الجمعة، مارس 27، 2009

اسرائيل تبيد قافلة سودانية

إسرائيل تستبيح الأجواء السودانية بدعم أمريكي وتقتل حوالي 800 شخص معظمهم سودانيين اضافة الى جنسيات اخرى، وقد وقعت القارتين في شهر يناير الماضي إلا أن السلطات السودانية تكتمت عليها بشكل مريب جدا رغم أن سلطات الإقليم الشرقي علمت بها بعد فترة وجيزة عندما استقبلت بعض المستشفيات هناك الجرحى الذين نجوا من الهلاك في الغارتين للعلاج، ولكن للأسف فإن السلطات السودانية لم ترصد الطائرات التي شاركت في الغارتين لدى ارتكابها لهذه الجريمة الشنعاء والتي اخترقت أجواءه وقتلت عددا كبيرا من السودانيين والصوماليين والارتريين والأثيوبيين...
تماما كما توقعت، ها هي إسرائيل توسع نشاطاتها الإجرامية على مرأى ومسمع من العالم ومن الشرعية الدولية التي يتشدقون بها وتعربد وهي تعلم تماما انه لا يوجد رادع في عالم أصبح كالغابة كما أشرت إلى ذلك في إدراج سابق، وقبل فترة قصيرة كانت قد أغارت على الأجواء السورية ودمرت احد الأهداف السورية في داخل العمق السوري هذا إضافة إلى ضربها أهداف في اليمن ولبنان وربما في مناطق أخرى كثيرة في تعد صارخ للأجواء العربية..
للأسف الشديد أن القافلة التي تم تدميرها وقتل وجرح معظم أفرادها لم تكن تحمل سوى عدد كبير من الأشخاص الذين ربما كانوا في رحلة تهريب إلى الأراضي المصرية، إضافة إلى العثور في الحطام إلى جانب الجثث المتفحمة على بعض الأسلحة الكلاشنكوف والتي يعتقد أنها للحماية الشخصية وليس كما زعم أنها كانت أسلحة مهربة يفترض أن تصل إلى حماس في فلسطين، وحتى لو افترضنا أن ذلك صحيح فكان يمكن اعتراض القافلة والقبض على أفرادها ومصادرة الأسلحة المزعومة من دون علم السلطات السودانية أو المصرية.
ولكن ما حدث يندرج ضمن المخططات الإسرائيلية لاختراق وإحداث مشاكل مدمرة في الدول العربية خصوصا التي تجاهر بعدائها لإسرائيل وتؤيد حماس مثل السودان. ومن الواضح أن إسرائيل تسعى لفتح جبهة جديدة في شرق السودان لإحداث مزيد من الزعزعة والقلاقل خصوصا وأنها تعلم أن هناك بعض القبائل المعارضة للحكم في الخرطوم، ويأتي هذا الحادث بعد أن فشلت في تحقيق ما خططت له في دارفور في غرب السودان، وحسب الأخبار فان ذوي المغدورين في شرق السودان من قبائل مثل الرشايدة والعبابدة وغيرها وهي قبائل ذات أصول تنتمي للجزيرة العربية، فهناك استياء كبير جدا وتململ من الطريقة التي تعاملت بها السلطات السودانية وللعدد الكبير من القتلى والجرحى من أفراد هذه القبائل.
ولقد سبق لي زيارة إحدى هذه المناطق المتاخمة لمثلث حلايب المتنازع عليه بين مصر والسودان، وهي منطقة لا تبعد كثيرا عن المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، واذكر إنني انطلقت من معسكر سوداني شهير خارج مدينة بورتسودان يسمى فلامنغو، وقد انطلقت مع بعض الأفراد والضباط وزرت معهم إحدى المناطق القريبة من مثلث حلايب وكانت قريبة من المنطقة التي وقعت فيها الغارتين الجويتين حسب ما جاء في الأخبار، والمنطقة صحراوية وجبلية خالية من السكان ولكن تعبرها بعض الطرق الصحراوية تنشط التي فيها منذ مئات السنين عمليات تهريب السلع والبشر وربما المخدرات من وإلى بعض المناطق المصرية المتاخمة للحدود السودانية خصوصا بعض المدن المصرية التي تقع على ساحل البحر الأحمر.
وفي ظل هذا النشاط العدواني الذي تكرر من إسرائيل أكثر من مرة يجب على الدول العربية أن تناقش هذه المستجدات بجدية في القمة العربية التي تعقد في الدوحة بعد أيام قليلة ووضع آلية معينة لردع هذه النشاطات العدوانية الإسرائيلية التي أخذت تمارسها في مناطق بعيدة عن أراضيها على غير العادة وعلى شكل هجوم بالطائرات وهذا تطور خطير أخذت إسرائيل تنشط فيه في الآونة الأخيرة، وفي اعتقادي أن إسرائيل ستتمادى إلى أكثر من ذلك وستكرر مثل هذه الغارات في كثير من الدول العربية في السنوات القادمة ما لم يتم ردعها بأي طريقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق