ردا على مقال (أنا وأزواجي الأربعة) للكاتبة نادين البدري، أقول وبعيدا عن التشدد الديني أيا كانت الديانة، إسلام، يهودية، مسيحية، بوذية الخ... وكذلك بعيدا عن العاطفة...
ليس غريبا أن تعبر الأنثى عن رغبتها في إقامة علاقة جنسية مع أكثر من رجل في وقت واحد، وفي اعتقادي هذه الأماني ربما تداولتها نساء كثيرات على سبيل (الونسة) في مجالسهن الخاصة والممازحة، ورغم أنها تبدو مزاحا إلا أنها لا تخلو من أحاسيس صادقة عند كثير من النساء...
أنا أتحدث هنا من الناحية الغريزية والطبيعية البحتة طبعا...
ولا أتحدث عن قصر التعدد على الرجل فقط بنص القران، وبالتالي عدم جوازه للمرأة لنواحي تنظيمية ولتجنيب المجتمعات الكثير من التقاتل بين الأزواج والمشاكل الاجتماعية الخ... وفوق كل ذلك لحكمة يعلمها الله...
نحن كمسلمين نقر إننا نؤمن بتعدد الزوجات ولا مجال للجدل، بل أن كثيرا من الرجال غير المسلمين يمارسونه بشكل سري ويعتبرونه (مبلوعا) وقابل للتمرير، ولكنهم لا يقبلون أبدا أن تفعل النساء ذلك، وأيما امرأة تضبط وهي تمارس تعدد العلاقات تعتبر slut وبنت ستين slut، وعمرنا ما سمعنا برجل يعدد العلاقات أنه (شرموط أو قحب أو عاهر مثلا)، وحتى ولو كانت هناك امرأة ترغب في الزواج من أكثر من رجل، عليها أن لا تفعل رغم إمكانية ذلك من الناحية العملية والفسيولوجية والمنطقية، وذلك ببساطة لأن الله لم يبح لها تعدد الأزواج، و لأن الأعراف والقوانين والتقاليد لا تتساهل في ذلك، فالأمر الذي يأتي بنص وإجماع لا جدال فيه، مثل شرب الخمر والتي إذا تحكم الإنسان في تعاطيها يمكنه أن يتجنب ما قد تسببه من مشكلات، بدليل أنها كانت مباحة قبل أن تأتي الآيات لتحرمها، لكن بالرغم من ذلك علينا كمسلمين أن لا نقربها ونتعاطاها، ولا يجب أن نجادل في هذا الأمر رغم أن كثيرين منا قد يرغبون في ذلك، إذا كنا نطيع الله ورسوله حق الطاعة.
نفس هذا المنطق يمكن أن ينطبق على تعدد الأزواج للنساء، فمن الناحية النظرية والعملية البحتة يمكن للمرأة أن تستمتع بتعدد الأزواج تماما كما يستمتع الرجل، بل يكون استمتاعها اكبر. وهذه الكاتبة ولنفترض أنها كانت جادة فيما عبرت عنه، فهي ليست أول أنثى تطالب بهذا الأمر وتمارسه، بل أن التاريخ يخبرنا عن فترات مارست فيها النساء تعدد الأزواج، حيث كانت المرأة تتزوج ما يقارب العشرة أزواج في وقت واحد قبل مجيء الإسلام، وعندما تحمل، تجري القرعة لتنسب الجنين لأي واحد من أزواجها عشوائيا... وإذا كنا ندرك أن هذا الواقع كان يمارس في الجزيرة العربية في الماضي، فهذا يعني أنه كان يمارس أيضا في مجتمعات عديدة في مناطق أخرى من العالم، سواء كان في نفس ذلك الزمان أو في الأزمنة التي سبقت ذلك... وأنا أتصور انه مرت على البشرية حقب طويلة، كانت فيها الحياة الجنسية مشاعة وتتسم بالإباحية المطلقة، واقرب مثال على ذلك قوم لوط، وكثير من القصص المماثلة التي تحكي عن الفساد الجنسي والتي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل، أي يمكنك أن تتخيل حدوث جميع أشكال الممارسات الجنسية وما نعتبره شذوذا بين أفراد مجموعة من البشر، عندما كان الناس عراة يعيشون في العصور الحجرية وفي الغابات قبل أن تتطور منظومة القيم.
واذكر إنني قرأت انه في قديم الزمان كانت المجتمعات في أمريكا الجنوبية في عهد حضارة الإنكا، كانت المجتمعات أمومية (نسبة للأم المقابل لمصطلح ذكورية)، فيقال أن النساء كن يسيطرن على الرجال، وهن اللاتي يدرن شئون الحياة، وكن عندما يرغبن في ممارسة الجنس أو الحمل، تشن النساء غارات على الرجال لإجبارهم على ممارسة الجنس بشكل جماعي ومشاعي منظم حتى يحملن.
وفي وقتنا الحالي توجد مجموعات بشرية مشهورة في التبت والنيبال والهند وربما في أماكن أخرى لم تكتشف بعد، يمارس فيها تعدد الأزواج، ويوجد في موقع اليوتيوب مقاطع فيديو أجرتها البي بي سي وشبكة السي إن إن مع بعض هذه الأسر وغيرها من المقاطع... ولمن يريد أن يقرأ كثيرا عن تعدد الأزواج في التاريخ يمكنه أن يبحث في الغوغل بكلمة polyandry كما تنتشر الآن في أمريكا وكثير من الدول الأوروبية وغيرها ظاهرة شبه جديدة نسبيا يطلق عليها السوينغنغ أي مبادلة الأزواج أو الزوجات، وهي لا تختلف كثيرا عن تعدد الأزواج، حيث تستمتع الزوجة الواحدة بمضاجعة ربما أكثر من عشرة رجال، هم أزواج صديقاتها يتم ذلك بشكل تبادلي بينهم. وغيرها من العلاقات المشابهة مثل ما يعرف بالسوابينغ... وهذه الظواهر آخذة في الانتشار، ولا يستبعد انه يوجد في عالمنا العربي من يمارسها سرا، وصدقا لكلامي هذا، فقد طالعنا قبل فترة نبأ القبض على رجل في مصر كان يقيم مثل هذه العلاقات بالاتفاق مع زوجته، ولو لم يتم القبض عليه لكانت توسعت دائرته أكثر. ولكن من يدري كم يوجد من المجموعات التي تقيم مثل هذه العلاقات في مجتمعاتنا، ولكنها تمارس نشاطاتها بصورة سرية، وخيانة الزوجة لزوجها بصورة مستمرة يمكن أن تندرج تحت التعدد، إذ توجد عشرات الزوجات يقمن علاقات آثمة مع رجال آخرين من دون أن يعلم أزواجهن أو ربما يتظاهرون بعدم العلم!!!
أما الكلام الذي نسمعه ويتم ترويجه على أن المرأة ليست مصممة من الناحية الفسيولوجية والنفسية لإقامة علاقة مع أكثر من رجل في وقت واحد، فهذا كلام لا يسنده أي دليل علمي أو منطقي، إنما دأب على ترويجه الذكور لأن المجتمعات في العالم نشأت كمجتمعات ذكورية، نسبة لتميز الرجل بالقوة العضلية منذ بداية ظهور أول مجتمع على هذا الكوكب... واجزم انه إذا كانت الآية مقلوبة، وكانت حواء مكان آدم عليه السلام وهي التي خلق آدم من ضلعها، وشاء الله أن يخلق الأنثى أقوى من الرجل عضليا، وأصبحت الإناث يهيمن على الذكور، لربما كانت قد انقلبت الآية وأصبحت المجتمعات أنثوية (أي تفرض الإناث سيطرتهن على الذكور) ولشاعت ظاهرة تعدد الأزواج تماما كما شاع تعدد الزوجات، ولكنا سمعنا (كذكور) تبريرات تعزز توجههن هذا، أقول هذا الكلام طبعا بعيدا عن الدين وكشيء افتراضي بحت.
ومنطقيا أن الأنثى يمكن أن تمارس الجنس مع مائة رجل في اليوم الواحد، وتستمتع بمعظم هذه الممارسات ويمكنها أن تصل للاورجازم، بعكس الرجل الذي لا يمكنه سوى مضاجعة حوالي عشرة نساء أو اقل في اليوم الواحد، هذا إذا كان (رجل والرجال قليل)، ورجل فحل لا يشق له غبار، فالأنثى من اجل أن تمارس الجنس، لا تحتاج إلى قضيب منتصب، فهي عبارة عن أداة متلقية إذا جردنا العلاقة من المشاعر، وتمتلك فرج وهو في حقيقة الأمر عبارة عن شق أو فتحة، ولكي تمارس الجنس فهي لا تحتاج من الناحية النظرية إلا أن تباعد ما بين ساقيها، وسائل مزلّق ليكون فرجها مهيئا لذلك مع اكبر عدد من الرجال، من دون أن يسبب لها آلاما أو أوراما تذكر، وإذا لم تكن قادرة على إفراز هذا السائل فيمكنها استخدام سوائل مزلّقة صناعية أو حتى استخدام اللعاب. وبالتالي منطقيا (ما زلت أتحدث عن المنطق) فبمقدور الأنثى مضاجعة اكبر عدد من الرجال بعكس الرجل، لارتباط قدرة الرجل على ممارسة الجنس الكامل بتحقيق الانتصاب والقذف، ومعروف أن الرجل قدرته محدودة، بعكس ما يدعي من فحولة، وهذا فيه شيء من المفارقة.
هكذا هي الأمور من الناحية العملية البحتة، ولكننا كبشر ومجتمعات لا يمكننا أن نعيش كالبهائم من دون ضوابط وأعراف وعادات وتقاليد ومعتقدات دينية روحية وفوق كل ذلك إرادة الخالق، حتى ولو أتت هذه الضوابط المنظمة لحياة البشر بغير ما تشتهي سفن الإناث، إلا أن عليهن أن يرضخن ويمتثلن لها غصبا عنهن، وإلا سيواجهن مشاكل لا قبل لهن بها، وسيعتبرن شاذات، خصوصا أولئك اللاتي ينتمين للمجتمعات المحافظة التي تجرم وتحرم وتسعى بكل السبل لمنع الإباحية الجنسية.
وللأسف لا مجال للمرأة أن تخرج عن شرنقة هذه الضوابط في جميع أنحاء العالم تقريبا، إذ أن جميع القوانين والأديان والأعراف تحظر على المرأة التمرد على هذه الضوابط، وغيرها من الضوابط المنظمة للحياة، رغم أنها قد تتشكى عندما تقارن وضعها بالرجل، مثل هذه الكاتبة وغيرها الكثيرات... ولا تستطيع أي امرأة أن تنكر انه لو لا هذه الضوابط في الحياة لاستحالت الحياة ولأصبحنا مثل الحيوانات، القوي منا يأكل الضعيف، وأول المتضررين سيكون الأنثى، لأنها ستعيش في مجتمع غاب يعتمد على قوة العضلات... فعلى الأنثى أن تعي هذه الحقيقة وانه ليس بالضرورة أن ينال المرء كل شيء في هذه الحياة، لذلك عليها أن تتنازل عن هذا الحق مقابل تمتعها بحياة أكثر أمنا. فانا كرجل أقول لها نعم يمكنك أن تعددي في علاقاتك الجنسية في الزواج... وهذا ليس مستحيلا، ولكن عمليا عليك أن تراعي الضوابط المجتمعية سواء كانت وضعية أو دينية أو أعراف أو تقاليد مقابل أن تعيشي في مجتمع أكثر أمنا.
وبالتالي يمكنني كرجل أن أتعامل مع أي امرأة تطمح لتنال حق تعدد الأزواج بهدوء شديد وبنفس هذا المنطق، ولا أنكر عليها حقها في التعبير عن رأيها وعن مشاعرها وأحاسيسها (والتي أظن أنها صادقة) كما شرحت أعلاه... ولكني أقول لها بهدوء (لاحظوا) بهدوء هذه... انك يا أختي والله تستطيعين Yes You Can كما قال عمنا اوباما، ولكن مشكلتك انك تعيشي وفق ضوابط وأنظمة تمنعك عن ممارسة هذا الحق، وإذا مارستينه ستتعرضين لعقوبات كبيرة جدا تجعلك تندمين حتى على مجرد البوح بإقامة هذه العلاقة أو التصريح بها كما يحدث لهذه الكاتبة الآن.
فأيهما ستختارين... الجنة أم النار؟؟؟ وللأسف لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار... وعليك أن تتذمري وتسمي هذه المعاملة ما تشائين: ظلم، دكتاتورية، ذكورية، طغيان، استبداد... واخلعي على هذا المنع ما تريدين من أوصاف، واخرجي في مظاهرات وطوفي في جميع شوارع العالم وأنت تحملين اللافتات التي تطالب بهذا الحق التعددي للزواج، ولكنك في النهاية لن تستطيعي التمرد على هذه الضوابط، وبالتالي أكون قد حاورتها بتعقل وبعيدا عن التشدد.
ويا دار ما دخلك شر... والحمد لله أن خلقني الله ذكرا أستطيع أن اعدد بلا أي مشاكل... (أقول هذا الكلام ولا اخرج لساني حتى لا تغضب مني الإناث، أو الكاتبة نادين البدري، حتى ولو أن ما كتبته كان على محمل السخرية ولا تدعو فعلا لذلك كما تقول).
__________________
وأترككم مع مقال الكاتبة نادين البدري (انا وازواجي الاربعة) اذي اقام الدنيا ولم يقعدها:
ائذنوا لى أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن.
فلتأذنوا لى بمحاكاتكم.
ائذنوا لى أن أختارهم كما يطيب لجموح خيالى الاختيار.
أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام. أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة. بقامة طويلة أو ربما قصيرة. أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان. وأعاهدكم أن يسود الوئام.
لن تشتعل حرب أهلية ذكورية، فالموحد امرأة.
اخلقوا لى قانوناً وضعياً أو فسروا آخر سماوياً واصنعوا بنداً جديداً ضمن بنود الفتاوى والنزوات. تلك التى تجمعون عليها فجأة ودون مقدمات.
فكما اقتادونى دون مبررات لمتعة وعرفى وفريندز ومصياف ومسيار وأنواع مشوشة من الزيجات، فلتأذنوا لى أن أقتاد بدورى أربعة.
هكذا رحت أطالب مرة بحقى فى تعدد الأزواج أسوة بحقه فى تعدد الزوجات. استنكروها، النساء قبل الرجال. والنساء اللواتى تزوج عليهن أزواجهن أكثر من المعلقات بأحادى الزوجة. والنساء المتزوجات أكثر من العازبات. كتب رجال الدين الشىء الكبير من المقالات والسؤالات حول عمق تعريفى للزواج وعمق تدينى وكتب القراء كثير من الرسائل أطرفها من يريد الاصطفاف فى طابور أزواجى المأمولين.
أصل الموضوع كان تعنتى وإصرارى على أحادية العلاقات. أصله رغبة جامحة باستفزاز الرجل عبر طلب محاكاته بالشعور بذاك الإحساس الذى ينتابه (وأحسده عليه) وسط أربعة أحضان.. ألم يمتدحه الرجال؟ ألا يتمنونه بالسر وبالعلن؟ لطالما طرحت السؤال حول علة الاحتكار الذكورى لهذا الحق. لكن أحداً لم يتمكن من إقناعى لم: أنا محرومة من تعدد الأزواج؟
كرروا على مسامعى ذات أسطوانة الأسئلة وقدموا ذات الحجج التى يعتقدونها حججاً.
قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر، بلى أستطيع. قالوا المرأة المرأة تملك شيئاً كبيراً من العاطفة، حرام أن يهدر، تملك قلباً، حرام اقتصاره على واحد. إن كان الرجل لا يكتفى جنسياً بواحدة فالمرأة لا تكتفى عاطفياً برجل.. أما عن النسب فتحليل الحمض النووى dna سيحل المسألة. بعد فترة لم يعد تفكيرى منحصراً فى تقليد الرجل أو منعه من التعدد، صار تفكيراً حقيقياً فى التعددية، التى نخجل نحن النساء من التصريح عن رأينا الداخلى بها.
التعددية التى انتشرت بدايات البشرية وزمن المجتمع الأموى والمرأة الزعيمة. التعددية التى اختفت مع تنظيم الأسرة وظهور المجتمع الأبوى وبدايات نظام الاقتصاد والرغبة فى حصر الإرث وحمايته.. لأجل تلك الأسباب كان اختراع البشرية للزواج. وجاءت الأديان لتدعم أنه مؤسسة مودة ورحمة وأداة تناسل وحماية من فوضى الغرائز.
كل الفوائد المجتمعية مكفولة به. وكثير من المصالح الدينية مضبوطة به. عدا شىء واحد. لم يحك عنه المنظمون. وهو دوام التمتع بالجنس.. ودوام الانجذاب داخل زواج خلق لتنظيم الجنس..
جاءت حماية الأمور المادية للمجتمع من اقتصاد وأخلاق على حساب الشغف الطبيعى بين الأنثى والذكر. ونسى المنظمون أن الزواج عليه تنظيم المشاعر التى ترافق الجنس. لأن لا قانون لها ولا نظام. الجنس داخل مؤسسة الزواج واجب روتينى.. أحد طقوس الزواج وسيلة إنجاب، إثبات رجولة، كل شىء عدا أنه متعة جسدية ونفسية.
يقول الرجال: يصيبنا الملل، تغدو كأختى، لا أميل لها جنسياً مثل بداية زواجنا صار بيتى كالمؤسسة، اختفى الحب.
ـ الملل.. أهو قدر طبيعى لمعظم الزيجات؟
فتبدأ ما نسميها (خيانة)، ويبدأ التعدد لا لأن الرجل لا أخلاقيات له لكن لأن الملل أصابه حتى المرض، والتقاليد وأهل الدين يشرعون له الشفاء.
أما المرأة فتحجم عن الخيانة، لا لأن الملل لم يقربها، بل على العكس فى الغالب هى لم تشعر بأى لذة منذ الليلة الأولى فى هذا الزواج التقليدى المنظم. لكن لأن التقاليد وأهل الدين يأمرونها بأن تلزم بيتها و(تخرس). هل كل المتزوجات فى مجتمعاتنا الشرقية مكتفيات جنسياً؟ بالطبع لا.
تخجل المرأة من التصريح بأنها لا تنتشى (أو لم تعد تنتشى)، وأن ملمس زوجها لم يعد يحرك بها شيئاً.. وتستمر بممارسة أمر تعده واجباً دينياً قد يسهم بدخولها الجنة خوفاً من أن تبوح برفضها فيلعنها زوجها وتلعنها الملائكة. سيمون دى بوفوار بقيت على علاقة حب بسارتر حتى مماتها لم يتزوجا ورغم مغامراتهما المنفردة بقيا على ذات الشعور الجارف بالحب تجاه بعضهما.
هل الأحادية فى أصلها الإنسانى خطأ؟ هل الحياة داخل منزل واحد والالتصاق الشديد هو سبب الملل؟ اختفاء عنصر التشويق.
هل صحيح أن الأجساد كلما ابتعدت يرسخ الانجذاب، وكلما اقتربت الأجساد حد التوحد اليومى ابتعدت الأرواح؟ هل من الغلط انتقالهما للحياة منزل مشترك؟ لماذا يدوم كثير من العلاقات خارج إطار الزواج لسنوات طويلة وحين يتم الزواج ينتهى كل ما جمعهما؟ حتى يقال
هل هناك خطأ فى الزواج نفسه؟ هل يكون عقد النكاح المكتوب هو السبب.. تحويل المشاعر لأوراق تصادق عليها المحكمة والشهود لإبرام تحالف المفترض أن يكون روحياً؟ أهو اختلاط الحب والانجذاب بالالتزام القانونى والرسميات.. أم أن تدخل الأهل واشتراط موافقة جمع هائل من المجتمع والنظام ومختلف المعابد قد يفرغ المشاعر من روحها..
التعدد فى اعتقاد كثيرين هو حل لمشكلة الملل والسأم وتلبية لمشاعر الرجل، لكن فى احتكار الرجال للتعدد دون النساء تمييز وخرق لكل معاهدات سيداو. إذ كيف تلبى مشاعر المرأة؟
إما التعدد لنا أجمعين أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج.. تحل أزمة الملل وحجة الرجل الأبدية. وحتى ذلك الوقت يبقى سؤالى مطروحاً: ما الحل إن أصابنى الملل من جسده أو شعرت أنه أخى؟
لا تملك نفساً تؤهلها لأن تعدد. قلت: يستحيل اليومية. فى (انتهت علاقتهما بالزواج) وكأنها فنيت.
وأترككم مع مقال الكاتبة نادين البدري (انا وازواجي الاربعة) اذي اقام الدنيا ولم يقعدها:
ائذنوا لى أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن.
فلتأذنوا لى بمحاكاتكم.
ائذنوا لى أن أختارهم كما يطيب لجموح خيالى الاختيار.
أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام. أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة. بقامة طويلة أو ربما قصيرة. أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان. وأعاهدكم أن يسود الوئام.
لن تشتعل حرب أهلية ذكورية، فالموحد امرأة.
اخلقوا لى قانوناً وضعياً أو فسروا آخر سماوياً واصنعوا بنداً جديداً ضمن بنود الفتاوى والنزوات. تلك التى تجمعون عليها فجأة ودون مقدمات.
فكما اقتادونى دون مبررات لمتعة وعرفى وفريندز ومصياف ومسيار وأنواع مشوشة من الزيجات، فلتأذنوا لى أن أقتاد بدورى أربعة.
هكذا رحت أطالب مرة بحقى فى تعدد الأزواج أسوة بحقه فى تعدد الزوجات. استنكروها، النساء قبل الرجال. والنساء اللواتى تزوج عليهن أزواجهن أكثر من المعلقات بأحادى الزوجة. والنساء المتزوجات أكثر من العازبات. كتب رجال الدين الشىء الكبير من المقالات والسؤالات حول عمق تعريفى للزواج وعمق تدينى وكتب القراء كثير من الرسائل أطرفها من يريد الاصطفاف فى طابور أزواجى المأمولين.
أصل الموضوع كان تعنتى وإصرارى على أحادية العلاقات. أصله رغبة جامحة باستفزاز الرجل عبر طلب محاكاته بالشعور بذاك الإحساس الذى ينتابه (وأحسده عليه) وسط أربعة أحضان.. ألم يمتدحه الرجال؟ ألا يتمنونه بالسر وبالعلن؟ لطالما طرحت السؤال حول علة الاحتكار الذكورى لهذا الحق. لكن أحداً لم يتمكن من إقناعى لم: أنا محرومة من تعدد الأزواج؟
كرروا على مسامعى ذات أسطوانة الأسئلة وقدموا ذات الحجج التى يعتقدونها حججاً.
قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر، بلى أستطيع. قالوا المرأة المرأة تملك شيئاً كبيراً من العاطفة، حرام أن يهدر، تملك قلباً، حرام اقتصاره على واحد. إن كان الرجل لا يكتفى جنسياً بواحدة فالمرأة لا تكتفى عاطفياً برجل.. أما عن النسب فتحليل الحمض النووى dna سيحل المسألة. بعد فترة لم يعد تفكيرى منحصراً فى تقليد الرجل أو منعه من التعدد، صار تفكيراً حقيقياً فى التعددية، التى نخجل نحن النساء من التصريح عن رأينا الداخلى بها.
التعددية التى انتشرت بدايات البشرية وزمن المجتمع الأموى والمرأة الزعيمة. التعددية التى اختفت مع تنظيم الأسرة وظهور المجتمع الأبوى وبدايات نظام الاقتصاد والرغبة فى حصر الإرث وحمايته.. لأجل تلك الأسباب كان اختراع البشرية للزواج. وجاءت الأديان لتدعم أنه مؤسسة مودة ورحمة وأداة تناسل وحماية من فوضى الغرائز.
كل الفوائد المجتمعية مكفولة به. وكثير من المصالح الدينية مضبوطة به. عدا شىء واحد. لم يحك عنه المنظمون. وهو دوام التمتع بالجنس.. ودوام الانجذاب داخل زواج خلق لتنظيم الجنس..
جاءت حماية الأمور المادية للمجتمع من اقتصاد وأخلاق على حساب الشغف الطبيعى بين الأنثى والذكر. ونسى المنظمون أن الزواج عليه تنظيم المشاعر التى ترافق الجنس. لأن لا قانون لها ولا نظام. الجنس داخل مؤسسة الزواج واجب روتينى.. أحد طقوس الزواج وسيلة إنجاب، إثبات رجولة، كل شىء عدا أنه متعة جسدية ونفسية.
يقول الرجال: يصيبنا الملل، تغدو كأختى، لا أميل لها جنسياً مثل بداية زواجنا صار بيتى كالمؤسسة، اختفى الحب.
ـ الملل.. أهو قدر طبيعى لمعظم الزيجات؟
فتبدأ ما نسميها (خيانة)، ويبدأ التعدد لا لأن الرجل لا أخلاقيات له لكن لأن الملل أصابه حتى المرض، والتقاليد وأهل الدين يشرعون له الشفاء.
أما المرأة فتحجم عن الخيانة، لا لأن الملل لم يقربها، بل على العكس فى الغالب هى لم تشعر بأى لذة منذ الليلة الأولى فى هذا الزواج التقليدى المنظم. لكن لأن التقاليد وأهل الدين يأمرونها بأن تلزم بيتها و(تخرس). هل كل المتزوجات فى مجتمعاتنا الشرقية مكتفيات جنسياً؟ بالطبع لا.
تخجل المرأة من التصريح بأنها لا تنتشى (أو لم تعد تنتشى)، وأن ملمس زوجها لم يعد يحرك بها شيئاً.. وتستمر بممارسة أمر تعده واجباً دينياً قد يسهم بدخولها الجنة خوفاً من أن تبوح برفضها فيلعنها زوجها وتلعنها الملائكة. سيمون دى بوفوار بقيت على علاقة حب بسارتر حتى مماتها لم يتزوجا ورغم مغامراتهما المنفردة بقيا على ذات الشعور الجارف بالحب تجاه بعضهما.
هل الأحادية فى أصلها الإنسانى خطأ؟ هل الحياة داخل منزل واحد والالتصاق الشديد هو سبب الملل؟ اختفاء عنصر التشويق.
هل صحيح أن الأجساد كلما ابتعدت يرسخ الانجذاب، وكلما اقتربت الأجساد حد التوحد اليومى ابتعدت الأرواح؟ هل من الغلط انتقالهما للحياة منزل مشترك؟ لماذا يدوم كثير من العلاقات خارج إطار الزواج لسنوات طويلة وحين يتم الزواج ينتهى كل ما جمعهما؟ حتى يقال
هل هناك خطأ فى الزواج نفسه؟ هل يكون عقد النكاح المكتوب هو السبب.. تحويل المشاعر لأوراق تصادق عليها المحكمة والشهود لإبرام تحالف المفترض أن يكون روحياً؟ أهو اختلاط الحب والانجذاب بالالتزام القانونى والرسميات.. أم أن تدخل الأهل واشتراط موافقة جمع هائل من المجتمع والنظام ومختلف المعابد قد يفرغ المشاعر من روحها..
التعدد فى اعتقاد كثيرين هو حل لمشكلة الملل والسأم وتلبية لمشاعر الرجل، لكن فى احتكار الرجال للتعدد دون النساء تمييز وخرق لكل معاهدات سيداو. إذ كيف تلبى مشاعر المرأة؟
إما التعدد لنا أجمعين أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج.. تحل أزمة الملل وحجة الرجل الأبدية. وحتى ذلك الوقت يبقى سؤالى مطروحاً: ما الحل إن أصابنى الملل من جسده أو شعرت أنه أخى؟
لا تملك نفساً تؤهلها لأن تعدد. قلت: يستحيل اليومية. فى (انتهت علاقتهما بالزواج) وكأنها فنيت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق