المملكة أن تعاقب هذا الأب وأقاربه عقابا صارما وان يكون عقابه علنيا حتى يؤتى العقاب أكله ويكون عبرة لغيره. وأهيب بالقائمين على التربية والتعليم في جميع دول وطننا العربي والإسلامي تدار الأمر وإعادة النظر في قرار منع المعلمين من استخدام الضرب المناسب والمبرر عند الضرورة من اجل مصلحة أبنائنا. ويجب أن نضع في الاعتبار أن هذا يدخل في المصلحة العامة، فعندما ينحرف الابن نتيجة لعدم تأديبه واتخاذ الأساليب الحازمة معه سواء في البيت أو في المدرسة، سيحصل المجتمع على فرد غير سوي، عديم الأخلاق، قد لا يتورع في تنفيذ أي جريمة في حق نفسه والآخرين... ويجب أن لا نهتم بالنفايات الفكرية التي يصدرها لنا الغرب، فليس كل ما ينتهجه الغرب صحيحا ويتناسب معنا. وينبغي أن نتأسى برسولنا الكريم الذي نصح بتأديب الأبناء وضرورة أن يتحمل الراعي مسئولية رعيته، وان الأب يسأل أمام الله إذا فرط في تربية ابنه تربية صحيحة، وان الابن عندما يكبر سيضع اللوم على ولي أمره لتقاعسه في عدم إجباره على انتهاج السلوكيات الحميدة وإجباره على الانتظام في مراحل التعليم الإجباري وضرورة استفادته منها. كما يجب أن لا نسمع تخاريف ما يسمون أنفسهم علماء نفس وتخرصاتهم التي نسمعها ليل نهار زاعمين أن عقاب الأطفال والأبناء بالمطلق يتسبب في إحداث خلل نفسي فيهم، لان هذا كلام فارغ وتخاريف، والدليل على ذلك كل أبناء الجيل الأول الذين استخدم آبائهم ومعلميهم في تربيتهم أسلوب الثواب والعقاب وقليل من الضرب عند الضرورة لم يصابوا بأي سوء، ومعظمهم نجحوا في حياتهم الأكاديمية والاجتماعية، وكانوا مثالا للالتزام بالأخلاق الحميدة والأدب الجم في تعاملهم مع المجتمع ومع من هم اكبر سنا منهم مهما كانوا.
حفر الباطن: مقيم وأقاربه يقتحمون مدرسة ويعتدون على معلمين
جريدة الحياة - الثلاثاء, 05 يناير 2010
حفر الباطن – إبراهيم السليمان
Related Nodes:
الشرطة.jpg
اقتحم ولي أمر طالب مدرسة ابتدائية ومتوسطة في مدينة حفر الباطن، واعتدى برفقة آخرين من أقاربه، على معلمين فيها. قبل أن توقفهم جميعاً الأجهزة الأمنية، التي أحالتهم إلى التحقيق. وكان منسوبو ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح الواقعة في حي العشيش (10 كيلومترات غرب حفر الباطن)، فوجئوا يوم الأربعاء الماضي، بدخول ولي أمر طالب بسيارته عنوة إلى فناء المدرسة، قبل أن يقتحم المبنى، ويعتدي على أحد المعلمين، وتركه في وقت لاحق، بعد أن أخبره ابنه أنه ليس المقصود، واستمر في البحث عن معلم كان عاتب ابنه على مُخالفة سلوكية. واختلط الحابل بالنابل في المدرسة، فيما حوصر بعض المدرسين داخل أحد الفصول.
وكان المعلم وبخ الطالب أثناء الفسحة، فخرج الأخير من المدرسة، متوجها إلى والده، الذي حضر وبمعيته بعض أقاربه، بهدف الاعتداء على المعلم. ودخلوا بسيارتهم إلى فناء المدرسة، للبحث عن المعلم، بحسب الأوصاف التي قدمها ابنه.
وعلى رغم محاولة عدد من المعلمين التدخل، لتهدئة الأب، إلا أن عدداً من أقارب الطالب، حضروا بسيارة أخرى، محملين بأسلحة بيضاء وعصي، فتدخل أحد المعلمين القدامى، وأدخل زملاءه المُهددين إلى إحدى الغرف، منعاً لوصول المعتدين، الذين تجمعوا عند بوابة المدرسة، قبل أن تحضر الدوريات بكثافة، لتقبض على بعض من كان طرفاً في القضية، وتفرق التجمعات. ولم ينته الأمر عند ذلك، إذ لا زال المعلمون يتلقون تهديدات من والد الطالب وأقاربه، على رغم تحفظ شرطة حفر الباطن، عليهم.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني لـ «الحياة»: أن شرطة حفر الباطن، تلقت بلاغاً عن قيام ولي أمر طالب، وبرفقته شخص، وكلاهما مقيمان، يبلغان من العمر 40 سنة، بالاعتداء على معلم. وتم القبض عليهما، وإيقافهما.
ولا يزال التحقيق جارياً معهما». وعن سبب الاعتداء على المعلم، أوضح القحطاني، أن «أحد المعلمين أنب طالباً بالكلام، من دون أن يضربه، ما جعله يستدعي والده ومن معه»، مستغرباً أن «يُلجأ إلى العنف في مثل هذه الظروف»، داعياً إلى «البعد عن السلوك العدواني. وأن على من له حق، أن يسلك القنوات الرسمية والطرق القانونية».
وأثارت القضية حنق المعلمين والتربويين، الذين رأوا في مثل هذا السلوك «اعتداء على حرمة المدرسة والتعليم». وطالبوا وزارة التربية والتعليم وإمارة المنطقة الشرقية، بـ «التدخل العاجل». وطالب أحد المشرفين التربويين في حديث إلى «الحياة»، بـ «وضع عقوبات صارمة في حق من ينقص من قدر المعلم والتعليم. فكما أن على المعلم واجبات، فله حقوق، وينبغي أن تُصان كرامته، وأن يحمى حقه، لأن تجاهل مثل هذا الحدث؛ سيعطي مؤشراً سلبياً حول احترام المعلم والتعليم لدى الناشئة. كما ناشد وبقوة على صرامة وزارة التربية والتعليم، إبان التعامل مع قضايا ضرب المعلمين للطلاب، فنحن نطالب بأن يتم التعامل بالمثل، فالنظريات التربية تشدد على أن الطالب كي يتلقى العلم من معلمه، يجب أن يحترمه، وينظر إليه كقدوة ومثال، وهو ما سينتفي حين مرور مثل هذه الحادثة مرور الكرام من قبل المعنيين بالأمر». يُشار إلى أن ابتدائية ومتوسطة أبو عبيدة بن الجراح، تقع في حي «العشيش» الذي شيدت معظم بيوته من الصفائح المعدنية، ومعظم سكانه مقيمون من فئة «البدون».
وتتألف المدرسة من 20 غرفة متحركة (بورتبلات)، عبارة عن فصول المراحل الابتدائية والمتوسطة، إضافة إلى غرف الإدارة التي يحيط بها سياج معدني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق