الجمعة، يونيو 12، 2009

فتوى آخر موديل

تناقلت اليوم بعض وسائل الاعلام المقروءة والمرئية وربما المحكية ايضا، تناقلت خبر فتوى الموسم، فتوى جديدة صدرت عن الأزهر على ما أظن، تعطي الحق للزوجة أن تتطلق من زوجها لبدانته وسمنته الشديدة، عندما تعوقه بدانته وسمنته عن إشباعها جنسيا.

في اعتقادي وبعيدا عن الأحكام الفقهية والغوص في هذا الجانب الذي له رجاله المتخصصين، أرى من باب المنطق والمساواة أن يكون هذا الحق مكفولا للزوجة، وان لا يكون مدعاة للغرابة كما عبر عن ذلك كثير من الناس في سياق الخبر الذي سمعته وقرأته اليوم.

ليس غريبا أن تكون السمنة سببا أو عاملا (متخفيا) أو دعنا نقول غير مباشر في تطليق الزوج لزوجته، أو شعور الزوجة بالنفور من زوجها عندما تتسبب بدانته وسمنته المفرطة في التأثير على فعاليته الجنسية، وبالتالي عدم حصولها على الإشباع الكافي (والجرعة) المشبعة من المتعة الجنسية حسب الاعراف الدولية ومدونات حقوق النساء. وهذا أمر شائع،
وكثير من الزوجات يستخدمن هذا الحق باعتباره أحد العوامل التي تدفعهن للانفصال عن الشريك، ولكن كما أسلفت لا يتم التعبير عنه بطريقة مباشرة، بل يكون سببا مبطنا تحت أسباب أخرى (يعني موية من تحت تبن). لذلك أنا لا أرى جديدا في الفتوى، الجديد فقط هو عملية الصراحة التي تبديها الزوجة في إشارتها إلى هذا الجانب بالذات كحجة لطلبها الطلاق من زوجها، كما انه في اعتقادي أن هذا لا يختلف كثيرا عن شرعية طلب الزوجة الطلاق من زوجها عندما تبغض شكله كما حدث للزوجة التي أتت الرسول عليه الصلاة والسلام وشكت له دمامة زوجها وأنها اصبحت لا تطيقه، فخيرها بأن ترد عليه حديقته كما في الحديث الشريف المعروف.

هذا من الناحية المنطقية ومن باب المساواة بين الرجل والمرأة في مثل هذه الأمور، ولكن إذا نظرنا إلى الموضوع من جانب آخر، فإننا سنكتشف أن المسبب الرئيسي لكثير من بدانة الرجال هن الزوجات أنفسهن، قد تسئلونني كيف؟ وسأقول لكم كيف في هذه المقاربة: لعلنا جميعا كعرب سمعنا عن دأب كثير من الزوجات تشجيع الواحدة منهن زوجها على الأكل الكثير وبالتالي السمنة حتى يصبح شكله (يسد نفس الخميرة من العجين)، فتنفر منه النساء الأخريات - مشروع الخيانة أو التعدد - فتطمئن الزوجة الداهية من هذا الهاجس. هذه الممارسة لا تقتصر على العرب فقط، فهي منتشرة في كثير من المجتمعات في العالم. هذا إضافة إلى الإحساس اللاشعوري المستند على المثل الشائع الذي مفاده أن اقصر طريق لقلب الرجل هو معدته، فتظن المرأة أنها تضمن حبه لها عندما تتفنن في إعداد الأطعمة اللذيذة التي تجعل شهية زوجها تخر صريعة عند تعرضها لهذه الاطعمة الدسمة، اضف إلى ذلك عزوف كثير من الزوجات المتعجرفات في ايامنا الحاضرة عن طبخ البيت واللجوء الى الفاست فود الجنك او ما يعرف بالاكل (الزبالة)، فيجد صاحبنا المسكين نفسه وقد أصبح مدمنا على الأكل في سنوات معدودات من تاريخ تكبيل الحرم المصون له في ما يسمى بالقفص الذهبي (إني اشهد ان كيدهن عظيم). طبعا انا هنا لا اناقش موضوع سمن وبدانة الزوجة لأن هذا خارج موضوعنا.

عليه أنا لا ألوم أو أخطّئ شرعية الفتوى، بل أمج صراحتها. لأنني لا اعتقد أن الزوجة ستعُدم الأسباب للمطالبة بالتطليق من زوجها. فعندما تقوم بتسمينه وتسوقه إلى فك المقصلة، سواء قصدت ذلك أم لا (غالبا لا تقصد كعادة النساء الغشيمات دائما، واللاتي لا ينظرن إلى أبعد من أنوفهن، خصوصا عندما يرتبط المشروع بالغيرة)، فيحدث ما لم تحسب له حتى ولا مائة حساب، وهو تحويله إلى زوج اقرب إلى الخصي بسبب البدانة المفرطة، فيبدو قضيبه قصيرا ميالا للدعة والكسل بسبب الشحوم، وكعادة اغلب العرب، بل بسبب كرشه المتمددة التي ربما تضغط على شرايينه، كرشه التي هي إلى الجبل اقرب، والتي تحول دون رؤيته لقضيبه بشكل كامل كما كان يحلو له في السابق قبل وقوعه في الفخ، فيعز الانتصاب القوي كالحجر على قضيبه (المغدور) بسبب تعذر تدفق الدم بشكل كاف لإحداث الانتصاب، وذلك طبعا بسبب الدهون التي
راكمها المسكين في شرايينه كما نعلم جميعا (الله يلعن اللي كان السبب). في هذه الحالة، وعندما يقع الفأس في الرأس، فإن الزوجة ليست مجبرة لكي تفصح للقاضي وتقول له أن زوجي بدين وقد أثّرت بدانته على فحولته، فيكفيها فقط أن تشير إلى انه أصبح عنينا جنسيا (وليس من الضروري أن تقول ان ذلك من صنع يدها، فالقاضي بالاشارة يفهم)، والعنّة من الأسباب المعتبرة في الشرع على ما أظن التي تعطي الزوجة حق طلب الطلاق طبعا بعد ان يتحقق القاضي ويزن للأمر، صحيح أن النساء صبورات، فالواحدة منهن تصل الى مأربها حتى ولو بعد حين.

وكما يقول المثل (ولا من شاف ولا من دري) تتطلق براقش من زوجها التي جنت عليه في سلاسة تحسد عليها مثل الشعرة من العجين، وتبحث عن ضحية جديدة ذات قضيب حجري الانتصاب ومؤهلات جسمانية افضل، وعن حمل هزيل لم يتم تسمينه بعد، لتكرر معه نفس التجربة للأسف الشديد، هذا إذا وجدته اصلا في مجتمعات أصبحت فيها الفتيات صغيرات السن مثل الهم في القلب من كثرتهن ومشاريع عنوستهن، فيصح عليها المثل القائل من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وهذا ما جنته براقش على نفسها.

ويختم جاكس هذه المحاضرة قائلا: نصحيتي لرجالة آخر زمن، المهددون بتكالب النساء عليهم
من كل حدب وصوب كما تتكالب الاسود على الجيفة النتنة، هي تذكيرهم علّ الذكرى تنفع المؤمنين، ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه. وعليكم بالحذر من ثورة طوفان النساء الهادر القادم والتي بدأت ارهاصاته تلوح في الافق. أيها الرجال الاحرار والشرفاء، وحدوا الصفوف ودقوا الطبول وحتى الدفوف، وسدوا الثغور وشدوا الهمم، ولا تمنحوهن اي اسباب يمكن ان تطيح بعروشكم الذكورية تلك المكتسبات التاريخية التي حصلتم عليها من اخر حقبة (أمومية) مرت على تاريخ البشرية قبل ملايين السنين كما تدل الاثار المكتشفة في حضارة الانكا في امريكا الجنوبية.

وهذا هو الخبر كما جاء في صحيفة الرأي الكويتية:

«مريبة وضالّة وتشبه فتوى إرضاع الكبير»
أزهريون انتقدوا فتوى أزهرية تبيح للزوجة الطلاق إذا كان زوجها «بدينا»


القاهرة - من أغاريد مصطفى

شنّ أزهريون هجوما عنيفا على فتوى أزهرية منسوبة الى رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ عبدالحميد الأطرش، تبيح للزوجة طلب الانفصال عن زوجها اذا بلغ حدا من البدانة والسمنة. يحول دون اتمام العلاقة الزوجية، واعتبروها فتوى مريبة وضالة وتشبه فتوى ارضاع الكبير، وشددوا - في تصريحات لـ «الراي» - على عدم صحتها وعلى تصادمها مع صحيح الدين.
أستاذ الفقه والشريعة في جامعة الأزهر الدكتور علوي أمين قال ان «من أطلق هذه الفتوى جاهل بأحكام الفقه الاسلامي. واصفا اياها بـالغريبة والمستفزة»، مؤكدا أنه «لم يقرأ في الشريعة الاسلامية ما يبيح للزوجة طلب الانفصال عن زوجها بسبب سمنته أو بدانته».
وأضاف علوي لو «حضرت اليه سيدة تطلب منه فتوى تبيح لها طلب الطلاق من زوجها لكونه سمينا فسيقول لها ليس هناك حكم شرعي محدد في هذا، خاصة وأن السمنة والمرض جزء من الحياة وليست من أسباب الطلاق - على رأي الامام أبي حنيفة»، لافتا الى أنه «حتى لو كان السبب في طلب الطلاق هو صعوبة الجماع بينهما، فلا تطلّق لأنه جامعها مرة واحدة في حياته، وبالتالي فالأمر مرفوض وغريب»، مشيرا إلى ان «الطلاق للضرر معروف، والقاضي هو من يحدد اذا كان هناك ضرر أم لا، واعتبر الفتوى بعيدة كل البعد عن صحيح الدين، ولا تهدف سوى لشغل الرأي العام فقط على غرار فتوى ارضاع الكبير وما يشبهها من الفتاوى التي تهز صورة الاسلام وتنال منه».
أما أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الدكتور عمر القاضي فقال «الطلاق للضرر مختلف حسب المكان والزمان، والفقه حدد أسبابه، منها العجز الجنسي وعدم الانفاق على الزوجة»، مؤكدا أن «السمنة المفرطة ليست سببا كافيا للطلاق، واذا كان هناك تعذر في الجماع بسبب السمنة فلابد من احالة الزوج البدين على الطبيب للتأكد من حالته، ومعرفة هل يعاني من ضعف جنسي أم لا، مشيرا الى أنه ليس كل رجل سمين يواجه مشكلة في علاقته الحميمية مع زوجته».
وأبدى رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشيخ جمال قطب استياءه الشديد من الفتوى، مؤكدا انه «على كل مسلم أن يستفتي قلبه، بعدما كثرت الفتاوى، فما يراه صحيحا يعمل به، وما يراه خاطئا يتجنبه»، مشيرا - في تصريحات لـ «الراي» - الى أن «الزواج مبني على التوافق والتكافؤ، واذا أراد أحد الطرفين أن ينفصل عن الآخر فهو حر، والشرع لا يمنع ذلك ولكن تكون هناك أسباب مقنعة للانفصال، فهذه قاعدة فطرية».
ولا يعتبر الأمين العام للجنة الفتوى الشيخ سالم محمد السمنة مسوّغا لطلب الطلاق الا اذا تحولت تلك السمنة الى مرض، يمنع اتمام العلاقة الزوجية، وفي هذه الحالة يحق للزوجة رفع دعوى بالطلاق للضرر، لكن بتقرير طبي معتمد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق