الاثنين، يوليو 27، 2009

من حق الزوج إقامة علاقة مع امرأة أخرى!

طبعا المنطق يقول نعم، يحق للزوج إقامة علاقة مع امرأة أخرى شرعا وقانونا وعرفا ولمصلحة المجتمع. وإلا فكيف سيتزوج بامرأة أخرى إذا لم يتعرف على تلك الأنثى التي من المفترض أن تكون الزوجة الثانية، بغض النظر عن الفترة والطريقة التي يجب أن يتعرف بها عليها. المهم انه من حقه، بينما ليس من حق الزوجة حتى مجرد التفكير في ذلك، وهذا أمر مفروغ منه وغير قابل للنقاش، لسبب بسيط جدا وهو أن الزوجة لم يبح لها التعدد، وهذا الحظر أو المنع ليس من عند البشر، بل من عند الخالق عز وجل وهو مخير في عباده، وبالتالي فالموضوع ليس قابل حتى مجرد التحدث فيه، وإذا أصرت أي امرأة على الخوض فيه سيكون نقاشا من غير معنى، ونقاشا بيزنطيا وكأنه اعتراض على خالقها.

لكن مع ذلك، يجب أن أؤكد على حقيقة لا تقبل الجدال أبدا من وجهة نظري، وهي أن أتفه شيء في هذه الحياة هو الخيانة، أيا كان نوع هذه الخيانة، وخصوصا خيانة الزوج لزوجته، والخيانة ليست قاصرة على الانغماس في علاقة جنسية مع امرأة اخرى، بل تشمل حتى خيانة المشاعر وخيانة الأمانة، أي أمانة الصراحة والتفاهم ما بين الزوج وزوجته. ومن هذا المنطلق أنا ضد أن يقيم أي زوج مهما كان أي علاقة أيا كان نوعها مع امرأة أخرى بدون علم زوجته، حتى ولو كانت مجرد علاقة صداقة أو زمالة في العمل. وعليه فالرجل الصادق والأمين مع نفسه والمؤمن الحقيقي هو ذلك الرجل الذي لا يكذب أو يخوض في علاقة مع امرأة أخرى بنية التعدد او غيرها ويخفيها عن زوجته، وأنا اعتبر ذلك منتهى الجبن مهما كانت المبررات، فالأمر ذو لونين فقط إما ابيض أو أسود ولا يقبل وجود اللون الأصفر فهو هنا لون الكذب والخداع والخيانة (اذا سمحتم لي بهذا التصنيف)، فإما أن يصدق الرجل ويلعب على المكشوف أو لا يخوض في هكذا علاقة من الأساس.

لا شك أن العقبة الكأداء أمام أي زوج يروم التعدد هو زوجته. فأول شيء يجب أن يجيده ويتأكد منه قبل الانتقال إلى الخطوة الثانية ألا وهي البحث أو التعرف على الأنثى الأخرى، هو قدرته على مصارحة زوجته واطلاعها على نيته في الزواج، ولا أريد أن أقول كيف لان لكل رجل أسلوبه في الإقناع، ومن دون ذلك ليس من حق أي رجل في اعتقادي أن يقدم على خيانة من هذا النوع، ولا اعتقد أن هناك أي مبرر للرجل أن يخون زوجته بهذه الطريقة مهما كان. فالرجل الذي يعدم الأسلوب والحكمة والإقناع في جعل زوجته ترضى وتوافق على خطوته تلك، اعتقد أن من الأفضل له وللمجتمع أن يصرف النظر عن الامر نهائيا، لأنها ستجر عليه متاعب جمة لاحقا.

وبهذه المناسبة اذكر أن الشقيقة الصغرى لزوجتي الثانية، طلبت مني أن ابحث لها عن عريس بمعرفتي أنا، وعبرت لي عن إعجابها بتجربتي في التعدد الذي تم (على المكشوف) وقالت لي أن ليس لديها مانع أن تتزوج من رجل متزوج وتكون الزوجة الثانية على شرط أن من يريد الارتباط بها أن يخبر زوجته، وان يسعى للتقريب بينها وبين زوجته وتوطيد العلاقة حتى تصبح علاقة تعارف وصداقة مع زوجته وهذا شرط أساسي لن تتنازل عنه. ولكن للأسف لقد ارتكبت غلطة عمري، حيث قدمت لها صديقين من أصدقائي في فترتين متباعدتين، بعد أن أسديت لكل منهما كثير من النصائح والأساليب لأتباعها في إقناع زوجتيهما واكدا لي انهما سيكونان اهل لثقتي، وبالفعل اتصل كل منهما بأسرة الفتاة وبدأ كل منهما اتصالاته معها، وكانا يوهمانها بشكل مستمر أنهما سينفذان شرطها، واستمر كل منهما في التسويف والمماطلة لفترة من الزمن، وفي نهاية الأمر لم يستطع أي منهما الارتباط بها، لأنهما كانا غير أمينين مع نفسيهما ولا يعرفان إمكانياتهما وقدر نفسهما واثبتا جبنهما في عدم إخبار زوجتيهما، أقول جبنهما لأنهما ما كان يجب أن يخوضا في الأمر ما دام أنهما لا يعرفان إمكانياتهما. وندمت اشد الندم على تورطي في هذا الموضوع، وفي نفس الوقت أسفت غاية الأسف لبقائها من غير زواج، ورؤيتي لها وهي تذبل كل يوم، رغم أنها فتاة خلوقة وجميلة ومتدينة ومن أسرة طيبة وتستحق أفضل الرجال وأصلحهم، ودائما أدعو لها الله أن يرزقها الزوج الصالح سواء كان معددا أو غير معدد (ولكن ليس عن طريقي أنا "توبة")، وفتاة بهذه المؤهلات ليس من المفروض أن تكون من ضمن جيوش العوانس العرمرم الراغبات بشدة في إكمال نصف دينهن، ولكن بسبب النقص الشديد في عدد الرجال الشجعان في زماننا هذا فهي وغيرها الكثيرات آلت أحوالهن لهذا المصير.

ولا يفوتني أن اهنئي شقيقتي الكبرى، والتي ظلت تعاني ردحا من الزمن قابعة في ظلام العنوسة، ولكنها في النهاية ابتسم لها القدر، وتمكنت من النجاة من براثنها بأعجوبة تحسد عليها، واستطاعت بآخر نفس اللحاق بآخر عربة في القطار الذي كان يسير بسرعة مليون كيلومترا في الساعة، وكانت تشكل لنا هاجسا كبيرا وحالة استنفار وترقب مؤلمة، لدرجة أنني في يوم من الأيام قلت لها ممازحا: ليتني كنت هابيل لكنت قد تزوجتك. فردت علي بجملة ذكية ما زلت اذكرها حتى الآن كلما رأيت غرابا، إذ قالت لي بسرعة بديهة: الحمد لله انك لم تكنه، فإذا كنت قابيلا لكان قد قتلك أخوك هابيل، ولكان حتى الآن يراقب الغربان ليتعلم منها كيف يواري جثتك.

وختاما انه ليؤلمني أشد الألم أن يكون هناك امرأة عانس ولو واحدة في هذا الكوكب بالرغم من رغبتها الشديدة في الزواج، وبالرغم من توفر أطنان من الرجال متزوجين وغير متزوجين، فالعيب ليس في النساء الغير متزوجات بل العيب في الرجال (والنساء المتزوجات)، كيف يعقل أن تكون هناك امرأة عانس وهي ترغب بشدة في الزواج مع وجود رجال على (قفا من يشيل)؟ على الاقل في مجتمعاتنا المسلمة التي تحظر على الانثى غير المتزوجة اي علاقة جنسية خارج اطار الزواج، سؤال لطالما عجزت عن الإجابة عنه. ولا يجب ان يسكت عليه علماء الدين وصناع القرار في الدول الاسلامية، لان عدم السعي لايجاد حل له في اعتقادي من الامور الخطيرة، في ظل فرض القيود على الانثى دينيا واجتماعيا فتظل مثل الظل المائل لا حول لها ولا قوة، بينما الانثى في كثير من الامم الاخرى (الغير مسلمة) من حقها ان تقرر مصيرها الجنسي، ولا يفرض عليها المجتمع قيودا لحد التصالح في الحصول على رجل لتقيم معه علاقة ايا كان نوع هذه العلاقة، وطبعا انا هنا لا ادعو لتحذو نسائنا حذو الغرب في اباحيته، بل ادعو الى تشجيع الرجال على الزواج سواء كانوا رجال متزوجين او غير متزوجين، فمن واجب المجتمع والحكومات تيسير الامر لاي انثى راغبة في الزواج ان تتزوج، وذلك بتقديم التسهيلات كما يحدث في بعض الدول الغربية مثل استراليا والسويد التي تدفع بسخاء مقابل اي طفل يولد وهذا يصب في تشجيع الزواج، فلماذا لا يدفع بسخاء ايضا للرجال الذين لا يقدرون على الزواج بسبب ضيق ذات اليد؟ وعلى النساء الضغط من اجل ذلك لانهن الاكثر تتضررا لايجاد حلول اكثر جدية ونجاعة بدلا من المبادرات الخجولة التي نسمع عنها هنا وهناك.

ومن هذا المنبر احرض العوانس على التظاهر في شوارع جميع المدن العربية والاسلامية:

عايزن نتزوج... عايزن عرسان حتى ولو بالمجان... عايزين نلبس اثواب زفاف... عايزين نمارس جنس حلال... عايزين نشبع غرائز الامومة لدينا... عايزين نجيب اطفال... عايزين نوقف جحافل الذبول التي باتت تهدد حياتنا... يسقط يسقط الاستعمار.... لا لا للظلم... لا لا للازواج الجبناء... لا لا للزوجات الانانيات... داون داون يو اس اي... لا لا للتناقض... لا لا للكيل باكثر من مكيال.

كما اناشد ايضا رجال الامن والشرطة والجيش الشرفاء... الانحياز لصوت المعنسات والمحرومات... وتقديم المشروبات الباردة والايسكريم لهن، خاصة ونحن نعيش هذه الايام اجواء شواظية الاحترار...

مع تحيات جاكس... الذي يرفع يده كل يوم لله الواحد القهار ويشكره ان خلقه رجلا... كما كان يفعل قدامى اليونانيين.


0 التعليقات:

إرسال تعليق