الأربعاء، يوليو 29، 2009

أيها المتخلفون انقذوا لغتنا!

العبد الفقير لله الماثل امامكم ليس من المتخصصين في اللغة العربية، واعترف أن إمكانياتي ليست بالمستوى المطلوب. ولكن رغم ذلك أستطيع أن أميز الغث من السمين، اقول هذا الكلام وقد راعتني الحال المزرية المتمثلة في عدم استغلال الانترنت وموقع مثل اليوتيوب لنشر لغتنا، لقد قمت بجولة سريعة فيه ولم اجد سوى بعض المحاولات الباهتة من بعض الافراد الذين حاولوا وضع مساهمات يشكرون عليها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وهي للاسف محاولات لا ترقى لعظمة لغتنا واهمية اللغة العربية روحيا واستراتيجيا.

وانه لأمر جد محزن ان لا يجد المرء برامج متخصصة في اليوتيوب لتعلم اللغة العربية للناطقين باللغات الاخرى وخصوصا الانجليزية، وفي اعتقادي أن هذه مسئولية الأثرياء العرب أو الجهات التي تعنى بأمور الثقافة والإعلام والتعليم في الوطن العربي، وكذلك مسئولية أقسام اللغة العربية في الجامعات العربية المختلفة. ويصل الأمر لدرجة الخطورة أن تترك ساحة تعلم العربية في اليوتيوب لبعض الأشخاص غير المتخصصين واللذين سواء كانوا يقصدون أو لا يقصدون يسيئون كثيرا للغة. ولا ننكر خطورة موقع مثل اليوتيوب الذي أصبح له تأثير كبير في العالم. وفي الجولة السريعة التي قمت بها واستعرضت بعض هذه المساهمات، وجدت ان معظمها تحفل بالأخطاء، ولكن هناك نماذج لا بأس بها مثل النماذج التالية:


















ومن النماذج التي تشوه اللغة العربية اخترت لكم النموذجين التاليين، ويبدو أن المعلم في مقطع الفيدو الاول يهودي وبالتالي فإن العربية ليست لغته الأم، لاحظوا معي كيف ينطق الحروف ويكتب نطقها بالانجليزية بطريقة خاطئة، والمشكلة إنني استعرضت بعض التعقيبات على هذا المقطع ولاحظت حماسة كبيرة من كثيرين يتوقون لتعلم اللغة العربية، وهنا مكمن الخطر على اللغة ان يتعلموها من مصادر غير موثوق بها وغير متخصصة، ولا شك أن الله سيسأل علمائنا والقائمين على أمر تعليم اللغة العربية ونشر رسالة الاسلام عن هذا التقصير وترك الساحة لمثل هذه النماذج السيئة، فالعربية لغة القرآن ومن الواجب التوسع في نشرها وبالطرق الصحيحة، وليس هناك عذر في وقتنا الحالي مع وجود الانترنت وموقع مثل موقع اليوتيوب وتوفر الكثير من وسائل الملتيميديا التي تيسر للناس توصيل ما يريدون باسهل ما يكون مقارنة بالماضي. ويمكنكم ان تلاحظوا في المقطع الثاني ادناه كيف تكتب المعلمة الحروف بطريقة خاطئة وخط سيئ فهي بالطبع معذورة لانها لا تجيد الخط، وكفاها فخرا انها حاولت ان تسهم على حسب مقدرتها.









أتمنى من الجهة التي من المحتمل ان تستجيب لندائي هذا أن تدرس كل هذه الأخطاء الموجودة حاليا في اليوتيوب وفي المواقع الأخرى المختلفة وكذلك الأساليب الجيدة المتوفرة، وان تخرج لنا ببرنامج متكامل لتعلم اللغة العربية يتم تصميمه خصيصا لموقع اليوتيوب، ويراعى فيه عدم إدخال أي إشارات لها علاقة بأي دين، أي أن يتم تصميمه بطريقة اكزيكيتف وعصرية صرفة حتى يتم تجنب أي حساسية لها علاقة بالدين أي دين، ونحن نخاطب ربما اناس متعصبين يكرهون الاسلام، فيمكننا استمالتهم من حيث لا يدرون بتعليمهم العربية فقط كمرحلة اولى وبالتالي عندما يكتشون روعة الدين الاسلامي بانفسهم وبالشكل الصحيح بطريقة غير مباشرة ربما يساعدهم هذا على اعتناقهم الاسلام وتحولهم 360 درجة اليس في هذا مصلحة لنا. ويجب ان يكون تصميم البرنامج متقنا وبطريقة احترافية متطورة، وفي شكل مقاطع قصيرة لا تتعدى الثلاثة او الخمسة دقائق كحد اقصى حتى لا تكون مملة، والاستفادة من التقنيات المستخدمة في البرامج المشابهة المتوفرة باللغات الاخرى واساليب الاخراج والتصوير الحديثة، اي باختصار نبدأ من حيث انتهى الاخرون. وان يتم بالمقابل إنتاج برنامج مماثل منفصل لتعلم القرآن الكريم وتفسيره وتجويده بطريقة سهلة.


لا أريد أن أتحدث هنا عن أهمية نشر أي امة للغتها، فهذه من الأمور التي أصبح يعيها حتى الأطفال الصغار وربما البهائم (يا لنا من حصين امعات متخلفين استمرأنا القبوع في مؤخرة الامم)، وابسط مثال على ذلك الفوائد العظيمة العديدة التي تجنيها بريطانيا حاليا من جراء نشرها للغة الانجليزية، وفي اعتقادي انه ما تزال هناك فرصة لنهوضنا من عثراتنا وتخلفنا المذري هذا، فإننا كعرب ومسلمين يمكننا أن نحذو حذو البريطانيين في تعليم العالم لغتنا كما اجبرونا على تعلم الانجليزية حتى نضع اساسا لنهضتنا العلمية والثقافية التي من المحتمل ان يشهدها العالم بعد قرن او قرنين من الان، فيجب ان نعمل منذ الان لهذه الحقبة ونضع لاجيالنا التي ستأتي من بعدنا خطط على بعد عشرات السنين من الآن هذا اذا لم يخسف بنا الله تعالى الارض قبل ان يحل ذلك الزمان، وكفى تقاعسا واستهانة بهذا الجانب المهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق