الاثنين، نوفمبر 23، 2009

اللواط الفكري الذكوري عن ما شاب معركة ام درمان

وأخيرا بسبب اللواط الفكري والإعلامي الذي يمارسه بعض الرجاجيل أخذت بعض النساء يشمتن في الرجال (وهن على حق)، ويخرجن ألسنتهن للضحك علينا وتحقيرنا، إذ كتبت تعبر عن ذلك الكاتبة بدرية البشر في عمودها (ربما) بجريدة الحياة، وكشفت زيف الأكذوبة التي كرسها الفكر الذكوري بأن النساء عاطفيات أكثر من الرجال، وكشفت أكذوبة وزيف اتهام الرجال للنساء إنهن يملن للأساليب التافهة في المناوشات مع بعضهن البعض، ولسان حالها يقول كأن الرجال لا يقلون أيضا تفاهة عن النساء... والجنسين في الهوا سوا، وذلك عندما يستخدم اعلاميين ومفكرين ودكاترة وممثلين يفترض ان يكونوا من صفوة المجتمع، عندما يستخدمون ألفاظ وأساليب وتعابير لا تستخدمها إلا الشراميط والقوادات وجميع النساء في تأجيج الصراع بين بعضهن البعض مهما كانت درجة تعليمهن حسب تفكير كثير من الذكور عن النساء.

ولعل الكاتبة لامست عصب الوجع فينا، وأثبتت لنا عن طريق معركتي القاهرة وأم درمان الأخيرتين، أن الرجال لا يقلون عفنا عن النساء في طريقة تفكيرهم، وان وصف الرجال للنساء دائما بأنهن عاطفيات، ما هو إلا امتداد للهيمنة الذكورية التي مارسها وما زال يمارسها العرب المتخلفين بتركيز اكبر من الذكور في الدول الأخرى على النساء، وبسببها ظلموا النساء في كثير من النواحي الحياتية وغمطوا الكثير من حقوقهن.

وها هي المعارك الإعلامية الدائرة حاليا والتي أدارها (الرجاجيل) كما استصغرتهم وتفهتهم الكاتبة (نستحقها عن جدارة) تذكرنا إنها من صنعهم وان من أدارها وما يزال يغذيها بصب الزيت على نارها هم رجال، وأنهم أكثر تفاهة وميلا للعاطفة من النساء، وارى والحال كذلك، لا بد من إعادة النظر في المعايير القديمة التي فرضها الرجال على النساء والمبنية على حججهم الدائمة بأن المرأة عاطفية في تفكيرها اكثر من الرجل.

إن هذه الإساءات والنعوت التي اصف بها الحالة المزرية والمتردية التي نعيشها كرجال حاليا في وطننا العربي... هي اقل ما يمكن توصف به هذه المرحلة التي جعلتنا أضحوكة بين الأمم، وشمتت فينا الصديق قبل العدو...

وهي بلا شك امتداد لتخلفنا، وهواننا وذلنا، وإننا كرجال (إلا من رحم ربي منا) من حق أي حميراء أخت رجال أن لا تتشرف بأن تفتخر بنا... ولو كنت امرأة لحمدت الله ألف مرة إلى إنني امرأة، لان من يفترض أن يحموني ويعملوا بجهد لي ولأوطاني، تركوا العمل والجد وطلقوا روح الأخوة التي يجب أن تربط بينهم لكي ينهضوا بأوطاننا ويخرجوها من نير التخلف والظلمات إلى النور، وحتى نستطيع أن نلحق بقطار الدول المتقدمة الذي يسير كالصاروخ.

واني لأتحسر على أوطان ضائعة تمارس التخلف بأقسى صوره، ويعيش ابنهائها أتفه مراحل الضياع، وتلوح في سماواتها نذر الانقسامات بشتى أنواعها. ما حصل من تدهور في العلاقات بين الشعبين المصري والجزائري ودخول السوداني على الخط ولكن من بعيد وغيره من تدهور في أوضاع كثير من الدول العربية... يعكس مدى التفاهة التي نعيش فيها. وكيف أننا استدرجنا من حيث لا ندري وندري إلى الانزلاق فيما يتمناه لنا أعدائنا منذ عقود طويلة.

واااااااا محمداه..... وااااا صلاح الدينااااااااه.... وا قعقاعااااااااااااااااه، وا عمراااااااااااااااااااه... وا عليااااااااااه.... وااااا خالداااااااه انهضوا من قبوركم... هلموا لتروا مآل أحفادكم المخزي والحالة التافهة التي يعيشون فيها، ورايتكم التي بدأت تهتز في أيديهم فلم يحافظوا عليها كالرجال.

وأخشى ما أخشاه أن يأتي يوما أراه قد بات قريبا وهو يلوح في الافق الان، وأرى سماواته قد باتت ملبدة بالقيوم السوداء، وارهاضاته قد بدأت، ولا يحتاج الى زرقاء يمامة كي تكتشفه لنا، وهذا اليوم الذي أخشاه ستردد فيه حميراواتنا ما رددته قبل 500 عاما، عائشة الحرة كما يحلو أن يسميها الأسبان، عندما قالت لولدها الذي ضيع الأندلس كما نضيع الآن أوطاننا: (أجل فلا تبكي كالنساء ملكا لم تحافظ عليه كالرجال).

يا امة ضحكت من جهلها الأمم...


واترككم مع المقال الذي عرانا كرجال:


سواة الرجاجيل!
جريدة الحياة - الإثنين, 23 نوفمبر 2009
بدرية البشر

لم يترك الإعلام لكاتبة مثلي شيء تقوله بعد أن حصدت ظاهرة الكرة المصرية الجزائرية كل الالقاب من «ملحمة» إلى «داحس والغبراء» إلى فشل سياسي الخ .

وبما أن الاشارات إلى حجم الحماقات المتراكمة في هذا الحدث قد استنفذت فانني سأكتفي بواحدة، وهي تسجيل بلاغ تاريخي بأن هذه الحماقات التي رآها وتفرج عليها العالم وأخزتنا حتى عند أسرائيل التي نسيت حربها معنا فاوصتنا بضبط النفس هي من فعل (الرجاجيل)!

ومن موقعي هذا أطالب حملة لواء تأخير النساء والحجر عليهن وحرمانهن مجمل حقوقهن بحجة أنهن جنس يغلب عليه العاطفة أما أن يوحدوا المعايير أو يتركوا عنا تلك الأحاجي القديمة التي تصلح لجيل أمهاتنا، بعد أن أصبحت الموضة اليوم عند كل صوت أسلامي مهما بلغ من تقدمه ومهما قفز بسلم مطالباته الاصلاحية من الاجتماعي إلى السياسي والاقتصادي والفكري بأن يقف عند موضوع المرأة ويقول ليس هناك نص قرآني يمنعها ان تفعل كذا لكنها من جنس يغلب العاطفة وأسجل هنا سؤالا أعتراضيا هنا يقول «إن كان معيار من تغلبه العاطفة حسب تقديركم غير العلمي والدقيق، يحرم من حقوقه فبماذا يمكن أن يحكم التاريخ على جنس من الذكور شاهده العالم كله، غلبته الحماقة والتفاهة وقلة العقل وموت الضمير والكذب والنفاق والوحشية والدموية.

ليس صحيحا أن من خلق هذه الحماقة الكبرى، هم «الغوغاء» ،وعامة الناس من جهلتها وسفهائها وأنهم حولوا اللعب إلى معركة دموية باسم الشرف والنخوة والكرامة والوطنية و السبب أن «الشعب عاوز يفرح لأنه مايبفرحش غير في الكورة»، بل شارك فيها مثقفون من اساتذة جامعة حللوا طبيعة المجتمع العدو في المباراة وعداءه التاريخي معه، وشارك فيها الإعلاميون والفنانون، و الوزراء والسفراء والتجار وخطوط الطيران، وسمعت أيضا أن حتى هيفاء وهبي شاركت فيها.!!

سمعت تعليقا طريفا حول سبب نجاح مسلسل «باب الحارة»، يقول :«لأن هذا هو حقيقة الشعب العربي، حارة، وشعارات، وقهر نساء، ومضاربات بالعصي».

باب الحارة الكروي هذا ليس مشروعا رياضيا فاشلا بسبب حماقاته، بل هو فشل مشروع التنمية الانساني الذي انتهى إلى وضع غالبية الشعب تحت خط الفقر وخط الجهل والحماقة، وفشل آخر لمشروع الخطاب الاسلامي السياسي الذي دجن تابعيه بمظاهر اكتسحت الشارعين المصري والجزائري بشكلانيتها لكنها كشفت عند أول أمتحان عن أن الدين المسيس لم يربي مؤمنا حقيقا يؤمن بحرمة النفس وحرمة الاعتداء على الناس باليد أو باللسان.

أن ظاهرة مباراة القدم وشاعر المليون، وستار اكاديمي، وغيرها من المظاهر التي تبدأ لعبا وتنتهي بداحس والغبراء هي وثيقة عربية بامتياز تكشف عن تردي أجهزتنا ومؤسساتنا التربوية والفكرية والامنية وأننا لم ندخل بعد زمن التحضر، فلازلنا في زمن «الحارة».
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق