الثلاثاء، يوليو 28، 2009

تعالوا نضحك سوا!

أقل ما يوصف به هذا العبث هو انه أمر مقزز ومثير للقرف، ويبدو أن وراء تنفيذ هذه الحلقة من البرنامج مؤامرة دنيئة ووقحة من معديه، وقد أعمت المادة القائمين على هذا البرنامج في تمرير مثل هذه النفايات. وتخيلت وأنا أشاهد هذا المقطع من هذه الحلقة إنني اشاهد إحدى القنوات الإباحية، لأن مثل هذا الأسلوب الرخيص لا يقدم إلا في القنوات الإباحية، وحتى في الدول التي تحتضن اعتى معاقل الاباحية في اوروبا من النادر ان تجد مثل هذا الطرح يقدم في برنامج في قناة اجتماعية عادية.

والمضحك أكثر أن كلامه عن دونجوانياته قد انطوى على سذاجة واضحة، وأكثر ما أضحكني أكذوبة المادة التي تثير المرأة جنسيا، إذ لا وجود لمثل هذه المادة في الواقع بل فقط هي مجرد أوهام، ولا يصدق مثل هذا الكلام إلا إنسان ساذج ومتخلف وكلنا نعرف الآلية التي تتم بها إثارة المرأة جنسيا، وهذه من الأمور التي يقع ضحيتها للأسف كثير من الشباب السذج مثل بطل فضحيتنا هذا.

(تم استبدال المقطع السابق بهذا من مصدر آخر وهذا لا يحتوي على مقاطع مصاحبة غير لائقة، وآسف لاضطراري لعرض المقطع موضوع الإدراج رغم اشتماله على هذا الأسلوب المبتذل والخادش ولكني أرى أن عرضه ضروري حتى يقف الناس على حجم تفاهته رغم أن الكثيرين شاهدوه في اليوتيوب وفي التلفزيون، ومن حق كل الناس مشاهدته لأن القضية في اتجاه أن تصبح قضية رأي عام في الوطن العربي، وسيثار نقاش كبير عن الحدود المسموح بها والغير مسموح بها فيما يتعلق بجرعات الاباحية والجنس في وسائل الاعلام، وهذا الأمر ليس مفاجئ ومستغرب، فقد تنبأ بخطورته الكثيرين قبل انتشار التلفزيونات العابرة للقارات، والقضية التي يجب مناقشتها الآن ليس كيفية حظر ومحاربة مثل هذه القنوات، بل كيف يتم تنمية الوازع الديني لدى الناس، وما من شك ان ما سيحمله لنا رحم المستقبل سيكون أفدح من هذا بكثير وسيكون مثل هذا الطرح مجرد وجبة سناك Snack، وستتكاثر مثل هذه النفايات كتكاثر الخلايا السرطانية في الجسد، ومن المؤكد ان هذه القضية ستطيح برؤوس عديدة وتجعل كثير من القنوات تعيد حساباتها في عالمنا العربي) .







وواضح أيضا أن الأخ (الله يهديه) قد وقع ضحية بطريقة أو بأخرى في حبائل البرنامج، وأن البرنامج معد سلفا ومخطط له بإتقان وتم إعداده بليل وهذا واضح من الطريقة التي قدم بها وذلك لجذب اكبر عدد من المشاهدين للقناة وبالتالي المعلنين، ولكن هذا لا يعفي أن صاحبنا ارتكب خطئا فادحا ولا يعفيه من المسئولية، وما كان يجب أن يرتكبه أصلا، أن نقاش مثل هذه الأمور بهذه الطريقة يعد عملا طائشا وصبيانيا، وقد فاته أن الفئران تمارس الجنس أيضا، وان الجنس لا يحتاج إلى بطولات واستعراض عضلات لأنه في النهاية عملية خاصة وحميمية جدا بين شخصين، وان الأمر لا يحتاج للمجاهرة به بهذه الطريقة الفجة، واذا بلي الانسان فاليستتر، وانا اخشى ان ينطبق عليه المثل المعروف ما معناه (الذي يتحدث لا يفعل)، وكان يمكن أن يكون الأمر مقبولا لو نوقش الموضوع بطريقة علمية وتثقيفية وبدون مجاهرة بارتكاب المعاصي، حتى ولو كانت منه هو على افتراض انه شاب ذو خبرة في أمور الجنس وكان افضل له لو أشار مثلا إلى انه اكتسب هذه الخبرة من زواجه وكثرة إطلاعه، وان يتحدث بطريقة غير مباشرة.

وساذج من ينكر أهمية التحدث عن الجنس في جميع وسائل الإعلام لأهميته التثقيفية وإنقاذه لكثير من علاقات الزواج من الانهيار، ولكن ما هكذا تورد الإبل أيها القائمين على أمر هذا البرنامج ولا أقول القناة لان الإنسان لا بد أن يكون منصفا ويفرق، ولا يعني مجرد خطأ معين أن القناة كلها سيئة.

وقد علمت انه ندم ندما عظيما على فعلته وتهوره هذا في اللقاء الصحفي الذي اجري معه مؤخرا في إحدى الصحف. وفي اعتقادي أن هذا الشاب لا يحتاج إلى سجن، إذ تكفيه العقوبة المجتمعية والعزل الاجتماعي الذي سيعاقب به، وكذلك سخط الناس عليه والذي سيجبره على ترك المكان. ولا اعتقد أن شاب آخر سيجرؤ على ارتكاب ما فعله، وان كان لا بد من عقوبة أتمنى أن تكون عقوبة مالية مثل أن تصادر منه بعض الممتلكات الغالية الثمن مثل شقة عملياته وسيارته الفارهة التي تبجح بها وهي بلا شك من ادوات عمله المفسد، وان يترك خارج السجن عبرة للناس، وانا اعجب للانسان ينعم عليه الله بالرزق الوفير والخير فلا يشكر ويحافظ عليها، اشهد ان هذا من عمل ابليس انه رجيم. ولا اعتقد أن مثل هذه التصريحات الغبية ستغير من نظرة العالم نحو مجتمع رائع ومتدين مثل المجتمع الجداوي وناسه الطيبين المتدينين، ولا شك ان الناس في جميع الدول العربية باتوا على وعي ويستطيعون التفرقة وعدم اخذ الناس بجريرة عضو واحد شاذ.

صحيح أن نشر مثل هذا الكلام له اثر سيئ وسلبي على النشء والناس. لذا أتمنى من الجهات المختصة في جميع البلاد الإسلامية كلها تكثيف جرعات الوعي والوازع الديني، وتوضيح الخطوط الحمراء، وليست هذه أول سابقة تبثها فينا هذه القناة، فلها سوابق كثيرة، ولكن رغم ذلك لا ننكر أنها قدمت لنا برامج جريئة ورائعة، فعلى إدارة القناة إجراء مراجعة شاملة لنهجها الذي يبدو انه بات لا يعرف الخطوط الحمراء.

نسأل الله أن يهديني واياكم جميعا إلى سواء السبيل... ويهدينا الى العمل الصالح دائما.

0 التعليقات:

إرسال تعليق