الأحد، مارس 22، 2009

تخريج رائع من الرئيس البشير

ما فعله الرئيس البشير تخريج صائب يثنى عليه...
حسنا فعلت أيها البشير...
الخطوة التي أقدم عليها السودان والتي تم إعلانها أمس بعدم جواز سفر البشير إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر القمة، والتي يمكن أن تكون عواقبها وخيمة جدا على الاستقرار في السودان والمنطقة ككل، كان خبرا متوقعا...
لطالما كنت أتوقع في الأيام الماضية أن السودان سيقوم بتخريج ما لإيجاد ذريعة يعدل بها عن سفر البشير المتوقع إلى الدوحة لحفظ ماء الوجه، والمتوقع أن يسبب سفره مشاكل لا تعد ولا تحصى واحراجات للدولة المضيفة ايضا، ولا يهم أن كان هذا التخريج سيحفظ ماء وجه الرئيس أو ماء وجه السودان او حتى عرقهما...
ما يهم هو انه قرار صائب وكان ضروري ان يتم صنعه، خصوصا وأن العالم أصبح اشبه بالغابة، ياكل فيها الضعيف القوي، وأرى أن بعض الدول التي تمتلك العضلات وعلى رأسها إسرائيل، أخذت تحرك عضلاتها وتسن أسنانها بحماسة أكثر، وهي في حالة تربص واضح ومستمر ونشط في هذه الفترة لالتهام او تفتيت الدول العربية الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة من حيث القوة والاقتصاد مثل السودان وغيرها بمختلف السبل والاساليب وهذا لم يعد خفيا فقد صرحوا به.. ومن ناحية اخرى دولة قطر بها قاعدة أمريكية ولا يستبعد أن تلعب هذه القاعدة العسكرية دورا ما في القبض على الرئيس البشير والذي ستكون عملية اختطافه والقبض عليه سهلة، وسيكون لقمة سائغة سيحلو التهامها تمهيدا لعرض مسرحية إذلال جديدة سيكون ضحاياها العرب والمسلمين...
وفي تقديري انه لن تستطيع دولة قطر او اي احتياطات امنية أن تمنع اختطاف البشير حتى ولو أرادوا منعه بجدية... كلي أمل أن يلتزم البشير بهذا التخريج الرائع لعدم السفر، إن كان صحيحا أن البشير لا يد له في هذه الحبكة اللذيذة، وفي هذا التصريح الذي خرج علينا بالأمس من قيادة الجيش حسب صحيفة الحياة، ومن هيئة كبار العلماء حسب قناة الجزيرة وقنوات أخرى بعدم جواز سفر البشير إلى الدوحة...
لهذا أتمنى من سيادة البشير، اذا كان لا يد له فيه، أن لا يعاند ويتصرف عكس القرار ويصر على السفر خارج السودان على الاقل في الوقت الراهن، لأن السودان يكفيه ما يعانيه من مشاكل، ومن تكالب الدول الواقع عليه الآن كتكالب الأكلة على قصعتها... والشعوب العربية وخصوصا الشعب السوداني ليس مستعدا للدخول في بلبلة أخرى قد تكون بحجم هائل جدا لا يعلم إلا الله مداها وخطورتها، في حالة لا قدر الله تعرض البشير إلى اختطاف.
واسأل الله أن تنحل مشاكل السودان بأسرع فرصة ممكنة بإعمال العقل والتصرف بحكمة وتغليب المصالح العامة على المصالح الذاتية الضيقة في مثل هذه الظروف الحرجة التي تهدد استقرار وامن السودان وكذلك استقرار كثير من دول العربية في هذا المنعطف التاريخي الذي يمر به العالم الآن.

فلقد ولى زمن العنتريات في عالم أصبحت تحكمه سياسة هذه السياسة شبه الغابية ان جاز التعبير، في غياب شبه كامل لسياسة توازن القوى التي كانت قائمة في العهود السابقة، والى ان نعد نحن كعرب وكأمم مستضعفة لأعدانا من رباط الخيل المناسب لنرهبهم به، عندها فقط يمكننا ان نجرؤ على استخدام لغة العنتريات والتهديد والوعيد التي رمت من قبل بصدام حسين إلى غياهب التاريخ بيد من ليس أهلا كي يرسله إلى تلك الغياهب السحيقة، وفقدنا دولة كنا قد علقنا عليها آمالا عراضا كعرب نتيجة لتصرفات عنترية طائشة للأسف .

وحتى نصبح في تلك المرحلة البعيدة القريبة، مرحلة رباط الخيل المناسب، يجب علينا ان نكف عن اي تصرفات طائشة وغير محسوبة بدقة، وان نعمل في صمت كدول مستضعفة علّ الله جلّت قدرته ان يرحمنا لأننا سنكون قد عرفنا قدر أنفسنا، وان نستخدم عقولنا وحيلتنا في استمالة بعض القوى المتزنة مثل الصين واليابان وغيرها من الدول الصديقة للعرب إلى صفنا لكي تأخذ بأيدنا برفق حتى نصل إلى مرحلة رباط الخيل وبر الأمان، وحتى نصبح دولا يمكن ان تهابها دول الاستكبار والدول التي تتلاعب بها الصهيونية وتحسب لنا لا أقول ألف حساب، بل دعنا نقول تحسب لنا مائة حساب فقط، عندها فقط يمكننا ان نلجأ للغة العنتريات والقوة التي لا تشبهنا في الوقت الحالي، وبدلا عن ذلك دعونا نستمر في سياسة المهادنة والثعلبة والدهاء ونتمسكن حتى نتمكن، لكي ننأى بأنفسنا عن مزابل التاريخ والجغرافيا التي أصبحت فاغرة أفواهها أكثر من ذي قبل ولسان حالها يقول هل من مزيد... وهيت لك؟.
مع تحيات الامبراطور

0 التعليقات:

إرسال تعليق