كنت اظن ان مثل هذه الافكار الديناصورية قد انقرضت من عالمنا الاسلامي، ولكن فجعت اليوم عندما قرأت هذا الخبر الغريب، وشاهدت الصور المصاحبة له. ترى في أي عصر يعيش امثال هؤلاء الناس؟ وكيف لوزارات الثقافة والاعلام في بلادنا السماح بمثل هذه التصرفات المضحكة؟
ما أثار اشمئزازي وقرفي هو كيف سمح هذا الداعية لنفسه بأن تظهر صوره في وسائل الإعلام، رغم أن صورته من ذوات الأرواح؟
كان يمكن أن تكون العملية مبلوعة، لو تمت في سرية تامة، ففي هذه الحالة كان سيعتبر هذا خيار شخصي، فالرسامة تريد أن تحرق لوحاتها، فهي حرة، كما أن من حقها أن تؤمن بما تشاء، أو تسمح لآخرين بالتأثير عليها كما تشاء... ولكن من المؤسف أن يتم تصوير الخبر، ويتم نشر مثل هذا الحديث الغريب المتخلف عن وجوب حرق صور ذات الأرواح في وسائل الإعلام، وهو موضوع قتل بحثا منذ سنوات طويلة وتخطاه الناس، وانتهينا منه، وثبت انه كلام فارغ ونوع من التعسف والتشدد الذي ليس له داعي في عصرنا الراهن الذي يستحيل أن تجد فيه شخص يصنع تمثالا أو يصور صورة بكاميراته أو بريشته من اجل أن يعبدها (على الاقل في عالمنا الاسلامي) كما كانت تعبد الأصنام في عهود الأعراب المتخلفين قديما زمن اللات والعزى ومناة واكل الواحد منهم إلهه والتلذذ به عندما يجوع. وأذكر أن الشيخ الجليل سلمان العودة لديه آراء معقولة في هذا الشأن.
هل يمكن أن يكون ديننا الإسلامي بهذا الجمود؟
حسبنا الله ونعم الوكيل لبشر يشوهون ديننا الاسلامي بهذه الطريقة البشعة...
المصدر جريدة الحياة
الجمعة, 27 نوفمبر 2009
الداعية يسكب الوقود ثم أضرم النار في لوحات شيهانة طي كما ظهر في موقع «يوتيوب»..
حائل - سالم الثنيان
أحرقت فنانة تشكيلية في حائل، عدداً كبيراً من رسوماتها أخيراً، وقامت بإعلان توبتها عن تصوير ذوات الأرواح، عقب فتوى من أحد الدعاة المعروفين في المنطقة تقول بتحريم صور ذوات الأرواح.
وكانت الفنانة شيهانة طي اتصلت هاتفياً بالداعية عيسى المبلع، وسألته عن حكم تصوير ذوات الأرواح، وتعني بها الرسومات اليدوية، فأفتاها بأنه «محرم شرعاً بما دلت عليه الأحاديث الصحيحة.
وبيّن لها خطورة هذا الأمر، أي تصوير ذوات الأرواح على فاعله يوم القيامة»، وما كان من الفنانة إلا أن طلبت منه أن يساعدها في التخلص من رسوماتها، التي تعتبر مخالفة لشرع الله من وجهة نظر الداعية.
وقام المبلع بسحب جميع صور شيهانة طي الموجودة في مركز الأمير سلطان الحضاري، وغيرها من اللوحات، وحملها إلى خارج المدينة، ثم قام بسكب الوقود عليها، وأضرم النار فيها، داعياً للفنانة بالثبات، في حضور بعض الإعلاميين وإحدى القنوات الفضائية. الداعية يسكب الوقود ثم أضرم النار في لوحات شيهانة طي كما ظهر في موقع «يوتيوب».
كما قدم المبلع نصيحة لكل مبدع «بألا يستخدم إبداعه إلا في ما يرضي الله تعالى».
يذكر أن الداعية الذي أفتى بالتحريم، سبق أن أعلن عن مواقف متشددة من بعض الكتّاب السعوديين المتنورين، وكذلك من نادي حائل الأدبي خلال استضافته للشــــاعرة فوزية أبو خالد في وقت سابق، وكان موقفه من «أدبي حائل» تداولته الصحافة الثقافية حينها، ونشرت «الحياة» أكثر من موضوع حول تهديده للشاعرة أبو خالد.
من جهة أخرى، أثارت حادثة إحراق اللوحات، لغطاً كثيراً في أوساط مثقفين ومهتمين، باعتبار أن معارض الفن التشكيلي تقام باستمرار في المملكة، وأن هناك فنانين وفنانات سعوديين كبار يرسمون ويحترمون الفن التشكيلي.
وبالتالي فالأمر لا ينبغي، من وجهة نظر البعض، أن يؤخذ بهذه السهولة، مشيرين إلى أن هناك قضايا أهم بكثير من مجرد تحريم تصوير ذوات الأرواح.
__________________ما أثار اشمئزازي وقرفي هو كيف سمح هذا الداعية لنفسه بأن تظهر صوره في وسائل الإعلام، رغم أن صورته من ذوات الأرواح؟
كان يمكن أن تكون العملية مبلوعة، لو تمت في سرية تامة، ففي هذه الحالة كان سيعتبر هذا خيار شخصي، فالرسامة تريد أن تحرق لوحاتها، فهي حرة، كما أن من حقها أن تؤمن بما تشاء، أو تسمح لآخرين بالتأثير عليها كما تشاء... ولكن من المؤسف أن يتم تصوير الخبر، ويتم نشر مثل هذا الحديث الغريب المتخلف عن وجوب حرق صور ذات الأرواح في وسائل الإعلام، وهو موضوع قتل بحثا منذ سنوات طويلة وتخطاه الناس، وانتهينا منه، وثبت انه كلام فارغ ونوع من التعسف والتشدد الذي ليس له داعي في عصرنا الراهن الذي يستحيل أن تجد فيه شخص يصنع تمثالا أو يصور صورة بكاميراته أو بريشته من اجل أن يعبدها (على الاقل في عالمنا الاسلامي) كما كانت تعبد الأصنام في عهود الأعراب المتخلفين قديما زمن اللات والعزى ومناة واكل الواحد منهم إلهه والتلذذ به عندما يجوع. وأذكر أن الشيخ الجليل سلمان العودة لديه آراء معقولة في هذا الشأن.
هل يمكن أن يكون ديننا الإسلامي بهذا الجمود؟
حسبنا الله ونعم الوكيل لبشر يشوهون ديننا الاسلامي بهذه الطريقة البشعة...
المصدر جريدة الحياة
الجمعة, 27 نوفمبر 2009
الداعية يسكب الوقود ثم أضرم النار في لوحات شيهانة طي كما ظهر في موقع «يوتيوب»..
حائل - سالم الثنيان
أحرقت فنانة تشكيلية في حائل، عدداً كبيراً من رسوماتها أخيراً، وقامت بإعلان توبتها عن تصوير ذوات الأرواح، عقب فتوى من أحد الدعاة المعروفين في المنطقة تقول بتحريم صور ذوات الأرواح.
وكانت الفنانة شيهانة طي اتصلت هاتفياً بالداعية عيسى المبلع، وسألته عن حكم تصوير ذوات الأرواح، وتعني بها الرسومات اليدوية، فأفتاها بأنه «محرم شرعاً بما دلت عليه الأحاديث الصحيحة.
وبيّن لها خطورة هذا الأمر، أي تصوير ذوات الأرواح على فاعله يوم القيامة»، وما كان من الفنانة إلا أن طلبت منه أن يساعدها في التخلص من رسوماتها، التي تعتبر مخالفة لشرع الله من وجهة نظر الداعية.
وقام المبلع بسحب جميع صور شيهانة طي الموجودة في مركز الأمير سلطان الحضاري، وغيرها من اللوحات، وحملها إلى خارج المدينة، ثم قام بسكب الوقود عليها، وأضرم النار فيها، داعياً للفنانة بالثبات، في حضور بعض الإعلاميين وإحدى القنوات الفضائية. الداعية يسكب الوقود ثم أضرم النار في لوحات شيهانة طي كما ظهر في موقع «يوتيوب».
كما قدم المبلع نصيحة لكل مبدع «بألا يستخدم إبداعه إلا في ما يرضي الله تعالى».
يذكر أن الداعية الذي أفتى بالتحريم، سبق أن أعلن عن مواقف متشددة من بعض الكتّاب السعوديين المتنورين، وكذلك من نادي حائل الأدبي خلال استضافته للشــــاعرة فوزية أبو خالد في وقت سابق، وكان موقفه من «أدبي حائل» تداولته الصحافة الثقافية حينها، ونشرت «الحياة» أكثر من موضوع حول تهديده للشاعرة أبو خالد.
من جهة أخرى، أثارت حادثة إحراق اللوحات، لغطاً كثيراً في أوساط مثقفين ومهتمين، باعتبار أن معارض الفن التشكيلي تقام باستمرار في المملكة، وأن هناك فنانين وفنانات سعوديين كبار يرسمون ويحترمون الفن التشكيلي.
وبالتالي فالأمر لا ينبغي، من وجهة نظر البعض، أن يؤخذ بهذه السهولة، مشيرين إلى أن هناك قضايا أهم بكثير من مجرد تحريم تصوير ذوات الأرواح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق