الثلاثاء، يوليو 14، 2009

شر البلية ما يضحك







ليس من عادتي إملاء ما أريد على الآخرين، أو التدخل في خصوصياتهم، فمن أنا حتى اسلك هذا المسلك، ولكن اعتقد ان الكل يتفق معي ان هناك معايير وأعراف معينة أو الحد الأدنى الذي ينبغي ان يتبعه الناس، فلا يشذون عنها ان أرادوا ان يندمجوا في مجتمع ما حتى لا يكونوا عرضة للإقصاء أو وصمهم بالشذوذ، وجر المشاكل على انفسهم.

تلقفت بعض وسائل الإعلام خبر إلقاء القبض على الصحفية السودانية بسبب لبسها لسروال أو بنطلون (وليس بنطال) كما أذيع في الخبر (يمكن متابعة الخبر والتعليقات حوله هنا:http://www.alarabiya.net/articles/2009/07/13/78600.html وأنا اشك في ان سبب القبض عليها هو لبس السروال (البنطلون) او بسبب اللبس الذي تظهر به في الصورة، لأن هذه الصحافية ليست أول امرأة، أو المرأة الوحيدة التي ترتدي بنطلونا في السودان، بل هناك من يرتدين أزياء يندى لها الجبين (جكسا في خط ستة) ويتجولن بها في بعض شوارع السودان ولا يتم القبض عليهن، وهذا يشعرني ان الموضوع يكتنفه شيء من الغموض وربما تحت السواهي دواهي.

وما أريد ان أدلي بدلوي به هنا ليس التركيز على موضوع اللبس لأن اللبس الذي ظهرت به الصحافية في الخبر المصور الذي شاهدناه في تلفزيون العربية يعتبر ساتر إلى حد ما ومناسب... اللهم إلا إذا كانت تظهر لنا بلبس غير الذي قبضت بسببه، أو قد تكون بدرت منها تصرفات غير لائقة وهي تجلس في المقهى أو المكان الذي قبضت فيه... ولبسها في الصورة لا غبار عليه عدا الجزء الأعلى من جسمها والذي يجب ان تغطيه ولا تكشف إلا وجهها وكفيها فقط حسب الشريعة والحشمة المتعارف عليها في معظم الدول الإسلامية. بل الذي لفت نظري وهو الموضوع الأهم هو وجهها المشوه، لا أتحدث عن لونها أو تقاطيعها أو خلقة ربنا.. إنما أتحدث عن استخدامها لكيماويات لتبييض بشرة وجهها لا يستخدمها إلا المتخلفين، نعم والله اقولها وانا بكامل قواي العقلية وبسبق اصرار وترصد. وما كان ينبغي على إنسانة صحفية يفترض ان تكون قدوة ومتعلمة ان تلجأ إلى مثل هذه المساحيق التي جعلت وجهها مشوها وبالألوان، شفتان سمراوتان وباقي الوجه (مظلوط) بفعل الكيماويات، ولو كنت مكانها وارتكبت مثل هذه الحماقة لانزويت عن الأنظار ولحاولت إخفاء فضائحي عن الناس.

للأسف المشكلة ليست في هذه الصحافية فقط وفي بعض النساء السودانيات وذوات البشرة السوداء والسمراء، اللاتي يلجأن إلى مثل هذا التشويه، واللاتي يتسامح معهن المجتمع لدرجة انك تجد احدى المشوهات يسمح لها بالعمل كمذيعة او ممثلة بوجهها المشوه هذا، وتطل من خلال شاشة التلفزيون، وكان من باب أولى عدم تشجيع أي امرأة ذات وجه مشوه للظهور من خلال شاشة التلفزيون ناهيك السماح لها بالعمل فيه، وكان يمكن ان يسمح لمثل هؤلاء النسوة بالعمل في الإذاعة فقط مثلا. ويا ليت السودانيات فقط هن اللاتي يلجأن لهذا الفعل المتخلف. بل إنني شاهدت كثيرا من النساء العربيات ذوات البشرة الفاتحة في كثير من الدول العربية يقمن بهذا التشويه أيضا. خصوصا أولئك النساء اللاتي يجرين العمليات التي تسمى التقشير واستخدام كريمات وكيماويات تشويه البشرة، وتجدها قد غيرت لون وجهها ليصبح ابيضا بشكل شاذ جدا لا يتناسق مع باقي لون أطرافها الأخرى مثل اليدين والاذنين والعنق، وهي بذلك أصبحت إلى المسخ اقرب... يعني منظر مقزز ومقرف إلى ابعد درجة ويكون واضح لكل من يراها انه لون بشرة مزيف وهذا أشبه بالمرض النفسي مرض محاولة الخروج من الجلد الداكن الذي أصيب به مايكل جاكسون حسب اعتقادي، وهو مرض عضال يدل على ضعف في الشخصية وربما في الايمان وتعيش المصابة به في حالة عدم تصالح مع لونها واصلها الاسود لون العبيد كما تعتقد حسب (خبالها) كانها تعترض بطريقة مبطنة على مشيئة خالقها ان خلقها سوداء داكنة تسر الناظرين لو كانت تمتلك ادنى ذرة من الوعي، ولو فهمت انه لا يهم لون جلد وشكل الانسان ومظهره الذي خلقه الله به بقدرما يهم جوهره... حمانا الله واياكم. وهؤلاء النساء المسكينات يتوهمن ان هذا التشويه جمال، وللأسف الشديد تجد الواحدة منهن في غاية القرف من ناحية عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، ولو اقتربت منها لاصبت بالغثيان ولملئت منها اشمئزازا إلا من رحم ربي منهن. أنا في اعتقادي ان ظهور هذه الصحفية بهذا المنظر المشوه البشع هو عار على السودانيات والعربيات جميعا، وكان الأحرى بها ان تنزوي عن الأنظار ولا تتبجح بمثل هذا الكلام الذي طلعت به علينا من خلال وسائل الإعلام... فهي بهذا المنظر المشوه ليست خير من يمثل العربيات والسودانيات (الطبيعيات) في الدفاع عن حقوقهن المستلبة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق