الجمعة، يونيو 26، 2009

المساجد والانفلونزات

أكاد أجزم أن كل من يؤم المساجد، وجميع مناطق الزحام في الأسواق وكل اماكن تجمعات البشر السيئة التهوية في هذه الايام... يخشى مثلي من ان يسبب اختلاطه بالناس احتمال انتقال داء الخنازير العضال إليه، ناهيك عن امراض اخرى.

والشاهد انه على الرغم من العد التنازلي لاكتساح الوباء جميع الناس، إلا أن السلطات في معظم الدول الإسلامية ما تزال تتفرج ولم يتم إصدار ارشادات وقوانين لأبعاد شر المصابين بأي أعراض لها علاقة بأي نوع من الأنفلونزا عن مناطق التجمعات والمساجد.

كنت أتوقع أن تصدر في جميع الدول العربية فتاوى أو قل ما هو اكثر الزاما من الفتاوى قرارات أو قوانين مشددة تمنع المصاب بأي نوع من أنواع الأنفلونزا من التردد على المساجد والأسواق وأي منطقة فيها زحام وتكون سيئة التهوية حتى يشفى.

وعلى الأقل ان تصدر هذه القوانين في الفترة الحالية إلى حين نرسى على بر مع موضوع طوفان أنفلونزا الخنازير الذي بات يهدد الكل، ولن يسلم منه أي إنسان إذا ما تطور إلى مرحلة اخطر مما هي عليه الآن... حمانا الله وإياكم جميعا أيها البشر والحيوانات. فلا اعتقد أن عفو الله عز وجل سيخطئ المحتجبين مؤقتا عن المساجد بسبب الأمراض المعدية، بما فيها الأنفلونزا مهما كان نوعها، بل اعتقد انه يؤثم الانسان إذا كان يدرك أن مرضه يمكن أن يعدي به الآخرين ورغم ذلك اختلط بهم، وفي اعتقادي ان التسبب في اذية الناس الابرياء يتعارض مع الايمان الحقيقي، واني لاعجب كيف يكون هناك انسان يدرك ان مرضه يمكن ان يسبب اذى للاخرين وتجده يصلي في المساجد (مهما كان نوع المرض) فيجب على المريض من باب اولى ان يحتجب وينأى بنفسه عن الأصحاء الأبرياء، ويفترض ان يلازم منزله بل ويمكث في غرفة مغلقة ويتعامل بحذر مع افراد اسرته واذا كان ولا بد يذهب للعمل يجب عليه ان يضع كمامات على انفه وفمه حتى لا يصيب زملاءه، هذا طبعا إذا لم يعزل في كرنتينة خاصة بمثل هذه الأوبئة (أنفلونزا الخنازير) في إحدى المستشفيات إلى حين تماثله للشفاء تماما، ثم بعد ذلك يعيد نشاطه الروحاني بالصلاة في المساجد واختلاطه بالناس وبأفراد أسرته. وبالتالي يكف أذاه ويتقي بقية المسلمين وغير المسلمين شره خصوصا في هذه الأيام العصيبة، ولا سيما أن اعراض أنفلونزا الخنازير تشبه إلى حد كبير أعراض الانلفونزا العادية.

وقرار حظر عزل المصاب باي نوع من انواع الانفلونزا يجب ان لا يقتصر على الصلاة في المساجد وتجنب مناطق الزحام فقط، بل يجب ان يطبق في كل اماكن العمل، بان يحظر على اي مصاب بانفلونزا مزاولة العمل وبقاءه في بيته حتى يشفى تماما. قد يظن اصحاب الشركات الجشعين انني بذلك اعطل اعمالهم ولكن بالعكس. ان عزل المصابين بالامراض المعدية خصوصا الانفلونزات يساعد على القضاء على المرض في المجتمع، وبالتالي سيكون انتشاره نادرا بين الناس وهذا يؤدي الى زيادة في الانتاجية، لو كانوا يفقهون.

أقول كلامي هذا حتى لا يأتي يوم يصبح فيه بدلا من أن يحتجب عن المساجد المصابين عن الأنفلونزا فقط، سيؤدي انتشار المرض إلى احتجاب جميع الناس المصابين وغير المصابين عن المساجد والأسواق ويحدث شلل في الحياة في معظم نواحي الحياة، وتخسر الدول مليارات الدولارات في علاج المرضى وعلاج التبعات الاقتصادية التي تنجم عن تفشي المرض.

صحيح انه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأنا أؤمن بهذا الكلام اشد الإيمان، ولكن في الوقت نفسه أن الله لم يأمر بالهلاك وان على الإنسان أن يعقلها ويتوكل، أنا شخصيا لدي مشكلة تتمثل في ضعف مناعتي تجاه أنواع كثيرة من أنواع الانفلونزات، فبمجرد تعرضي إلى أتفه عطسة من مصاب وغالبا في المساجد والعمل لسوء التهوية، فهذا يعني إصابة مؤكدة بالأنفلونزا، ومشكلتي الأخرى هي أن الانفلونزات تفتك بجميع الناس لمدة أسبوع أو أسبوعين وتنقشع، أما أنا فاقل فترة اقضيها وأنا أعاني من ويلات هذا المرض اللعين من ثلاثة اسابيع الى شهر... أي والله بدون مبالغة شهر أو ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال، اكره في هذه الفترة نفسي واكره أي شيء حولي وتجدني تحولت إلى مسخ اشبه بالكلب المسعور او اشبه بانسان مصاب بالجنون، وأنتج كل يوم حوالي نصف طن من المخاط في الأيام الأولى، ثم يحدث انغلاق كامل لفتحتي انفي، ولا ينفع معي أي نوع من أنواع الأدوية، والأفظع من ذلك إنني انقل هذا الداء اللعين إلى بقية أفراد أسرتي الأبرياء خصوصا الأطفال الذين لا ذنب لهم في ذلك مما يشعرني بالذنب أكثر. وكما يقول المثل: من خرج من داره قل مقداره أو كما قال حكماء العرب، اتمنى ان يكون المثل مناسب لهذا الموضوع واذا لم يكن يتناسب معه اترك الحرية للقارئ الكريم ليختار اي مثل مناسب، واسال الله ان يبعد عن الجميع اي مرض.

0 التعليقات:

إرسال تعليق