أثناء فترة استراحة في إحدى السمنارات، ألقت علينا إحدى السيدات سؤالا شائعا. إذ قالت: "كيف أعرف أنني تزوجت الشخص المناسب؟".
اندهش الحضور للسؤال المباغت، وقد لاحظت أنه كان هناك رجل ضخم يجلس إلى جانبها، فقلت لها "هذا يعتمد على أمور كثيرة، هل هذا زوجك؟".
اندهش الحضور للسؤال المباغت، وقد لاحظت أنه كان هناك رجل ضخم يجلس إلى جانبها، فقلت لها "هذا يعتمد على أمور كثيرة، هل هذا زوجك؟".
ردّت علي بكل جدية الدنيا: "كيف عرفت؟".
قلت: اسمحوا لي أن أجيب على هذا السؤال، لأنني اشعر أن هناك إجابات كثيرة ربما تكون طافت بأذهانكم.
واليكم رؤيتي المتواضعة في المسألة.
إن لكل علاقة دورة. فالشخص في البداية، يقع في غرام شريكه. فيتوقع مكالمة هاتفية منه، ويتوق للمساته الحانية المدغدغة المسكرة جنسيا، ويحب خصوصياته، ويأخذ في الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تحيط بحياته، ويجد نفسه ذائبا في كل شجونه ولفتاته وسكناته، لدرجة انه قد يتغاضى عن كثير من سلبياته أو هفواته، في شعور أشبه بتبلد الحس، ويرى شريكه انه الأجمل في كل شيء حتى ولو كان غير كذلك.
في الواقع، أن تحب شريكا ليس امرأ صعبا. وهذا من الأمور الطبيعية وربما الغريزية التي تلعب فيها الغريزة الجنسية دورا كبيرا، وهو من الأمور الطبيعية والفطرية وتتم هذه التجارب بنوع من العفوية. فالشخص في الأصل ربما ليس عليه أن يفعل شيئا، إذ تخلق الظروف هذه العلاقة. وهذا هو السبب الذي جعل الناس يطلقون على الأمر "الوقوع" في الحب... لأنه أمر يحدث للشخص، ودون أن يخطط له في كثير من الأحيان.
يحلو للناس أن يقولوا في بعض الأحيان: "لقد جرفني تيار حب هذا الشخص"، فكر في الصورة الخيالية الكامنة ضمنا في هذا التعبير، هذا يعني انك كنت هناك لا تفعل شيئا، ثم حدث في حياتك أمر ما جارف مثل التيار.
إن الوقوع في الحب أمر سهل. أنها تجربة عفوية وغامرة.
ولكن بعد بضع سنوات من الزواج، تتلاشى نشوة الحب وتخبو جذوته. وتلك هي الدورة الطبيعية لكل علاقة. وشيئا فشيئا تتحول المكالمات الهاتفية لتصبح ربما أمرا مزعجا (هذا إذا اتصل الشريك أصلا)، وبدلا من يكون اتصاله موضع ترحيب وترقب في جميع الأوقات، كما كان يحدث لك حتى ولو اتصل بك في منتصف الليل وكنت تغط في أعمق نومة، فتصحو كان بك مس من هبل فترد على الشريك كأن شيئا لم يحدث، وبدلا من أن تكون كل خصوصياته موضع اهتمامك، وتكون كل هذه الأمور محببة ولطيفة بالنسبة لك، تصبح من الأمور العادية التي لا تثير اهتمامك وحماستك كما كانت تؤثر فيك من قبل.
تختلف أعراض هذه المرحلة من علاقة إلى أخرى، ولكنك إذا فكرت في زواجك، ستلاحظ اختلافا مثيرا بين أولى مراحل الحب التي كانت تغمرك مقارنة بالشعور الفاتر الذي يمر بك الآن والذي ربما يصل لحد الشعور بالضيق.
وعند هذه المرحلة، قد يأخذ كل منكما يتساءل، أنت وشريكك: "هل فعلا إنني تزوجت الشخص المناسب؟" وفيما تأخذ أنت وشريكك في تذكر نشوة الحب التي كانت تتملككما في وقت من الأوقات، قد تبدأ في التفكير لممارسة هذه المشاعر مع شخص آخر ظانا انك تعيش في فراغ عاطفي.
وهذه هي المرحلة التي تبدأ فيها العلاقة بالتصدع والذي هو أول طريق الانهيار. ودائما ما يلوم الشركاء بعضهم البعض بسبب مشاعر الاستياء التي تصيبهم بدل السعادة، وتطلعهم لإشباع هذا الشعور خارج الحياة الزوجية.
ويأتي الإشباع من خارج نطاق الحياة الزوجية في جميع الأصناف والمقادير. فالخيانة هي أكثر ما يلجأ إليه الشركاء، وليس بالضرورة أن تكون خيانة جنسية. وفي بعض الأحيان يلجأ الناس ليعزي نفسه بالعمل، أو بالإفراط في التدين، أو الانغماس في الهوايات، أو تمضية الوقت مع الأصدقاء بشكل كبير، أو الإفراط في مشاهدة التلفزيون أو الاستغراق في الانترنت، أو المواد المخدرة والسكر الخ.
لكن حل هذه المعضلة لا يكمن خارج حياة الشخص الزوجية. بل في داخلها.
أنا لا أقول ليس بمقدور الشريك الوقوع في حب شخص آخر. بل يمكنه ذلك.
وان فعل سيشعر بحالة أفضل بصورة مؤقتة. ولكن سيحدث له نفس الشعور المتبلد بعد فترة قد تطول وقد تقصر. وبالتالي يكون لم يأتي بجديد، والسبب هو (أصغي جيدا إلى ما سأقول):
إ
إن لكل علاقة دورة. فالشخص في البداية، يقع في غرام شريكه. فيتوقع مكالمة هاتفية منه، ويتوق للمساته الحانية المدغدغة المسكرة جنسيا، ويحب خصوصياته، ويأخذ في الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة تحيط بحياته، ويجد نفسه ذائبا في كل شجونه ولفتاته وسكناته، لدرجة انه قد يتغاضى عن كثير من سلبياته أو هفواته، في شعور أشبه بتبلد الحس، ويرى شريكه انه الأجمل في كل شيء حتى ولو كان غير كذلك.
في الواقع، أن تحب شريكا ليس امرأ صعبا. وهذا من الأمور الطبيعية وربما الغريزية التي تلعب فيها الغريزة الجنسية دورا كبيرا، وهو من الأمور الطبيعية والفطرية وتتم هذه التجارب بنوع من العفوية. فالشخص في الأصل ربما ليس عليه أن يفعل شيئا، إذ تخلق الظروف هذه العلاقة. وهذا هو السبب الذي جعل الناس يطلقون على الأمر "الوقوع" في الحب... لأنه أمر يحدث للشخص، ودون أن يخطط له في كثير من الأحيان.
يحلو للناس أن يقولوا في بعض الأحيان: "لقد جرفني تيار حب هذا الشخص"، فكر في الصورة الخيالية الكامنة ضمنا في هذا التعبير، هذا يعني انك كنت هناك لا تفعل شيئا، ثم حدث في حياتك أمر ما جارف مثل التيار.
إن الوقوع في الحب أمر سهل. أنها تجربة عفوية وغامرة.
ولكن بعد بضع سنوات من الزواج، تتلاشى نشوة الحب وتخبو جذوته. وتلك هي الدورة الطبيعية لكل علاقة. وشيئا فشيئا تتحول المكالمات الهاتفية لتصبح ربما أمرا مزعجا (هذا إذا اتصل الشريك أصلا)، وبدلا من يكون اتصاله موضع ترحيب وترقب في جميع الأوقات، كما كان يحدث لك حتى ولو اتصل بك في منتصف الليل وكنت تغط في أعمق نومة، فتصحو كان بك مس من هبل فترد على الشريك كأن شيئا لم يحدث، وبدلا من أن تكون كل خصوصياته موضع اهتمامك، وتكون كل هذه الأمور محببة ولطيفة بالنسبة لك، تصبح من الأمور العادية التي لا تثير اهتمامك وحماستك كما كانت تؤثر فيك من قبل.
تختلف أعراض هذه المرحلة من علاقة إلى أخرى، ولكنك إذا فكرت في زواجك، ستلاحظ اختلافا مثيرا بين أولى مراحل الحب التي كانت تغمرك مقارنة بالشعور الفاتر الذي يمر بك الآن والذي ربما يصل لحد الشعور بالضيق.
وعند هذه المرحلة، قد يأخذ كل منكما يتساءل، أنت وشريكك: "هل فعلا إنني تزوجت الشخص المناسب؟" وفيما تأخذ أنت وشريكك في تذكر نشوة الحب التي كانت تتملككما في وقت من الأوقات، قد تبدأ في التفكير لممارسة هذه المشاعر مع شخص آخر ظانا انك تعيش في فراغ عاطفي.
وهذه هي المرحلة التي تبدأ فيها العلاقة بالتصدع والذي هو أول طريق الانهيار. ودائما ما يلوم الشركاء بعضهم البعض بسبب مشاعر الاستياء التي تصيبهم بدل السعادة، وتطلعهم لإشباع هذا الشعور خارج الحياة الزوجية.
ويأتي الإشباع من خارج نطاق الحياة الزوجية في جميع الأصناف والمقادير. فالخيانة هي أكثر ما يلجأ إليه الشركاء، وليس بالضرورة أن تكون خيانة جنسية. وفي بعض الأحيان يلجأ الناس ليعزي نفسه بالعمل، أو بالإفراط في التدين، أو الانغماس في الهوايات، أو تمضية الوقت مع الأصدقاء بشكل كبير، أو الإفراط في مشاهدة التلفزيون أو الاستغراق في الانترنت، أو المواد المخدرة والسكر الخ.
لكن حل هذه المعضلة لا يكمن خارج حياة الشخص الزوجية. بل في داخلها.
أنا لا أقول ليس بمقدور الشريك الوقوع في حب شخص آخر. بل يمكنه ذلك.
وان فعل سيشعر بحالة أفضل بصورة مؤقتة. ولكن سيحدث له نفس الشعور المتبلد بعد فترة قد تطول وقد تقصر. وبالتالي يكون لم يأتي بجديد، والسبب هو (أصغي جيدا إلى ما سأقول):
إ
ن مفتاح النجاح في الزواج ليس عثور الشخص على الشريك المناسب، بل أن يتعلم كيف يحب الشخص الذي عثرت عليه.
إن حفاظ الشريك على الحب ليس شعورا سلبيا أو تجربة عفوية. ولا يحدث لك فجأة ويطرق باب حياتك من دون استئذان كما يشاع عنه. فالشخص لا يمكنه أن يحب حبا دائما إلى الأبد. بل عليه أن يصنع هذا الحب يوما إثر يوم.
فالأمر يحتاج من الشريك إلى بذل الوقت والجهد والطاقة. والأهم من ذلك كله، يحتاج منه إلى حكمة. وعلى الشريك أن يعرف ما الذي يجب عليك فعله من اجل إنجاح علاقته.
ينبغي عليه أن لا يرتكب أخطاءً تنم عن أنانية يمكن تجنبها. فالحب ليس لغزا أو شيء غامضا. هناك أشياء معينة يمكن للشريك القيام بها (مع أو بدون شريكه) من اجل إنجاح هذه الرابطة الحميمة.
وكما أن هناك قوانين فيزيائية تحكم الكون (مثل الجاذبية ).
هناك أيضا قوانين للعلاقات. وكما أن الغذاء المناسب والصحيح وممارسة الشخص للتمارين الرياضية تجعله أقوى جسديا، كذلك فإن هناك بعض السلوكيات التي ستجعل علاقتك أقوى. إنها علاقة تقوم على السبب والمسبب بشكل مباشر. إذا عرف الشريك كيف يطبق هذه القوانين، حتما ستكون النتائج بالإمكان التنبؤ بها... ويمكنه أن يصنع حبا قابل للديمومة والصمود.
إن حفاظ الشريك على الحب ليس شعورا سلبيا أو تجربة عفوية. ولا يحدث لك فجأة ويطرق باب حياتك من دون استئذان كما يشاع عنه. فالشخص لا يمكنه أن يحب حبا دائما إلى الأبد. بل عليه أن يصنع هذا الحب يوما إثر يوم.
فالأمر يحتاج من الشريك إلى بذل الوقت والجهد والطاقة. والأهم من ذلك كله، يحتاج منه إلى حكمة. وعلى الشريك أن يعرف ما الذي يجب عليك فعله من اجل إنجاح علاقته.
ينبغي عليه أن لا يرتكب أخطاءً تنم عن أنانية يمكن تجنبها. فالحب ليس لغزا أو شيء غامضا. هناك أشياء معينة يمكن للشريك القيام بها (مع أو بدون شريكه) من اجل إنجاح هذه الرابطة الحميمة.
وكما أن هناك قوانين فيزيائية تحكم الكون (مثل الجاذبية ).
هناك أيضا قوانين للعلاقات. وكما أن الغذاء المناسب والصحيح وممارسة الشخص للتمارين الرياضية تجعله أقوى جسديا، كذلك فإن هناك بعض السلوكيات التي ستجعل علاقتك أقوى. إنها علاقة تقوم على السبب والمسبب بشكل مباشر. إذا عرف الشريك كيف يطبق هذه القوانين، حتما ستكون النتائج بالإمكان التنبؤ بها... ويمكنه أن يصنع حبا قابل للديمومة والصمود.
في الواقع أن الحب في العلاقة الزوجية هو "قرار"... وليس مجرد مشاعر صرفة، هو عملية توازن بين الحقوق والواجبات، بين العطاء والأخذ وفي بعض الأحيان الإيثار والتضحية، وان الشريك دائما بان الغد لا بد سيحمل سحبا حبلى بالوعود والحب التي ستمطر في حياته بعد جفاف وجدب وتصحر.
مع تحيات الإمبراطور والامنيات العطرات بعالم يظلله المحبة والود.
**************
مع تحيات الإمبراطور والامنيات العطرات بعالم يظلله المحبة والود.
**************
0 التعليقات:
إرسال تعليق