في ذات حين من الدهر كان هناك حكيم يعيش في قرية. وحدث ان تناقل أهل القرية خبر حمل إحدى الفتيات الغير متزوجات. لم تكن الفتاة الصغيرة ترغب في الكشف عن والد طفلها، ولكنها بسبب خوفها من والدها الذي طلب منها ان تكشف عنه، أشارت إلى حكيم القرية على انه هو المسئول. استشاط والدها غضبا. وما ان وصل النبأ إلى الجميع في اليوم التالي حتى ألقوا اللوم على الحكيم، وصاحوا فيه: "ما هذا الذي فعلته؟ أنت رجل مسن وقذر! أنت عار على القرية، ليس لك مكان بيننا! اخرج من القرية، أنت رجل منافق".
بل وصل الأمر ان هدد البعض بقتله.
وبعد استماعه لكل تلك الاتهامات، لم يطق الحكيم التهديد والوعيد الذي بات يرشقه به الجميع. فاضطر لهجر القرية، وقصد دارا في مكان ناء اعتكف فيها. مرّت الشهور بطيئة؛ وأخيرا أنجبت الفتاة الطفل. وأرغم أهل القرية والدي الفتاة على إيجاد أب للطفل. فذهب والدا الفتاة مع بعض أهل القرية إلى الحكيم وقالوا له: "أنت مسئول عن هذا الطفل، لذا يجب عليك تربيته"! لم يجد الحكيم بُدا من الرضوخ لأهل القرية، فأخذ الرضيع بين ذراعيه ودخل به إلى داره.
فقد الحكيم سمعته، ولكن ذلك لم يؤثر على عزيمته. فتعهد الطفل بالرعاية على خير وجه. وبعد مرور عام على الحدث، شعرت الفتاة بالخجل والذنب، ورغبت في رؤية طفلها، فلم تجد حيلة للذهاب لرؤيته. فما كان منها إلا ان أخبرت والديها بالحقيقة. وعندما سمع أهل القرية النبأ، شعروا بالخجل لما بدر منهم من خطأ في حق الحكيم. تجمعوا كلهم، وتوجهوا إلى الحكيم يطلبون منه الصفح والمسامحة. وبعد ان استمع إليهم، رد الطفل إلى الفتاة الصغيرة.
********
مغزى القصة: عندما تكون على حق، ليس مهما ان يقسم ألف شخص على أنك مخطئ. وعندما تكون على خطأ، فإنه حتى ولو اقسم عشرات الأشخاص انك على حق فإن ذلك لن يشكل أي فارق، لأن الله عز وجل هو الذي يعلم بواطن الأمور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق