الثلاثاء، يوليو 21، 2009

مصيدة الفأر

نظر الفأر من خلال صدع في الجدار فرأى المزارع وزوجته يفتحان رزمة.

واخذ يساءل نفسه متعجبا: ما الطعام الذي يمكن أن تحتويه هذه الرزمة؟ وصعق لاكتشافه أنها كانت تحوي مصيدة فئران.

تراجع الفأر بهدوء شديد إلى فناء المزرعة، واقترب من صديقته الدجاجة واخذ يردد كالمجنون على مسامعها محذرا: ثمة مصيدة فئران في المنزل! ثمة مصيدة فئران في المنزل!

قوقأت الدجاجة وأخذت تحك الأرض بقدمها، ثم رفعت رأسها، وقالت: أيها الفأر، أخشى أن هذا ربما يكون نذير شؤم بالنسبة لك، وأستطيع القول بكل ثقة، إن هذه المصيدة لا تعنيني في شيء، لذلك فإن وجودها لا يسبب لي إزعاجا أبدا.

توجه الفأر حيث يوجد صديقه الخروف وقال له في وجل وفزع: ثمة مصيدة فئران في المنزل! ثمة مصيدة فئران في المنزل!

تعاطف الخروف قليلا مع الفأر، وفي النهاية قال له: أنا آسف جدا أيها الفأر، ولكن ليس هناك ما استطيع القيام به حيال وجود المصيدة. فكل ما استطيع فعله هو أن أدعو لك بأن تنجو منها ومن تربصها بك.

اتجه الفأر إلى حظيرة صديقته البقرة، واخذ يقول: ثمة مصيدة فئران في المنزل! ثمة مصيدة فئران في المنزل!

قالت البقرة: أنا جد آسفة أيها الفأر، ولكن لا شأن لي بها. فهي بالتأكيد لم يتم جلبها هنا من اجلي أنا.

وهكذا، عاد الفأر إلى المنزل حزينا منكسرا مطاطا الرأس، وهو يعلم في قرارة نفسه انه سيواجه مصيدة المزارع وزوجته وحده.

وفي تلك الليلة دوى صوت قوي في جميع أنحاء المنزل – صوت مثل صوت انطباق فكي مصيدة الفئران تصيد فريستها. هرعت زوجة المزارع صوب المصيدة في جنح الظلام لمعرفة ما الذي اصطادته المصيدة. ولم تستطع أن ترى الأفعى التي احتجزت المصيدة ذيلها.

لدغت الأفعى زوجة المزارع. فأسرع بها المزارع إلى المستشفى، وعادت إلى منزلها بحمى شديدة.

وكما هو معروف فإنه يقدم حساء الدجاج الطازج لعلاج الحمى، فأخذ المزارع سكينه وتوجه صوب فناء المزرعة للحصول على المكون الرئيسي للحساء.

ولكن زوجته لم تشفى من مرضها، فتجمع الأصدقاء والجيران والأهل لعيادتها والترويح عنها بالجلوس معها على مدار الساعة. ذبح المزارع الخروف لإطعامهم.

تفاقم مرض زوجة المزارع فتوفيت.

وجاء عدد كبير من الناس لتشييعها، فاضطر المزارع لذبح البقرة حتى يوفر ما يكفي من الطعام للمشيعين ثم المعزين.

كان الفأر يراقب كل تلك الدراما من خلال الصدع الموجود في الجدار بحزن شديد.
---

أيها القارئ العزيز، حذارِ إذا سمعت أن شخصا ما يواجه مشكلة، فلا تقل إن الأمر لا يعنيني أو تشمت فيه – فعندما يتعرض شخص للتهديد، ربما تكون أنت أيضا في خطر.

كلنا نشترك في هذه الرحلة التي تدعى الحياة. يجب علينا أن يهتم كل منا بالآخر، ونبذل قصارى جهدنا لتشجيع بعضنا البعض.

أيها القارئ العزيز، أتمنى أن تدعو كل من مد لك يد المساعدة لقراءة هذا الإدراج، دعهم يعرفون كم هم مهمين بالنسبة لك.

وتذكر ... إن كل واحد منا عبارة عن مكون أساسي في منظومة حياة الشخص الآخر؛ وان حياتنا قد نسجت مع بعضها البعض لحكمة. مع تحيات جاكس

0 التعليقات:

إرسال تعليق