الأربعاء، أغسطس 12، 2009

محمد عثمان كجراي








صادف يوم الثامن من شهر أغسطس 2009 الذكرى السادسة لرحيل الشاعر المبدع محمد عثمان كجراي، أقدم هذا الإدراج والفيديو المرفق كمحاولة مني لتذكر هذا الشاعر المبدع. واعترف إنني ارتكبت بعض الأخطاء في تسجيلي لهذا الفيديو لأنني حاولت أن أسجل اكبر عدد من القصائد في مساحة زمنية قصيرة، فجاءت القراءات سريعة مما أدى إلى وقوع بعض الأخطاء، أرجو المعذرة. وقد طالعت بعض المقالات والقصائد في الشبكة العنكبوتية .

وادعوكم للاستمتاع لسماع احدى درر كجراي مغناة اغنية ما في داعي تقولي مافي، في ادراجي السابق عن هذه الاغنية هنا: http://haydar1962.blogspot.com/2009/03/blog-post_8156.html

او هنا:


http://haydar1962.maktoobblog.com/files/2009/03/126d988d8b1d8afd98a-d985d8a7-d981d98a-d8afd8a7d8b9d98a.mp3


او يمكن تحميل الاغنية مباشرة هنا حفظ باسم:


126d988d8b1d8afd98a-d985d8a7-d981d98a-d8afd8a7d8b9d98a



ومن ضمن ما كتب عنه مقالة بقلم الأستاذ.. مصطفى عبد الله أحمد، بعنوان.. كجراي.. الرمز والشارة … وارتداء الحريق من الجمال، حيث كتب..

الشاعر كجراي والذي يعد من كبار شعراء السودان ولد بالقضارف بالعام 1928.. وقد شهدت هذه المدينة نشأته في بيت علم ودين.

عرفه المتلقي عبر أشعاره المغناة وعدد من الأعمال المنشورة بإصدارات محلية وعربية.. كجراي معلم قضى سنوات في حقل التعليم وقد جاب ربوع الوطن ينشر العلم على طلابه.. وشاعرنا من أبناء كسلا (مدينته) والذي هو عاشق لها.. وما من زائر زار كسلا إلا وسأل عن شوامخها وخوالدها ومن بينهم شاعرنا شأنه شأن توتيل والجبل والقاش والخ.. من بديعات تأخذ وتستوقف.

كجراي يتمدد في المسافة بين النهر والشمس

تناولته أقلام عديدة مشيرة لإبداعاته ومما كتب عنه ما كتبه أديب كسلا فتح الرحمن البشرى.. يقول..

على شاشة الكمبيوتر الثقافي في الوطن العربي يبرز شاعرنا محمد عثمان كجراي شامخاً كجبل التاكا في المسافة بين النهر والشمس يملأ فناء قضاء الشعر الجميل بالرحيق والسنا حتى عناق الدهشة البديع.

الناقد احمد عبد الرحيم الشيخ كتب يقول..

كجراي شاعر المجمل والرؤى الملونة.. بحار.. ينزل من ساعديه الندى.

كجراي مبدع حقيقي محارب بالكلمة وهو شاعر الرؤى الملونة… زنابقه الشعرية عامرة بجمال يا له من جمال… أعماله هي الحروف الأولى من اسمه والذي يكلمه الاسم الثالث كجراي الذي يعني جندي بلغة أهله في الشرق.

تلقى تعليمه الأولي بمسقط رأسه القضارف.. كما درس بالمعهد العلمي بأم درمان.

وقد تلقى دراسات تأهيل المعلمين بمعهد بخت الرضا وبمعهد التربية شندي.. وهذه المعاهد عرفت كمنارات للعلم والثقافة والفكر هذا بجانب إن من بين أعطافها خرجت رموزاً أدبية وفكرية ومهنية.. وهى بلا شك ألقت بظلالها على شاعرنا. وأفاد الشاعر في مسيرته حيث بقى زاد سكة كجراي مشحون بالإنسانية وهذا الجانب له تأكيداته بشعره.. ومن ذلك حمله كل مستقبل الواعدين الصغار في الخاطر..

قصيدة الواعدين الصغار.

وأصحو لأشهد سجناً يقام ليخرس

نبض الخطابة

أحس بكل صليل القيود فادفع رأسي

فأكتب أغنية فوق صخور الجدار

حروفي مضرجة بدم الأرجوان

تزلزل عرش المهابة



على جانب ثان فإن شاعرنا الفذ رمز للثورة.. ومن هذا الجانب يكفينا انه غنى للضياء وندد بالظلام.. وبنظرة فاحصة لمعجم الشاعر نجد الكثير المتعلق بهذا الخصوص.. وفيه مما فيه.. إخوة الطريق.. طلائع النهار.. إئتلاف الشموس.. المصابيح المضيئة.. والخ من كلمات هي في دائرة صيحات الغضب وهتافات الثورة المنطلقة ضد الطغيان والبغي والتسلط.. وهذه انطلقت منه عالية داوية تسد الآفاق.

وقد جاءت من أعماقه..

ملوحة لما في النفس الجميلة من خطاب هو ضد كل ظل وكل جبروت..

ولا غرابة أن يكون ذلك منه وهو المؤمن بمولد الشمس ومجيء الفجر.

يقول في قصيدة ثقوب الغرابيل..

اعرف اليوم أن الطغاة اعدوا مشانق أعدائهم

واستغلوا بصنع القرار

وأقاموا تماثيل أعدائهم

فوق ارض بوار

مولد الشمس لن يتأخر

فالفجر أغنية لقدوم النهار



للعشق معناه النبيل عند الشاعر..

يتضح هذا وهو يبوح في زمان البوح بالكلمات العرائس.. وتمثال أرسل همسة للمحبوب حينما زاحمه الكلام وقد تضمنت الكلمات..

وأنت معي جموح صبابة تترى

ترش العطر في كل المشاوير

وتصنع لي أساطيري

وتنبض في حقول الشعر تؤرق في تعابيري

وهاأنذا مع الذكرى

مع الصمت الذي ينهار من شجو المزامير.

في رأي احد نقاد الشعر العرب إن خواطر الشاعر هي بذور الزهور التي يجنيها الزمن الأخير ونوارته نذكر هذا وبالبال خواطر شاعرنا الساحرة والمسكونة بالجمال.. فهو يكتب مما كتب وهو كثير عن ارتداء الحريق من الجمال ومزامير تعزف بوحها وعن قصائد ممهورة بدم الورد وعن رصد بجنون الصبابة في وطن الأغنيات.. وعبير يعزف أغنيته.. وعن عصافير منهكة في طريق الصبابة.. وبقصيدة (هكذا يؤرق السنديان) يبث في جمال بعض السلام الخاص وبشفافية..

حينما تستريح على ساحل العمر أجنحة الاغتراب

اشرع القلب للعشق بابا

وللشعر باب

هكذا يؤرق السنديان

ويخضع بالعشب وجه التراب

فسلام على الوجد في زهوه

وسلام على كل فاتنة

تتأرجح في حسنها

في رداء الحرير الجميل الأنيق

وسلام على خطواتي التي

عرفت نيف تقطع للعشق هذا الطريق

الشاعر الكبير من رواد الشعر الحديث في السودان إذ بقي اسمه من ضمنية المنتسبين للمدرسة الحديثة التي يرد إليها هذا الشعر.. أولئك منهم محي الدين فارس وجيلي عبد الرحمن والمجذوب وصلاح احمد إبراهيم.

يقول الشاعر الكبير محمد الفيتوري وفيما يبث الشهادة عن التأسيسات لذلك الشعر..

كان صلاح احمد إبراهيم في السودان يؤسس هو ومجموعة من رفاقه على رأسهم محمد المهدي المجذوب والشاعر كجراي وعلي المك لحركة الشعر العربي الحديث هناك.. كنت مع رفاقي الشعراء.. محي الدين فارس، وتاج السر الحسن، وقيلي عبد الرحمن منهمكين بدورنا في القاهرة بحثاً عن جوهرة الإبداع الشعري من خلال تجاربنا القاسية ومعاناتنا اليومية حينذاك.

على صعيد ثان الشاعر الكبير من كبار أدباء الشرق. وهو علم من الأعلام والرموز الأدبية التي انداحت من عروس الشرق كسلا..

الوطن الكبير السودان شاعرنا عاشق من عشاقه ولقد حزن لأوجاعه وأبكته جراحاته وأسعدته أفراحه (له) كتب قصائد كثيرة عكست حبه… له.

عرف الشاعر كصاحب أغاريد وأناشيد للناس والتراب والحياة والإرادات وزمن مأمول يتمناه ذلك الشاعر الواحد من شعراء المقاومة والثورة والإنسان الذي حمل حزن الحزانى والغلابا في أعماقه وواساهم وحمل عبر الكلمة أوجاعهم والجراحات.

لذا أحبه الناس كصاحب خطاب وإنسان، وصاحب قلب عامر بحب الإنسان وحب الحرية والثورة على البغي والطغيان.

صدر للشاعر ديوان (الصمت والرماد) وديوان (الليل في غابة النيون) له تحت الطبع.. ديوان ( في مرايا الحقول) وديوان (إرم ذات العماد) وكتاب في أدب الأطفال بعنوان (خماسيات أبي الشول) وهو معدود من قصائد تدريب الأطفال على تذوق الشعر.

شهادة الفوارس عن الفارس

* لا نختتم هذه اللمحات التعريفية بدون التوقف عن ما كتبه الشاعر الكبير مصطفى سند عن رفيقهم كجراي وقد تضمنت شهادة الفوارس عن الفارس…

كجراي فخر بور تسودان من موطن آخر من كسلا من ود شريفي.. لسانه أعجمي ودمه عربي وتلك هي المعجزة.. بالضبط كما صنع غيره خليل فرح وبقية المحس المعروفين بالشعر والإبداع والغناء.. تعلم العربية وأتقنها وتفوق فيها وكتب بها شعراً بذ فيه جميع أقرانه من أبناء الوسط والشمال والغرب الذين ليس لهم في الرطانات نصيب، كتب أجمل الشعر.. وارقه وأعذبه.. وأقواه وأرصنه.

قال عبد الله حامد الأمين رئيس الندوة الأدبية في مجلس ضم الشاعر اليمني عبد الله حمران، والوليد إبراهيم، ومهدي محمد سعيد وعدد آخر من الشعراء والأدباء..(هذا شعر كجراي.. اتحدي من يجد فيه بيتاً غير موزون.. أو كلمة غير عربية).

وقال الشوش..( كجراي شاعر رصين، ارتبط شعره بقضية التحرر الوطني، وبالعروبة، والمبادئ والقيم النبيلة.

وقال صلا ح احمد إبراهيم.. (من احتذى حذو كجراي جاء شعره مبرأ من كل عيوب وسقطات الشعر الحديث).

وأشار إليه عبد الهادي الصديق باعتباره صوتاً هاماً من أصوات الشعر السوداني الحديث.

و… و… ومن الذي لم يقل كلمة حق في حقه..؟ لا أحد من القادرين على القول.

كجراي..

محمد عثمان محمد صالح.. بجاوي من قبيلة الحمران.. مفصود الخدين بوسم قبائل الشرق.. وسيم.. معتدل القامة في رشاقة النخيل.. شرب السمرة من حدائق الأصيل.. إذا مشى توقف الزحام..!

شاعر تفاخر به مدينة الثغر بقية مدن السودان.. في خمسيناتها كانت أشعاره على كل شفة ولسان.. وعلى صدر أهم صفحات الجرائد والمجلات.

مقاتل.. محارب.. مناضل.. يرفض العسف والظلم.. ويغني للحرية

والوطن..

يبكي شعراً حزيناً غامضاً كئيباً إذا أحس بأن وطنه في خطر.

تشرين يا أنشودة الجفاف..

يا موجة من الرياح تغمر الضفاف..

يا موسم الصقيع..

تنح عن ديارنا.. ابعد عن القرى..

يا خدراً ينساب في اختلاجه الكرى..

كان ذلك في الشهرين الثاني لانقلاب الفريق عبود.. أحس الشاعر المرهف إن في الأمر شيئا من ليل غريب يوشك أن يطبق بجناحيه على باحة الحياة، فانتفض وقال الشعر..

هذا هو كجراي في كلمات مُعرفة به وقد عنت به كشاعر من شعراء السودان ومن أصحاب الريادة وشامخ من شموخ كسلا. كرمز من رموز الشرق وأصواته التي عطرت الدروب بالعطاء فكانت من ذلك محل الإعزاز والاعتزاز.

كما أنها أضاءت عن شخصيته وإسهاماته واعتباره كصوت هام من أصوات الشعر السوداني الحديث، كما أنها ضمت شهادات أصوات ورموز أدبية سامقة عن هذا الشاعر الفذ

انتهى مقال الأستاذ مصطفى عبد الله احمد.

وفيما يلي بعض من أروع ما كتب شاعرنا الفذ..

تاجوج

قليبي المنو اصلو شقاي ريدي

يزيد الهم علي يسفح وريدي

يعشق بالألم نبرة قصيدي

دي تاجوج ماتلقت يا خملة زيدي

تمر المحنة زي ضل السحابة

حروف اسمك نغم يسقي الغلابة

حروف اسمك بشارة خير حبابة

حروف اسمك حليفة وغنا الصبابة

مع الأيام يزيد حسنك نضارة

عشان عينيك تخضر الصحارى

بوصف ليكي ألحان العذارى

نعيش باقي العمر في الريد سكارى

نخوض بحر الهموم نبحر نعدي

نقابل بالثبات موج التحدي

سنين العمر تاخد وما بتدي

ودربك لشاطئ النور يودي

ما في داعي كجراي

ما في داعي تقولي ما في

يالربيع في عطرو دافي

لهفة الشوق

في سلامك

في كلامك

وسر غرامك ما هو خافِ

ارتعاشاتك بتحكي

قصة أحلامك معاي

وكل خفقة في قلبي نغمة

تحكي ليكي شوقي وهواي

أنت في بهجة شبابك

وحبي ليك من غير نهاية

ما في داعي ..

قلبي أخضر ولسه في ريعان شبابو

في حرارة شوقو بيسطر كتابو

شوفي كيف نشوانا بتتراقص حروفو

كل لحظة شوق بتتجدد ظروفو

ما في داعي ..

عشنا في دنيا الصبابة

والسعادة فتحنا بابها

بهجت الدنيا وشبابها

ابتساماتك حبابها



لحظة التوهج



في لحظة التوهج النازف عبر ساحة النضال

رأيتها كانت هناك شعلة تضيء في معارك القتال

أغنية تعشقها الرياح في السفوح والجبال

أروع مما قيل أو يقال

أبدع من قصائد الشعر ومن تألق الخيال

كانت مها حلوة تحلم بالقمر وبالحرية

أجمل من حورية

يلمع فوق خصرها طوق من الرصاص

وفي الذراع الأسمر الصامد بندقية

وحينما تدفق الرصاص كان وجهها كالهالة النورية

يضيء في تألق الملامح الرائعة الثورية

ولم تعد بطاقة ورد منسية

سيدتي البتول

تنمرت كالغضب الساحق حين أمطر الرصاص

أنطلق الزناد تحت يدِها يفتح درب النور والخلاص

كانت هناك تصنع التاريخ بالفداء والجراح

تقتحم الجحيم في صلابة الصخور في جسارة الرياح

يا رفقة السلاح

الفجر فوق صدرها وشاح

وهاأنتذا أفتح باب الشعر لا أملك غير نغم

ينساب في أمسية الذهول

ماذا بوسع الشعر أن يقول

أدعوك يا أميرة السفوح والسهول

يا وردةٌ تعبق في رمالنا

بالعطر حين تجدب الرياض والحقول

نامي كطفل رائع يحلم بالخضرة في حدائق البراءة

للنصر في ربوعنا أكثر من نافذة مضاءة



خصام



يخاصم يوم

ويرجع يوم

ويعذبنا بي ريدو

ويتحدانا يوم يزعل

يقول أقدرانا في ايدو

نقول يا ريتو لو يعرف

عذاب الحب وتنهيدو

بدل ما نحن بنعاتب

بنفرح يوم يعاتبنا

ونسال عنو كان طول

وما هاميهو كان غبنا

حرام ترمينا للأيام

حنانك يا معذبنا

نحلّف قلبك القاسي

بكل حنان مودتنا

بأفراحنا بآمالنا وبأشواقنا

وبي لهفة محبتنا

رضينا هوانّا في حبك

حرام تتناسي ريدتنا

خلاص يا قلبي كان خاصم

ضميرو يعاتبو خليهو

تمر أيام وينسي غرورو

يلقي هوانا راجيهو

قصيدة الاحتراق في موسم الرياح

أقول لثلة الأحباب لا تأسوا

إذا ما رن صوت الحزن يقطر من كتاباتي

فان الحزن يوقظني

يلاحقني يلون دغل مأساتي

أنا من أمة سكرى بخمر الصبر،

تخرس صوت أهاتي

وتخنق لي عباراتي

يمر العام تلو العام لا الأحلام تصدق،

لا ركام الهم يسقط من حساباتي

ويخجلني امتداد الصمت،

لون الصمت،

عري الصمت في جدب المسافات

ساءلتني عصابات من الشعراء والفقراء،

عن نار تمد لسانها المسعور في ساحات لوحاتي

وعن عبق من الكافور

عن قبس من الديجور

كان يضيء في كل المسافات

ماذا يا رفاق الدرب ما دامت

تزلزلنا رياح القهر والإحباط في عقم البدايات

وهاأنذا كمجذوب يسير علي هواه

يجد، يظهر في جموع السفر في كل القطارات

فيا شمسا تغيب هنالك وراء البرزخ

الممتدُ في أقصى المدارات

أتوه أظل ابحث عنك

بين مواكب الدهماء،

خلف مرافئ الظلماء،

فوق مجرة الأسماء

لا ألقى سوي صمت يغربل لي عذاباتي

رأيت الليل مسعورا يمزق لي شعاراتي

يقود مظلة الإعصار، يسخر من معاناتي

وأما لذت بالأحياء يلقيني علي أبواب أمواتي

رفعت علي ركام الغيب فوق مدارج المجهول راياتي

وها سيزيف وبصخرتي الصماء

يا سيزيف أهدر في دروب الليل طاقاتي

فيا وطن الضياع المر يا نصلا

يمزقني ويكثر من جراحاتي

متى ينسل موج الضوء يغسل رمل واحاتي؟

شجو المزامير

وقفت على طريق العشب

مهموما ومعتلا

توازن عالمي أضحى

مع الأيام مختلا

بكيت نصاعة العشق الربيعي الذي ولى

صرخت بوحشتي ..كلا …

وفي قلبي الظلام تلقفتني الريح

أوغر قلبي التبريح

حين رأيت عش النورس المشنوق محتلا

وآه يا لصوت الشعر

يعبر بي على دغل من الأوزان

هذا صوت "أرفيوس" يرفع راية الأحزان

فوق مناهلي ظلا

كرهت نضارة الأيام فوح أريجها ذلا

وعدت وثوب أعماقي من الأحزان مبتلا

وكان الفجر مطعونا

يرش على مآقي الزهر فيض دموعه طلا

وهاأنذا أرى أمسي

وشجو صباي في صوت العصافير

وأنت معي جموح صبابة تثرى

ترش العطر في كل المشاوير

وتصنع لي أساطير

وتنبض في حقول الشعر

تورق في تعابيري

وهاأنذا مع الذكرى

مع الصمت الذي ينهار من شجو المزامير

مهر الحرية

أغلى ما أملكُ يـا قلبي مهراً لعيون الحرية

لبلادي في درب الأحرار تدك جدار الفاشية

ما عاد كفاحُك يا وطني صفحات نضال منسية

فارفـع رايـاتك يا شعبي في المرتفعات الصخرية

فـي حقـل الحنطة مخضراًّ وعلى الأحراش الغابية

في ساوا حيث الأرض هناك قـلاع نضـال خلفيـــة

فـي بركـة في وديان القاش وفي الطرقات الرملية

في البحر الأحـمر مرهـوبا فوق الأمواج الفضية

فـي كل بقاعـك يا وطني يتردد لـحنُ الحريـة

من أجل العـزة يا شـعبي تلد الأبطالَ إرترية

أبطالك في ساحات البذل عواصف نار رعدية

في أرضك ما عاشت أبدا أفواج الغزو الوحشية

فهشـيم الباطل لـن يبقى تذروه الرياح الثورية

بسمة النوار

قالو الزمن دوار

يا بسمة النوار

يا ريت تعود أيامنا

ونكمل المشوار

يا قلبي يا سواح

قول لي متين نرتاح

دمع الحنين خلانا

ما بنعرف الأفراح

مهما رحلنا بعيد

أقدارنا ما في الأيد

والذكريات يا قلبي

تحفظ جميل الريد

طار البلوم حيران

بسأل عن الحبان

أتغيرت دنيانا

واتفرقو الحبان

قالو الزمن دوار يا بسمة النوار

يا ريت تعود أيامنا ونكمل المشوار

أكثر من نافذة مضاءة

في لحظة التوهج النازف عبر ساحة النضال

رايتها كانت هناك شعلة تضيء في معارك القتال

أغنية تعشقها الرياح والسفوح والجبال

أروع مما قيل أو يقال

أبدع من قصائد الشعر ومن تألق الخيال

كانت مها حلوة تحلم بالقمر وبالحرية

أجمل من حورية

يلمع فوق خصرها طوق من الرصاص

وفي الذراع الأسمر الصامد بندقية

وحينما تدفق الرصاص كان وجهها كآلهة النورية

يضيء في تألق الملامح الرائعة الثورية

ولم تعد باقة ورد رومانسية

سيدتي البتول

تنمرت كالغضب الساحق حين أمطر الرصاص

انطلق الزناد تحت يدها يفتح درب النور والخلاص

كانت هناك تصنع التاريخ بالفداء والجراح

تقتحم الجحيم في صلابة الصخور في جسارة الرياح

يا رفقة السلاح

الفجر فوق صدرها وشاح

وها أنا أفتح باب الشعر لا املك غير نغم

ينساب في أمسية الذهول

ماذا بوسع الشعر أن يقول

أدعوك يا أميرة السفوح والسهول

يا وردة حين تجدب الرياض والحقول

نامي كطفل يحلم بالخضرة في حدائق البراءة

للنصر في ربوعنا أكثر من نافذة مضاءة

مثلما تهمي الحمامة

حلوة افردها الحسن

فضجت بالوسامة

حينما تخطر في

الثوب الطفولي علامة

غضة أوقعها العشق

على شط الندامة

أنت في الأرض ملهاة

وعلى الأفق حمامة

ضرج الخدين ورد

حين أغضت مستهامة

لك فرع رائع الحسن

جمالا واستقامة

كنت لي نبرة عشق

في ابتهالات يمامة

قلت للريم أطيلي

داخل القلب الإقامة

سطر القلب على بابك

رسما وعلامة

ها أنا أمطر شوقا

مثلما تهمى غمامة



البحر الجميل المخيف

كانت الشمس غانية في الفضاء المديد…

نزعت ثوبها القرمزي

وألقت به البعيد البعيد

في وجه مرآتها مثل كل النساء…

حولها تتطلع كل العيون الكحيلة..

والعيون التي اختزنت الطفولة

تشرئب الأزاهير في وجدها

تتفتح مبهورة في اخضرار الخميلة..

ها أنا ارقب الطل ينثر بلوره

فوق سطح النبات …

وأرى طائر الرهو سربا

مثل لفيف من الراهبات..

ها أنا أرصد البحر هذا الجميل المخيف العميق..

أشهد الفجر يولد في خيمة للظلام الصفيق..

فالتواريخ تلعق أرقامها..

تستعيد مجاهل أيامها..

وهي تعبر كالضوء من عالم كوكبي سحيق…

والنجوم الجواري ..

حدقت فوق عمق المدى في أتساع البراري..

وأنا مترع بالحروف

بالكلام المموسق يجتاز كل حدود الرؤى

فوق تعريشة الجاذبية

الفراشة في عالمي

لغة للقصائد تستبدل اليوم ألوانها..

تستحم على النبع عارية

ثم تلبس في لحظة الزهو فستانها..

حين تعبر بي في سماء الحقول

تعيد إلى لغة الشعر أوزانها..

أنني الآن أدرك أن

ضوء ينضح بالانبهار…

ولهذا أنا أمقت اليوم ظل الجدار..

هو ظل الفجيعة

والعدم المتسمر في

قاعة الانتظار



إلى الزنبقة الغائبة

وهاأنذا 000 يا صبية قلبي 000 أهز الجدار

وأكتب أغنية من بريق الشموس

تسلل من خلف نافذتي رغم كل الحصار

يحدثني من ثقوب النهار

عن الليل00 والموت00 عن خطوات الذبول

وعن ساعة الاحتضار

تجرعت حتى الثمالة 00 كاس أسايا

***

وجئت إلى الشاطئ السندسي أقص الحكايا

أري اليوم موتاي حين يطلون من قلب انكساري.

علي دربك اليوم

يختلط الورد 000 والدم 00 والنار والأغنيات الأناشيد

تبعث من خندق ضم كل الضحايا

وفي ساحل الذكريات الطويل

أصافح صوتك

أواه صوتك سيدتي مثلما كان قبل الرحيل

وهاأنذا 00 مثل هام النخيل

إذا ما اشرأب كقامة شيخ دهمته الخطوب

فمد العيوب لعل الصباح

يجئ علي فرس المستحيل

لعل المواويل تنسج أغنية للهاة الكناري

فلنطلق الشجو فوق غصون النخيل

وعبر رئات القماري 000

مغنيك قلبي علي ساحة العشق والانتظار

فلا العنكبوت يقيدني بالشراك

ولا الريح تعرف كيف تصيح لتعلن عن انكساري .

***

أسير 00 علي هدي صوتك

لا أتلفت للزيف بعبر كل خطوط الغرابة

وجاء البريد 00 قرأناه في لغة المطر المتساقطة

يا للبريد 00 يفاجئنا حين تهمي السحابة

رسالة برق تراقص فوق الحقول

عرفنا تفاصيلها إذ تقول

هو الرعد مازال يهدر فوق البراري

فيمطر سهلا 00 ويحرق غابة

فيا وجه سيدتي القمري

دفنت مع الليل خارطة للكآبة

فكل الحروف تؤدي إلي عرش قيصر

ما عاد قيصر يملأ ثوب المهابة

***

أقول لسيدتي دفتري عربي الكتابة

***

وهاأنذا 00 يا صبية قلبي 00 أهز الجدار

واكتب أغنية عن بريق الشموس

تسلل من خلف نافذتي رغم كل الحصار

لعلي أراك تطلين زنبقة كجبين النهار



وقصيدة الحنطة الارترية



كجراي و..

هاهم الآن يقيمون صلاة الشكر في ظل الحراسة

ثم يضفون على الجالس في العرش أساطير القداسة

وتردى وطن الأغنية الخضراء في قاع التعاسة

وجه من هذا الذي أنهكه الجوع وإفلاس السياسة

جدل التاريخ يشتد

فتمتد معايير الخطاب

يا صغاري تحلم الريح بأن تبقى نواة الاستلاب

وصغار الجند ما زالوا

كما كانوا أداة الانقلاب



جزء من قصيدة (لن أحيد)



يمشي ملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون

وسياط جلاد تسوق خطاهمو ما تصنعون

ويجلجل الصوت الرهيب كأنه القدر اللعين

والحالمون المترفون يقهقهون ويضحكون

يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون

والقصيدة طويلة…

وكجراي تمرد على كل مدارس الشعر…

وصنع لنفسه طريقاً



0 التعليقات:

إرسال تعليق