الاثنين، أغسطس 31، 2009

النيران تقترب من بيوت الاثرياء في لوس انجليس

باتت الحرائق تقترب كثيرا في هذه اللحظات من ضواحي لوس انجليس بولاية كاليفورنيا، حيث بيوت الأثرياء والمشاهير، وقد حصدت حتى الان أول ضحاياها وهما رجلي اطفاء قبل ساعتين تقريبا، في محاولة مستميتة من السلطات لإنقاذ أكثر من 12000 منزلا معظمها من المنازل الفخمة التي يساوي ثمن الواحدة منها ملايين الدولارات بالإضافة إلى 2500 مبنى بما فيها شركات. وقتل رجلي الإطفاء عندما تدحرجت سيارتهما بجانب احد الجبال.

ولأول مرة تقترب الحرائق الصيفية التي تشتعل هناك بشكل متكرر من الأماكن المأهولة بالسكان بهذه الدرجة. وقد أعلن حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزينجر حالة الطوارئ وان النيران أصبحت خارج السيطرة. وتواصل استعارها لليوم الخامس على التوالي. وقد أتت النيران حتى الآن على 14000 هكتارا، وقد اشاد بجهود رجال المطافئ والمتطوعين الذين يبلغ عددهم 6500 فردا، عندما أثنى عليهم قائلا: إن في كاليفورنيا أشجع وأفضل رجال مطافئ الذين يتواجدون الان في خط المواجهة يعملون جاهدين لمكافحة الحرائق.

وقد أصيب في نهاية عطلة الأسبوع الماضي 3 أشخاص حيث تم إسعافهم، وقضت النيران على 3 منازل على الأقل في منطقة بيغ توجونغا كانيون، وتم إخلاء ما يقارب 4000 منزلا حتى الآن معظمها في اكتون ولا كندا فلينتريدج واتادينا ولا كريسينتا وكذلك في قلانديل في ضواحي لوس انجليس. نسأل الله ان يحفظ الجميع... ترجمها كخبر طازج من السي ان ان جاكس






السبت، أغسطس 29، 2009

بشرى سارة للمتخلفين

هل أنت متخلف مثلي؟

لا تهم جنسيتك أو لغتك أو لأي بلد تنتمي...

المهم أن تكون متخلفا مثلي وتنتمي لكوكب متخلف.

ها هو الحل قد أتاك على طبق من ذهب، مقدم إليك في عقر دارك ومن خلال الشاشة البلورية لكي يساعدك لتنعتق من ربقة تخلفك، ولتتعلم كيف يعيش الناس فن الحياة في اليابان، ولقد صدقت مقولة توفيق الحكيم القديمة حينما قال انه رأى إسلام ولكنه لم ير مسلمين في فرنسا ولكن هذه المرة تنطبق المقولة على اليابان.

لأول مرة في حياتي اعرف أنني متخلف لأقصى درجات التخلف (ربما تخلف وسط)، وقد فضح تخلفي هذا برنامج خواطر 5 اليومي الذي يقدمه المذيع الجميل احمد الشقيري في قناة الام بي سي، وتوقيت البرنامج مع مواعيد الإفطار بتوقيت الرياض، وهو عبارة عن مشاهدات حية لواقع الحياة اليومي الذي يعيشه الفرد الياباني.

وعرفت أن للشعب الياباني طقوسا مميزة لها علاقة بالنظام يتبعها عندما يمارس معظم اموره في الحياة، وكيف تتفتق أذهانهم عن ابتكارات مذهلة أصابتني بالانبهار حد الاندهاش.

ودعوني ابدأ من آخر حلقة وهي حلقة اليوم، وقد تناول فيها مقدم البرنامج طقوس التعليم في مدارس الأطفال، أو ما يعرف بالمدارس الابتدائية. بدءا من الكيفية التي يتم بها توصيل الطفل إلى المدرسة، وكيف يقوم موظف مختص تابع للمدرسة بالوقوف في الشارع ممسكا بعلم مميز لتمكين الأطفال من عبور الشوارع وصولا إلى المدرسة حفاظا عليهم من الحوادث، وكيف يتعامل المعلمين مع التلاميذ في أدب واحترام جم، وحرص مدير المدرسة على الوصول للمدرسة قبل نصف ساعة من الدوام ليقف بنفسه على كل شيء، والنظام الذي يدل على الاحترام المتبع في معاملة المدرسين للتلاميذ كأنهم رجال كبار ومخاطبتهم بكلمة أستاذ تسبق اسمائهم، وكيف يجلس التلاميذ في الفصل بطريقة منتظمة وفي منتهى الأدب، وعندما يريد التلميذ المشاركة في الحصة، هناك طرق معينة لرفع اليد تفيد بما يريد أن يقوله التلميذ، فمثلا هناك طريقة معينة لرفع اليد تفيد بأن الطالب فهم المعلومة ويريد المشاركة، وطريقة تفيد بأن الطالب لديه اعتراض وهكذا، وكيف استعاضوا عن جرس الحريق الذي ينتشر في مدارس كواكبنا المتخلفة بموسيقى. وكيف يخرج التلاميذ في شكل طابور وبنظام دقيق عند انصرافهم في نهاية الدوام المدرسي، والطريقة التي يحيّون بها الناس باحترام عندم مقابلتهم في الشارع.

وشاهدت في إحدى الحلقات عرض لنظام حمامات موجود في اليابان، وهو نظام متطور جدا، فأنت عندما تدخل الحمام لقضاء حاجتك وإذا كنت تنتمي للكواكب المتخلفة ستذهلك الأزرار والالكترونيات التي تجعلك تقوم بأداء عملية إخراج في غاية السلاسة واليسر، ومن ضمن هذه المكتشفات المتميزة انه يوجد زر لإصدار صوت اندفاع المياه في السايفون لسحب الفضلات، فهذا الصوت عندما تشغله يجعلك تخرج ريحك وأنت مطمئن الى أن أي شخص خارج الحمام لن يسمعك لأن صوت ضراتك (ريحك) سيمتزج مع الصوت الصناعي لحركة اندفاع المياه في السايفون ويذهب إدراج الرياح او ادراج الازعاج الايجابي، ويتحول لمكون لا يتجزأ من المؤثرات الصوتية الصادرة، وهناك زر يمكنك به رفع الصوت إذا كان صوت (ضرتتك) عاليا، إضافة لزر تستطيع أن تضغطه لتضوع رائحة عطر تغطي على عفونة فضلاتك النتنة، وغيرها من الأزرار وكل زر له وظيفة مذهلة.

وشاهدت في إحدى الحلقات كيف يستغلون أي مساحة ممكنة للانتفاع بها في مدنهم، وكيف يشيدون ملاعب كرة القدم في أسطح البنايات مجهزة بشبك يحيط بها من جميع الجهات لمنع الكرة أن تطير. وشاهدت كيف تقوم بلديات المدن بوضع ممرات بلاستيكية بارزة ليسير عليها الكفيف للوصول إلى اماكن ضرورية بعينها من دون مساعدة احد لدرجة أن بإمكانه ركوب المترو دون أن يتعرض لحادث، وكيف تتوفر كتب تقدر بعشرات الآلاف في المكتبات مكتوبة بطريقة بريل في مختلف المجالات، وبالإضافة لتزويد كتب الأطفال الكفيفين بالحروف البارزة فهي مزودة أيضا بصور بارزة يستطيع الكفيف التعرف عليها عندما يمرر يده عليها. وكيف يقومون بإيقاف سياراتهم في الجراجات بطريقة آلية مبتكرة، وكذلك الدراجات الهوائية المنتشرة عندهم بكثرة يمكن إيقافها في مواقف خاصة الكترونية تحت الأرض تعمل بالبطاقات الممغنطة. وأما عن نظام سيارات الأجرة فحدث ولا حرج فهذا عالم مبدع بحاله.

هذا غيض من فيض من طقوس الحياة والفنون الرائعة التي يستعرضها البرنامج كل يوم فيما يشبه الخيال. يعكس لنا كيف أن الإنسان الذي ميزه الله بالعقل يمكنه أن يفكر في أمور لا تخطر على البال، فقط إذا روض الإنسان عقله وتوفرت له البيئة الصالحة التي تجعله يبدع ويكتشف ويأتي بالمثير والمبدع من الابتكارات، خصوصا أهمية هذا التوجه بالنسبة للأطفال صغيري السن حتى ينشئوا على النظام ويرضعوا كيفية التفكير المثمر والنظام منذ نعومة أظفارهم.

واعتقد أن من فاتته الحلقات يستطيع مشاهدتها في موقع قناة الام بي سي من خلال صفحة خاصة للبرامج التي قدمت سلفا. ومن هذا المنبر أهيب بالوزراء في مختلف المجالات في عالمنا العربي وعلماء الدين وكل صناع القرار متابعة هذا البرنامج الهام، حتى يحاولوا أن يقلدوا ما توصل إليه اليابانيين لنسير حياتنا اليومية بطرق مبتكرة ورائعة، نستقي منهم تجاربهم لنتعلم كيف نعيش بفن. ولا عيب في ذلك، وان تقليدنا لهم لا يدعو للخجل، ما دمنا تودنا دائما ان تفكر وتبتكر لنا الامم الاخرى ومهتمنا فقط التنظير، لان الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. وبدلا من تركيز شيوخنا الأجلاء على الكلام النظري وهذا حرام وذاك حلال وهذا لا يجوز وشغل الناس بفتاوي مضحكة، وبدلا عن التركيز بشدة في ذلك أتمنى أن يوجهوا بوصلتهم إلى ما ينفع الأمة الإسلامية بشكل عملي وملموس ويشجعوا الناس على الإتقان في العمل حتى لا يصبح هناك وقت للناس للالتفات للمحرمات، ولعمري هذا من صميم تعاليم الإسلام وهناك كثير من الآثار النبوية التي تعظم العمل وإتقانه.

لا أريد أن أطيل عليكم (البربرة) فلحسن الحظ اكتشفت بالصدفة أن بعض الإخوان سارعوا الى رفع الحلقات في اليوتيوب وقد اخترت لكم بعضا منها.






































الجمعة، أغسطس 28، 2009

هل تحب الكلمات الملهمة؟

قام بتدوينها ريجينا بريت، البالغ من العمر 90 عاما وهو تاجر عادي من سكان مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، ويقول الرجل ينبغي أن نقرأ هذه الكلمات مرة في الأسبوع على الأقل. ترجمها جاكس.

ويقول ريجينا أيضا: "من أجل احتفالي بتقدمي في السن، كتبت بعض الدروس التي علمتنيها الحياة، فيما عداد حياتي يشير إلى إنني بلغت الـ 90 بحلول شهر أغسطس الجاري، وفي ما يلي أقدم لكم بعض من عصارة تجربتي.

1. الحياة ليست عادلة، لكنها على الرغم من ذلك فهي جيدة.

2. عندما تكون في شك من أمرك، فقط قم باتخاذ الخطوة التالية.

3. الحياة اقصر من إضاعتها في كره أي شخص.

4. وظيفتك لن تهتم بك عندما تقع فريسة للمرض. بل من يهتم بك هم اهلك وأصدقاءك. لذا وثّق علاقتك بهم على الدوام.

5. إذا كنت تمتلك بطاقة ائتمان، احرص على تسديدها كل شهر.

6. أنت لست مطالب بالفوز بكل حجة من الحجج. وافق على أن يختلف معك الآخرون.

7. عندما تبكي ابكي بمعية احد الأشخاص. فإن ذلك يزيد من التئام جراحك بدلا من البكاء لوحدك.

8. احرص على أن تدخر لتقاعدك بدءا من أول شيك يصرف لك.

9. عندما يتعلق الأمر بالشكولاته، فإن محاولة المقاومة تكون عقيمة.

10. تصالح مع ماضيك، حتى لا يقوض حاضرك.

11. ليس عيبا أن تعطي فرصة لأطفالك ليرونك وأنت تبكي.

12. لا تقارن حياتك بالآخرين. فأنت لا تعرف كيف كانت رحلتهم في الحياة.

13. إذا كان يجب أن تكون علاقتك سرية، لما كنت أنت طرفا فيها.

14. كل شيء يمكن أن يتغير في غمضة عين. ولكن لا تقلق؛ فإن عين الله لا تغمض أبدا.

15. خذ نفسا عميقا. فإن ذلك يهدئ العقل.

16. تخلص من كل ما هو غير مفيد، أو غير جميل أو غير مبهج.

17. أي شيء لا يقتلك، يجعلك أكثر قوة.

18. لم يفت الأوان بعد لتمتعك بطفولة أخرى سعيدة. ولكن الثانية متروكة لك أنت وليس لأحد غيرهم.

19. عندما يتعلق الأمر بملاحقة ما تحب في الحياة، لا تقدم "لا" كجواب.

20. أوقد الشموع، استخدم الأغطية الجميلة لسريرك، ارتدي الملابس الفاخرة. ولا تحتفظ بها للمناسبات الخاصة. فاليوم هو يوم مميز بالنسبة لك.

21. قم بإعداد نفسك إعدادا جيدا، وبعد ذلك لا تخشى الانجراف مع التيار.

22. كن غريب الأطوار الآن. ولا تنتظر حتى سن الشيخوخة لترتدي اللون الأرجواني.

23. إن أهم عضو من أعضاء الجنس هو الدماغ.

24. ليس هناك أحدا مسئولا عن سعادتك غيرك أنت.

25. اطّر كل ما يسمى بكارثة تمر بك بهذه الكلمات: هل ستعني هذه المسألة لي شيئا بعد خمس سنوات؟

26. اختر دائما أن تحيا.

27. اغفر للجميع عن كل شيء.

28. ما يعتقده الآخرون عنك لا يعنيك وليس من شأنك.

29. الزمن يداوي كل شيء تقريبا. فعليك أن تمنح الزمن فرصة.

30. مهما كان الوضع جيدا أو سيئا، فإنه سيتغير.

31. لا تأخذ نفسك على محمل الجد أكثر من اللازم. فلا يوجد أحد يفعل ذلك غيرك.

32. عليك أن تؤمن بالمعجزات دائما.

33. إن الله يحبك لأنك عبده، وليس بسبب أي شيء قمت به أو لم تقم به فهو غني عنك.

34. لا تقم بمراجعة حسابات الحياة. عشها واستفد منها لأقصى درجة.

35. إن التقدم في السن يهزم البديل – موتك وأنت في ريعان الشباب.

36. أطفالك يحصلون على مرحلة طفولة واحدة فقط.

37. كل الأمور التي تعني شيئا حقيقيا بالنسبة لك هي تلك الأمور التي أحببتها في نهاية المطاف.

38. انظر إلى خارج نفسك كل يوم. فإن المعجزات تنتظرك في كل مكان.

39. إذا قمنا كلنا بوضع جميع مشاكلنا في أكوام واستطعنا أن نرى مشاكل الآخرين، سنقوم بإعادة مشاكلنا إلينا مرة أخرى.

40. الحسد هو مضيعة للوقت. فأنت لديك كل ما تحتاجه.

41. الأفضل لم يأت بعد.

42. مهما يخالجك من شعور، انهض وارتدي ملابسك ولا تستسلم أبدا.

43. كن قادرا على الإنتاج دائما.

44. الحياة ليست مشدودة إلى قوس، بل ما تزال عبارة عن هدية بالنسبة لك.


الأربعاء، أغسطس 26، 2009

رسالة الى الملك عبد الله

طالعت اليوم في موقع بوابة المغرب المقال الذي قمت بنسخه بعد هذا الإدراج، والذي يكشف النقاب عن تحليل بعض الصحفيين إلى أن هناك بوادر أزمة مكتومة بين السعودية والإمارات نتيجة لبعض الخلافات، بغض النظر عن كون هذا الكلام صحيحا أم لا.

وأنا كمواطن عربي احزن كثيرا عندما اسمع عن أي بوادر خلافات بين أي دولة عربية وأخرى مهما كانت الأسباب، ولا يعقل في هذا العصر الذي تكرس كل دول العالم الدخول في تكتلات لكي تقوى اقتصاديا لتستطيع المنافسة، نقوم نحن بتكريس التباعد والفرقة، الأمر الذي سينعكس سلباً على المواطن العربي وعلى الأجيال القادمة.

لأنه ببساطة كلما طال بقاءنا مفتتين ومضعضعين وضعفاء كلما كبرت هوة التطور والتقدم التكنولوجي والصناعي والعلمي بيننا وبين الدول والتكتلات الأخرى، خصوصا بيننا وبين ألد أعدائنا، إلا وهو العدو الصهيوني دويلة إسرائيل، هذه الدويلة السرطانية التي تجسم على قدسنا وعلى بقعة عزيزة من أرضنا. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الخلافات ليست في صالحنا كأمة عربية عريقة، تربط أقاليمها أواصر عديدة يندر أن تجدها في أي دول أخرى في العالم اجمع. وستحتقرنا الأجيال التي ستأتي من بعدنا عندما يكتشفون أننا لم نكن أهل لتحمل الأمانة.

والناظر إلى موقع دولة الإمارات في الخريطة يرى كأنها واحدة من المحافظات السعودية، ونفس الأمر ينطبق على جميع دول الجزيرة العربية الأخرى، وقديما لم تكن هناك لا حدود ولا دياولو، إذ كانت الدول العربية كلها عبارة عن مدن وأقاليم متصلة ببعضها البعض، تجوب القوافل أرجاءها وأمصارها في أريحية وسهولة... ناشرة الخير، وتقوي جميع أشكال التواصل بين أبناء الأمة الواحدة، خصوصا في مجالات كالتجارة والدعوة للإسلام الذي أشرق نوره من مكة، ولكن جاء الاستعمار وانطلت علينا حيلهم وألاعيبهم الجهنمية، فوقعنا فريسة ولقمة سائغة لسياسة فرق تسد، فصنعوا الحدود التي ما كان يجب أن تصنع في الأساس. لأن ما يزيد أعداءنا قوة هو تفرقنا، فكل ما تفرقنا كلما ضعفنا وانصرفنا عن بذل الجهود للاكتفاء ذاتيا من معظم ما نحتاج إليه، وبالتالي نظل نستورد جميع احتياجاتنا منهم، واهم هذه المنتجات هي المنتجات الزراعية. والنتيجة أنهم دائما يكونون اليد العليا ونحن نكون اليد السفلى، وهكذا يستطيعون تمرير امتلاءاتهم علينا كما يحدث الآن من أمريكا وغيرها تجاه دولنا العربية المتشرذمة.

ومثل هذه المشكلات تصرفنا من جملة ما تصرفنا عنه التوجه الذي بدا يشهد حراكا وزخما كبيرا وهو اهتمام عدد من دول الخليج إضافة إلى دول عربية أخرى للاستثمار الزراعي في السودان صمام الغذاء بما حباه الله من أراض خصبة ووفرة في المياه ووفرة في اليد العاملة إذا اضفنا اليهم المزارعين المصريين. وهذا توجه سليم، ويحتاج إلى توسع استثماري اكبر، فكلما تم ضخ المزيد من الأموال في هذا البلد، كلما ساهم ذلك في ترسيخ الاستقرار بين بعض أقاليمه المتناحرة، لان أهم الأسباب والمشاكل التي تؤجج التقاتل بين أقاليم السودان هو التردي الاقتصادي في المقام الأول، وضعف البنية التحتية إضافة للجوع والفقر المدقع الذي يعاني منه معظم الناس هناك في جميع مدن السودان بلا استثناء بما فيها العاصمة.

وعندما يضخ جميع العرب أموال استثماراتهم فيه، سيؤدي ذلك إلى امتلاء البطون، وسينسى الناس تلقائيا التقاتل والتناحر الحاصل هناك. ويجب أن لا يقتصر الاستثمار على الجانب الزراعي فقط، لان في ذلك مخاطرة على أموال المستثمرين، بل يمكن كشركة مثل شركة أرامكو وغيرها الكثير من الشركات النفطية العربية أن تنقل خبراتها إلى السودان في سبيل تطوير البنية التحتية التي تعتبر الاساس لأي نوع من أنواع الاستثمار. وقس على ذلك كثير من الشركات العملاقة مثل شركات سعودي أوجيه وبن لادن والمقاولون العرب وشركات البناء والتطوير في الامارات للإسهام في بناء البنية التحتية الضرورية لإنجاح أي مشاريع استثمارية، وبالتالي تحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين هناك، حتى تتحسن ظروف السودان الاقتصادية، ويؤدي ذلك إلى استقرار احوال البلد حفاظا على أموال المستثمرين من أي هزات يمكن أن تحدث إذا وقعت لا قدر الله حرب أهلية، ويجب أن تسير كل هذه النشاطات في اتجاهات موازية للاستثمار الزراعي. والنتيجة انه سيعم الخير على جميع البلدان العربية ويسهم ذلك في تقويتنا اقتصاديا، ويمكن أن يكون هذا التوجه لبنة لتكتل اقتصادي لا يستهان به. وبالتالي نستطيع أن نسحب البساط من كثير من القوى التي تسعى إلى إضعاف قوة العرب من خلال تحطيم دولة مهمة اقتصاديا بالنسبة لهم كالسودان. ووالله عار علينا كعرب في حق الاجيال التي ستاتي من بعدنا ان لم نحاول تحقيق هذا الحلم العربي الكبير.

ويمكن اقامة تشكيل لجنة عليا او مجلس رفيع المستوى يسعى السودان لتشجيع جميع الدول العربية لانشاءه، يتكون من ممثلين من جميع الدول العربية يصنف فيه السودان على انه دولة عربية تصنف كبقعة متخصصة في الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي وتهم جميع العرب، وعلى هذا الاساس يتم الاهتمام بهذا الجانب من ناحية تبادل الخبرات العلمية، ووضع الخطط الكفيلة لنهضته، بما يتماشى مع الحلم الزراعي العربي وتحويل مقولة السودان سلة غذاء العرب الى حقيقة واقعة. وان يتم وضع قوانين واليات تحافظ على حقوق الدول التي تضخ اموال الاستثمارات في حالة حدوث اي حالة عدم استقرار سياسي في السودان، والذي اشك في حصوله في الاساس، اذا استقر السودان اقتصاديا. واصبح مصدرا لتزويد جميع الدول العربية وغيرها بالخيرات الزراعية المختلفة اضافة الى النفظ ومختلف الثروات المعدنية. ووالله عار علينا كعرب في حق الاجيال التي ستاتي من بعدنا ان لم نحاول تحقيق هذا الحلم العربي الكبير.

وعودة مرة أخرى لموضوع احتمال الخلاف، ومن هذا المنبر المتواضع أهيب بالمسئولين في الدولتين الكبيرتين اقتصاديا (السعودية والإمارات) أن يغلّبوا صوت العقل والحكمة، وعلى رأسهم الملك الحكيم المحبوب في جميع الدول العربية بل ومعظم دول العالم الملك عبد الله وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، للجلوس بهدوء لحلحلة جميع المشاكل العالقة في تضحية ونكران ذات، وأنا على يقين وقناعة تامة أن أرحام نسائنا ما تزال حبلى بالرجال العقلاء في كل من الدولتين، وهم قادرون على الإمساك بزمام الأمور، لأنهم لا يرضيهم أن تتدهور الأمور إلى أكثر من ذلك.

نسأل الله لنا كعرب أن يمتع ولاة أمورنا بحسن التعقل والعمل من اجل نصرة كل القضايا التي تؤدي إلى لحمة العرب، وهي القوة التي يمكن أن تكون ضاربة ومؤثرة في الاقتصاد العالمي إذا استطاع مواطنو الدول العربية استثمار مقدراتهم بشكل صحيح. وان نعرف كيف نخرج ألسنتنا في وجه أعدائنا خصوصا إسرائيل التي تطرب كثيرا وترقص فرحا عندما تسمع عن حدوث أي خلافات بين أي شعبين عربيين، لأن هذا يصب في صالح مخططاتها.

قولوا معي آمين.... ورمضان كريم

واليكم المقال من موقع منتديات المغرب:

بوادر "أزمة مكتومة" بين الإمارات والسعودية

ذكرت تقارير صحفية إن بوادر "أزمة مكتومة" بدأت تلوح في الأفق بين دولة الإمارات والسعودية في أعقاب قرار الرياض ،الذي اتخذته من جانب واحد، بوقف انتقال مواطني الإمارات من وإلى المملكة بالبطاقة الشخصية.

وكانت السعودية أعلنت نهاية الأسبوع الماضي أنها أوقفت التنقل بالبطاقة الشخصية (الهوية الوطنية) بينها وبين الإمارات، "لأن الخريطة التي تظهر على بطاقة الهوية الوطنية لمواطني الإمارات لا تتفق مع اتفاقية تعيين الحدود بين السعودية والإمارات الموقعة عام 1974".

وردت وزارة الخارجية الإماراتية على القرار السعودي بمطالبتها الإماراتيين الراغبين في السفر إلى السعودية، أو عبور أراضي المملكة براً إلى دول مجلس التعاون "استخدام جوازات سفرهم بدلاً من بطاقات الهوية".

ونقلت وكالة انباء الإمارات عن مدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية الإماراتية السفير سلطان النعيمي قوله: "في ضوء قرار السعودية بوقف العمل ببطاقات الهوية بين البلدين وحرصاً من الوزارة على تسهيل تنقل مواطني الدولة، فإن الوزارة تهيب بالمواطنين الذين يرغبون في السفر إلى المملكة أو المرور عبر أراضيها براً لدول مجلس التعاون، استخدام جوازات سفرهم'.

واضاف النعيمي: إن "الوزارة أصدرت تعليمات لسفارة الإمارات في الرياض وقنصليتها في جدة بإصدار وثائق عودة خاصة للمواطنين الذين وصلوا براً عبر الأراضي السعودية والموجودين حالياً في المملكة ولا يحملون جوازات سفر خاصة بهم، لتمكينهم من العودة إلى الإمارات".

وأشار مدير الإدارة القنصلية إلى أن "تعليمات مماثلة صدرت لسفارات الإمارات في دول مجلس التعاون الخليجي، بإصدار وثائق عودة خاصة للمواطنين الذين لا يحملون جوازات سفر خاصة بهم والموجودين في هذه الدول ووصلوا إليها براً عبر الأراضي السعودية".

من جانبه، وصف المحلل والكاتب الإماراتي عبد الخالق عبدالله القرار السعودي بأنه "معاقبة للإمارات على موقفها من اتفاقية العملة الخليجية الموحدة"، مشيراً إلى أن الانتقال بالهوية "كان من أهم الإنجازات في مسيرة مجلس التعاون الخليجي الملموسة لدى المواطن العادي، وكان ينبغي الحفاظ على هذا المكتسب، وبالذات من الشقيقة السعودية".

ونقل موقع "الامارات اليوم" الالكتروني عن عبد الله قوله: "نشعر بأن هذا القرار يمس المواطنين، أكثر من أي جهة أخرى، إذا كان يراد منه إيصال رسائل ما، كما أنه يلحق ضرراً بالغاً بالعمل الخليجي المشترك، الذي استثمر فيه كثيراً، على الرغم من مشروعية الخلافات التي يمكن أن تحدث بين الأشقاء وتحل في إطارها الثنائي".

وأضاف أنه "من غير المنطقي ولا المقبول، فنياً أو عملياً، إلغاء بطاقة الهوية للمواطنين، بعد مضي أربعة أعوام على البدء في إصدارها، وبعد صدور مئات الآلاف منها، وبعدما أصبحت هذه البطاقة جزءاً من كل أدبياتنا في الدولة، وفي مناهج الطلبة، فهل ستأتي السعودية في وقت لاحق وتطلب إلغاء جزء من مناهجنا لا ينسجم مع سياساتها؟".

ودعا عبدالله إلى "موقف إماراتي حاسم في هذا الإطار، وإصدار بيان رسمي يؤكد أن الإمارات ليست بصدد افتعال مشكلات، لكنها في الوقت نفسه لا تقبل لغة الإملاءات والأوامر".

وتعليقاً على المبررات التي ساقها مسؤولون سعوديون للقرار، قال عبدالله إن الاتفاقية التي وقعتها الدولة في العام ،1974 كانت لها ظروفها الاستثنائية، إذ تزامنت مع ظروف بالغة الصعوبة والدقة في الإمارات التي لم يمض على إعلان اتحادها وقتذاك أكثر من ثلاثة أعوام، كما أن الاتفاقية وقعت بعد ضغوط سعودية كبيرة، أبرز مظاهرها الامتناع عن إرسال سفير سعودي إلى أبوظبي قبل توقيع الاتفاقية التي أكد أنها "أعطت امتيازات وحقوقاً للسعودية غير منطقية، خصوصا بالنسبة لحقول النفط الموجودة في المنطقة".

ولفت إلى أن الإمارات "طلبت مراراً من الأشقاء في السعودية إعادة النظر في الاتفاقية لتصحيح الخلل فيها، لكن السعودية لم تُعر الطلب الإماراتي أي اهتمام".

وختم عبد الله حديثه بالقول إن "الخلاف الحدودي مع السعودية كان ينبغي أن يحل بطريقة ودية وفي إطار العلاقات الثنائية والأخوية، خصوصاً في هذا التوقيت الذي ظهرت فيه السعودية، وكأنها تعاقب الإمارات على موقفها من اتفاقية العملة الموحدة، سواء بافتعال مشكلة الشاحنات أو بوقف التنقل للإماراتيين عبر الهوية".

بدوره، قال مدير عام الجوازات السعودية اللواء سالم بن محمد البليهد لوكالة الأنباء السعودية إن "السبب في اتخاذ هذا الإجراء يعود إلى أن الخريطة التي تظهر على بطاقة الهوية الوطنية لمواطني الدولة لا تتفق مع اتفاقية تعيين الحدود بين السعودية والإمارات المبرمة في 21 أغسطس 1974

وكانت السعودية فرضت إجراءات مشددة على الشاحنات الذاهبة من الإمارات والعائدة إليها عبر المعبر الحدودي السعودي قبل شهرين، مما أدى الى حدوث أزمة خانقة، حيث وصل طابور الشاحنات إلى نحو 35 كيلومتراً وسط ظروف مناخية صعبة.

الاثنين، أغسطس 24، 2009

إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه

حاور إبراهيم بن ادهم رجل طلب منه موعظة تمنعه من ارتكاب المعاصي

فقال له: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه!!

ولكن إليك خمسة شروط:

أولاً: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!!

الرجل: سبحان الله كيف أختفي عنه وهو لا تخفى عليه خافية!

إبراهيم بن ادهم: أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك؟!

ثانياً: إذا أردت أن تعصي الله فلا تعصه فوق أرضه!!

الرجل: سبحان الله وأين أذهب وكل ما في الكون له!

إبراهيم بن أدهم: سبحان الله! أما تستحي أن تعصي الله وتسكن فوق أرضه؟!

ثالثاً: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه!!

الرجل: سبحان الله وأين أعيش؟ وكل النعم من عنده!

إبراهيم بن أدهم: أما تستحي أن تعصي الله وهو يطعمك ويسقيك ويحفظ عليك قوتك؟!

رابعاً: فإذا عصيت الله وجاءتك الملائكة تسوقك إلى النار فلا تذهب معهم

الرجل: سبحان الله وهل لي قوة عليهم؟ إنما يسوقونني سوقاً!

خامساً: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك فأنكر أن تكون فعلتها!!

الرجل: سبحان الله فأين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون؟!
ثم بكى الرجل ومضى وهو يردد:

أين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون؟!

ومن أقواله:

  • "الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه "
  • على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قول القرآن: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
  • قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم و الجزع
  • كان إبراهيم بن أدهم يمشي في البصرة فاجتمع إليه الناس فقالوا: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا،

و الله تعالى يقول: (( وقال ربكم ادعون أستجسنته.)) فقال: يا أهل البصرة قد ماتت قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. قرأتم القرآن ولم تعملوا به. ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته. ادعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه. ادعيتم دخول الجنة ولم تعملله.ها ادعيتم النجاة من النار ورميتم فيها أنفسكم. قلتم الموت حق ولم تستعدوا له. اشتغلتم بعيوب الناس ولم تنشغلوا بعيوبكم. دفنتم الأموات ولم تعتبروا. أكلتم نعمة الله ولم تشكروه عليها

  • وكان يقول: ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا.
  • قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا اقدر على قيام الليل. فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
  • يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله: " إذا كنت بالليل نائما وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف تُرضى من هو بأمورك قائماً ؟!
  • وقال رحمه الله: إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك واقطع الطمع إلا من ربك.

وأيضا من كلامه رحمه الله:

أعلم أنّك لن تنال درجة الصالحين حتى تجتاز ست عقبات.

أولاها: تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة.

والثانية: نغلق باب العز وتفتح باب الذل.

والثالثة: تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد.

والرابعة: تغلق باب النوم وتفتح باب السهر.

والخامسة: تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر.

والسادسة: تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت.

إبراهيم ابن ادهم يعظ شابا:

مر شاب بإبراهيم بن ادهم (رضي الله عنه) وهو يعظ الناس فقال الشاب لإبراهيم بن ادهم يا إبراهيم إني أحب فتاة جميلة فقال له يا بني لا جمال تراه إلا فانيا فاشغل نفسك بالجمال الأعظم تذوب في الوجود وتختلط بحقائق الأمور فقال له الشاب يصف له جمال محبوبته.

فقال له آه لو رأيت عينيها أو دانيت وجنتيها آه لو رأيت ثغرها وهى تبتسم لكانت عذابك الدائم الذي تحبه

فقال له إبراهيم بن ادهم

يا مسكين آه لو رايتها بعد الموت بلحظات وقد تغير لونها وشحب وجهها واصفر بياضها وأهطل خدها لذهل عقلك واه لو رايتها بعد موتها بثلاثة أيام وقد تعفن جسدها ونتن ريحها وتمزق لحمها وسرح الدود في ما كنت تشتهيه من محارمها فماذا أنت فاعل وقتها يا مسكين

يا فتى

تزود من التقوى فانك لا تدرى

إذا ما جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا

وقد خيطت له أثواب من الكفن

وكم من عروس زينوها لزوجها

وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر

وكم من صغير يرتجى طول عمره

وقد ادخل جسده في ظلمت القبر

وكم من صحيح مات من غير علت

وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من ملك رفعت له العلامات

فلما علا مات

هي الدنيا لا تأمنن مكرها

فلو بقيت لأحد لكان رسول الله خير

باق

من هو:

إبراهيم بن أدهم، أبو إسحاق، زاهد مسلم. من أهل بلْخ كان من أبناء الملوك و المَياسير. خرج متصيداً، فأثار ثعلب وإذا هو طلبه، هتف به هاتف من قربوس سرجه: "والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت!". فنزل عن دابته، وصادف راعياً لأبيه، فأخذ جبته فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه وترك طريقته، في التزين بالدنيا، و رجع إلى طريقة أهل الزهد و الورع. و خرج إلى مكة، و صحب بها سفيان الثوري، و الُفضيل بن عِياض و دخل بلاد الشام، فكان يعمل فيها، و يأكل من عمل يده

سيرته:

كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده. وحصد إبراهيم في المزارع عشرين ديناراً ودخل إلى أذنة، ومعه صاحب له. فأراد أن يحلق ويحتجم؛ فجاء إلى حجام، فحقره الحجام وصاحبه، وقال: ما في الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء! أما وجدوا غيري!" فقضى شغل غيرهما، وأعرض عنهما. ثم قال: "أي شيء تريدان" فقال إبراهيم: "أحتجم واحلق". ففعل به، وأما صاحبه فقال له: "لا أفعل ذلك!" لتهاونه بهما، ثم أعطاه إبراهيم الذي كان معه، فقال له صاحبه: "كيف ذاك!" فقال: "اسكت لئلا يحتقر فقيراً بعده وروى انه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء وكان يعمل نهاره، ويجتمعون ليلا إلى موضع، وهم صيام؛ وكان إبراهيم يبطئ في رجوعه من عمله. فقالوا ليلة: "هلم نسبقه حتى لا يبطئ في رجوعه من عمله" ففعلوا وناموا. فجاء إبراهيم، فظن أنهم لم يجدوا طعاماً، فأصلحه لهم، فانتبهوا وقد وضع شيبته في النار، وينفخ بها، فقالوا له في ذلك فقال: "ظننت إنكم نمتم جوعى لأجل العدم، فأصلحت لكم ذلك!". فقال بعضهم لبعض: "انظروا ما الذي عملنا، وما الذي يعاملنا به. وقد ركب مرة البحر، فقال عليهم، فلف رأسه في عباءة ونام. فقيل له: "ما ترى ما نحن فيه من الشدة" فقال: "ليس هذا شدة! الشدة الحاجة إلى الناس". ثم قال: "اللهم! أريتنا قدرتك، فأرنا لطفك". وقال معاوية بن حفص: إنما سمع إبراهيم بن أدهم عن منصور حديثاً، فأخذ به فساد أهل زمانه قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عز وجل به ويحبني الناس قال: " إذا أردت أن يحبك الله فأبغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم " فساد أهل زمانه.

المصادر:

  • المجموع شرح المهذب.
  • أحكام القرآن لابن العربي.
  • التلخيص الخبير
  • البحر الرائق شرح كنز الدقائق
  • نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية
  • المغني
  • فتح القدير
  • الفروع
  • الآداب الشرعية والمنح المرعية
  • غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب
  • رد المحتار على الدر المختار