الاثنين، أغسطس 24، 2009

إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه

حاور إبراهيم بن ادهم رجل طلب منه موعظة تمنعه من ارتكاب المعاصي

فقال له: إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه!!

ولكن إليك خمسة شروط:

أولاً: إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه!!

الرجل: سبحان الله كيف أختفي عنه وهو لا تخفى عليه خافية!

إبراهيم بن ادهم: أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك؟!

ثانياً: إذا أردت أن تعصي الله فلا تعصه فوق أرضه!!

الرجل: سبحان الله وأين أذهب وكل ما في الكون له!

إبراهيم بن أدهم: سبحان الله! أما تستحي أن تعصي الله وتسكن فوق أرضه؟!

ثالثاً: إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه!!

الرجل: سبحان الله وأين أعيش؟ وكل النعم من عنده!

إبراهيم بن أدهم: أما تستحي أن تعصي الله وهو يطعمك ويسقيك ويحفظ عليك قوتك؟!

رابعاً: فإذا عصيت الله وجاءتك الملائكة تسوقك إلى النار فلا تذهب معهم

الرجل: سبحان الله وهل لي قوة عليهم؟ إنما يسوقونني سوقاً!

خامساً: فإذا قرأت ذنوبك في صحيفتك فأنكر أن تكون فعلتها!!

الرجل: سبحان الله فأين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون؟!
ثم بكى الرجل ومضى وهو يردد:

أين الكرام الكاتبون والملائكة الحافظون والشهود الناطقون؟!

ومن أقواله:

  • "الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه "
  • على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قول القرآن: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
  • قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم و الجزع
  • كان إبراهيم بن أدهم يمشي في البصرة فاجتمع إليه الناس فقالوا: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا،

و الله تعالى يقول: (( وقال ربكم ادعون أستجسنته.)) فقال: يا أهل البصرة قد ماتت قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. قرأتم القرآن ولم تعملوا به. ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته. ادعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه. ادعيتم دخول الجنة ولم تعملله.ها ادعيتم النجاة من النار ورميتم فيها أنفسكم. قلتم الموت حق ولم تستعدوا له. اشتغلتم بعيوب الناس ولم تنشغلوا بعيوبكم. دفنتم الأموات ولم تعتبروا. أكلتم نعمة الله ولم تشكروه عليها

  • وكان يقول: ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا.
  • قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا اقدر على قيام الليل. فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
  • يقول إبراهيم بن أدهم رحمه الله: " إذا كنت بالليل نائما وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف تُرضى من هو بأمورك قائماً ؟!
  • وقال رحمه الله: إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك واقطع الطمع إلا من ربك.

وأيضا من كلامه رحمه الله:

أعلم أنّك لن تنال درجة الصالحين حتى تجتاز ست عقبات.

أولاها: تغلق باب النعمة وتفتح باب الشدة.

والثانية: نغلق باب العز وتفتح باب الذل.

والثالثة: تغلق باب الراحة وتفتح باب الجهد.

والرابعة: تغلق باب النوم وتفتح باب السهر.

والخامسة: تغلق باب الغنى وتفتح باب الفقر.

والسادسة: تغلق باب الأمل وتفتح باب الاستعداد للموت.

إبراهيم ابن ادهم يعظ شابا:

مر شاب بإبراهيم بن ادهم (رضي الله عنه) وهو يعظ الناس فقال الشاب لإبراهيم بن ادهم يا إبراهيم إني أحب فتاة جميلة فقال له يا بني لا جمال تراه إلا فانيا فاشغل نفسك بالجمال الأعظم تذوب في الوجود وتختلط بحقائق الأمور فقال له الشاب يصف له جمال محبوبته.

فقال له آه لو رأيت عينيها أو دانيت وجنتيها آه لو رأيت ثغرها وهى تبتسم لكانت عذابك الدائم الذي تحبه

فقال له إبراهيم بن ادهم

يا مسكين آه لو رايتها بعد الموت بلحظات وقد تغير لونها وشحب وجهها واصفر بياضها وأهطل خدها لذهل عقلك واه لو رايتها بعد موتها بثلاثة أيام وقد تعفن جسدها ونتن ريحها وتمزق لحمها وسرح الدود في ما كنت تشتهيه من محارمها فماذا أنت فاعل وقتها يا مسكين

يا فتى

تزود من التقوى فانك لا تدرى

إذا ما جن ليل هل تعيش إلى الفجر

فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا

وقد خيطت له أثواب من الكفن

وكم من عروس زينوها لزوجها

وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر

وكم من صغير يرتجى طول عمره

وقد ادخل جسده في ظلمت القبر

وكم من صحيح مات من غير علت

وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

وكم من ملك رفعت له العلامات

فلما علا مات

هي الدنيا لا تأمنن مكرها

فلو بقيت لأحد لكان رسول الله خير

باق

من هو:

إبراهيم بن أدهم، أبو إسحاق، زاهد مسلم. من أهل بلْخ كان من أبناء الملوك و المَياسير. خرج متصيداً، فأثار ثعلب وإذا هو طلبه، هتف به هاتف من قربوس سرجه: "والله! ما لهذا خلقت!، ولا بهذا أمرت!". فنزل عن دابته، وصادف راعياً لأبيه، فأخذ جبته فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه وترك طريقته، في التزين بالدنيا، و رجع إلى طريقة أهل الزهد و الورع. و خرج إلى مكة، و صحب بها سفيان الثوري، و الُفضيل بن عِياض و دخل بلاد الشام، فكان يعمل فيها، و يأكل من عمل يده

سيرته:

كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده. وحصد إبراهيم في المزارع عشرين ديناراً ودخل إلى أذنة، ومعه صاحب له. فأراد أن يحلق ويحتجم؛ فجاء إلى حجام، فحقره الحجام وصاحبه، وقال: ما في الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء! أما وجدوا غيري!" فقضى شغل غيرهما، وأعرض عنهما. ثم قال: "أي شيء تريدان" فقال إبراهيم: "أحتجم واحلق". ففعل به، وأما صاحبه فقال له: "لا أفعل ذلك!" لتهاونه بهما، ثم أعطاه إبراهيم الذي كان معه، فقال له صاحبه: "كيف ذاك!" فقال: "اسكت لئلا يحتقر فقيراً بعده وروى انه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء وكان يعمل نهاره، ويجتمعون ليلا إلى موضع، وهم صيام؛ وكان إبراهيم يبطئ في رجوعه من عمله. فقالوا ليلة: "هلم نسبقه حتى لا يبطئ في رجوعه من عمله" ففعلوا وناموا. فجاء إبراهيم، فظن أنهم لم يجدوا طعاماً، فأصلحه لهم، فانتبهوا وقد وضع شيبته في النار، وينفخ بها، فقالوا له في ذلك فقال: "ظننت إنكم نمتم جوعى لأجل العدم، فأصلحت لكم ذلك!". فقال بعضهم لبعض: "انظروا ما الذي عملنا، وما الذي يعاملنا به. وقد ركب مرة البحر، فقال عليهم، فلف رأسه في عباءة ونام. فقيل له: "ما ترى ما نحن فيه من الشدة" فقال: "ليس هذا شدة! الشدة الحاجة إلى الناس". ثم قال: "اللهم! أريتنا قدرتك، فأرنا لطفك". وقال معاوية بن حفص: إنما سمع إبراهيم بن أدهم عن منصور حديثاً، فأخذ به فساد أهل زمانه قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عز وجل به ويحبني الناس قال: " إذا أردت أن يحبك الله فأبغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم " فساد أهل زمانه.

المصادر:

  • المجموع شرح المهذب.
  • أحكام القرآن لابن العربي.
  • التلخيص الخبير
  • البحر الرائق شرح كنز الدقائق
  • نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية
  • المغني
  • فتح القدير
  • الفروع
  • الآداب الشرعية والمنح المرعية
  • غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب
  • رد المحتار على الدر المختار

0 التعليقات:

إرسال تعليق