الأربعاء، مارس 11، 2009

عاقبة سوء النية

حكت لي جدتي ذات زمان موغل في القدم، انه يحكى أن فأراً كان يعيش في البرية، ساقه حظه العاثر لمصادقة ضفدع، كان يقضي معظم وقته في الماء. في أحد الأيام سوّلت للضفدع نفسه وعزم على إلحاق الأذى بصديقه الفأر. فقام بربط قدم الفأر خلسة بقدمه بإحكام. وهكذا التصقا ببعضهما البعض، واخذ الضفدع يتجول بصديقه الفأر من مرج إلى آخر، حيث كانا يقتانان من خشاش الارض.
ثم سحبه تدريجيا نحو البركة التي كان يحلو له السباحة فيها معظم أوقاته، جرّه حتى وصل به إلى ضفتها، وفجأة قفز ساحباً معه الفأر المغلوب على أمره. استمتع الضفدع بالمياه كعادته، وطفق يسبح وينق، بينما الفأر كان يصارع مصيره المحتوم، والضفدع غير عابئ بتوسلاته.
لم يمر وقت طويل حتى غرق الفأر في البركة، وطفت جثته على السطح. وكان في تلك الأثناء صقر يتابع ما يجري من الجو، فلاحظ الفأر الميت الطافي على الماء، وفي لمح البصر هبط متجها نحو صفحة الماء وانقض بمخالبه القوية على جثة الفأر، وطار بها إلى عشه.
وكان ما يزال الضفدع عالقاً بقدم الفأر، فأصبح هو الآخر أيضا ضحية لسوء نيته، فالتهمه الصقر غير مأسوفاً عليه كوجبة عشاء دسمة بعد أن استمتع بالفأر المسكين في الغداء.

مغزى القصة:
إختار حلفائك بعناية... ولا تحفر حفرة لأخيك، فربما تقع فيها.
هذه القصة ذكرتني بزميل كان يحاول بكل ما أوتي من دناءة وتفاهة ازاحة زميل اخر في شركة سبق ان عملت بها، كان يريد هذا الزميل الحاقد ان يزيل زميله من الوجود، آسف من الشركة، وظل ينقل كل لفتات وحركات وسكنات زميله المسكين ويشي به للمدير، لدرجة ان زميلنا المغدور كان اذا اراد ان يقول (بِغِم)، كانت بغم هذه تصل الى المدير قبل ان تخرج من فمه... ولكن عصفت الرياح بسفينة زميلنا الدنيئ، والتي كان يظن انها عصية على الانواء والاعاصير وفوق كل ذلك، على ارادة الله عز وجل، واترك لخيالكم الخصب تخيل ما حصل له.....
ارجو ان لا يذهب خيالكم الى النهايات التقليدية، كونوا ذوي خيال خصب، في واقع الامر نجح زميلنا التافه بمقاييسنا نحن، والرائع بمقاييس الاقدار، بازاحة زميلنا المسكين.
ولكن ازاحه الى اين؟
ازاحه من شركتنا الى عالم العطالة لمدة عشرين يوما فقط، ليكون سببا في ان يجد وظيفة في شركة اخرى دفعت له ضعف الراتب الذي كان يتقاضاه في شركتنا.
والان يمكنكم ان تتخيلوا ردة فعل زميلنا التافه، والى اي مدى انفغر فاهه عندما علم بالخبر. (بس خلاص)
مع تحيات الإمبراطور حيدر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق