لا أريد أن اعلق على الموضوع الرئيسي في المقال (أدناه) فقط أريد أن اعلق على ذكر الكاتبة لقصة السيدة التي تصطحب عبدتها... آسف خادمتها... آسف عاملتها المنزلية لتتقي شر الخلوة مع السائق، وبعد ذلك لا يهمها خلوة السائق بالخادمة عندما تعود معه بمفردها إلى المنزل... والرد الغبي والمضحك الذي ردت به على الكاتبة (انظروا المقال أدناه).
والله إن شر البلية ما يضحك... تخيلوا كم لدينا من العرب ذكورا وإناثا الذين يرضون باستعباد نساء بعض الجنسيات المغضوب عليها في منازلهم، أولئك الذين يؤمنون بأن هذه الجنسيات عبارة عن صراصير يمكن سحقها بالنعال، أولئك الذين يعتبرون هؤلاء الخادمات ملكية خاصة اشتروها بحر مالهم وأنهن يعتبرن من ملكات اليمين، ويحق لهم أن يفعلوا بهن ما يشاءون؟ أي والله يوجد أناس يعيشون بيننا يفهمون العلاقة بهذه الطريقة، هذا ليس زعم مني ولكن هناك كثير من المقالات الصحفية والتحقيقات التي تكشف ذلك.
أنا طبعا لا أريد أن أعمم، ولكن يوجد عدد كبير من الناس، الذين يسومون خادماتهم سوء المعاملة ويستغلون حاجتهم وفقرهم في قبولهم بالذل والمهانة، بسبب أوضاع بلادهم وفقرهم المدقع. لدرجة أن بعض الرجال كما قرأت مؤخرا يستبيح خادمته جنسيا بحجة أنها تعتبر ملك يمينه... هذا ناهيك عن الإساءة إليها بكل الطرق سواء بالمعاملة السيئة من ناحية عدم تمتعها بالراحة أو لفظيا أو جسديا بالضرب، أو التحرش بها جنسيا من قبل الزوج وبعض أبناءه المراهقين، أو غمطها حقوقها من ناحية تأخير أو عدم صرف الراتب، وبعد هذا كله تتهم الخادمة المسكينة إذا تجرأت وحاولت أن تتمرد على هذه الأوضاع، فيتهمونها بأنها سحرت أفراد الأسرة، فتودع السجن أو يقام عليها حد السحر أو يتم تسفيرها من دون أن تنال حقوقها...
تخيلوا نقوم كعرب بهذه الممارسات الحقيرة بالرغم من أننا (مسلمين)، ويفترض بنا أن نكون قدوة لبقية البشر من ناحية احترام (الكبد الرطبة) حتى تقتدي بنا بقية دول العالم التي لا تدين بالإسلام، ولكن الواقع عكس ذلك، إذ تتمتع المربيات والعاملات المنزليات في الدول المتقدمة بكافة حقوقهن، ولا يجرؤ مواطن أبدا في الإساءة إلى واحدة منهن سواء كانت إساءة مادية أو معنوية، كما أن معظم العاملات هناك يعملن بنظام الساعة. وإذا حصل وتعدى شخص على خادمة أو مربية سيلقى جزاء صارما.
ترى متى تصحو ضمائر البعض منا!!! ونفهم ديننا الإسلامي الذي يعلي من شأن المعاملة الطيبة وعدم الظلم. وان الظلم ظلمات يوم القيامة،ومتى تتعود نسائنا على تنظيم أوقاتهن حتى لا يعتمدن على العاملة المنزلية في كل صغيرة وكبيرة كما كانت تفعل أمهاتنا وجداتنا قديما، وكما تفعل كثير من النساء في الدول المتقدمة بالرغم من أنهن يعملن مثلهن مثل العربيات... ومتى ننبذ الأكذوبة المضحكة التي ينسبونها للدين بأن الأصل في الزوجة أن لا تشتغل في البيت بيدها، ومن حقها أن تجلس مثل الظل المائل وتكون أداة نيك وتفريخ للأولاد، وأداة همها كله أن تقصر من عمر الزوج فقط، وبإمكانها أن تطالب زوجها شرعا بتوفير خادمة تخدمها بغض النظر عن ظروف الزوج المادية أو عدم رغبته في أن تخدم أسرته إنسانة أخرى غير زوجته؟ هل هذا فعلا ما يدعو إليه الإسلام؟ أليس في هذا إشارة بمبطنة على ترسيخ معاني العنصرية والذي والإهانة لبعض الفئات من البشر، الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا فقراء... الم تفكر مثل هذه الزوجة اللعينة، كيف سيكون شعورها إذا شاء لها الله أن تكون مستعبدة تحت زوجة عربية مسلمة يعطي الشرع الزوجة التي تستعبدها حسب ما يدعون بان تتخذها عبدة تحتها، وتتفنن في سومها سوء العذاب والمهانة؟
أتمنى من كل قلبي أن يظل مثل هذا الاقتناع المنسوب للدين سرا ولا يعلم به الغربيين الذين يستغلون كل صغيرة وكبيرة للإساءة إلى ديننا الإسلامي الحنيف الذي يعلي من سمو الأخلاق والذي لو طبق بنفس النهج الذي حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصبحنا أمم إسلامية غير.
انتهى كلام جاكس واترككم مع مقال الكاتبة:
وماذا بعد هذا التصريح!
جريدة الحياة - الأحد, 13 ديسيمبر 2009
سوزان المشهدي
عندما كنا نستهجن حالات القبض على مواطنين و مواطنات حتى الأطفال منهم، من اعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وصفنا البعض عن جهالة بالعلمانية والليبرالية وغيرها من الصفات)، وعندما كنّا نستنكر القبض على العجائز وعلى من يحاولون مدّ يد العون لهم اتهمنا البعض بالتشجيع على الرذيلة وغيرها!.
وكنا نقول بل نصرخ إن الاختلاط الإنساني طبيعة البشر رجالاً ونساء، وأن الحياة لا تستقيم ولا تسير بطبيعة إلا لو كان التعامل إنسانياً، وعندما أكتب وأشدد على كلمة (إنساني)، فإني اقصد به السمو والترفع عن الغرائز والانحلال، بل وحصرها في الإطار الشرعي المعروف. الآن وبعد التصريح الرائع لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة الشيخ أحمد قاسم الغامدي قبل أيام في صحيفة عكاظ والذي قال فيه: «إن الاختلاط حلال» والذي لا يختلف مطلقاً مع ما نادينا به من قبل، نطالب اليوم والآن وفوراً بتصحيح أوضاع من تم اتهامهم بالخلوة غير الشرعية، ونستثني من (ضُبط متلبساً بشروطها المغلظة والمعروفة شرعاً) .
أتساءل كم عائلة دمّرت؟ وكم فتاة تتواجد اليوم ومنذ سنوات في دور الرعاية أو في السجون؟ وما مصير من تغيّرت حياتهم ومنعوا من أداء اختباراتهم وتم تشويه سمعتهم؟
كيف ستتحلل «الهيئة» منهم؟ هل ستعتذر على الملأ، مثلما اتهمتهم وجرجرتهم على الملأ؟ هل ستعوضهم عن كل ما وجدوه وعايشوه وفقدوه؟ وكيف؟
السمعة في بلادنا العربية والسعودية بالتحديد لا تعود (بسهولة)، عجوز الشملي ما مصيرها وكيف سنعتذر لها؟
هذا التصريح بكل ما به من شجاعة وإقدام يتطلب شجاعة مماثلة لتصحيح الأوضاع وتعويض من اُتهموا بالباطل؟
وما قاله الشيخ صحيح مليون في المئة، لأن غالبية، بل معظم من يُحرّمون ويجرّمون الاختلاط المحترم، وأشدّد على كلمة المحترم بألف خط أحمر بالعريض أيضاً (لديهم عاملات في بيوتهم، وزوجاتهم يذهبن الى أعمالهن بصحبة السائق)
إحدى السيدات المعترضات على طريقتي في التفكير، أفادت أنها لا تختلط مطلقاً بالسائق بمفردها، وأنها لو رغبت في الذهاب لمشوار تصطحب معها الخادمة التي توصلها، إذ تذهب وتعود (بمفردها) الى المنزل، ثم تأتي مرة أخرى لتصطحبها حتى لا تعود بمفردها ولئلا تختلط هي بالسائق. سألتها في إحدى مناقشاتي الساخنة معها، ماذا عن الخادمة؟ أليس في عودتها مع السائق بمفردها (خلوة غير شرعية)، ردت سريعاً، أنا لي بنفسي وليس لي شغل بها!
أختم مقالي هذا بسؤال بريء، هل الدين يتجزأ؟ أليس من الواجب علي أن أحبَّ لغيري ما أحبّه لنفسي؟ أليس المبدأ واحداً؟ متى نعتذر لكل من ظلمناهم و «شحتفناهم» وغيّرنا مستقبلهم وأسأنا الى سمعتهم؟ يا فضيلة الشيخ!
والله إن شر البلية ما يضحك... تخيلوا كم لدينا من العرب ذكورا وإناثا الذين يرضون باستعباد نساء بعض الجنسيات المغضوب عليها في منازلهم، أولئك الذين يؤمنون بأن هذه الجنسيات عبارة عن صراصير يمكن سحقها بالنعال، أولئك الذين يعتبرون هؤلاء الخادمات ملكية خاصة اشتروها بحر مالهم وأنهن يعتبرن من ملكات اليمين، ويحق لهم أن يفعلوا بهن ما يشاءون؟ أي والله يوجد أناس يعيشون بيننا يفهمون العلاقة بهذه الطريقة، هذا ليس زعم مني ولكن هناك كثير من المقالات الصحفية والتحقيقات التي تكشف ذلك.
أنا طبعا لا أريد أن أعمم، ولكن يوجد عدد كبير من الناس، الذين يسومون خادماتهم سوء المعاملة ويستغلون حاجتهم وفقرهم في قبولهم بالذل والمهانة، بسبب أوضاع بلادهم وفقرهم المدقع. لدرجة أن بعض الرجال كما قرأت مؤخرا يستبيح خادمته جنسيا بحجة أنها تعتبر ملك يمينه... هذا ناهيك عن الإساءة إليها بكل الطرق سواء بالمعاملة السيئة من ناحية عدم تمتعها بالراحة أو لفظيا أو جسديا بالضرب، أو التحرش بها جنسيا من قبل الزوج وبعض أبناءه المراهقين، أو غمطها حقوقها من ناحية تأخير أو عدم صرف الراتب، وبعد هذا كله تتهم الخادمة المسكينة إذا تجرأت وحاولت أن تتمرد على هذه الأوضاع، فيتهمونها بأنها سحرت أفراد الأسرة، فتودع السجن أو يقام عليها حد السحر أو يتم تسفيرها من دون أن تنال حقوقها...
تخيلوا نقوم كعرب بهذه الممارسات الحقيرة بالرغم من أننا (مسلمين)، ويفترض بنا أن نكون قدوة لبقية البشر من ناحية احترام (الكبد الرطبة) حتى تقتدي بنا بقية دول العالم التي لا تدين بالإسلام، ولكن الواقع عكس ذلك، إذ تتمتع المربيات والعاملات المنزليات في الدول المتقدمة بكافة حقوقهن، ولا يجرؤ مواطن أبدا في الإساءة إلى واحدة منهن سواء كانت إساءة مادية أو معنوية، كما أن معظم العاملات هناك يعملن بنظام الساعة. وإذا حصل وتعدى شخص على خادمة أو مربية سيلقى جزاء صارما.
ترى متى تصحو ضمائر البعض منا!!! ونفهم ديننا الإسلامي الذي يعلي من شأن المعاملة الطيبة وعدم الظلم. وان الظلم ظلمات يوم القيامة،ومتى تتعود نسائنا على تنظيم أوقاتهن حتى لا يعتمدن على العاملة المنزلية في كل صغيرة وكبيرة كما كانت تفعل أمهاتنا وجداتنا قديما، وكما تفعل كثير من النساء في الدول المتقدمة بالرغم من أنهن يعملن مثلهن مثل العربيات... ومتى ننبذ الأكذوبة المضحكة التي ينسبونها للدين بأن الأصل في الزوجة أن لا تشتغل في البيت بيدها، ومن حقها أن تجلس مثل الظل المائل وتكون أداة نيك وتفريخ للأولاد، وأداة همها كله أن تقصر من عمر الزوج فقط، وبإمكانها أن تطالب زوجها شرعا بتوفير خادمة تخدمها بغض النظر عن ظروف الزوج المادية أو عدم رغبته في أن تخدم أسرته إنسانة أخرى غير زوجته؟ هل هذا فعلا ما يدعو إليه الإسلام؟ أليس في هذا إشارة بمبطنة على ترسيخ معاني العنصرية والذي والإهانة لبعض الفئات من البشر، الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا فقراء... الم تفكر مثل هذه الزوجة اللعينة، كيف سيكون شعورها إذا شاء لها الله أن تكون مستعبدة تحت زوجة عربية مسلمة يعطي الشرع الزوجة التي تستعبدها حسب ما يدعون بان تتخذها عبدة تحتها، وتتفنن في سومها سوء العذاب والمهانة؟
أتمنى من كل قلبي أن يظل مثل هذا الاقتناع المنسوب للدين سرا ولا يعلم به الغربيين الذين يستغلون كل صغيرة وكبيرة للإساءة إلى ديننا الإسلامي الحنيف الذي يعلي من سمو الأخلاق والذي لو طبق بنفس النهج الذي حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لأصبحنا أمم إسلامية غير.
انتهى كلام جاكس واترككم مع مقال الكاتبة:
وماذا بعد هذا التصريح!
جريدة الحياة - الأحد, 13 ديسيمبر 2009
سوزان المشهدي
عندما كنا نستهجن حالات القبض على مواطنين و مواطنات حتى الأطفال منهم، من اعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (وصفنا البعض عن جهالة بالعلمانية والليبرالية وغيرها من الصفات)، وعندما كنّا نستنكر القبض على العجائز وعلى من يحاولون مدّ يد العون لهم اتهمنا البعض بالتشجيع على الرذيلة وغيرها!.
وكنا نقول بل نصرخ إن الاختلاط الإنساني طبيعة البشر رجالاً ونساء، وأن الحياة لا تستقيم ولا تسير بطبيعة إلا لو كان التعامل إنسانياً، وعندما أكتب وأشدد على كلمة (إنساني)، فإني اقصد به السمو والترفع عن الغرائز والانحلال، بل وحصرها في الإطار الشرعي المعروف. الآن وبعد التصريح الرائع لرئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة الشيخ أحمد قاسم الغامدي قبل أيام في صحيفة عكاظ والذي قال فيه: «إن الاختلاط حلال» والذي لا يختلف مطلقاً مع ما نادينا به من قبل، نطالب اليوم والآن وفوراً بتصحيح أوضاع من تم اتهامهم بالخلوة غير الشرعية، ونستثني من (ضُبط متلبساً بشروطها المغلظة والمعروفة شرعاً) .
أتساءل كم عائلة دمّرت؟ وكم فتاة تتواجد اليوم ومنذ سنوات في دور الرعاية أو في السجون؟ وما مصير من تغيّرت حياتهم ومنعوا من أداء اختباراتهم وتم تشويه سمعتهم؟
كيف ستتحلل «الهيئة» منهم؟ هل ستعتذر على الملأ، مثلما اتهمتهم وجرجرتهم على الملأ؟ هل ستعوضهم عن كل ما وجدوه وعايشوه وفقدوه؟ وكيف؟
السمعة في بلادنا العربية والسعودية بالتحديد لا تعود (بسهولة)، عجوز الشملي ما مصيرها وكيف سنعتذر لها؟
هذا التصريح بكل ما به من شجاعة وإقدام يتطلب شجاعة مماثلة لتصحيح الأوضاع وتعويض من اُتهموا بالباطل؟
وما قاله الشيخ صحيح مليون في المئة، لأن غالبية، بل معظم من يُحرّمون ويجرّمون الاختلاط المحترم، وأشدّد على كلمة المحترم بألف خط أحمر بالعريض أيضاً (لديهم عاملات في بيوتهم، وزوجاتهم يذهبن الى أعمالهن بصحبة السائق)
إحدى السيدات المعترضات على طريقتي في التفكير، أفادت أنها لا تختلط مطلقاً بالسائق بمفردها، وأنها لو رغبت في الذهاب لمشوار تصطحب معها الخادمة التي توصلها، إذ تذهب وتعود (بمفردها) الى المنزل، ثم تأتي مرة أخرى لتصطحبها حتى لا تعود بمفردها ولئلا تختلط هي بالسائق. سألتها في إحدى مناقشاتي الساخنة معها، ماذا عن الخادمة؟ أليس في عودتها مع السائق بمفردها (خلوة غير شرعية)، ردت سريعاً، أنا لي بنفسي وليس لي شغل بها!
أختم مقالي هذا بسؤال بريء، هل الدين يتجزأ؟ أليس من الواجب علي أن أحبَّ لغيري ما أحبّه لنفسي؟ أليس المبدأ واحداً؟ متى نعتذر لكل من ظلمناهم و «شحتفناهم» وغيّرنا مستقبلهم وأسأنا الى سمعتهم؟ يا فضيلة الشيخ!
0 التعليقات:
إرسال تعليق