الثلاثاء، يوليو 28، 2009

وا إسلاماه

تناقلت الأخبار أخيرا خبر ارتكاب جماعة طالبانية جديدة متخلفة ظهرت قبل بضعة أعوام في نيجيريا، ارتكابها احداث عنف ومجاز في نيجيريا أمس تريد اسلمة غير المسلمين بالقوة، وكأن العالم تنقصه سلوكيات متخلفة وشريعة غاب، وكأنه يحتاج إلى طالبان جديدة. والمرء يأسف غاية الأسف عندما يسمع عن أناس بمثل هذه العقول المريضة، هؤلاء المتطرفين الذين يبدو أنهم لا يفهمون الإسلام الحقيقي، هذا الدين الرائع دين التسامح ودين السلام بشهادة حتى غير المسلمين، ولكن أناس مرضى مثل هذه المجموعات تريد أن تشوه الإسلام في العالم، عندما يرتكبون المجازر ويعيثون في الأرض الفساد والرعب والتدمير، ويعالجون المشكلات بمشكلة اكبر، أناس لا يعلمون أن وجود شيء من الفساد في الحياة ضروري ولا بد منه حتى تستقيم الحياة وإلا لما كنا بشرا ولكان قد خلقنا الله سبحانه وتعالى ملائكة، كما لا يمكن أن تكون للحياة طعم أن لم يكن هناك مفسدون الى جانب الصالحين.







وقد عالج الإسلام هذه الأمور ووضع عقوبة لكل مفسد بطريقة عادلة ومنصفة ومقننة، وجعل تطبيق العقاب بأيد جهات معينة تتبع للحاكم، لا أن تترك الأمور من غير تنظيم ووفقا لأمزجة وأهواء الأشخاص كأننا نعيش في غابة وان لا يفرض الاسلام بالقوة على المجتمعات التي لا تدين بالاسلام بل بالموعظة والهدي واظهار الغدوة الحسنة. وهل سيعجز المولى سبحانه وتعالى أن يخسف الأرض بكل من يفسد؟ وليتأمل هؤلاء المتشددين من أمثال جماعة بوكو في نيجيريا وغيرهم من المتشددين بمختلف ألوانهم وأطيافهم، هل هناك أكثر فسادا من ضبط امرأة تزني؟ فما هي عقوبتها في الإسلام، هل هي القتل كما يتطرف كثير من الناس؟ ومن الذي يجب ان يطبق عليها العقوبة هل هو اخيها او والدها؟ أتمنى من علماء المسلمين ممثلين في منظمة المؤتمر الإسلامي أن يتنادوا لوضع حد لمثل هذه الجماعات والمهازل التي نسمع عنها بين الفينة والأخرى في مناطق شتى في العالم باسم الإسلام الذي بات يتعرض للتشويه بسبب هؤلاء الناس، وأنا أتسائل لماذا لا تضع المنظمة الإسلامية دليلا شاملا يشمل الفهم الصحيح للإسلام وتطبقيه وتطبيق جميع أحكامه، وان يوضح حقيقة جميع التجاوزات بما فيها الأمور الغريبة التي نسمعها عن الشيعة فيما يتعلق بأمور مثل زواج المتعة وغيرها من الأمور المضحكة، والفصل في قضايا مثل الحجاب وما هو الحد الأدنى للمرأة المسلمة من إبدائها لجسدها وزينتها، وجميع الأحكام مثل الميراث والحدود وموقفه من الدعوة وقبول الاخر غير المسلم وغيرها من امور ضرورية، وكذلك توضيح الأمور التي شابها خلط بين العادات والتقاليد وبعض الأحكام، وان يطبع هذا الدليل أو الميثاق بجميع اللغات ويتم نشره في أهم مواقع الانترنت، مثل اليوتيوب على شكل مقاطع فيديو صغيرة وتضع ترجمات على هذه المقاطع المختصرة، ومقالات في الصحف الغربية، وان يعنون كل مقطع بالموضوع الذي يتناوله وفي إيجاز شديد ويوضح موقف إجماع العلماء المعاصرين منه، في اعتقادي أن هذا سيخدم الإسلام والبشرية وسيزيد من أعداد غير المسلمين الذي ربما سيهتدون إلى الإسلام عندما يفهموا الإسلام على حقيقته اسلام خالي من الشوائب، وستخرس مثل هذه المواد المدروسة والمتوفرة بسهولة كل الأصوات النابحة التي تسيء للإسلام في الغرب، ولن يكون لديهم عذر بعد الآن لينسبوا أي فعل متطرف إلى الإسلام. وإذا لم تهتم منظمة المؤتمر الإسلامي بهكذا أمر، فما الداعي لوجودها أصلا؟ والله نسأله أن يشفي أمثال هؤلاء المتطرفين والمتشددين من تخلفهم واسقامهم ويعيدهم إلى رشدهم والى سواء السبيل، ويهديهم الى الوسطية.



0 التعليقات:

إرسال تعليق