الثلاثاء، نوفمبر 10، 2009

لماذا لا تتزوج النساء في الجنة حور عين؟

البحث أدناه يشمل تقريبا أهم ما ذكر عن الحور العين في الإسلام، لكن بعد قراءتي لكل هذا الكلام وغيره الكثير فهمت بأن الأنثى هي مفعول بها فقط في الجنة من ناحية متعة الجنس، أي بمعنى أن الله حسب بعض الأقوال يجعل المرأة الصالحة أجمل من الحور العين، وبالرغم من ذلك يزوجها الله تعالى بآخر أزواجها، وإذا كانت لم تتزوج في الدنيا يزوجها بواحد من اللذين كانوا عذابا في الدنيا، وطبعا هذا الأمر أثار في نفسي بعض التساؤلات... وهي غير مذكور أن الرجال تتغير هيئتهم ويصبحون أكثر جمالا أي (حوريين) مثلا، فلماذا تزوج المرأة برجل عادي وليس (بحوري) ذكر، أليس من حق المرأة أن تنعم مثل الرجل بهذه المزية؟ في اعتقادي أن هذه الأسئلة مشروعة لكل النساء فيما يتعلق بموضوع الحور العين، وأنا لا اعتقد أن حديث أن المرأة لا تشتهي الرجال كما يشتهي الرجال النساء كلام صحيح دائما، فهذا قول فيه نظر، وكما اعلم أن معظم النساء يشتهين الرجال بمواصفات جمالية وأخلاقية معينة مثلهن مثل الرجال تماما، ولو خيرت امرأة بين أن تتزوج (حوري) ورجل عادي فأي واحد ستختار؟

وإذا كانت هذه الأسئلة وغيرها مشروعة بالنسبة للبشر عن لذات الجنة، لماذا لا نكف عن التفكير كثيرا في مثل هذه الأمور ونفهم فقط أن الله عندما اخبرنا ببعض هذه الأمور إنما للترغيب فقط وكأمثلة بسيطة جدا لتخيل ما ينتظرنا من نعم ولذائذ والتي تفوق الخيال، ويجب كبشر محدودي العلم بالغيب أن لا نتبحر في التفاصيل حتى لا تدخلنا في متاهات نحن في غني عنها، كما يجب أن لا ننسى دائما أن الجنة هي فوق ما نقرأ أو نسمع وفوق ما يخطر ببالنا حيث أن إدراكنا لا يحيط بالجنة لأننا ندرك بقدر ما أوتينا بالدنيا فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه السلام : "قال الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".

وأترككم لتقرءوا ما جاء بشأن هذا الأمر...


الحور العين

الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد.

العين: جمع عيناء، وهي واسعة العين.
وقد قال - سبحانه وتعالى - مخبرا عما أعده لعباده المتقين(وزوجناهم بحور عين).

كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال - تعالى -(إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا)
والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها.
والأتراب: المتقاربات في السن، والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن إنشاء، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا(إنا أنشأناهن إنشاء، فجعلناهن أبكارا، عربا أترابا) والعرب: المتحببات إلى أزواجهن، وكونهن أبكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد كما قال تعالى (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان)
وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: (وحور عين، كأمثال اللؤلؤ المكنون) والمراد بالمكنون: المصان الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، كأنهن الياقوت والمرجان)، والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد شهد الله - سبحانه - للحور بالحسن والجمال، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال(فيهن خيرات حسان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام)
ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك، وهذا مقتضى قوله - تعالى -(ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون)
وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة - (ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن).
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ (ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) رواه البخاري.
وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه أقل عدد، وإلا فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه).

ذكر ابن وهب عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر فكيف المسورة وأن ما خلق الله شيئا تلبسه إلا عليه ما عليها من ثياب وحلي.
وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف[عن يمينها ويسارها كذلك] وهي تقول: أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.

وقال ابن عباس: إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله. مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي - عز وجل -.

وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار: يا أبا يحيى شوقنا. قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها. قال: فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك أربعين يوماً.

غناء الحور العين:
ورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه).

وعن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام).

صفة الحور:
ذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين صفة الحور: في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا. كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية.

دلال الحور:
روي عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قال: بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر وعليه قبة من نور، إذا قال لها: قد اشتقت إلى مشيتك، قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر، وينشئ الله - عز وجل - لها في تلك الروضة طريقين من نور، أحدهما نبت الزعفران، والآخر الكافور، فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور، وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج.

غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا:
ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا)

يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل:
عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال (يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع. قيل يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة رجل)، رواه الترمذي.

نساء أهل الجنة

المطلب الأول:
زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة
إذا دخل المؤمن الجنة، فإن كانت زوجته صالحة، فإنها تكون زوجته في الجنة أيضاً: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم) [الرعد: 23]، وهم في الجنات منعمون مع الأزواج، يتكئون في ظلال الجنة مسرورين فرحين (هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون) [يس: 56]، (أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون) [الزخرف: 70].

المطلب الثاني:
المرأة لآخر أزواجها
روى أبو علي الحراني في " تاريخ الرقة " عن ميمون بن مهران قال: خطب معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أم الدرداء، فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت أن أبا الدرداء يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها " ورجال هذا الإسناد موثقون غير العباس بن صالح فليس له ترجمة، ورواه أبو الشيخ في التاريخ بإسناد صحيح مقتصراً منه على المرفوع، ورواه الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد ضعيف، ولكنه بمجموع الطريقين قوي، والمرفوع منه صحيح، وله شاهدان موقوفان: الأول يرويه ابن عساكر عن عكرمة " إن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة ".
ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن أسماء.
والآخر أخرجه البيهقي في السنن أن حذيفة قال لزوجته: " إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة، فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا " (1). فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينكحن من بعده، لأنهن أزواجه في الآخرة.

المطلب الثالث:
الحور العين
يزوج الله المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال - تعالى -: (كذالك وزوجناهم بحور عين) [الدخان: 54]. والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء هي واسعة العين.
وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال - تعالى -: (إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أترابا) [النبأ: 31-33]. والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهنّ أبكاراً، عرباً أتراباً (إنا أنشأنهن إنشاء * فجعلنهن أبكاراً * عرباً أترابا) [الواقعة: 35-37] وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال - تعالى -: (لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان) [الرحمن: 56]، وهذا ينفي قول من قال: إن المراد بالزوجات اللواتي ينشئهن الله في الجنة زوجاتهم في الدنيا إذ يعيدهن شباباً بعد الكهولة والهرم، وهذا المعنى صحيح، فالله يدخل المؤمنات الجنة في سن الشباب، ولكنهن لسن الحور العين اللواتي ينشئهن الله إنشاء.
والمراد بالعُرُب: الغنجات المتحببات لأزواجهنّ.
وقد حدثنا القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: (وحورٌ عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون) [الواقعة: 22 23] والمراد بالمكنون: المخفي المصان، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان) الرحمن: 56-58]، والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحرور العين بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد شهد الله لحور الجنة بالحسن والجمال، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال (فيهن خيرات حسان * فبأى آلاء ربكما تكذبان * حور مقصورات في الخيام) [الرحمن: 70-72].
ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا، فإنهن مطهرات من الحيض والنفاس، والبصاق والمخاط والبول والغائط، وهذا مقتضى قوله - تعالى -: (ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خالدون) [البقرة: 25].
وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون، ولا يمتخطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ". (2)
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيراً مما تعرف؟ " ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " رواه البخاري. (3)
وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه أقل عدد، فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجة. بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للشهيد عند الله ثلاث خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه ". (4)

غناء الحور العين
وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة، ففي معجم " الطبراني الأوسط" بإسناد صحيح عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط. إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنّه ". (5)
وروى سموية في " فوائده " عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام ". (6)

غيرة الحور العين على أزواجهنّ في الدنيا:
أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين يغرن على أزواجهن في الدنيا إذا آذى الواحد زوجته في الدنيا، ففي مسند أحمد، وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك، يوشك أن يفارقك إلينا ". (7)

المطلب الرابع
يُعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل
عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا من الجماع ". قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟ قال: " يعطى قوة مائة رجل " رواه الترمذي. (8)

----------------
(1) هذا التحقيق أخذناه بشيء من الاختصار من (سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ ناصر: (3/275) ورقم الحديث: 1281.
(2) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (6/318)، ورواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها، باب أول زمرة تدخل الجنة: (4/2178) ورقمه: 2834.
(3) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجهاد، باب وزوجناهم بحور عين، فتح الباري: (6/15)، والنصيف: الخمار.
(4) مشكاة المصابيح: (3/358)، ورقمه: 3834.
(5) صحيح الجامع الصغير: (2/48)، ورقم الحديث: 1557، وعزاه الشيخ ناصر أيضاً إلى الطبراني في الأوسط، وإلى أبي نعيم، والضياء في صفة الجنة.
(6) صحيح الجامع: (2/58)، ورقمه: 1598.
(7) صحيح الجامع الصغير: (6/125)، ورقم الحديث: 7069.
(8) مشكاة المصابيح3/90)، ورقمه: 5636، وقال محقق المشكاة: (قال الترمذي: حديث صحيح غريب) قلت (المحقق): وإسناده حسن، بل هو صحيح، لأنه له شواهد منها عن زيد بن أرقم عند الدارمي بسند صحيح).
من أوصاف نساء الجنة : البكارة

قال - تعالى -: ((إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً)) (الواقعة: 35، 36).
وقد جاء تفسير ذلك في قوله - تعالى -: ((لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)) (الرحمن: 56).
ومعنى ((يَطْمِثْهُنَّ)) أي يفتضضهنّ.
قال الفراء: لا يقال (طمث) إلا إذا افتضّ [1].
وأصل معنى الطمث: دم الفرج [2].
وذكر ابن جرير - رحمه الله -: عن بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين، أن الطمث هو النكاح بالتدمية، وطمثها: إذا أدماها بالنكاح [3].
والمقصود: نفي القرب منهنّ على جهة الوطء، وأنهنّ أبكار لم يخالط موضع الطمث منهنّ إنس ولا جانّ.

وقيل: ((لَمْ يَطْمِثْهُنَّ)): لم يمسسهنّ، أي: مطلق المسّ، يقال: ما طمث هذه الناقة حَبْل؛ أي ما مسّها عِقال [4].

قاله المبرّد [5]: الطمث: التذليل؛ أي لم يذللهنّ إنس قبلهم ولا جانّ.
وجميع هذه المعاني متقاربة، والأوّل هو الأشهر، والثاني والثالث أبلغ، والله - تعالى -أعلم.

والبكارة: صفة كمال في المرأة المطلوبة للزواج، وهو أمر محبب لدى الرجال، بل إن الشارع الحكيم رغّب في نكاح البكر وحثّ عليه، لما فيه من المصالح، فقد أخرج البخاري في صحيحه.
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات، فتزوجتُ امرأة، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ((تزوجت يا جابر))، قلت: نعم، قال: بكراً أم ثيّباً؟ قلت: ثيّباً، قال: هلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك)) [6].
وقد ورد بأصرح من ذلك عند ابن ماجه، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عليكم بالأبكار؛ فإنهنّ أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير)) [7].
وقد ضربت عائشة - رضي الله عنها - لذلك مثلاً، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرة قد أكل منها، ووجدت شجراً لم يؤكل منها، في أيها كنت ترتع بعيرك؟، قال: في التي لم يرتع منها.

تعني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوج بكراً غيرها [8].
فإذا كانت هذه هي منزلة الأبكار في هذه الدار التي لم يخلق أهلها إلا للعبادة، فكيف بدار الآخرة التي هي دار اللذة والنعيم المقيم؟!.
ولم يرد لفظ (الأبكار) في القرآن إلا في موضعين فقط.
الأوّل: قوله - تعالى -في سورة الواقعة: ((إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء* فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً)) (الواقعة: 36، 35) وقد سبق ذكره.
والموضع الثاني: قوله - تعالى - في سورة التحريم: ((عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً)) (التحريم: 5).
وقد جاء هذا الوصف في آية الواقعة مقدّماً على غيره من الأوصاف، بينما جاء في آية التحريم متأخراً.

وإنما قُدّم في آية الواقعة لأنّ الحديث فيها عن نساء الجنّة ونعيمها، وما فيها من اللذة والسرور، وغاية ما يطلبه أهل الجنة من نسائها لتحصيل كمال اللذة، أن يكن أبكاراً، ولذا ورد في الحديث أنّ أهل الجنّة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكاراً [9].
أما آية التحريم فإنّ الحديث فيها عن نساء الدنيا، وما ينبغي أن يتصفن به من الصفات الفاضلة، فناسب البدء بالصفات الإيمانية؛ القلبية والعملية، إذ هي أوّل ما يطلبه المؤمن فيمن يختارها شريكة لحياته في الدنيا.
ويذكر كثير من المفسرين عند تفسير قوله - تعالى -: ((ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً)) أن ذلك في الآخرة، لما أخرجه الطبراني وغيره أنّ الله وعد نبيه- صلى الله عليه وسلم - في هذه أن يزوجه بالثيب: آسية امرأة فرعون، وبالبكر: مريم بنت عمران، وأحاديث أخرى لا تخلو من ضعف، وسياق الآية يأبى ذلك من وجوه:
الوجه الأوّل: أنّ الله جمع ولم يفرد، ولو كان المراد آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران، لقال: (وثيباً وبكراً).
الوجه الثاني: أنّ آسية امرأة فرعون وإن كانت ثيباً في الدنيا؛ إلا أنها في الآخرة تكون بكراً كما صح ذلك في الأحاديث من أن الله يعيد نساء الدنيا المؤمنات أبكاراً

الوجه الثالث: أن ما ذكره قبل ذلك من الصفات؛ من الإسلام والإيمان والقنوت الخ إنما ينطبق على نساء الدنيا دون نساء الآخرة، فيكون قوله ((ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً)) كذلك وصفاً لنساء الدنيا.

الوجه الرابع: أن قوله: ((عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ)) شرط، والشرط لا يلزم تحققه. وإن صح ما وعد الله به نبيه من تزويجه بآسية ومريم في الجنة، فإن ذلك حاصل سواء طلّق النبي أزواجه أم لم يطلقهن، فلا فائدة من تهديد أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم - بذلك.
وفي تقديم الثيبات على الأبكار مع استحقاق الأبكار للتقديم: بيان أن الخيرية فيهنّ بحسب العشرة ومحاسن الأخلاق [10].
فإن قيل: وهل ثمة نساء على وجه الأرض خير من أمهات المؤمنين ليُستبدل بهن؟ أجاب عن ذلك الزمخشري بقوله: ((إذا طلقهن رسول الله لعصيانهن له وإيذائهن إياه؛ لم يبقين على تلك الصفة، وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف مع الطاعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والنزول على هواه ورضاه، خيراً منهن)) [11].
وذكر الجانّ في قوله: ((إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)) يحتمل ثلاثة معان:
الأوّل: إمكان غشيان الجني للإنسية في الدنيا، ولذا جاء نفيه في الآية.
وله ثلاث صور:
الأولى: عند إتيان الرجل أهله دون أن يسمي، فقد أخرج ابن جرير الطبري بسنده إلى مجاهد أنه قال: إذا جامع الرجل ولم يسمّ؛ انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: ((لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)) [12].

والثانية: بالتراضي بين الطرفين نكاحاً أو سفاحاً، وقد ذكر ذلك جمع من أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله -، فقال: وقد يتناكح الإنس والجنّ، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه [13]
وممن ذكر ذلك: الحسن وقتادة والحكم وإسحاق وغيرهم [14].

والثالثة: عن طريق الاعتداء والإكراه، إما عبثاً كما يفعل سفهاء الإنس، وإما بغضاً ومجازاة بسبب أذى لحق بهم من الإنس[15]، وربما وقع ذلك بتسليط من شياطين الإنس من السحرة وأضرابهم إذا استعصت عليهم الإنسية، وكل ذلك كثير ومعروف كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.

المعنى الثاني: أنّ الإنسيات لم يمسسهن أحد من الإنس، والجنيات لم يمسسهن أحد من الجن، وفي هذا دليل على دخول مؤمني الجن الجنة.

المعنى الثالث: أن المراد المبالغة والتأكيد، كأنه - تعالى -قال: لم يطمثهن شيء على سبيل الإطلاق، وصرّح بذكر الإنس والجن لأنهما من يُعقل منهما طمث[16]، والله - تعالى -أعلم.

----------------------------------------
[1] انظر: المحرر الوجيز لابن عطية: 14/213.
[2] انظر: جامع البيان في تأويل القرآن: 11/606.
[3] المصدر السابق.
[4] انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 17/181.
[5] انظر: المصدر السابق.
[6] أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الدعوات، باب: الدعاء للمتزوج: 5/2347، برقم: 6024.
[7] أخرجه ابن ماجه في كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار: 1/343، برقم: 1866. وحسّنه الألباني كما في صحيح الجامع الصغير برقم: 3932، وسلسلة الأحاديث الصحيحة برقم: 623.
[8] أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب نكاح الأبكار: 5/1953، برقم: 4789
[9] أخرجه الطبراني.
[10] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي: 8/378.
[11] الكشاف: 4/115.
[12] جامع البيان: 11/607.
[13] مجموع الفتاوى: 19/39.
[14] انظر: أطيب الكلام في معرفة الملائكة والجان لبدر الناصر: ص20.
[15] انظر: مجموع الفتاوى: 19/ 40.
[16] انظر: المحرر الوجيز لابن عطية: 14/213.


نساء الدنيا في الجنة

زوجة المؤمن في الدنيا تكون زوجته في الجنة أيضا إذا كانت مؤمنة، قال – تعالى-: (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم)، وهم في الجنات منعمون مع الأزواج، يتكئون في ظلال الجنة مسرورين فرحين (هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)، وقال: (ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون).
والمرأة تكون لآخر أزواجها في الدنيا، روى أبو الحراني في"تاريخ الرقة"عن ميمون بن مهران قال: خطب معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه- أم الدرداء، فأبت أن تزوجه، وقالت: سمعت أن أبا الدرداء يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها)، وهذا الحديث قوي بمجموع طرقه، وله شاهدان موقوفان.
الأول: يرويه ابن عساكر عن عكرمة (أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديدا عليها، فأتت أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة).
الثاني: أخرجه البيهقي في السنن أن حذيفة قال لزوجته: (إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا)، فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- أن ينكحن من بعده لأنهن أزواجه في الآخرة.
وورد في "النهاية في الفتن والملاحم" للحافظ بن كثير، أن أم حبيبة قالت: يا رسول الله: المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا، فلأيهما تكون؟ فقال: لأحسنهما خلقا كان معها في الدنيا. ثم قال: يا أم حبيبة: ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة. وروي عن أم سلمة نحو هذا، والله أعلم.

أحوال النساء في الجنة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإني لما رأيت كثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وماذا ينتظرهن فيها أحببت أن أجمع عدة فوائد تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء فأقول مستعينا بالله:

فائدة (1):
لا ينكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنة من الثواب وأنواع النعيم، لأن النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته عن الجنة وما فيها ومن ذلك أنهم سألوه - صلى الله عليه وسلم -: (الجنة وما بنائها؟ ) فقال - صلى الله عليه وسلم -: « لبنة من ذهب ولبنة من فضة... » إلى آخر الحديث. ومرة قالوا له - صلى الله عليه وسلم -: (يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك.

فائدة (2):
أن النفس البشرية سواء كانت رجلا أو امرأة تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين: {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} [الزخرف: 72]. فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل.

فائدة (3):
أن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد {أعدت للمتقين} [آل عمران: 133]، من الجنسين كما أخبرنا بذلك - تعالى - قال - سبحانه -: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة} [النساء: 124].

فائدة (4):
ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة: ماذا سيعمل بها؟ أين ستذهب؟ إلى آخر أسئلتها.. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة! ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بها.. ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي ويكفيها قوله - تعالى - عن الجنة: {لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين} [الحجر: 48]، وقوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون} [الزخرف: 71]. ويكفيها قبل ذلك كله قوله - تعالى - عن أهل الجنة: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} [المائدة: 119].

فائدة (5):
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين (الذكر والأنثى) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من (الحور العين) و (النساء الجميلات) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا!؟

والجواب:
1- أن الله: {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} [الأنبياء: 23]، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الإسلام فأقول:

2- أن من طبيعة النساء الحياء كما هو معلوم ولهذا فإن الله - عز وجل - لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه.

3- أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة كما هو معلوم ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقا لقوله: « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » [أخرجه البخاري] أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال - تعالى - {أومن ينشأ في الحلية} [الزخرف: 18].

4- قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر أي الله - عز وجل - الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.

فائدة (6):
المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي:
1- إما أن تموت قبل أن تتزوج.

2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.

3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.

4- إما أن تموت بعد زواجها.

5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.

6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.

هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة:
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله عزوجل في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: « ما في الجنة أعزب » [أخرجه مسلم]، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج أي المرأة في الدنيا فإن الله - تعالى - يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.

2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.

3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.

4- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي في الجنة لزوجها الذي ماتت عنه.

5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.

6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: « المرأة لآخر أزواجها » [سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني]. ولقول حذيفة - رضي الله عنه - لامرأته: (إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة).

مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول (وأبدلها زوجا خيرا من زوجها) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟

والجواب كما قال الشيخ ابن عثيمين: "إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببعير مثلا ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله - تعالى -: {ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48]، والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت".

فائدة (7):
ورد في الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم - للنساء: « إني رأيتكن أكثر أهل النار... » وفي حديث آخر قال - صلى الله عليه وسلم -: « إن أقل ساكني الجنة النساء » [أخرجه البخاري ومسلم]، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا (زوجتان) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء لأجل هذا في التوفيق بين الأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟

فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: (النساء أكثر ولد آدم).

وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن أيضا أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.

وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار أي المسلمات قال القرطبي تعليقا على قوله - صلى الله عليه وسلم -: « رأيتكن أكثر أهل النار »: (يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله - تعالى - حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر).

الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار.

فائدة (8):
إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله - صلى الله عليه وسلم -: « إن الجنة لا يدخلها عجوز.... إن الله - تعالى - إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا ».

فائدة (9):
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرا لعبادتهن الله.

فائدة (10):
قال ابن القيم (إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها) أي في الجنة.

وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة إن شاء الله واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله - صلى الله عليه وسلم -: « إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ».

واحذرن - كل الحذر دعاة الفتنة (وتدمير) المرأة من الذين يودون إفسادكن وابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيم الجنة. ولا تُغررن بعبارات وزخارف هؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب (القنوات) فإنهم كما قال - تعالى -: ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء.
أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهن هاديات مهديات وأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات (تدمير) المرأة وإفسادها وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

--------------
المصدر: http://forum.aljayyash.net/44179.html
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق