الثلاثاء، يوليو 14، 2009

الطريق المتعرج

ذات صيف قائظ الهجير، اتكأت ذبابة على صفقة شجرة بجوار بحيرة لتأخذ قسطاً من الراحة.

قالت الذبابة في ذلك الجو الحر: آه لو غصت إلى عمق ثلاثة بوصات فقط في هذه المياه... لكنت قد رطبت جسمي قليلا ولشعرت بالانتعاش".


وفي تلك الأثناء كانت تراقب سمكة داخل البحيرة الذبابة، فقالت محدثة نفسها: آه لو غاصت هذه الذبابة ثلاث بوصات داخل البحيرة، لكنت قد التهمتها وجبة لذيذة ولأخرست اضطرابات أمعائي الثائرة".


وكان في تلك اللحظات دب مختبئ بالقرب من البحيرة، قال في نفسه: آه... لو غاصت تلك الذبابة ثلاث بوصات في البحيرة. ستقفز السمكة لتحاول اصطيادها، ولهجمت على السمكة لقمة سائغة".


وصادف أيضا أن صيادا كان بجانب ضفة البحيرة يستعد ليأكل شطيرة جبن فقال في نفسه: آه لو غاصت تلك الذبابة ثلاثة بوصات... وقفزت تلك السمكة لالتهام الذبابة... وبرز ذلك الدب من مخبئه لالتقاط السمكة. لكنت أطلقت عليه النار وشويت لحمه وغنمت وجبة معتبرة بدلا من هذه الشطيرة التي لا تغني ولا تسمن من جوع".


عزيزي القارئ، أظنك ستعتقد الآن أن هذه هي نهاية القصة، وهذا هو كل النشاط الذي كان يجري على ضفة تلك البحيرة الوادعة الجميلة، ولكن لا يا حبيبي... فأحداث يومنا في تلك البقعة الهادئة الوادعة لم تنته بعد... اسمع سأكمل لك باقي القصة، اعرف انك تحاول الانسحاب سريعا من مدونتي المملة هذي، وتريد أن تتجول في مواقع أخرى في الانترنت....


كان هناك في تلك اللحظات فأرة صغيرة تختبئ بالقرب من الصياد، قالت في نفسها: آه لو غاصت تلك الذبابة ثلاث بوصات... وقفزت السمكة نحوها... وحاول ذلك الدب الهجوم عليها... لقام هذا الصياد الغبي برمي شطيرة الجبن ولحصلت عليها دون أي جهد يذكر".


لحظة لا تستعجل أيها القارئ، فقد اوشكت قصتنا على النفاد... إذ كانت في تلك الأثناء قطة برية ترقب الوضع عن كثب من مكمنها في ذلك الدغل، فقالت ممنية نفسها: آه لو غاصت الذبابة ثلاث بوصات... وقفزت نحوها السمكة... وحاول ذلك الدب التقاط السمكة... وقام الصياد بإطلاق النار على الدب... وهجمت الفأرة نحو شطيرة الجبن... لفزت بالفأرة كوجبة في منتهى الدسامة".


والآن تعالوا نستطلع حالة ذبابتنا المسكينة (لقطة بانورامية سريعة مع موسيقى خلفية حزينة في الخلفية)... فقد بلغ بها السأم والتضجر من ذلك الجو الحار مبلغه، ولم تعد قادرة على الاحتمال أكثر... وفي لمح البصر حزمت أمرها وطارت صوب ماء البحيرة لتطفئ النيران المستعرة في جسمها، عسى ولعل تنعم بالانتعاش.

وتوالت الأحداث في سرعة غريبة... (موسيقى تصويرية ذات طابع مثير).

ابتلعت السمكة الذبابة...

هجم الدب نحو السمكة...

أطلق الصياد النار على الدب...

قفزت الفأرة لتناول شطيرة الجبن...

طار القط في لمح البصر محاولا الانقضاض على الفأرة...

زاغت الفأرة بسرعة من مرمى القط...

سقط القط في الماء سقوطا مدويا...

وغرق.

مغزى هذه القصة:

إذا غاصت ذبابة في الماء ثلاث بوصات.... اعلموا أن هناك قطة ما ستكون في خطر محدق!!!!!!!.

مع تحيات جاكس

0 التعليقات:

إرسال تعليق