الخميس، نوفمبر 05، 2009

إسرائيل وكوميديا الأسلحة المضحكة



ضحكت وأنا أتابع الخبر الذي تضج به نشرات الأخبار اليوم عن زعم إسرائيل اعتراضهم لسفينة شحن بواسطة فرقة كوماندوز خاصة قاموا بضبط عددا كبير من الأسلحة المختلفة المخبئة بين البضائع والتي كانت متجهة إلى سوريا. واضح من طريقة عرض الأسلحة في الميناء على الصحفيين أنهم يريدون لفت أنظار العالم لهذا الأمر لشيء في نفس يعقوب واستعداداتها لضربات عسكرية لإيران وسوريا، وما يجعلني اشكك في احتمال أن يكون ما يدعونه كذبا وتلفيقا الأمور التالي:

لماذا لا تكون إسرائيل كانت تحتفظ مسبقا بهذه الأسلحة الإيرانية التي ربما جمعتها من حروبها السابقة مع حزب الله الذي تسلحه ايران وغيره ومعروف أن إسرائيل خاضت أكثر من توغلات في لبنان أثناء حربها مع حزب الله أكثر من مرة؟

سوريا تعلم علم اليقين أن العالم كله يراقب تحركاتها في استيراد الأسلحة وبالذات من إيران بإيعاز من إسرائيل، ناهيك عن تركيز إسرائيل بموسادها ومخابراتها العسكرية المختلفة، وطواقم قراصنتها وكثير من قطعها البحرية التي تجوب المياه الإقليمية المحيطة بدول المنطقة على تحين الفرص لضبط أي تجاوزات من هذا النوع حسب ما يرونه، فكيف تقوم سوريا وهي تعرف أن إسرائيل تتربص بها الدوائر لقرصنة أي سفينة مصدرها إيران تحمل أسلحة مصدرة إليها بالمخاطرة بخسارة أسلحتها إذا وقعت في أيدي الإسرائيليين؟



العالم كله يعرف أن سوريا تربطها بإيران حدود برية وان سوريا ترتبط بعلاقات قوية جدا مع إيران وان هناك نشاطا في الحركة عبر الحدود، فكيف يعقل أن تفضل سوريا طلب توريد الأسلحة إليها عن طريق البحر وهي تعلم خطورة ذلك، ولا تفضل انتقال الأسلحة الإيرانية إليها عبر البر؟ والمنطق يقول أن من الممكن توريد بضائع إلى سوريا من إيران عن طريق البحر لأسباب معينة، ولكن كيف يعقل أن تطلب سوريا توريد أسلحة إليها من إيران أيا كان نوعها عن طريق البحر وهي تعرف حساسية توريدها للأسلحة من إيران بالنسبة لإسرائيل وخطورة وقوع ذلك في أيدي الإسرائيليين ولا تفضل توريدها
عبر طرق اخرى مثل النقل الجوي او اي طرق اخرى برية بطريقة غير مباشرة؟

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل من حق إسرائيل أن تمنع أو تفتش أي سفينة، وهل يسمح لها القانون أو مجلس الأمن بهذا العمل، وهل أي دولة تستطيع أن تفتش أي سفينة ومن أعطاها هذا الحق، وأين مجلس الأمن من هكذا أفعال؟

الأمر العجيب أن تتحكم دولة واحدة في المنطقة في أكثر من 20 دولة، فما هي قيمة هذه الدول، وهى تنظر وتشاهد دويلة سرطانية مغتصبة تتحكم وتأمر وتنهى دون خوف وسرح وتمرح كما يحلو لها بضرب من تشاء برا وبحرا وجوا في المنطقة، أما حان الوقت أن تراجع دول المنطقة مواقفها لإلزام إسرائيل للالتزام بالقانون الدولي ومجلس الأمن وان لا تتصرف وكأنها القوة الوحيدة في المنطقة، ولكن وا أسفاه، تذكرت أن دولنا لا تملك قرارها لأنها عاجزة.
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق