الاثنين، مارس 09، 2009

في صباح يوم ذاهٍ، ذهب سائق الحافلة إلى المرآب كعادته، أدار محرك حافلته، وانطلق على الطريق.
لا مشاكل بالنسبة للمحطات الأولى، يصعد بعض الركاب، وينزل البعض، وسارت الأمور على ما يرام. لكن عند المحطة التالية، ركب رجل ضخم يبدو كالجبل. مصارع طوله ستة أو ثمانية أقدام، ذراعاه يتدليان يكادان يلامسان الأرض. حملق في السائق وقال بلهجة مستفزة: عنتر زمانه الضخم لا يدفع! ثم جلس في المؤخرة. هل ذكرت لكم ان السائق كان يبلغ طوله خمسة أقدام وثلاثة بوصات، نحيلا كعود الخيزران، ويبدو مسالما ووديعا؟ حسنا، انه كذلك. وبطبيعة الحال لم يتجادل مع صاحبنا عنتر الضخم، لكنه كان مستاءً لما يحصل. تكرر في اليوم التالي نفس السيناريو، ركب عنتر مستعرضا قوة بأسه التي لا قبل لسائق الحافلة بها.. مبديا رفضه دفع الأجرة ثم جلس.
تكرر الأمر في اليوم التالي، والتالي، والتالي، والتالي، والتالي. تضايق سائق الحافلة، وبات يؤرقه النوم على نحو غض مضجعه بسبب الأسلوب الاستفزازي المستهجن الذي دأب عنتر زمانه يمارسه والطريقة التي يستغله بها. بلغ به الغضب مبلغه ولم يعد قادرا على تحمل المزيد.. فانضوى في مركز لكمال الأجسام، الكاراتيه، الجودو، وكل الأمور إيّاها. بحلول نهاية الصيف، أصبح سائق الحافلة قويا جدا ورباعا؛ بل شعر بقوة وشجاعة وثقة بالنفس. في اليوم التالي صعد أخينا عنتر زمانه كعادته.. وعندما قال جملته المعتادة: عنتر زمانه الضخم لا يدفع! نهض السائق من مقعده، ورد على حملقة عنتر زمانه بحملقة تتطاير شررا.. وصرخ في وجهه بصوت مزمجر كالشلال الهادر: ولماذا لا تدفع؟ وبمفاجأة ارتسمت على محيا عنتر زمانه، أجاب بهدوء شديد: لأن عنتر زمانه يمتلك تصريحا مجانيا لركوب الحافلة.

_______________________________________________
مغزى القصة: تأكد دائما من أن هناك مشكلة في المقام الأول قبل ان تعمل جاهداً على حلها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق