الاثنين، مارس 09، 2009

إعلان قتل امريكي!!

قتل أمريكي
مقالة كتبها طبيب أسنان استرالي
ربما فاتنا هذا الخبر في معمعة الأخبار المتلاحقة التي أصبحت سمة عالم اليوم، إذ تقول التقارير أن هناك شخص في باكستان، كان قد أعلن في إحدى الصحف، وعرض مكافأة لمن يقتل أمريكي، أي أمريكي.
وفي اليوم التالي كتب طبيب استرالي افتتاحية في إحدى الصحف، وقد أراد أن يدرك الجميع من هو الأميركي عندما يجدوه ليقتلوه.
فيما يلي أترجم نص ما كتب حسب ما وردني عن طريق ايميلي، أرسلها لي شخص أمريكي يتباهى بما كتب هذا الطبيب الاسترالي عنهم:
'الأميركي هو في الواقع انكليزي أو فرنسي أو ايطالي، ايرلندي، ألماني، إسباني، بولندي، روسي أو يوناني. الأمريكي ربما يكون أيضا كندي، مكسيكي، أفريقي، هندي، صيني، ياباني، كوري، استرالي، إيراني، آسيوي، أو عربي، أو أفغاني أو حتى باكستاني.
الأمريكي، يمكن أن يكون أيضا كومانشي، شيروكى، أوساجي، بلاكفوت، نافاهو، أباتشي، سيمينولي أو واحد من القبائل العديدة المعروفة باسم الهنود الحمر السكان الأصليين.
الأمريكي قد يكون مسيحيا، أو يهوديا، أو بوذيا، أو مسلما. ويوجد في الواقع في أمريكا مسلمين أكثر مما يوجد في أفغانستان، والفرق الوحيد هو أنه في أمريكا أن الواحد منهم يكون حر أي عبادة يختار.
الأمريكي أيضا حر في أن لا يعتقد بأي دين. لأنه يعرف أن هذا شأنه مع ربه، وليس مع حكومة أو عصابات مسلحة تزعم أنها تتحدث باسم الحكومة وباسم الله.
الأمريكي يعيش في أكثر البلاد ازدهارا في تاريخ العالم.
ويعزى سبب الازدهار هذا لإعلان الاستقلال، الذي يعترف بالحق الذي منحه الله لكل شخص في السعي لتحقيق السعادة التي ينشدها.
الأمريكي إنسان كريم. فقد ساعد الأميركيين معظم دول العالم في وقت الشدة والأزمات، دون أن يطلبوا شيئا في المقابل.
حينما تم اجتياح أفغانستان من قبل الجيش السوفيتي قبل 20 عاما، هب الأمريكيين بالأسلحة والعتاد لتمكين الشعب الأفغاني من استعادة أرضهم!
ومنذ حادثة الحادي عشر من سبتمبر، ساعد الأميركيين الفقراء في أفغانستان أكثر من أي دولة أخرى.

الرمز الوطني الأمريكي، هو تمثال الحرية، الذي يرحب بالمستضعفين والفقراء، والبؤساء المنبوذين الذين تلفظهم شواطئهم المكتظة بالسكان، أولئك الذين لا مأوى لهم، من القي بهم في العاصفة. في الواقع هؤلاء هم الذين بنوا أمريكيا.
بعض منهم كانوا يعملون في البرجين التوأمين في صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ليوفروا حياة أفضل لأسرهم. والمعروف أن ضحايا مركز التجارة العالمي ينتمون لما لا يقل عن 30 بلدا، ولثقافات ويتحدثون بلغات مختلفة، بما في ذلك لغة من ساعدوا وحرضوا الإرهابيين.

وهكذا يمكنك أن تحاول قتل أمريكي إذا كان ولا بد. هتلر فعل ذلك. وكذلك فعل الجنرال توجو، وستالين، وماو تسي تونغ، وغيرهم من الطغاة المتعطشين للدماء في كثير من دول العالم. ولكن، بإقدامك على هذا الفعل إنما ستقتل نفسك. لأن الأمريكيين ليسوا شعب معين من مكان معين. أنهم تجسيد للروح الإنسانية الحرة. إن كل إنسان يحمل هذه الروح، في أي مكان في العالم هو في واقع الأمر أمريكي حقيقي.

تعليق الإمبراطور:
ربما يكون معظم ما ذهب إليه كاتب هذا المقال صحيح، ولكن يجب أن لا ننسى أن الشعوب تؤخذ بجريرة حكامها، وسياساتهم العنجهية عندما ينتهجون سياسة الكيل بمكيالين، ويمارسون طغيانا من نوع مختلف، يتخفى تحت عباءة النظام العالمي الجديد ومن ليس معنا فهو ضدنا وأضحوكة محاربة الإرهاب وغيرها من الشعارات الفضفاضة التي اتخذها المجنون بوش وزمرته وزلزلوا بها استقرار العالم، وهم يتخيلون أنفسهم أنهم شرطيو العالم الذين أنيط بهم البطش بالضعفاء نتيجة لرؤى خاصة مجنونة. كما حدث في العراق بسبب انتقام بوش من صدام، ثأرا لوالده واستجابة لمصالح صهيونية بحتة وسرقة لمقدرات دولة عربية قوية لتفتيتها.
من الذي خول أمريكا أن تؤدب صدام، حتى ولو اتفقنا جميعا انه حاكم طاغية وسيئ وقاتل؟ وهل الحرية والعدل في قتل ملايين الأطفال والنساء وتشريد ألاف العراقيين في مشارق الأرض ومغاربها؟ وهل الحرية التي يدعيها كاتب المقال تكمن في اشتراك أمريكا عن سبق إصرار في قتل الأبرياء أصحاب الأرض في فلسطين بدعم الصهاينة بأحدث الأسلحة بالرغم من أنهم عملوا بالديمقراطية التي تتشدق بها أمريكا وانتخب شعبهم حماس الذي يقاتل ضد المحتل في بسالة ورجولة؟ وقبل ذلك فظائع أمريكا في فيتنام وكوريا وهيروشيما وناجازاكي وغيرها الكثير من الماسي التي سببتها أمريكا، تلك الماسي التي لا يمكن أن تسقط عن ذاكرة الإنسانية مهما تقادم عليها الزمن.

كيف للشعوب المبطوش بها أن تتمالك نفسها وتعمل عقلها لتفرق بين أمريكا كأفراد وكسياسات، عندما تختلط الأمور وتتمادى أمريكا السياسة في غيها وغطرستها عندما تستبيح أعراض النساء والرجال في أبو غريب وفي غوانتنامو؟ وهل يوجد إنسان في العالم لا يعلم بالحقائق التي ذكرتها في مقالك هذا أيها الطبيب، يا استرالي؟ وأنت الذي تمارس حكومتك الحالية في استراليا تضييقا على المسلمين وطالب رئيس وزرائكم المسلمين اما الانصهار والقبول بالتمازج والا الرحيل.
عندما يبلغ الجنون مبلغه ويتمادى الطغيان الأمريكي في الكيل بمكيالين كما يحدث في سياساتها المنحازة، فإن الشر يعم، وينسى الناس أن هناك شيء اسمه أمريكي وشيء آخر اسمه سياسة أمريكية ولا يفرقون بينهما. وعندما يقوم رئيس أمريكي مريض اسمه بوش بافتعال مؤامرة وتمثيلية لإيجاد مسوغ ما يسمى بالحادي عشر من سبتمبر استجابة لأباطيل صهيونية لها علاقة بزعم نبوءة الارماغيدون ونهاية العالم كما يرجح هذه النظرية الكثير من الخبراء في أمريكا وفي العالم، بل يذهبون إلى أكثر من ذلك عندما تعجز كل إمكانيات أمريكا العسكرية والهائلة في القبض على ما ابن لادن ومعاونيه أو القضاء عليهم في جحورهم وهي تمتلك أسلحة فيزيائية وبيولوجية يمكنها أن تحول أي كائن حي إلى أشلاء في لحظات، ويرى كثيرين انه من غير المنطقي أن يظل بن لادن حرا طليقا حتى الآن، ولا يتم التركيز عليه بالشكل المرغوب فيه وتركز أمريكا على العراق، لا شك أن في الأمر مؤامرة كبيرة تفوق خيالنا.

وما دام أن الأمر كذلك وان طغيان السياسة الأمريكية أصبح مكشوفا وواضحا، فليس هناك حل أمام أمريكا إلا أن تعمل من اجل أن يسود السلام، وإعادة الأمور إلى نصابها. ينبغي على أمريكا أن لا تستغل قوتها، وتستكبر على الدول الأخرى، خصوصا الدول الضعيفة أو التي لا تريد أن تسير في فلكها أو تركع لها، حتى لا تفرخ مزيدا من الإرهاب في العالم، لأنه من باب أولى للقضاء على المشكلة أن يتم إزالة جذورها المسببة أولا وهي طغيان وبطش أمريكا بالدول الضعيفة وإتباع سياسة الكيل بمكيالين في حقها، واقرب مثال على ذلك تمسك أمريكا وإيعازها لما يسمى محكمة العدل بالقبض على الرئيس السوداني البشير، حتى ولو سلمنا جدلا انه فعلا ارتكب فظائع في دارفور. لماذا تلقى التهمة على البشير ولا تلقى على زمرة النظام الأمريكي السابق قتلة الملايين وعلى رأسهم رأس الحية بوش؟ ألا يعتبر قتل الملايين في العراق وأفغانستان وفلسطين مجازر؟
عندما يفهم الساسة الأمريكيين هذه المعادلة، عندها فقط لن تجد أيها الطبيب الاسترالي أي إنسان ينادي بقتل أمريكي أو غير أمريكي. عندها فقط يمكن أن يتحدث الناس عن المنطق والعقل ويتحدثون عن السلام في العالم، وتمجيد الحقائق المتعلقة بالأمريكيين التي ذكرتها.
والله ورسوله اعلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق