لقد دأبت وما زلت اعتقد أن الاختلاط ليس حراما، بل حتى عدم وضع النقاب من قبل المرأة لا تؤثم عليه وذلك استنادا على آراء بعض العلماء، وانه دخيل على الإسلام وإنما الصق لصقا من حضارات أخرى، والشاهد أن كثير من العلماء والمفكرين يناقشون اليوم عدم حرمة الاختلاط ووجوب التفريق بينه وبين الخلوة، وطبعا عندما نقول الاختلاط نعني الاختلاط المحتكم للضوابط والأنظمة وأعراف المجتمع وفوق كل ذلك تنمية الوازع الديني لدى الأفراد وبشكل موازي لهذا الضبط وضع وتطبيق الأحكام الرادعة على كل من تسول له نفسه مهما كان التحرش بالنساء حتى ولو رأى رجلا امرأة عارية كما خلقتها أمها، فليس من حقه ولا ينبغي أن يكون هذا مسوغا له لكي ينقض عليها (كالحيوان) لافتراسها كما كان يحدث في العصر الحجري وانسان الغاب، وطبعا هذا مجرد افتراض لانني لم اعاصرهم ولانه لا يمكن ان تقدم امراة طبيعية على مثل هذه الفعلة في مجتمعاتنا الاسلامية. ولكن دعونا نفترض أن هذا حصل... وقررت بعض النسوة السير في الطرقات عرايا تماما، فهل من حق أي رجل التحرش بهن واغتصابهن؟ بغض النظر عن الدين وأحكامه، أين هيبة القانون؟ أين مفهوم الردع؟ أين سمو العقل عن الوقوع في اثم الزنا؟ أين تطبيق الأحكام العادلة والتي إذا عمل بها لقل المجانين الذين تسول لهم أنفسهم التعدي على الغير.
قد يقول قائل أن رؤية الرجل للمرأة تثيره وتحرك فيه غريزته الجنسية وبالتالي تجعله ينقض عليها، طبعا كون أن رؤيته لها وهي عارية تثيره فهذا صحيح، وكونه يحدث له انتصاب من غير إرادته خصوصا إذا كان في مرحلة الفتوة والشباب فهذا طبيعي وغريزي ولا غبار عليه، ولكن كونه لا يسيطر على هذه الشهوة البهيمية بعقله الذي أعطاه له الله ليستخدمه استخداما صحيحا خصوصا وانه يدرك عواقب ذلك دنيويا وأخرويا فهذه مشكلته هو والقانون لا يحمي المغفلين... أليس هذا هو المنطق لهذا السيناريو الافتراضي؟ اذن في اعتقادي ان الردع هو الاهم، ثم بعد ذلك تأتي الامور الاخرى.
وحول هذا الموضوع الذي يعتبر موضوع الساعة في كثير من دول عالمنا العربي خصوصا بعد افتتاح الجامعة المنارة العلمية الشامخة جامعة الملك عبد الله وإباحة الاختلاط فيها، والبلبلة التي حدثت بشأن تصريحات الشيخ الطنطاوي حول النقاب، وقد طالعت اليوم في جريدة الحياة هذين المقالين أدناه بالإضافة إلى الحلقة الكاملة للشيخ القرضاوي وكلها تصب في نفس الموضوع:
أصل كلمة «الاختلاط»
الاربعاء, 04 نوفمبر 2009
عبدالرحمن الخطيب
إن كلمة «الاختلاط»، بمفهومها المستحدث الحالي، الذي يطنطن به بعض المعارضين لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ليس له أصل في الشرع الإسلامي البتة. ولا يوجد نص في القرآن الكريم، أو في الحديث النبوي الشريف يتضمن هذه الكلمة. وأصل هذه الكلمة مقتبس من الأديان والأعراف والتقاليد التي سبقت الإسلام، ومأخوذة من عادات الشعوب التي كانت تقطن خارج الجزيرة العربية.
كما أن مفهوم كلمة الاختلاط الذي نادوا به ليس له أصل أيضاً حتى في اللغة العربية. فقد ورد في «تاج العروس» للزبيدي «خَلَطَهُ، أي الشيء، بغيره، أي مزجه». وقال المرزوقي: «أصل الخلط: تداخل أجزاء الشيء بعضها في بعض». أي أن كلمة الاختلاط الذي أرادوه لا يعبّر عن المزج بين مادتين، أو عنصرين مختلفين في العناصر الفيزيائية والكيماوية.
في اصطلاح الحديث قال بعض علماء الجرح والتعديل المتقدمين عمن أردوا التشكيك في روايته أو حديثه: إن المحدّث حصل عنده اختلاط. والمقصود أن يخالط الرجل في عقله، أي فسد عقله. وربما حصل لبعضهم اختلاط في عقولهم بين مفهوم اجتماع الجنسين بحشمتهم ولباسهم، وعقولهم، وبين الخلوة المحرّمة، نتيجة قراءة خاطئة لمعنى «خالط» في اللغة العربية. فقد جاء عند الزبيدي قوله: «من المجاز القول خالط المرأة خِلاطاً، جامعها».
يقول وول ديورانت في كتابه «قصة الحضارة»: «لم تكن دمشق مدينة عربية، بل كانت من المدن القديمة التي خضعت لحكم الإغريق الذين يفرضون النقاب على نسائهم. وإن عادة حجب النساء عن الرجال موجودة من عهد البابليين، والبيوت في بابل كانت بها أجنحة خاصة للنساء، وإذا خرجن يصحبهن رقباء من الخصيان والخدم. وكان أهل اليونان لا يسمحون لنسائهم بالخروج إلا إذا تحجبن وصحبهن من يُوثق به، أما في ما عدا هذا فكانت المرأة تقبع في منزلها ولا تسمح لأحد أن يراها من النافذة. وكانت تقضي معظم وقتها في جناح النساء القائم في مؤخرة الدار، ولم يكن يُسمح لزائر من الرجال أن يدخل فيه، كما لم يكن يُسمح لها بالظهور إذا كان مع زوجها زائر. وقد اكتشف أخيراً آثار لحجرات خاصة بالحريم في بيوت اليونانيين القدامى سميت «GINECEO».
ويؤكد الباحث عماد الحسني أستاذ مقارنة الأديان أن كلمة اختلاط لا علاقة لها بالإسلام في قوله: «إن كلمة الاختلاط في ما يتعلق بالمرأة والرجل موجودة ضمن بعض معاجم المصطلحات اللاهوتية. فالاختلاط في القاموس الكنسي كان بخصوص منع بعض الكنائس للراهبات من الاختلاط مطلقاً بالرهبان على أساس عدم تحريك الهاجس الغريزي بترك الرهبنة، ومن ثم التفكير في الزواج». ثم قال المتأخرون منهم في ما بعد: «لا مانع من الاختلاط في حضرة المسيح، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيح، شبعان بنعمته، ومقدس بروحه؛ لذلك فهو يختلط في روح أخوية مقدسة». واستندوا في رأيهم هذا إلى نص «فيلبي 4»، ونص «رومية 16»، الذي يبيّن نموذجاً مقدساً للاختلاط المسيحي، حيث كان الخدام والخادمات يعملون معاً في كرم المسيح، في نقاوة وعفة وتحفظ، والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.
جاءت الدولة العباسية في بغداد لينحو خلفاؤها العباسيون منحى الأمويين في عاصمتهم السياسية دمشق. إذ يقول ابن عبد ربه في «العقد الفريد»: «كان لازدياد عدد الجواري والقيان في هذا العصر دور كبير في منع الاختلاط لكي يتميز الشريف من الوضيع. فكان خروج نساء الخلفاء ممنوعاً، واستحدثت وظيفة القهرمانات للخروج والدخول، وتلبية الحاجات للحرائر، فكان لا يدخل على النساء الحرائر إلا القهرمانة وبعض الجواري الوصيفات». وفي مقابل الفساد الذي استشرى في العهد العباسي كان هناك رد فعل مضاد دفع بعض النساء إلى التحرج والانحياز بأنفسهن عن تلك البيئة، فاستوحشن من الدنيا، وانقطعن عن الناس، وزهدن الرجال، وتنسكن، فكانت العابدات الزاهدات الصوفيات أمثال رابعة العدوية، وفخرية بنت عثمان وغيرهن كثيرات.
وربما وُجدَت استثناءات في ذلك العهد، إذ كان حريم الخليفة وبناته يبرزن للعامة أحياناً. فقد ذكر المؤرخ الطبري في كتابه المشهور «تاريخ الأمم والملوك» أن البانوقة ابنة المهدي كانت تسير في مقدمة موكب أبيها على هيئة الفتيان، عليها قباء أسود ومنطقة وشاشية، متقلدة السيف.
ابتداءً من العهد الفاطمي بدأت تختفي عادة تحجب نساء القصر في ما بعد. تقول الباحثة نريمان عبدالكريم في كتابها «المرأة في مصر في العصر الفاطمي»: «كان نساء القصر يحضرن مجالس الشعراء التي تقام في القصر، كما كان الخليفة المستنصر يخرج بنسائه إلى النزهات وفي الأعياد والمناسبات».
في عهود حكم المماليك ذكر بعض المؤرخين أمثال: ابن خلدون، والأصفهاني، وابن عبد ربه وغيرهم، أنه لكثرة الفساد في ذلك العهد، أخذ علية القوم يحجبون حتى غلمانهم المرد خوفاً وغيرة عليهم. وانتشرت عادة استخدام الخصيان في قصور السلاطين والحكام والأمراء والسراة، خوفاً على نسائهم.
ثم جاء بعدهم الحكم العثماني لمعظم الأقطار العربية، الذي كان فيه للطواشي وخصيان القصور دور كبير في إذكاء عادة حجب الرجال عن النساء. يؤكد هذا المؤرخ أحمد بن علي القلقشندي في «صبح الأعشى في صناعة الإنشا»، إذ يقول: «انتشرت في ذلك العهد ما يسمى بـ «الأغوات» المخصيين في البيوت الحاكمة وقصور الذوات، فكانوا يُبتاعون للعمل في تلك القصور، يعيشون إلى جانب الحريم وكأنهم نساء. ومن مهماتهم أنهم كانوا يقومون بحراسة الحريم وتأمين حاجاتهن، ويعملون واسطة بين «الحرملك»، الذي هو صالون النساء، و«السلملك» وهو صالون الرجال. ويُظهرون الغيرة على نساء القصر، فيبالغون أحياناً في حمايتهن والتشديد عليهن».
وفي المغرب العربي حجزت طبقة السّراة والأشراف نساءها في دور الحُرَم وأقاموا على خدمتهن وحجابتهن الخصيان من أرقاء الصقالبة، وقد كان هؤلاء سبباً في القضاء على دولة يوسف بن يعقوب بن عبدالحق، حين استفحل أمرهم في قصره. فقد كان السلطان يخالطهم بأهله ولا يحجبهم عن حرمه وعياله.
عوداً على بدء، لقد أسهمت الثقافة الدخيلة على المجتمع العربي البدوي في الجزيرة العربية، وقتذاك، الذي كانت تضيّف فيه المرأة ضيوف أبيها وزوجها في خيمتها أثناء غيابهما دون نكير، في إذكاء عادة منع الاختلاط كالثقافتين اليونانية والفارسية، وكانت هذه الثقافات أصبح لها شأو كبير في ذلك العصر. وهناك شواهد كثيرة على أن العربيات تأثرن بالوافدات اللاتي كنّ يعشن في ظل الحجاب، نذكر منها ما ورد عند ابن الأثير، في «الكامل في التاريخ»، إذ أسر بعض الجند العربي الزاحف على بلاد فارس، أيام الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بنات يزدجر بن شهريار بن كسرى، وسبوهن، وأرسلوهن مع من أرسلن إلى المدينة المنورة. فأمر عمر، رضي الله عنه، ببيعهن، فأعطاهن إلى دلاّل ينادي عليهن في السوق. وكان من عادة النبيلات الفارسيات أن يحجبن وجوههن. فكشف الدلاّل عن وجه إحداهن فلطمته لطمة شديدة على وجهه، فصاح: واعمراه! ورفع أمرهن إلى الخليفة، فدعاهن إليه وأراد أن يضربهن بالدرة، فحال علي، رضي الله عنه، دونهن قائلاً: يا أمير المؤمنين، إن الرسول قال: أكرموا عزيز قوم ذل.
وعليه فإن عادة الفصل بين الجنسين ليس لها أصل، لا في الشرع الإسلامي، ولا في عادات وتقاليد شعوب الجزيرة العربية.
* باحث في الشؤون الإسلامية.
لعنة كتمان العلم!
الاربعاء, 04 نوفمبر 2009
بدرية البشر
استطاع الحراك الاجتماعي الذي بدا مدفوعا برغبة صادقة من لدن جلالة الملك عبدالله حفظة الله، أن يهز سطح المجتمع الراكد ويخرج من باطنه، مفاهيم قديمة ساعدت الأعراف والتقاليد على رفعها من مرتبة التقليد إلى مرتبه المقدس. من اهم هذه المفاهيم التي ظهرت مؤخرا، مفهوم الاختلاط، والذي كان حتى وقت قريبا مفهوم محرم نبش بواطنه أو تفكيكه. وعلى هذا التحفظ المتشدد والمغلوط، بنيت سياسات واستراتجيات، ومشروعات تنموية، قاعدتها الاختلاط حرام.
اليوم وبعد أن تقدمت رؤية شجاعة نقية لقائد دولتنا الملك عبد الله حفظة الله، و دفعت بمشروع مثل مشروع جامعة الملك عبد الله، يتبنى رؤية قائمة على سيادة العلم وقواعد المجتمع الناضج، تتكاتف فيه الكفاءات والخبرات العلمية في خدمة العلم سواء كان هذا العالم ذكرا أو انثى تحت مظلة من القواعد المهنية العلمية التي لا تتناقض مطلقا مع أخلاق الدين والمجتمع الرشيد. من هنا شعر البعض بأنهم يستطيعون قول الحقيقة أخيرا. فظهر من يقول بأن تحريم الاختلاط مفهوم دخيل على الإسلام و«دعى إلى عدم التخوف من التساهل في الاختلاط الجائز»، لاعتبار «أن عادة المسلمين جارية على الاجتماع العام بين النساء والرجال». و«أن اعتبار أن الاختلاط محرم أشد تحريم، فهذا من القول على الله بلا علم، ومن الاستعجال بالأحكام بلا دليل» «وشدّدوا على التمييز بين الاختلاط والخلوة».
هذه الأحكام أصبح يقول بها بعض المسئولين، في المؤسسات الدينية، وبعض الفقهاء من خارجها، وبعض علماء الدين، كما ظهرت معها أحكاما مثل جواز كشف وجه المرآة، وغيرها من الأحكام التي لم يعهد الناس سماعها من فقهاء الدين، ولم يكن يعرفها إلا قلة من الناس المثقفين الذين دفعوا ثمنا حين حاولوا تصحيحها. السؤال هنا، هل سيستطيع الناس قبول هذه الأحكام، وهم الذين تربوا على حرمتها عقودا طويلة، وألفوا تشددها، بل وصاروا ينشدونه ويطلبونه، ولا يرتاحون إلا إليه؟
هل يستطيع هؤلاء أن يطمئنوا، ويصدقوا هذه الأحكام الجديدة بالنسبة لهم والميسرة؟ وماذا يفعلون بهويتهم القديمة التي تربوا عليها بل واكتسبوا عبرها بتشددهم امتيازات منحتهم الاحترام والتقدير بين الناس.
والسؤال الأهم من هو المسؤول عن هذا التضليل والتضييق على الناس والحجر على حرياتهم بحجة تحريم الاختلاط الذي بسببه تعطلت مصالح المسلمين؟
من هو المسؤول عن كتم هذا العلم الذي شدد الله سبحانه وتعالى على عقوبة كتمانه بقوله «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّنَّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون»!
هذا الحوا ر المفتوح اليوم مهما بدا حزينا للبعض، ومهما بدا مثيرا لشكوك آخرين إلى أنه يظل عتبه أولى للخروج من ظلام الجهل إلى ضوء المعرفة!
ومن موقع (سم ون) طالعت هذا التوضيح للشيخ العلامة القرضاوي:
قرر الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله في حلقة الشريعة والحياة التي كانت بعنوان “فتنة المرأة” أن مصطلح الاختلاط أساساً مصطلح دخيل على ثقافتنا الإسلامية، لم ينشأ إلا في عصور الانحطاط والتخلف، وأن المرأة في السابق كانت تلقى الرجل في الحياة العامة مشيراً إلى كتاب عبد الحليم أبو شقة “تحرير المرأة في عصر الرسالة” حيث سرد مئات الوقائع التي تدل على مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية. ولكن هناك مصطلح “لقاء الرجل بالمرأة” حيث بوب البخاري الكثير من الأبواب التي تدل على هذا.
ابتداءً من الدقيقة 12:00
**
والدكتور عبد الوهاب المسيري يتداخل بمكالمة هاتفية حول الموضوع في الدقيقة 27:00
وقد تحدث عن نقطتين، أولاً المساواة بين الرجل والمرأة وثانياً الخطيئة الأولى.
ثم تحدث بعدها عن الغرب وتعامله مع جسد المرأة، حيث ذكر أن ظهور الحداثة المنفصلة عن القيمة أنها ترى كل شيء في إطاره المادي، حيث كان الأمر ابتداءً العقل ثم الجسد ثم صار الجنس، وكل هذه الأمور حلت محل مفهوم المادة في الغرب. فالجسد أصبح منفصل عن القيمة، وأصبح هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للإنسان الغربي أن يدرك الواقع من خلالها، ولذلك الجنس انفصل عن الحب والزواج والإنجاب وأصبح عملية إجرائية محضة.
ولذلك عري المرأة وتحويلها إلى جسد محض هذه مسألة شبه حتمية، وقد أشار القرآن إلى المرأة والمال وو.. كفتنة. وماحصل هنا هو تشيؤ (تحويلها إلى شيء). والشيء بطبيعته يستخدم فحسب، لا يحب ولا يكره لا يحترم.
وهذا هو موقف الغرب من الجنس..
وختم حديثه بأن كلمة فتنة تشير إلى المرأة هي مفعول به، وليس فاعل. فالفتنة هو موقف الرجل.
**
ومن أجمل المفاهيم التي تعرض لها الشيخ في الحلقة هو فلسفة خلق الخير والشر، فقد ذكر الشيخ حفظه الله معلقاً على مقولة “المرأة شر كله، وشر مافيها أنه لا غنى عنها” بأن الله تعالى الأصل لم يخلق إلا الخير كما في الآية القرآنية (بيدك الخير) أو في السنة النبوية (والخير بين يديك والشر ليس إليك). ولكن قد يخلق الله تعالى خيراً يتضمن شراً تابعاً أو جزئياً، لكن الأصل الخير، كما هو الحاصل في مسألة الليل والنهار، أو المطر الغزير او غيرها.
والأمر الآخر، هو أن الله لا يمكن أن يخلق شراً يُلجئ الناس إليه، حتى العلماء قالوا لايمكن أن يكون هناك حرام يحوج الإنسان، فكل حرام هناك بديل عنه. فلو كانت المرأة شراً فليس هناك بديل عنها.
__________________
قد يقول قائل أن رؤية الرجل للمرأة تثيره وتحرك فيه غريزته الجنسية وبالتالي تجعله ينقض عليها، طبعا كون أن رؤيته لها وهي عارية تثيره فهذا صحيح، وكونه يحدث له انتصاب من غير إرادته خصوصا إذا كان في مرحلة الفتوة والشباب فهذا طبيعي وغريزي ولا غبار عليه، ولكن كونه لا يسيطر على هذه الشهوة البهيمية بعقله الذي أعطاه له الله ليستخدمه استخداما صحيحا خصوصا وانه يدرك عواقب ذلك دنيويا وأخرويا فهذه مشكلته هو والقانون لا يحمي المغفلين... أليس هذا هو المنطق لهذا السيناريو الافتراضي؟ اذن في اعتقادي ان الردع هو الاهم، ثم بعد ذلك تأتي الامور الاخرى.
وحول هذا الموضوع الذي يعتبر موضوع الساعة في كثير من دول عالمنا العربي خصوصا بعد افتتاح الجامعة المنارة العلمية الشامخة جامعة الملك عبد الله وإباحة الاختلاط فيها، والبلبلة التي حدثت بشأن تصريحات الشيخ الطنطاوي حول النقاب، وقد طالعت اليوم في جريدة الحياة هذين المقالين أدناه بالإضافة إلى الحلقة الكاملة للشيخ القرضاوي وكلها تصب في نفس الموضوع:
أصل كلمة «الاختلاط»
الاربعاء, 04 نوفمبر 2009
عبدالرحمن الخطيب
إن كلمة «الاختلاط»، بمفهومها المستحدث الحالي، الذي يطنطن به بعض المعارضين لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ليس له أصل في الشرع الإسلامي البتة. ولا يوجد نص في القرآن الكريم، أو في الحديث النبوي الشريف يتضمن هذه الكلمة. وأصل هذه الكلمة مقتبس من الأديان والأعراف والتقاليد التي سبقت الإسلام، ومأخوذة من عادات الشعوب التي كانت تقطن خارج الجزيرة العربية.
كما أن مفهوم كلمة الاختلاط الذي نادوا به ليس له أصل أيضاً حتى في اللغة العربية. فقد ورد في «تاج العروس» للزبيدي «خَلَطَهُ، أي الشيء، بغيره، أي مزجه». وقال المرزوقي: «أصل الخلط: تداخل أجزاء الشيء بعضها في بعض». أي أن كلمة الاختلاط الذي أرادوه لا يعبّر عن المزج بين مادتين، أو عنصرين مختلفين في العناصر الفيزيائية والكيماوية.
في اصطلاح الحديث قال بعض علماء الجرح والتعديل المتقدمين عمن أردوا التشكيك في روايته أو حديثه: إن المحدّث حصل عنده اختلاط. والمقصود أن يخالط الرجل في عقله، أي فسد عقله. وربما حصل لبعضهم اختلاط في عقولهم بين مفهوم اجتماع الجنسين بحشمتهم ولباسهم، وعقولهم، وبين الخلوة المحرّمة، نتيجة قراءة خاطئة لمعنى «خالط» في اللغة العربية. فقد جاء عند الزبيدي قوله: «من المجاز القول خالط المرأة خِلاطاً، جامعها».
يقول وول ديورانت في كتابه «قصة الحضارة»: «لم تكن دمشق مدينة عربية، بل كانت من المدن القديمة التي خضعت لحكم الإغريق الذين يفرضون النقاب على نسائهم. وإن عادة حجب النساء عن الرجال موجودة من عهد البابليين، والبيوت في بابل كانت بها أجنحة خاصة للنساء، وإذا خرجن يصحبهن رقباء من الخصيان والخدم. وكان أهل اليونان لا يسمحون لنسائهم بالخروج إلا إذا تحجبن وصحبهن من يُوثق به، أما في ما عدا هذا فكانت المرأة تقبع في منزلها ولا تسمح لأحد أن يراها من النافذة. وكانت تقضي معظم وقتها في جناح النساء القائم في مؤخرة الدار، ولم يكن يُسمح لزائر من الرجال أن يدخل فيه، كما لم يكن يُسمح لها بالظهور إذا كان مع زوجها زائر. وقد اكتشف أخيراً آثار لحجرات خاصة بالحريم في بيوت اليونانيين القدامى سميت «GINECEO».
ويؤكد الباحث عماد الحسني أستاذ مقارنة الأديان أن كلمة اختلاط لا علاقة لها بالإسلام في قوله: «إن كلمة الاختلاط في ما يتعلق بالمرأة والرجل موجودة ضمن بعض معاجم المصطلحات اللاهوتية. فالاختلاط في القاموس الكنسي كان بخصوص منع بعض الكنائس للراهبات من الاختلاط مطلقاً بالرهبان على أساس عدم تحريك الهاجس الغريزي بترك الرهبنة، ومن ثم التفكير في الزواج». ثم قال المتأخرون منهم في ما بعد: «لا مانع من الاختلاط في حضرة المسيح، فكلا الطرفين مرتبط بالمسيح، شبعان بنعمته، ومقدس بروحه؛ لذلك فهو يختلط في روح أخوية مقدسة». واستندوا في رأيهم هذا إلى نص «فيلبي 4»، ونص «رومية 16»، الذي يبيّن نموذجاً مقدساً للاختلاط المسيحي، حيث كان الخدام والخادمات يعملون معاً في كرم المسيح، في نقاوة وعفة وتحفظ، والجميع أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة.
جاءت الدولة العباسية في بغداد لينحو خلفاؤها العباسيون منحى الأمويين في عاصمتهم السياسية دمشق. إذ يقول ابن عبد ربه في «العقد الفريد»: «كان لازدياد عدد الجواري والقيان في هذا العصر دور كبير في منع الاختلاط لكي يتميز الشريف من الوضيع. فكان خروج نساء الخلفاء ممنوعاً، واستحدثت وظيفة القهرمانات للخروج والدخول، وتلبية الحاجات للحرائر، فكان لا يدخل على النساء الحرائر إلا القهرمانة وبعض الجواري الوصيفات». وفي مقابل الفساد الذي استشرى في العهد العباسي كان هناك رد فعل مضاد دفع بعض النساء إلى التحرج والانحياز بأنفسهن عن تلك البيئة، فاستوحشن من الدنيا، وانقطعن عن الناس، وزهدن الرجال، وتنسكن، فكانت العابدات الزاهدات الصوفيات أمثال رابعة العدوية، وفخرية بنت عثمان وغيرهن كثيرات.
وربما وُجدَت استثناءات في ذلك العهد، إذ كان حريم الخليفة وبناته يبرزن للعامة أحياناً. فقد ذكر المؤرخ الطبري في كتابه المشهور «تاريخ الأمم والملوك» أن البانوقة ابنة المهدي كانت تسير في مقدمة موكب أبيها على هيئة الفتيان، عليها قباء أسود ومنطقة وشاشية، متقلدة السيف.
ابتداءً من العهد الفاطمي بدأت تختفي عادة تحجب نساء القصر في ما بعد. تقول الباحثة نريمان عبدالكريم في كتابها «المرأة في مصر في العصر الفاطمي»: «كان نساء القصر يحضرن مجالس الشعراء التي تقام في القصر، كما كان الخليفة المستنصر يخرج بنسائه إلى النزهات وفي الأعياد والمناسبات».
في عهود حكم المماليك ذكر بعض المؤرخين أمثال: ابن خلدون، والأصفهاني، وابن عبد ربه وغيرهم، أنه لكثرة الفساد في ذلك العهد، أخذ علية القوم يحجبون حتى غلمانهم المرد خوفاً وغيرة عليهم. وانتشرت عادة استخدام الخصيان في قصور السلاطين والحكام والأمراء والسراة، خوفاً على نسائهم.
ثم جاء بعدهم الحكم العثماني لمعظم الأقطار العربية، الذي كان فيه للطواشي وخصيان القصور دور كبير في إذكاء عادة حجب الرجال عن النساء. يؤكد هذا المؤرخ أحمد بن علي القلقشندي في «صبح الأعشى في صناعة الإنشا»، إذ يقول: «انتشرت في ذلك العهد ما يسمى بـ «الأغوات» المخصيين في البيوت الحاكمة وقصور الذوات، فكانوا يُبتاعون للعمل في تلك القصور، يعيشون إلى جانب الحريم وكأنهم نساء. ومن مهماتهم أنهم كانوا يقومون بحراسة الحريم وتأمين حاجاتهن، ويعملون واسطة بين «الحرملك»، الذي هو صالون النساء، و«السلملك» وهو صالون الرجال. ويُظهرون الغيرة على نساء القصر، فيبالغون أحياناً في حمايتهن والتشديد عليهن».
وفي المغرب العربي حجزت طبقة السّراة والأشراف نساءها في دور الحُرَم وأقاموا على خدمتهن وحجابتهن الخصيان من أرقاء الصقالبة، وقد كان هؤلاء سبباً في القضاء على دولة يوسف بن يعقوب بن عبدالحق، حين استفحل أمرهم في قصره. فقد كان السلطان يخالطهم بأهله ولا يحجبهم عن حرمه وعياله.
عوداً على بدء، لقد أسهمت الثقافة الدخيلة على المجتمع العربي البدوي في الجزيرة العربية، وقتذاك، الذي كانت تضيّف فيه المرأة ضيوف أبيها وزوجها في خيمتها أثناء غيابهما دون نكير، في إذكاء عادة منع الاختلاط كالثقافتين اليونانية والفارسية، وكانت هذه الثقافات أصبح لها شأو كبير في ذلك العصر. وهناك شواهد كثيرة على أن العربيات تأثرن بالوافدات اللاتي كنّ يعشن في ظل الحجاب، نذكر منها ما ورد عند ابن الأثير، في «الكامل في التاريخ»، إذ أسر بعض الجند العربي الزاحف على بلاد فارس، أيام الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بنات يزدجر بن شهريار بن كسرى، وسبوهن، وأرسلوهن مع من أرسلن إلى المدينة المنورة. فأمر عمر، رضي الله عنه، ببيعهن، فأعطاهن إلى دلاّل ينادي عليهن في السوق. وكان من عادة النبيلات الفارسيات أن يحجبن وجوههن. فكشف الدلاّل عن وجه إحداهن فلطمته لطمة شديدة على وجهه، فصاح: واعمراه! ورفع أمرهن إلى الخليفة، فدعاهن إليه وأراد أن يضربهن بالدرة، فحال علي، رضي الله عنه، دونهن قائلاً: يا أمير المؤمنين، إن الرسول قال: أكرموا عزيز قوم ذل.
وعليه فإن عادة الفصل بين الجنسين ليس لها أصل، لا في الشرع الإسلامي، ولا في عادات وتقاليد شعوب الجزيرة العربية.
* باحث في الشؤون الإسلامية.
لعنة كتمان العلم!
الاربعاء, 04 نوفمبر 2009
بدرية البشر
استطاع الحراك الاجتماعي الذي بدا مدفوعا برغبة صادقة من لدن جلالة الملك عبدالله حفظة الله، أن يهز سطح المجتمع الراكد ويخرج من باطنه، مفاهيم قديمة ساعدت الأعراف والتقاليد على رفعها من مرتبة التقليد إلى مرتبه المقدس. من اهم هذه المفاهيم التي ظهرت مؤخرا، مفهوم الاختلاط، والذي كان حتى وقت قريبا مفهوم محرم نبش بواطنه أو تفكيكه. وعلى هذا التحفظ المتشدد والمغلوط، بنيت سياسات واستراتجيات، ومشروعات تنموية، قاعدتها الاختلاط حرام.
اليوم وبعد أن تقدمت رؤية شجاعة نقية لقائد دولتنا الملك عبد الله حفظة الله، و دفعت بمشروع مثل مشروع جامعة الملك عبد الله، يتبنى رؤية قائمة على سيادة العلم وقواعد المجتمع الناضج، تتكاتف فيه الكفاءات والخبرات العلمية في خدمة العلم سواء كان هذا العالم ذكرا أو انثى تحت مظلة من القواعد المهنية العلمية التي لا تتناقض مطلقا مع أخلاق الدين والمجتمع الرشيد. من هنا شعر البعض بأنهم يستطيعون قول الحقيقة أخيرا. فظهر من يقول بأن تحريم الاختلاط مفهوم دخيل على الإسلام و«دعى إلى عدم التخوف من التساهل في الاختلاط الجائز»، لاعتبار «أن عادة المسلمين جارية على الاجتماع العام بين النساء والرجال». و«أن اعتبار أن الاختلاط محرم أشد تحريم، فهذا من القول على الله بلا علم، ومن الاستعجال بالأحكام بلا دليل» «وشدّدوا على التمييز بين الاختلاط والخلوة».
هذه الأحكام أصبح يقول بها بعض المسئولين، في المؤسسات الدينية، وبعض الفقهاء من خارجها، وبعض علماء الدين، كما ظهرت معها أحكاما مثل جواز كشف وجه المرآة، وغيرها من الأحكام التي لم يعهد الناس سماعها من فقهاء الدين، ولم يكن يعرفها إلا قلة من الناس المثقفين الذين دفعوا ثمنا حين حاولوا تصحيحها. السؤال هنا، هل سيستطيع الناس قبول هذه الأحكام، وهم الذين تربوا على حرمتها عقودا طويلة، وألفوا تشددها، بل وصاروا ينشدونه ويطلبونه، ولا يرتاحون إلا إليه؟
هل يستطيع هؤلاء أن يطمئنوا، ويصدقوا هذه الأحكام الجديدة بالنسبة لهم والميسرة؟ وماذا يفعلون بهويتهم القديمة التي تربوا عليها بل واكتسبوا عبرها بتشددهم امتيازات منحتهم الاحترام والتقدير بين الناس.
والسؤال الأهم من هو المسؤول عن هذا التضليل والتضييق على الناس والحجر على حرياتهم بحجة تحريم الاختلاط الذي بسببه تعطلت مصالح المسلمين؟
من هو المسؤول عن كتم هذا العلم الذي شدد الله سبحانه وتعالى على عقوبة كتمانه بقوله «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّنَّاه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون»!
هذا الحوا ر المفتوح اليوم مهما بدا حزينا للبعض، ومهما بدا مثيرا لشكوك آخرين إلى أنه يظل عتبه أولى للخروج من ظلام الجهل إلى ضوء المعرفة!
ومن موقع (سم ون) طالعت هذا التوضيح للشيخ العلامة القرضاوي:
قرر الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله في حلقة الشريعة والحياة التي كانت بعنوان “فتنة المرأة” أن مصطلح الاختلاط أساساً مصطلح دخيل على ثقافتنا الإسلامية، لم ينشأ إلا في عصور الانحطاط والتخلف، وأن المرأة في السابق كانت تلقى الرجل في الحياة العامة مشيراً إلى كتاب عبد الحليم أبو شقة “تحرير المرأة في عصر الرسالة” حيث سرد مئات الوقائع التي تدل على مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية. ولكن هناك مصطلح “لقاء الرجل بالمرأة” حيث بوب البخاري الكثير من الأبواب التي تدل على هذا.
ابتداءً من الدقيقة 12:00
**
والدكتور عبد الوهاب المسيري يتداخل بمكالمة هاتفية حول الموضوع في الدقيقة 27:00
وقد تحدث عن نقطتين، أولاً المساواة بين الرجل والمرأة وثانياً الخطيئة الأولى.
ثم تحدث بعدها عن الغرب وتعامله مع جسد المرأة، حيث ذكر أن ظهور الحداثة المنفصلة عن القيمة أنها ترى كل شيء في إطاره المادي، حيث كان الأمر ابتداءً العقل ثم الجسد ثم صار الجنس، وكل هذه الأمور حلت محل مفهوم المادة في الغرب. فالجسد أصبح منفصل عن القيمة، وأصبح هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للإنسان الغربي أن يدرك الواقع من خلالها، ولذلك الجنس انفصل عن الحب والزواج والإنجاب وأصبح عملية إجرائية محضة.
ولذلك عري المرأة وتحويلها إلى جسد محض هذه مسألة شبه حتمية، وقد أشار القرآن إلى المرأة والمال وو.. كفتنة. وماحصل هنا هو تشيؤ (تحويلها إلى شيء). والشيء بطبيعته يستخدم فحسب، لا يحب ولا يكره لا يحترم.
وهذا هو موقف الغرب من الجنس..
وختم حديثه بأن كلمة فتنة تشير إلى المرأة هي مفعول به، وليس فاعل. فالفتنة هو موقف الرجل.
**
ومن أجمل المفاهيم التي تعرض لها الشيخ في الحلقة هو فلسفة خلق الخير والشر، فقد ذكر الشيخ حفظه الله معلقاً على مقولة “المرأة شر كله، وشر مافيها أنه لا غنى عنها” بأن الله تعالى الأصل لم يخلق إلا الخير كما في الآية القرآنية (بيدك الخير) أو في السنة النبوية (والخير بين يديك والشر ليس إليك). ولكن قد يخلق الله تعالى خيراً يتضمن شراً تابعاً أو جزئياً، لكن الأصل الخير، كما هو الحاصل في مسألة الليل والنهار، أو المطر الغزير او غيرها.
والأمر الآخر، هو أن الله لا يمكن أن يخلق شراً يُلجئ الناس إليه، حتى العلماء قالوا لايمكن أن يكون هناك حرام يحوج الإنسان، فكل حرام هناك بديل عنه. فلو كانت المرأة شراً فليس هناك بديل عنها.
__________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق