سبق أن كتبت انه في غمرة استعدادات السلطات السودانية لإقامة المباراة في أراضيها، وهي مباراة ليست ككل المباريات، بل هي حرب داحس والغبراء تتكرر بعد 1500 عام بوجه جديد، وقلت انه خطأ كبير أن توافق الفيفا على اختيار السودان لإقامة هذه المباراة في أرضه. ذلك لأن بنية السودان التحتية لا تتناسب مع حجم الجماهير الغفيرة التي ستفد لحضور المباراة، والتي ربما ستفوق المائة ألف مشجع من البلدين وغيرهما، وخاصة وقد أعلنت قيادتي الدولتين أنهما ستخصصان جسرا جويا لنقلهم، هذا إضافة لأعداد كبيرة قلت أنها ربما ستقدم إلى السودان عن طريق البر بالسيارات، إضافة لعدد كبير من الجاليات المصرية والعربية التي تقيم في السودان والتي ستشكل عبء إضافي للمنظمين.
السودان دولة ترزح تحت مشاكل تؤرقها باستمرار منذ فترة طويلة، فبالإضافة إلى مشاكله مع العالم الخارجي، يعاني هذا البلد من كثير من المشاكل على صعيد البنية التحتية المتردية في كل المجالات، وهذا لا يخفى على احد، ويعاني مواطنوه من سوء الحالة الاقتصادية التي تعتبر تحت خط الفقر بالنسبة للغالبية الساحقة من السودانيين، بما في ذلك سكان العاصمة المثلثة. وقلت أتمنى من كل قلبي أن تمر هذه الحماقة بسلام، لأنني كنت على يقين أن أي بلد يمر بمثل هذه الظروف المتردية اقتصاديا، وتعصف به الكثير من الأزمات المختلفة، أضف إلى ذلك حالة الشحن النفسي والحساسية والوضع الذي يعتبر أشبه بحالة الحرب بين الجزائر ومصر، واحتمال انعكاس ذلك على المشجعين من الطرفين عندما يأتوا للسودان، واحتمال أن ينفلت زمام الأمور في هكذا ظروف، رغم الاحترازات الأمنية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان في أي تظاهرة تقام على أرضه.
والأمر كذلك، كان لا بد أن تؤثر كل هذه الظروف الخاصة بالمباراة وبالسودان وتؤدي إلى انفلات الوضع حتى ولو بقدر محدود وضئيل.. والسودان ليس في وضع يسمح له بأن تتأثر علاقاته بالسلب مع أي دولة من دول العالم خصوصا دولة مثل مصر أو الجزائر أو أي دولة عربية أخرى. لكن لم يصدق بعض الصحفيين المصريين الأغبياء الذين أرادوا الاصطياد في الماء العكر، ربما لتحقيق بطولات على المستويات الشخصية وتحقيق شيء من الشهرة أو اللمعان، فاستغلوا الحادثة المحدودة التي شابت سيناريو الفعالية، المتمثلة في تعرض الحافلة التي أقلّت بعض أفراد البعثة المصرية أو الجماهير إلى المطار، ويقال انه حدثت إصابات طفيفة نتيجة للقذف بالحجارة وتهشيم زجاج الحافلة من قبل بعض المجهولين السفلة، إضافة إلى تعديات أخرى هنا وهناك، وقد أعلنت السلطات الجزائرية أنهم ليسوا جزائريين.
الشيء المضحك أن هؤلاء الصحفيين المصريين يفترض أنهم ملمين بالظروف الحرجة التي وضع فيها السودان من جميع النواحي، أضف إلى ذلك أن إقامة المباراة في أرضه لم تكن باختياره، بل مصر هي التي اختارت السودان وفرضت عليه هذا المأزق، وطبعا وجد السودان من الصعب الاعتذار، خاصة وان الفرصة يسيل لها اللعاب سياسيا. واختارت مصر السودان لأنهم رؤوا أن السودانيين هم خير من يقف مؤازرا لفريقهم نسبة للأواصر القوية المعروفة بين البلدين.
ورغم إنني كنت أتمنى أن ترفض الفيفا أو يعتذر السودان عن إقامة المباراة في أرضه نسبة للظروف التي ذكرتها أعلاه... إلا أن السلطات السودانية طمعت في أن تحدث المناسبة المرتجلة بعض الفوائد المعنوية والاقتصادية في البلاد، أو على الأقل أن تكون فرصة ذهبية للنظام لإلهاء شعبه حتى ولو لبضعة أيام ليتناسوا الاحتقان المتواصل وتململهم من سوء الأوضاع عامة والأحوال المعيشية والسياسية والاقتصادية والمهددات الأمنية التي تفرض كل ثقلها من جراء الأوضاع المتردية وحوادث القتل في الجنوب وربما مشاكل في مناطق أخرى بسبب الانتخابات، ناهيك عن احتمالات انفصال الجنوبيين وغيرها من الأسباب.
ما كنت سأدعو لعدم قبول السودان لإقامة المباراة في أرضه إذا كانت الفيفا قررت أن تلعب المباراة من دون جماهير، وكان سيكون هذا هو الوضع الأنسب لهكذا ظروف من ناحية أوضاع السودان، ومن ناحية الحساسية الخاصة التي صاحبت المباراة، المتمثلة في الاحتقان بين الشعبين المصري والجزائري. وكان يمكن الاكتفاء ببثها تلفزيونا فقط، وبالتالي ما كان السودان سيستقبل كل هذه الآلاف المؤلفة التي شكلت عبئا ثقيلا على وضعه الداخلي والاقتصادي وبنيته التحتية السيئة.
وأخيرا أتمنى من السلطات المصرية أن تكون على قدر المسئولية، وتعتذر على ما بدر من بعض الصحفيين الذين أرادوا الاصطياد في الماء العكر وتأجيج العلاقات بين الشعبين... وفي تقديري أن اقل عرفان بموقف السودان ومحاولته المستميتة رغم ظروفه أن تخرج المناسبة بأقل قدر من الخسائر، هو أن تعلن السلطات المصرية على الملأ ومن خلال أعلى المستويات اعتذارها وأسفها الشديد لما حدث من إساءة في محاولة بعض الصحفيين إحداث القلاقل من خلال هذه المواضيع المسيئة للسودان كدولة، والتي نشرت في بعض الصحف المصرية أمس. حتى ولو كان فعلا حدثت خسائر وحتى ولو لا قدر الله مات فيها بعض المصريين، ينبغي على الحكومة المصرية أن تقدر موقف السودان وتسعى لتجاوز مثل هذه الأمور وعدم تصعيدها، فالسودان في اعتقادي فعل ما ينبغي فعله وأكثر. فماذا كان سيفعل أكثر من تخصيص أكثر من 15 ألف رجل امن، وتعطيل المدارس وبعض الأعمال كل ذلك لتهيئة أجواء مواتية للمناسبة.
ما رأيكم في كلامي هذا؟ ألا يجب أن تكون السلطات المصرية على قدر المسئولية، وان يسارعوا للاعتذار واستنكار ما حدث من قبل هؤلاء الصحفيين المتخلفين، واتخاذ بعض الإجراءات المناسبة ضدهم، حتى يمتصوا هذه الغضبة من السودان (اللي فيه مكفيه وزيادة)؟
السودان دولة ترزح تحت مشاكل تؤرقها باستمرار منذ فترة طويلة، فبالإضافة إلى مشاكله مع العالم الخارجي، يعاني هذا البلد من كثير من المشاكل على صعيد البنية التحتية المتردية في كل المجالات، وهذا لا يخفى على احد، ويعاني مواطنوه من سوء الحالة الاقتصادية التي تعتبر تحت خط الفقر بالنسبة للغالبية الساحقة من السودانيين، بما في ذلك سكان العاصمة المثلثة. وقلت أتمنى من كل قلبي أن تمر هذه الحماقة بسلام، لأنني كنت على يقين أن أي بلد يمر بمثل هذه الظروف المتردية اقتصاديا، وتعصف به الكثير من الأزمات المختلفة، أضف إلى ذلك حالة الشحن النفسي والحساسية والوضع الذي يعتبر أشبه بحالة الحرب بين الجزائر ومصر، واحتمال انعكاس ذلك على المشجعين من الطرفين عندما يأتوا للسودان، واحتمال أن ينفلت زمام الأمور في هكذا ظروف، رغم الاحترازات الأمنية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان في أي تظاهرة تقام على أرضه.
والأمر كذلك، كان لا بد أن تؤثر كل هذه الظروف الخاصة بالمباراة وبالسودان وتؤدي إلى انفلات الوضع حتى ولو بقدر محدود وضئيل.. والسودان ليس في وضع يسمح له بأن تتأثر علاقاته بالسلب مع أي دولة من دول العالم خصوصا دولة مثل مصر أو الجزائر أو أي دولة عربية أخرى. لكن لم يصدق بعض الصحفيين المصريين الأغبياء الذين أرادوا الاصطياد في الماء العكر، ربما لتحقيق بطولات على المستويات الشخصية وتحقيق شيء من الشهرة أو اللمعان، فاستغلوا الحادثة المحدودة التي شابت سيناريو الفعالية، المتمثلة في تعرض الحافلة التي أقلّت بعض أفراد البعثة المصرية أو الجماهير إلى المطار، ويقال انه حدثت إصابات طفيفة نتيجة للقذف بالحجارة وتهشيم زجاج الحافلة من قبل بعض المجهولين السفلة، إضافة إلى تعديات أخرى هنا وهناك، وقد أعلنت السلطات الجزائرية أنهم ليسوا جزائريين.
الشيء المضحك أن هؤلاء الصحفيين المصريين يفترض أنهم ملمين بالظروف الحرجة التي وضع فيها السودان من جميع النواحي، أضف إلى ذلك أن إقامة المباراة في أرضه لم تكن باختياره، بل مصر هي التي اختارت السودان وفرضت عليه هذا المأزق، وطبعا وجد السودان من الصعب الاعتذار، خاصة وان الفرصة يسيل لها اللعاب سياسيا. واختارت مصر السودان لأنهم رؤوا أن السودانيين هم خير من يقف مؤازرا لفريقهم نسبة للأواصر القوية المعروفة بين البلدين.
ورغم إنني كنت أتمنى أن ترفض الفيفا أو يعتذر السودان عن إقامة المباراة في أرضه نسبة للظروف التي ذكرتها أعلاه... إلا أن السلطات السودانية طمعت في أن تحدث المناسبة المرتجلة بعض الفوائد المعنوية والاقتصادية في البلاد، أو على الأقل أن تكون فرصة ذهبية للنظام لإلهاء شعبه حتى ولو لبضعة أيام ليتناسوا الاحتقان المتواصل وتململهم من سوء الأوضاع عامة والأحوال المعيشية والسياسية والاقتصادية والمهددات الأمنية التي تفرض كل ثقلها من جراء الأوضاع المتردية وحوادث القتل في الجنوب وربما مشاكل في مناطق أخرى بسبب الانتخابات، ناهيك عن احتمالات انفصال الجنوبيين وغيرها من الأسباب.
ما كنت سأدعو لعدم قبول السودان لإقامة المباراة في أرضه إذا كانت الفيفا قررت أن تلعب المباراة من دون جماهير، وكان سيكون هذا هو الوضع الأنسب لهكذا ظروف من ناحية أوضاع السودان، ومن ناحية الحساسية الخاصة التي صاحبت المباراة، المتمثلة في الاحتقان بين الشعبين المصري والجزائري. وكان يمكن الاكتفاء ببثها تلفزيونا فقط، وبالتالي ما كان السودان سيستقبل كل هذه الآلاف المؤلفة التي شكلت عبئا ثقيلا على وضعه الداخلي والاقتصادي وبنيته التحتية السيئة.
وأخيرا أتمنى من السلطات المصرية أن تكون على قدر المسئولية، وتعتذر على ما بدر من بعض الصحفيين الذين أرادوا الاصطياد في الماء العكر وتأجيج العلاقات بين الشعبين... وفي تقديري أن اقل عرفان بموقف السودان ومحاولته المستميتة رغم ظروفه أن تخرج المناسبة بأقل قدر من الخسائر، هو أن تعلن السلطات المصرية على الملأ ومن خلال أعلى المستويات اعتذارها وأسفها الشديد لما حدث من إساءة في محاولة بعض الصحفيين إحداث القلاقل من خلال هذه المواضيع المسيئة للسودان كدولة، والتي نشرت في بعض الصحف المصرية أمس. حتى ولو كان فعلا حدثت خسائر وحتى ولو لا قدر الله مات فيها بعض المصريين، ينبغي على الحكومة المصرية أن تقدر موقف السودان وتسعى لتجاوز مثل هذه الأمور وعدم تصعيدها، فالسودان في اعتقادي فعل ما ينبغي فعله وأكثر. فماذا كان سيفعل أكثر من تخصيص أكثر من 15 ألف رجل امن، وتعطيل المدارس وبعض الأعمال كل ذلك لتهيئة أجواء مواتية للمناسبة.
ما رأيكم في كلامي هذا؟ ألا يجب أن تكون السلطات المصرية على قدر المسئولية، وان يسارعوا للاعتذار واستنكار ما حدث من قبل هؤلاء الصحفيين المتخلفين، واتخاذ بعض الإجراءات المناسبة ضدهم، حتى يمتصوا هذه الغضبة من السودان (اللي فيه مكفيه وزيادة)؟
__________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق