الاثنين، يونيو 15، 2009

الحل سهل جدا

كثيرا ما نسمع عن أشخاص قاضوا شركات التبغ مدعين أنها هي السبب المباشر في إصابتهم بالسرطان.

وأنا احزن لهؤلاء الناس الذين يرمون بلاياهم على الآخرين عندما يقع الفأس في الرأس ويصابون بالسرطان، فكيف بالله لإنسان اختار ان يدخن طائعا مختارا وهو يعلم تمام العلم انه إنما يسبب الأذى لنفسه وللآخرين، وتجده إذا طلبت منه الامتناع عن التدخين في فترات سابقة من حياته عندما كان معافا وصحيحا، يستهين بتحذيرك له، ويقول لك هناك الكثيرين دخنوا حتى كبروا في السن وماتوا ولم يصابوا بالسرطان.

المشكلة انك إذا قدمت إلى مثل هذا الشخص قارورة فيها سم السيانيد (الهاري) وقلت له تجرعها (ومحل ما يسري يهري). سوف لن يتجرها وربما يقتلك، لأنه يدرك أنها (ستلحسه) في الحال قبل ان يرتد اليه طرفه، ولكنه بالنسبة للسجائر يتجاهل سميتها البطيئة ويضرب بعرض الحائط كل التحذيرات وفوق كل ذلك يستهين بصحة الاخرن (المدخنين السلبيين)، ثم عندما يصاب بالسرطان يتباكى ويتهم شركات السجائر والبائعين على أنهم ( هم اللكانو السبب)، رغم انه كان يدرك انه لم يأتي منتجي وبائعي السجائر ووضعوا مسدسا في رأسه وقالوا له إما تدخن سجائرنا وإلا سنقتلك.

وإذا كان هناك أناس يجب ان يقاضوا جهات لاحتمال تسبيبها السرطان لهم، هم المدخنين السلبيين الذين ليس لهم يد في التأذي من الدخان. وكم أتمنى ان تعلن جميع الدول عن فتح الباب لتلقي الشكاوي من المدخنين السلبيين ومن أي شخص يثبت ان هناك شخصا دخن بجانبه وعرضه للتدخين السلبي غصبا عنه وسأكون انا اول من يستخدم حق. الفيتو هذا. فلو قام كل مدخن سلبي بمقاضاة من يعرضه للتدخين سواء في مكان العمل أو في الأماكن العامة، أنا متأكد انك لن تجد أي إنسان قد ملئ رعبا، ولن يجرؤ على التدخين في مكان يمكن ان يعرض فيه الآخرين للتهلكة، هذا طبعا إذا سنت الدول قوانين تجرم المدخن (في المشمسش في ظل سياسة طنش تدوم في الكرسي) وتوقع عليه عقوبات صارمة جدا، وبالتالي تريح نفسها من وجع الدماغ، وستنخفض مبيعات الدخان وتفلس مصانع التبغ في جميع أنحاء العالم، ويعشوا الناس في تبات ونبات وتوتة تخلص الحدوتة، والدولة هي اول ما يجب ان يسارع في السعي لسن مثل هذه القوانين، لأنها هي احد العناصر التي تتسبب في إصابة الناس بأمراض التدخين، لأنها لو حظرت دخول الدخان إلى أراضيها تماما كما تحظر المخدرات، لأصبح من الصعب على المواطن المسكين (عدو نفسه) ان يجد دخانا.

وأدناه قصة عمنا عبد الله الذي يحكي لنا مأساته من جراء التدخين، كما نسختها من احد المواقع (مرفق عنوان الموقع أسفل القصة):

عندما يتحول الصديق إلى عدو, لابد أن يكون هنالك سبب مقنع,أبو عبد الله...والذي ينتمي حالياً للجمعية الخيريه للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات,بعد أن كان صديقاً لها
يرفع قضايا مقاضاة على شركات التبغ...
وللمزيد نترك الحديث له:

أخوكم العم أبو عبد الله من أبناء هذا البلد المبارك. كنت من رجال المال والأعمال في هذا البلد وصاحب شركة كبيرة نفذت مشاريع ضخمة تقدر بعشرات الملايين بعقود موثقة ورسمية مع الدولة ونفذتها على الوجه المطلوب ولله الحمد والمنة وكان في هذه الشركة أكثر من (500) شخص منهم (120) من أبناء الوطن والباقي من جنسيات مختلفة ما بين إداريين ومهندسين وفنيين وعمال.

هل تنوي مقاضاة شركات التبغ؟
نعم لقد تقدمت بشكوى قبل أشهر للمحكمة العامة بجدة وقبلت الشكوى وهي الآن منظورة لدى أحد القضاة وقد حدد موعد الجلسة يوم 23/7/1429هـ مطالباً بتعويض بمبلغ قدره عشرة ملايين دولار أي ما يعادل سبعة وثلاثون مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي من إحدى شركات التبغ العالمية كانت سبب مباشر أو غير مباشر في تضرري بما في ذلك وكلاء الجراك والمعسل وذلك مما لحق بي من أضرار مادية وصحية ونفسية واجتماعية وتحقيقاً للعدالة والمساواة بمن تم الحكم لهم في جميع أنحاء العالم ضد شركات التبغ لجميع فئات البشر على وجه هذه الدنيا وتحقيقاً للعدالة والمساواة والإنصاف، فأني أطالب بالتعويض المذكور أعلاه.

هل قمت بالتعاقد مع مكاتب المحاماة؟
نعم لقد قمت بالتعاقد مع إحدى المكاتب الكبرى في المملكة وهي مجموعة الرشودي والقرني والعقلاء وشركائهم للمحاماة والاستشارات الشرعية والقانونية، وأيضاً المحامي الجدير بالثقة الأستاذ/ علي العقلاء وهم الآن يقومون بدور التجهيز والإعداد لموعد الجلسة.

ما المرض الذي أصابك؟
أصبت بألم بسيط في الحنجرة وصعوبة في البلع وبحة شديدة في الصوت وكحة وصعوبة في التنفس لدرجة أنني لا أستطيع النوم إلا جالس لضيق في التنفس وحين ذهبت إلى المستشفى أخبروني بأني مصاب بمرض سرطان الحنجرة بأسباب التدخين ولله الحمد والمنة وعليه أنصح كل مدخن أن يتفضل مشكوراً بزيارة عيادة الجمعية ومراكز الأورام المنتشرة الآن في جميع مستشفيات المملكة ليرى بعينه ما يذهل العقول من رجال ونساء وكيف وصلت حالاتهم إلى تلك الدرجة والتي يتمنى بعضهم الموت الفوري.

بصراحة كيف كانت رحلة العلاج؟
حين أخبروني أنه لابد من استئصال كامل للحنجرة والقصبة الهوائية وعضلات البلع والغدة الدرقية ذهبت إلى كندا ولندن وأمريكا وبعض الدول الأوروبية وذلك بغرض البحث عن علاج دون الاستئصال ولكن كان لابد من الاستئصال فرجعت إلى بلدي وقررت أن أجري العملية في هذه الأرض المباركة (إن كتب الله لي الحياة فعلى هذه الأرض المباركة، وإن كتب لي الوفاة فعلى هذه الأرض الطاهرة) ثم عملت العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.

ما هو الجزء الذي تم استئصاله؟
تم استئصال كامل الحنجرة والأحبال الصوتية وعضلات البلع والقصبة الهوائية وسحب بعض العصب من الجهة اليسرى والغدد الدرقية وكدت في هذه العملية أن أفقد حياتي لولا عناية الله ولطفه والحمد لله والآن لا أستطيع الكلام إلا عبر جهاز التخاطب ولا أتنفس إلا عبر فتحة في أسفل الحلق والحمد لله على كل حال وأدعو كل من أصيب بسرطان الحنجرة وشفاه الله أن يشارك في التوعية مع الجمعيات المنتشرة في جميع أنحاء المملكة حيث أثمرت مشاركتي مع الجمعية أن أقلع عن التدخين أكثر من خمسة ألاف شخص ولله والحمد والمنة. إخواني إن التدخين مضر بالجسم والعقل والدين والمجتمع.

نصيحة أخيرة لعموم المدخنين؟
في الحقيقة أنا لست خطيباً ولا واعظاً ولكن صاحب تجربة في هذه الحياة وقد خسرت كل أعمالي وشركاتي ورأس مالي وأصبحت الآن لا أستطيع القيام بأعمالي ومسئولياتي السابقة كل هذا بسبب التدخين فالدخان مضر بالعقل والجسم والمجتمع والسعيد من اتعظ بغيره وليس من رأى كمن سمع وكم من كلمة تغني عن ألف كلمة وأنا أنصح جميع من سمعني أو شاهدني في هذا اللقاء بترك هذه المواد الضارة من دخان وشيشة ومعسل وجميع أنواع التبغ لكي لا يصاب بما أصاب به غيره. وليست هذه القصة للشكوى وإنما للعبرة فقط فالشكوى لغير الله مذلة. ولقد قربتني هذه التجربة من الله سبحانه وتعالى أكثر في الذكر والعبادة قدر المستطاع وأسأل الله مزيداً من فضله والعون والإخلاص في القول والعمل وليس هناك مستحيل بالعزيمة الصادقة والإرادة القوية بعد توفيق الله تعالى علماً أنني بدأت التدخين منذ أربعين عام فاعتبروا يا أولي الأبصار.

http://www.arabvolunteering.org/corner/avt15802.html

0 التعليقات:

إرسال تعليق