لم يصدق من يطلقون على أنفسهم دعاة وطلاب علم في أماكن مختلفة من العالم العربي والإسلامي حدوث تسونامي جدة وخسائره البشرية المروعة، الذي فاقم خسائره في الأرواح والممتلكات فساد المسئولين، حتى سارع هؤلاء الدعاة وطلاب العلم وبعض الفقهاء والمفتين لاغتنام الفرصة التي طالما انتظروها طويلا ليعلنوا على الملأ خرافاتهم المضحكة، بأن سبب ما حدث لأهل جدة المكلومين المساكين الصابرين هو لأن هؤلاء الضحايا الأبرياء اهل جدة او اهل اي مدينة اخرى في العالم تحدث لها كارثة طبيعية، انما حدثت لهم لان ذنوبهم تفاقمت حتى أصبحت مثل الجبال العاتية وبلغت عنان السماء وفاحت روائحها وزكمت الأنوف، وقالوا أن هؤلاء المساكين الذين يعمرون المساجد والذين يزحف الآلاف منهم أسبوعيا لأداء العمرة أو على الأقل الصلاة في المسجد الحرام او المساجد القريبة من حيث يسكنون، قالوا أن هؤلاء الناس ابتعدوا عن الدين وزاد فجورهم وآثامهم، ولان نسائهم كشفن عن وجوههن ولبسن العبايات المزركشة وفسدن، كل ذلك حسب زعمهم هو ما حرك نواميس الكون المحسوبة بدقة من خالق الكون عز وجل، فحركت السيول لتدمرهم. تصوروا يا عالم الله جل جلاله يغرق أهل مدينة بسبب بعض النسوة في مدينة صغيرة لا تساوي رأس دبوس من الكون الذي يحوي بلايين المجرات، وربما عوالم بالمليارات في مجرات أخرى، تصوروا ان هؤلاء عاقبهم خالقهم عز وجل لان نسائهم لبسن عبايات مزركشة وكشفوا وجوههن، ولان مدينتهم اقيمت بقربها جامعة في اختلاط بين الجنسين!!!
يا لنا من شعوب سخيفة ما زلنا نفكر بنفس منطق القرون الوسطى، بالله عليكم بدلا من إصدار مثل هذه التصريحات المحبطة والمدمرة نفسيا، أما كان الأفضل بالنسبة لهؤلاء الدعاة وطلبة العلم إذا كانوا يرومون الشهرة والثواب في آن معا، أن يشمروا عن سواعد الجد ويهبوا لكي يقدموا المساعدات عن طريق الأعمال التطوعية لتنظيف أثار الكوارث من نفايات وطمي التي تركت آثارها في كل المناطق المنكوبة من أحياء جدة، أليس من الأفضل مساعدتهم للمسئولين عن حماية البيئة في محاولتهم تنظيف المياه الراكدة والتي يقال أن بعضها اختلط بمياه الصرف الصحي، ان يسعوا جاهدين في تنظيفها معهم قبل أن تتحول إلى بؤر لتكاثر الآفات التي تفتك بصحة المواطنين في الأيام القادمة إذا لم تعالج؟ اأيس من الافضل بدلا من اصدارهم مثل هذا الكلام الفارغ ان يساعدوا رجال الدفاع المدني البواسل والقطاعات الامنية والخدمية الاخرى للبحث عن المفقودين ومحاولة انتشال باقي الجثث التي ما تزال اماكنها مجهولة؟
أليست هذه فرصة ذهبية بالنسبة لهم لكي يقدموا عملا يعلي من شأنهم بين السكان ليشعروا أنهم ليسوا عبارة عن مجرد تنابلة ومنظرين، وأنهم ضيعوا أوقاتهم الثمينة وصرفت عليهم أموال طائلة في علوم لا تسمن ولا تغني من جوع بشكل مباشر مقارنة بمن يدرسون العلوم الفنية والتقنية والهندسية، وكان يكفي تخريج دفعة أو دفعتين كل خمسة سنوات في كل دولة اسلامية من أمثال هؤلاء الذين يسمون انفسهم طلبة علم ودعاة ومفتين، أو حتى مقارنتهم بالعمال الذين يشيدون المباني ويرصفون الشوارع، بالله عليكم أيهم أفضل بالنسبة للمجتمع، هذه التخصصات التي ذكرتها والسباكين والحدادين والميكانيكيين الخ، أم هذا العدد الهائل من التنابلة الذين يعتبرون عالة على المجتمعات الإسلامية والذين تلفظهم الجامعات باعداد اكثر من اللازم ويزيدون من البطالة المقنعة في بلداننا الاسلامية، ويا ليت لو كان هذا المجال من العلوم الفقهية مجالا يدعمه مجالا اخر في علوم دنيوية تفيد مجتمعاتهم لكانوا سيصبحون افضل من الذين يكتفون بتعلم العلوم الدنيوية فقط، الا ان المشكلة ان اغلبهم ليس في رؤوسهم خبرات وعلوم فعالة تفيد المجتمعات بشكل مباشر سوى التنظير في امور يمكن لاي شخص يعمل في اي مجال اخر الاطلاع عليها من الكتب.
فيما يلي مجموعة من المقالات التي جمعتها، والتي تعكس انبراءهم في إضحاكنا ببياناتهم وتصريحاتهم هذه التي اعتبرها مجرد محاولة لإثبات الوجود، ولكن للأسف على حساب الأبرياء وذوي الضحايا الذين تسبب لهم هذه التصريحات شعورا بالذل إضافة لما يعانون منه أصلا من فقدهم لذويهم وممتلكاتهم، واقتطف أمثلة بسيطة عما كتب شجبا لهذه السخافات التي تصدر هنا وهناك من بعض المؤدلجين ومن يسمون انفسهم علماء ودعاة، البعيدين عن الأزمة، والذين يجلسون في بيوت مؤثثة بشكل جيد ويتقاضى معظمهم الالاف مقارنة بفقراء جدة المنكوبين، ولا شغل لهم ولا هم غير إصدار مثل هذه الفتاوى المضحكة التي عفا عنها الزمن. هكذا تعودنا دائما أن نسمع مثل هذا الكلام الفارغ في كثير من دولنا الإسلامية، وهذا ليس بمستغرب لأننا أناس متخلفين استمرأنا الكسل والتنبلة وعدم السعي لتشغيل السواعد والأدمغة لحل مشاكلنا المختلفة وبناء اوطاننا بما يليق بانسان يعيش في القرن العشرين والتوقف عن ان نصبح عالة على منتجات الدول المتقدمة في كل المجالات لدرجة اننا نعتمد عليهم في استخدامنا لمنتجاتهم من (الكوندوم) التي نستخدمها لننيك بها زوجاتنا، فبدلا من إصدار هذه البيانات والفتاوى، يا ليتنا درسنا أسباب تخلفنا، وحاولنا أن نتعلم من الدول المتقدمة كيف تطورت وكيف خرجت من عصور الظلمات الى النور، وكيف استطاعت أن تبني بنية تحتية (بتسخير من الله) ساعدتهم كثيرا بفضل الله في درء غضب الطبيعة عنهم، خصوصا عندما تكون أمطار بكثافة عادية يمكن أن تسقط في أي مكان ولا يجب ان تسبب مثل هذا القتل والتدمير الخرافي كما حدث في جدة وقبلها في مدن اخرى من عالمنا العربي وربما ستتكرر في السنوات القادمة:
---------------------------------------------------------
ذنوب المترفين
الحياة اللندنية
الثلاثاء, 08 ديسمبر 2009
أحمد الفراج
أصدر مجموعة ممن سموا أنفسهم بالعلماء والدعاة بياناً ملغوماً كالعادة، عن كارثة جدة، ويبدو أن هذا العام سيكون شبيهاً لعام سابق سميته في حينها «سنة البيانات»، على غرار» سنة الرحمة»، و»سنة الهدام»، وسنة «الجراد»، وإن كان يحسب لعلماء جدة ودعاتها أنهم لم يكن من بينهم «متسبب»، كما كانت حال بيان علماء ودعاة إحدى المناطق، الذين ناصروا جنودنا البواسل في فترة سابقة.
لا أدري كيف يجرؤ هؤلاء أن يتجاوزوا على الله، وكأنما لا هم له - سبحانه عما يصفون - إلا معاقبة أضعف عباده على صغائر لا تكاد تذكر، فنحن في النهاية أكثر البلدان الإسلامية محافظة. كان واضحاً أنه بيان مؤدلج من مجموعة تريد أن تفرض نمط حياتها على وطن يسابق الزمن، بقيادة ملك يعلم أن لا مكان لوطنه إلا إذا استطاع أن يلحق بالأمم المتقدمة، لقد عبّر أبناء هذا الوطن عن مشاعرهم بصفة فردية، وكان بإمكان هؤلاء أن يفعلوا الشيء نفسه، فما بالهم يصرون دوماً على إصدار البيانات التي تكون في معظمها مشبوهة؟ ظاهرها التأييد وباطنها مطالبات واضحة وصريحة وضد توجهات الدولة.
إن لي مع هذا البيان وقفات عدة.
أولاً: لقد صدرت إشارات تدل على أنهم يريدون الإيحاء بأنهم جهة رقابية، فقد ذكروا أنهم يوافقون على الأمر الملكي الكريم، ويأملون أن يتم تنفيذه وتعلن نتائج التحقيق! ما يعطي إشارة إلى أنهم قد لا يوافقون في كل مرة على ما يصدر من الملك، وقد يكون لهم وجهة نظر أخرى.
واليهم أقول: «من أنتم ومن تكونون حتى توافقوا أو تعترضوا؟ فهذه سياسة دولة ورؤية ملك، وأنتم مواطنون مثَلكم مثَل الآخرين، وليس لكم أي صفة رسمية حتى تتفوهوا بكلام كبير مثل هذا.
ثانياً: ركز البيان على دور المعاصي والذنوب في حدوث الكارثة، وأشاروا إلى أهمية تعزيز دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما يعني أن الهدف الرئيس هو استغلال كارثة إنسانية لإيصال رسالة اعتراض، على ترشيد وعقلنة دورها الاجتماعي.
ثالثاً: لم يكن من المناسب على الإطلاق أن تشعِر مكلوماً فقد عزيزاً بأن ما أصابه كان بسبب ذنوبه، لأن هذا يعتبر من الشماتة، خصوصاً أن الدلائل تشير بوضوح تام إلى وجود خلل أدى إلى الكارثة، ولذا فالإشارة إلى دور المعاصي فيها دفاع غير مبرر عن مجموعة من الفاسدين المعدومي الذمة والضمير؛ إذ إن هذا يماثل أن تسير بالسيارة بأقصى سرعة ممكنة تحت تأثير المخدرات وتصطدم بأحد الأبرياء، ثم بعد موته تزعم أن الله عاقبه بسبب ذنوبه!
ثم لو افترضنا جدلاً أن الكارثة كانت بسبب المعاصي، فالدليل الشرعي يشير إلى أن ذنوب المترفين - لا الفقراء المعدمين - هي ما يسخط الله عز وجل، إذ يقول سبحانه: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا). ولم يعد سراً أن بعض العاملين في القضاء والدعاة أصبحوا من المترفين، إذ إن بعضهم يملك القصور والملايين والسيارات الفارهة، مع انه في الأصل موظف حكومي، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي يُسأل فيه من هو مثله: «من أين لك هذا»؟ ولا أظن هذا عنا ببعيد بعد الأمر الملكي الأخير، وأود أن أتساءل: أيهما أعظم ذنباً؟ من يرتكب الصغائر مثل معظم فقراء الأحياء المتضررة؟ أم الداعية الذي يجمع الأموال ويأخذ نسبة كبيرة منها بصفته أحد العاملين عليها ليتزوج بها مسياراً ومسفاراً وما بينهما؟ وقد قابلت كثيراً من هؤلاء في معظم بلاد العالم، ورأيت ما يشيب لهوله الولدان؟
البيان برمته كان كارثياً بامتياز، وجارحاً لمشاعر المكلومين، ومدافعاً عن مجموعة من الفاسدين، فقد كان هدفه الأول والأخير الحد من عجلة الإصلاح التي يرعاها ملك البلاد.
«كارثة جدة» بين الوعظ والعلم
الثلاثاء, 08 ديسمبر 2009
حسن بن سالم
ما إن يصاب مجتمع من المجتمعات الإسلامية بكارثة طبيعية حتى نسمع عن مبادرة كثير من الوعاظ والدعاة، لتقديم التفسير ذاته لها، بأن السبب الرئيس لوقوع تلك المصائب قديماً وحديثاً هو الوقوع في المعاصي والذنوب، والمجاهرة بها، والبعد عن طاعة الله وضرورة التوبة والاستغفار من ذلك، وبعد أن حل ما حل من كارثة في مدينة جدة جراء السيول التي تسببت في وقوع عشرات الوفيات وخراب وخسارة الكثير من الممتلكات العامة والخاصة بادر مجموعة لا يقل عددهم عن 50 من الدعاة وطلبة العلم لإصدار بيان تضمن الكثير من القضايا التي يتفق عليها ويتم التسليم بها، إلا أن ما نعترض عليه من البيان، هو تأكيده على القضية ذاتها التي نحن بصدد الحديث عنها.
إن أصحاب ودعاة مثل هذه الرؤية والتنظير غالباً ما تجدهم يحرصون على تصوير العلاقة بين السماء والأرض في صورة الثواب والعقاب، وأما الأسباب والمسببات فهي أمر ثانوي، لذلك ونتيجة لتلك الثقافة السائدة في تفسير الظواهر والكوارث الطبيعية، حاول بعضهم تنزيل ذلك التنظير على أرض الواقع، فرأوا أن ما وقع في جدة من سيل جارف كان من أهم أسباب حصوله من وجهة نظرهم ما عبروا عنه بمنكرات جامعة «كاوست»، وهو ما لم يصرح به أحد بين أظهرنا، ليقوم بالتصريح نيابة عن أمثال هؤلاء أحد الدعاة المتطرفين من دولة مجاورة بقوله: «عجيب الربط بين مظاهر الفساد الأخلاقي بفتح باب الاختلاط في الجامعـة، بين الشباب والجواري، في تقليد أعمى للغرب، ليس منه أي فائدة سوى هدم الأخلاق، وبين طوفان من السيول التي أتت بكارثة عظيمة على أهل جدة».
لقد حل من قبل وفي أطهر البقاع وأقدسها على وجه الأرض المسجد الحرام والكعبة المشرفة وعلى مدى القرون الماضية كثير من السيول، ولعل من أشهرها أخيراً ما اشتهر باسم «سيل الربوع» عام 1360هـ، الذي غمرت مياهه المسجد الحرام ومات بسببه خلق كثير، وما كاد يصل نبأ ذلك إلى مسامع جلالة الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز، يرحمه الله، حتى أصدر أمره بتخصيص مبلغ كبير لتعمير منازل المتضررين، وتعويض من فقد شيئاً من ممتلكاته، فهذه السيول التي أصابت أشرف البقاع لا يمكن لأحد كائناً من كان، أن يدعي أنها كانت بسبب المعاصي والذنوب!
إن التأويل العقابي الغيبي للكوارث والنكبات الطبيعية أطروحة لا شك أنها تتعارض مع المنطق والعقل معاً، فمع أن الكوارث الطبيعية لا تقع إلا بتقدير من الله تعالى، وهي تحت إرادته ومشيئته، فهي كذلك ترتبط بقانون كوني وضعه منذ الأزل، وليست مرتبطة بالذنوب والخطايا، وإن الادعاء بأن ظهور كارثة في منطقة معينة من دون غيرها هو دليل على تجاوزها وذنوبها وعصيانها، منطق مرفوض وأول من يرفضه ويتعجب من عقل قائله هم أمثال أهل جدة المساكين، الذين كان ذنبهم في تجرع مرارة هذه التجربة المريرة هو السوء الشديد للبنية التحتية والتخطيطية، وأما الآخر فإنه يقول ذلك وهو في منأى عن ذلك المصاب الجلل.
إن خير شاهد على معرفة الفرق بين تعاطي الديني للكوارث الطبيعية وبين تعاطي العقل والمنطق لها، ما حدث في القرن الـ14 الميلادي «الثامن الهجري»، حينما اجتاح معظم بلاد العالم مسلمها وكافرها وباء الطاعون، الذي وصفه آنذاك ابن خلدون في مقدمته بالموت الجارف الذي تحيف به الأمم، وقضى على أعز أصحابه وشقيقه وعدد كبير من شيوخه وأساتذته. لقد كانت السيادة الدينية والعقلية الفقهية في ذلك الحين هي المهيمنة على حساب العقلية المعرفية والاجتماعية في بلاد المشرق والمغرب من العالم الإسلامي؛ لذلك فزع الناس حينها للعلماء والفقهاء في تلك الكارثة والمصيبة العظمى، فكان رأيهم أن الطاعون شهادة للأمة ورحمة لها، وعليهم ألا يفزعوا فإن من مات به فقد فاز بالشهادة واعتبر في عداد الشهداء، وبما أن زمام الأمور كانت بأيدي علماء الدين فقد انتقلت القضية من البحث عن سبل الوقاية من الوباء طبياً إلى خلاف شرعي حول العدوى بالطاعون، وحكم الخروج من الأرض التي أصابها، والاعتقاد بأن القول بأن الطاعون مرض يعدي بطبعه هو قول الكفار، وألفت حينها الرسائل الشرعية حول الطاعون، التي كان من أهمها رسالة ابن حجر العسقلاني «بذل الماعون في فوائد الطاعون».
لقد أقحم حينها علماء الدين في العالم الإسلامي قضية الوباء في المباحث الفقهية حتى صارت من اختصاص الفقيه، ولم يعد للطب قول فيها، حتى كانت الوقاية على رأي بعض الفقهاء بتكرار الصلاة على النبي بكيفيات مخصوصة! إن هذا الوباء الذي ضرب بلاد الأرض كان نقطة تحول، ففي نهايته بدأ العالم الإسلامي في تراجع مقابل التقدم الأوروبي، وذلك بسبب اختلاف الاستجابة لذلك التحدي، فأوروبا تعاملت عملياً وطبياً مع الكارثة، ونجحت في السيطرة عليها واحتوائها وتقليل خسائرها البشرية، ما مهد الطريق أمامها لدخول الدولة الحديثة في مختلف المجالات المعرفية، خلافاً لما حل بمشرق ومغرب العالم الإسلامي.
إن الكوارث الطبيعية هي نتاج من تفاعل مباشر بين الإنسان وبيئته، وتجاهله لأسبابها ومسبباتها يؤدي به إلى أن يكون ضحية لتلك الكوارث، لذلك فقد سعى الغرب على مدى العقود الخمسة الماضية إلى إنشاء المراكز المتخصصة لبحوث الكوارث البيئية والطبيعية، التي كان من أهمها المركز الذي أنشئ في جامعة أوهايو عام 1963، فهذه الكوارث المتنوعة ليست مجرد أرقام ضحايا وإزالة أنقاض وجرد ممتلكات، بل هي ظواهر قابلة للبحث والتفسير العلمي، وهي كالظاهرة الاجتماعية من حيث أنها لا تثبت على وتيرة واحدة، في ما يخص قدرتها على التأثر والتأثير، فهي تضمحل وتتفاقم بحسب القدرات المادية، وأعداد السكان ومستويات الوعي والتعليم، ومدى أهمية الشعور بالأمن والسلامة .
إنني أتمنى أن يعلم بعض دعاتنا - قبل إصدار أي بيانات لاحقة - أن وكالة الأحوال الجوية التابعة للأمم المتحدة قالت في 2007 إن العالم يشهد وسيشهد كثيراً من التغييرات المناخية، كالعواصف والأعاصير والفيضانات، بسبب زيادة ما يسمى بغازات الاحتباس الحراري، وبالنسبة لما حولنا فقد صرح الدكتور فاروق الباز رئيس أبحاث الفضاء في ولاية بوسطن في عام 2005 أثناء زيارته لمقر هيئة المساحة الجيولوجية بجدة، أن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي ليست بمنأى عن خطر الكوارث والزلازل، خصوصاً منطقة البحر الأحمر، داعياً حكومات المنطقة ببذل مزيد من أجل التنبؤ بإمكان حدوث الكوارث الطبيعية قبل حدوثها، لتقليل حجم الخسائر المادية والبشرية، وهذا هو ما يجب أن تتضامن لتحقيقه الجهود والإمكانات كافةً، سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات.
-----
دبي - فهد سعود، الرياض- محمد يحيى
ردت مجموعة من الأراء حصلت عليها "العربية.نت" على حديث يتصاعد في المنتديات أن المعاصي والذنوب وراء كارثة سيول جدة التي أودت بأكثر من 116 قتيلا، وجرفت عشرات المنازل والسيارات.
واعتبرت هذه الأراء أن ذلك محاولة للقفز على الحقيقة كونها تسقط جانب التقصير البشري، المتهم الأول في هذه الاستعدادات لمواجهة مثل هذه الظواهر، وتبرز محاسبة دينية غير مبررة، وغير متناسبة مع الحدث.
واستدلوا على ذلك بأن الضحايا والخسائر انحصرت في الفقراء وبينهم بعض الدعاة الذين يعملون في مجال الدعوة، فيما لم تصب المنشآت السياحية أو التجارية الكبيرة بسوء.
وكان قد صدر قبل أيام بيان عن شخصيات سعودية معروفة، ومن بينها دينية يتضامن مع كارثة جدة، ويتضمن عشرة بنود أبرزها: "منع المظاهر العامة للمنكرات وتعزيز دور هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاهتمام بالمناشط الدعوية النافعة، فإن الذنوب والمعاصي من أكبر أسباب نزول البلاء" .
جانب من الدمار بسبب السيول
عن هذا الموضوع يؤكد لـ "لعربية.نت" كبير المفتين بإدارة الإفتاء في دبي الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد أنه "ليس بالضرورة أن يكون ما يقدره الله على المسلمين من كوارث سماوية أو أرضية بسبب المعاصي والسيئات، فإن الله تعالى قد يبتلي المؤمنين ليختبرهم ويمحصهم كما قال سبحانه: { إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ }.
وأضاف وأما ما يتردد على ألسنة الناس "فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة" فهو كلام يجري على ألسنة الوعاظ ولا أصل له مرفوع، بل الوارد أن النبي صلى الله عليه وسلم : "سأل ربه ثلاثا، قال: فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي: أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" والمعنى أنه لا يهلك الأمة كلها كما أهلك قوم نوح، أما ما يكون لبعض القرى أو الأحياء أو حتى المدن، فلم يسأل ربه ذلك، ومعناه أنه قد يكون مثل ذلك على أمته في بعض الأزمنة والأمكنة وهذا ما هو واقع بالفعل.
مضيفا: "ومع ذلك فإن الامتحان الإلهي لعباده يتعين فيه على العباد أن يفزعوا لربهم ويدعونه لكشف الضر عنهم، فهو سبحانه يكشف السوء ويرفع الضر ويجيب دعوة المضطر، ويحب نداء عباده وتضرعهم إليه سبحانه".
وعن استشراء الفساد المالي والإداري يؤكد الحداد "نعم هذا هو السبب المباشر لكل أمة، فما حل فساد إلا بسوء إدارة وخراب الذمم، ولكن سوء الإدارة وعدم النظر إلى العواقب والمآلات، أو عدم الكفاءة من المعنيين هو الذي يؤدي لمثل ذلك في الغالب".
استغلال سيء للدين
أما الكاتب السعودي خلف الحربي فيقول "هذا استغلال سيء للدين وهو استغلال لنصوص الابتلاء، والمفترض هو مواساة أهل جدة وليس الربط بين ما حدث والسيول، يعني لا أحد يعرف ولا يتخيل كم هي الأحزان لدى الأسر التي فقدت من نحتسبهم عند الله شهداء، وهناك من فقدوا منازلهم، ثم أن ما يدحض هذا الكلام أن هذه الكارثة راح فيها الفقراء وربما بعض الدعاة ولم تقتحم المنتجعات السياحية على سبيل المثال. أنا شخصيا اعتبر ذلك إرهابا فكريا واستغلالا لنصوص الدين، وليت هؤلاء يقتدون بالشباب والفتيات المتطوعين لخدمة ومساعدة المتضررين".
وعن قيام بعض الخطباء بالربط بين الأمرين ينضم الحربي للمطالبين باتخاذ إجراءات ضدهم ويقول "يجب اتخاذ إجراءات ويلفت نظرهم وتكون هناك عقوبة لأن ذلك توظيف خاطئ في الوقت الذي يحتاج الناس فيه لمساندة وليس اتهامهم في أخلاقهم، ومثل هذه المواقف تفرق بين من يدرك ويقدر مسؤولية المنبر من عدمها".
حي قويزة
من جهته يؤكد الكاتب السعودي صالح الطريقي أن الرد على هؤلاء يبدأ "من حديث الملك عبدالله الذي في خطابه أكد أن ما حدث في جدة يحدث مثله وشبه يومي في دول أخرى ودول متقدمة ودول فقيرة وغيرها".
ويرى الطريقي أن الفئة التي ترى ذلك "مازالوا متمسكين في أساطير قديمة لبعض الأديان التي تنسب الكوارث لعدم وجود القرابين، بينما الحق في وجود الأسباب المادية والبشرية ويصف من يرى ذلك بأنهم ممن" تسيطر عليهم الأفكار القديمة "أنا اعتقد لو أن هناك أشخاصا أكلوا الأمانة فغرق الناس، فهذه ليست عقوبة من الله، وإنما نتائج جريمة ارتكبت".
ويوجه لهم السؤال "في اعتقادي لو أن شخصا منهم جاءته مصيبة في بيته وأهله هل سيقبل أن يقول له أحد أن ذلك بسبب معاصيه وفسقه! .. أنا طالبت ومازلت أطالب بإيجاد قانون يحاسب هؤلاء الأشخاص ومن يتهم أحدا بالفساد عليه أن يأتي ببينة أو يقام عليه الحد وهو ما كان يحرص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعيدا عن تفسيرات وهمية ودخول في الغيبيات ثم لماذا لا يكون هذا ابتلاء للمؤمن؟.
هذا في الوقت الذي يؤيد فيه الكاتب إدريس الدريس زميليه من عدة زاويا ويرى أن من وقعوا البيان "كانوا يريدون الوعظ في غير محله وحاكموا النيات. لا نشكك في نواياهم ولكنهم لم يوفقوا في اختيار الطريقة والأسلوب فهناك فساد مالي وإداري أدى إلى الكارثة، أنا أتحفظ على ربط الأسباب بالمعاصي والذنوب، كان عليهم الحديث عن فساد المشاريع وضياع الأمانة ما صدر منهم يعتبر في غير مكانه وزمانه".
ويطالب ادريس "الشؤون الإسلامية أن تنتقي خطباءها" ولا يعيبها أن تنتقي المواضيع كما تفعل أحيانا فالمنبر إسلامي أسبوعي، ولا يجب أن تبقى المواضيع كلها بعيدة عن الهموم الدنيوية، لكن هؤلاء لهم حضورهم وتواجدهم وأحيانا يستغلون مثل هذه المناسبات وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير
ادري إنها جت متأخره
لأنه لي فترة عن المنتدى
خلونا ندش بالموضوع على طول
ليه كل من شاف او سمع خبر عن سيل جده قال
ذنوب اهل جدة كثيرة
او اهل جده ذنوبهم كثيرة
مافرقت
اكتر جملتين قهرتني
يعني تبغون تفهمونا انه باقي مدن الممكلة او الدول
طاهرة خاليا من الذنوب والمعاصي
قبل لا تخترعوا سبب ابحثوا عن الأسباب الأصلية لهذا السيل اللي حصل يوم الأربعاء
تحبوا تعرفوا السبب الأصلي
لكن اسألكم بالله تلغوا الصوت لأنه فيه موسيقى
تفضلوا على اليوتيوب من هنا
لكن بعد مازلت غاضة وزلعانه منكم ياناس ياعرب
احنا في ازمة
عايشن في قلقق مهددين بفيضان بحيرة سببها الحكومة
واحنا المواطنين اخر من يعلم عنها
تعالوا وعيشوا معنا يوم واحد في هذ الأوضاع
شوفوا ويشلون عايشين
اليوم دق مطر في الظهر
شوفوا كيف ارتعبنا
كل شي جاهز قريب من الباب في حال حدوث فيضان
عشان نلطع على السطح
واللي أصلا من اول مادق المطر وهو فوق مع اهله
لأنه أصلا بيته ماصار امان
واللي ترك جده وخرج
تدرون انكم يوم ماصليتوا العيد في ناس صلت صلاة الميت هنا
ناس فقدت الأب وناس فقدت الأخ وناس فقدت كل الأهل
بيوت متدمرة وسيارت حتى الشارع تدمر كانه إعصار عدى على المكان
وكهرباء مقطوعه
في ناس رجعت لهم بسرعة وناس بعد يومين وناس الى الآن
حول الشموع متجمعين حسوا فينا شوي
وانتم ياعيني عليكم
تبدعوا في انزال الأخبار
اللي ثلاث ارباعه كذب
شباب السعودية المستهترين هذا احد عناوين اللي نزلتوها فينا
واللي يقول انه احد الشيوخ قال انه من علامات الساعة هي غرق مدينة
تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة
يعني يقصد جدة
والآخر ييقول عجائب جده السبع
ويبدع فيها يبي يدخل التاريخ على حسابنا
بدل ماتدعوا لنا ويكون قلبكم معانا
وتطمنونا
جالسين تقولوا هذا من كثر ذنوبكم
تخرفون في الأخبار
والله كل مادخلت النت وشوفت خبر جديد
اخاف واخوف اللي معي
نزلت هذا الموضوع هنا عشان تناقشوا نفسكم شوي
وتحاسبوا على كلامكم
وترفعوا يدكم لربي اللي خلقكم وخلقنا
وتدعوا لنا نخرج من هذه الأزمة بسلامة
لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كل ما جا الطاري في عرس وخطوبه ..
وقلنا مين هي العروس ..
قالوا : جده
"وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ"
ما حل بأهلنا في جدة مأساة ،ومصيبة بكل المقاييس، بل شبه كارثة ،رحم الله الأموات واعان الله من تلفت له ممتلكات ....
جدة وما ادراك ما جدة ، بوابة الحرم المكي الشريف التي ينبغي أن تكون بوابة الخير والطهر ،نجدها تحارب الله بالمعاصي وقد نوصح اهلها ونوصح المسئولين فيها، وكتب لمن يهمه الأمر ، عما يحصل فيها من منتدى جدة الإقتصادي المحارب لقيم الإسلام وأخلاقه علانية وبكل صلف وعجرفة ، إلى شاليهات الخنا والعهر التي منع من دخولها اهل الحسبة ، مرورا بأسواقها الفاجرة التي حرمت على المصلحين ...
حوربت مخيمات الخير والدعوة إلى الله ،ومناشط تحفيظ القرآن ، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، وتم التشديد عليهم والتهديد ، وفتح الباب للعصاة والمغنين ، فقوي أهل الفساد وضعف أهل الخير وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهانحن نرى نتائج هذه الأعمال ولا حول ولا قوة إلا بالله .....
روى الترمذي عن حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتنهوُنَّ عن المنكر ، أو ليوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ))
ولا ينزل بلاء الا بذنب ولا يرفع الا بتوبة ....
حينما حصلت الهزيمة في احد لم يجامل الله نبيه عليه الصلاة والسلام وهو بينهم وعم المسلمين البلاء بذنب الرماة فهذا ذنب قلة ، وشؤم معصية ، ابتلي به الجيش بأكمله بل والأمة الإسلامية بما حصل في احد من نكسة خطيرة في أثناء المعركة ....
حينما يذل اهل الطاعة ويعز أهل المعاصي والذنوب وحينما يجاهر الناس بالمعاصي ونرى الأسواق بها الخراجات الولاجات المتبرجات السافرات ونرى الباحثين عن اللذات والشهوات البهيمية والتمرد على الأخلاق والقيم بطرق سافرة ، ونرى الدعوات من منابر المنتديات وصحف الشر التي تتبناها هذه المدينة لهدم قيم المجتمع وقد اصبحوا في قوة وحماية ، فماذا تنتظر يا عبد الله ....!!!
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ((كان يقال : إن الله تبارك وتعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهاراً، استحقوا العقوبة كلهم ))
فأنصح نفسي وكل اخواني وأخواتي من المسلمين من أهل جدة وغيرهم بالرجوع إلى الله والتوبة من اقتراف المعاصي والأخذ على أيدي السفهاء وأطر العصاة للحق اطرا فضرر معاصيهم متعدي ، والمجتمع عليه مسئولية في الحفاظ على بيئته وتنقيته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الآذى، فلا تظن اخي المسلم بتركك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انك في مأمن فضرر المعاصي وترك الإحتساب يعم الجميع ولا يستثني احد ....
"الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ"
اللهم الطف بنا وارفع الضر عن اهلنا في جدة ....
اللهم ابرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه اهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ....
عبد الله محارب-لجينيات
0 التعليقات:
إرسال تعليق