السبت، نوفمبر 21، 2009

دليل آخر يثبت ان النقاب عادة وليس عبادة

سبق وان علقت على موضوع النقاب وقلت إنني أميل إلى القائلين بأنه عادة وليس عبادة كما تدل كثير من الشواهد والآثار، والدليل على ذلك ما اكتشفه الباحث الإسلامي السعودي الجميل عبد الرحمن الخطيب والذي احترمه واقدره لما يتسم به طرحه من موضوعية، والذي يكتب من آن لاخر في جريدة الحياة، وقد أوردت مقاله هذا هنا وفي منتديات المغرب وقد اختلفت حوله الاراء... وكان الكاتب قد اثبت بايراده بعض لأدلة على أن النقاب عادة وردت إلينا من حضارات أخرى غير الإسلام، سواء كانت معاصرة لعهد الرسول عليه الصلاة والسلام أو قبل ولادته بعشرات الاعوام، ويمكن الرجوع إلى الغوغل للبحث عن مقالة الكاتب بهذا الشأن أو في البحث عن ادراجاتي السابقة في هذه المدونة.

والشاهد أننا كلما نقبنا أكثر في الأدب العربي القديم وفي الآثار بمختلف أنواعها ربما سنجد الكثير من الأدلة التي تدل على أن النقاب عادة وليس عبادة. وانقل لكم فيما يلي مقالة الكاتب المخضرم جهاد الخازن في عموده بتاريخ اليوم وإيراده أدلة إضافية تثبت ذلك، وهذه حقيقة يجب أن لا نخجل منها ويجب أن نواجهها بشجاعة وان لا نلوي عنق الآيات الكريمة ونقول أن الله أمر به.

لا بأس أن نشجع النساء في وضعه حسب رأي كل شخص وتعديده لفوائده وعملا بحرية اللبس، ما لم يشكل إخفاء الهوية تهديدا بجوانب معينة مثل التهديدات الأمنية مثلا أي بمعنى تترك الحرية للنساء بلبسه كما يحلو لهن ولكن وضع قيود معينة يجب عليهن خلعه إذا تعلق الأمر بمرورهن بنقاط تفتيش أو دخول مواقع حساسة الخ، وان لا نلصق بالدين وبالآيات الكريمة ما ليس فيها... أي بمعنى أن أشجع على لبس النقاب وأقدم رؤيتي بأنه مفيد للمجتمع وانه من صميم العادات والتقاليد وما إلى ذلك ولكن يجب أن لا أقحمه في الدين والقرآن الكريم ما دام أن القرآن لم يأمر به... هذا رأيي وربما أكون مصيبا أو مخطئا.



عيون وآذان (لا عار عندهم كخلع نسائهم)
السبت, 21 نوفمبر 2009
جهاد الخازن

أجد نفسي في أقلية إزاء القراء في موضوع الحجاب والنقاب، وقد حاولت أن أحصي الآراء، ووجدت أن من بين كل عشر رسائل عن الموضوع كانت ثمانٍ ضدي واثنتان معي، ما يعني نسبة 80 في المئة مع الحجاب أو النقاب، وهي غالبية مطلقة.

عندما كتبت عن الموضوع قلت إنني أحاول تجنب الجدال الديني لا خوفاً وإنما لأنني لن أقنع قارئاً برأي بي إذا كان رأيه مخالفاً، أما إذا كان يتفق معي في الرأي فلا حاجة بي الى الكتابة عن موضوع اتفاقنا.

الرسائل أكدت ما ذهبت اليه فكل قارئ مع حجاب أو نقاب أبدى رأيه، أما القراء الذين اتفقوا معي فكان هذا رأيهم أصلاً، ولم يحتاجوا الى إقناع.

ما أزعجني في بعض الرسائل أنها جاءت من قراء أعرف أسماءهم وجدتهم في السابق على درجة عالية من الثقافة والموضوعية، غير أنهم لم يتحملوا الرأي الآخر في قضية أطلقها النقاب لا الحجاب.

جاء في الرسائل أن شيخ الأزهر أساء الأدب مع بنت مسكينة لم تتجاوز الرابعة عشرة، وأجد أنها مسكينة بارتدائها النقاب في فصل بنات.

وقرأت: إن النقاب من صميم الإسلام وليس بدعة أو تقليداً، وهو إذا لم يكن فرضاً مثل الحجاب فهو بالتأكيد فضل عليه أجر لمن ترتديه، وأيضاً: (بعد الاتفاق معي على كل نقطة أخرى) اختلافي معك في نقطة واحدة هي الحجاب حيث من الثابت أن الله أمر به ويجب اتباع أمره... الحجاب هو الحد الأدنى المتفق عليه من لباس المرأة المسلمة ولا يقبل النزاع حول شرعيته.

النقطة الأخيرة تعني إلغاء الجدال قبل أن يبدأ، مع أن هناك من يصر على ان الحجاب عادة وليس عبادة، أما النقاب فغير وارد اطلاقاً في القرآن الكريم.

وأرفض أن أخطّئ القراء فلكل منهم الحق في إبداء رأيه والإصرار عليه، والرأي يخطئ ويصيب. ما أرفض هو عبارة وردت في رسالتين وهي «بإجماع العلماء» كيف يكون إجماع وشيخ الأزهر خارجه؟ الأزهر هو مرجع المسلمين منذ أكثر من ألف سنة، وشيخ الأزهر يعرف أكثر من أي قارئ ثم إن الموقف، مرة أخرى، كان ضد النقاب، وهو رأي مفتي مصر ووزير الأوقاف فيها، فإذا وجد قارئ يعرف أكثر منهم مجتمعين فهو «مالك» زمانه، ولا يجوز أن يُفتَى وهو معنا.

القضية الكبرى الأخرى في الأسابيع الماضية هي أبو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية، ومرة أخرى أجد غالبية من القراء تصر على أن الرئيس الفلسطيني ضعيف وأنه سيتنازل عن الثوابت، مع اهانات تدين كل من أطلقها، ولا مجال لترديدها هنا.

بعكس الحجاب والنقاب هذا الجدال سيحسم بوضوح، فإما أن يتنازل أبو مازن أو يصمد، وسنعرف موقفه خلال أسابيع أو أشهر.

قلت في السابق وأقول اليوم إن أبو مازن لن يتنازل أبداً في موضوع القدس والحدود واللاجئين، وأنتظر من القراء أن يعتذروا للرئيس ويعترفوا بخطئهم إذا صمد، أو اعتذر منهم جميعاً إذا تنازل، والفارق بيني وبين أي قارئ أنني أعرف أبو مازن.

بما أنني اختلفت مع القراء على أهم موضوعين متداولين فلا بأس أن أُراجع معهم شيئاً نُجمع كلّنا على حبه هو بعض الشعر العربي مما له علاقة بالحجاب.

هناك قصيدة مشهورة لشاعر القطرين خليل مطران عنوانها «قتل بزرجمهر» أي وزير كسرى. ومنها: يا يوم قتل بزجمهر وقد أتوا/ فيه يلبّون النداء عجالا. وبعده: متألبين ليشهدوا قتل الذي/ أحيا البلاد عدالة ونوالا.

القصيدة تشرح بعد ذلك مشهد ساحة الإعدام المزدحمة عندما تفاجئ بنت حاسرة (لا عار عندهم كخلع نسائهم/ استارهن ولو فعلن ثكالى) الناس، وتنتهي القصيدة ببيت رائع: ما كانت الحسناء ترفع سترها/ لو أن في هذي الجموع رجالا.

هذا النقاب عند الفرس لا المسلمين، أما عند العرب قبل الإسلام، فكل طالب ثانوي يذكر قصيدة النابغة الذبياني «سقط النصيف ولم ترد اسقاطه/ فتناولته واتقتنا باليد» عن المتجردة امرأة النعمان بن المنذر. والنابغة يتحدث عن الحجاب عند ملوك الغساسنة المسيحيين بعد انتقاله اليهم بسبب ما ورد في قصيدته هذه عن وصف فاضح للمتجردة.

هي عادة وليست عبادة، مع تقديري لكل رأي مخالف.
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق