الأربعاء، مارس 03، 2010

تميم البرغوثي يتهاطل شعرا



الآنَ، الآنَ وليس غداً

أجراسُ العـودة فلتـُقـرَعْ...

غنت فيروز مُغـرّدة ً

وجميع الناس لها تسمع ْ

"الآنَ، الآنَ وليس غداً

أجراس العَـودة فلتـُقـرَع ْ"

مِن أينَ العـودة فـيروزٌ

والعـودة ُ تحتاجُ لمدفع ْ

والمدفعُ يلزمُه كـفٌّ

والكـفّ يحتاجُ لإصبع ْ

والإصبعُ مُلتـذ ٌ لاهٍ

في دِبر الشعب له مَرتع ْ؟!

عـفواً فـيروزُ ومعـذرة ً

أجراسُ العَـودة لن تـُقـرع ْ

خازوقٌ دُقَّ بأسـفـلنا

من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع ْ.

غـنت فيروزُ مرددة ً

آذان العـُرب لها تسمع ْ

"الآنَ، الآنَ وليس غداً

أجراسُ العـَودة فلتـُقـرَع ْ"

عـفواً فيروزُ ومعـذرة ً

أجراسُ العَـوْدةِ لن تـُقـرَع ْ

خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِـنا

من شَرَم الشيخ إلى سَعسَع ْ

ومنَ الجـولان إلى يافا

ومن الناقورةِ إلى أزرَع ْ

خازوقٌ دُقَّ بأسـفلِنا

خازوقٌ دُقَّ ولن يَطلع ْ.

عـفواً فيروزٌ ونزارٌ

فالحالُ الآنَ هو الأفظع ْ

إنْ كانَ زمانكما بَشِـعٌ

فزمانُ زعامتنا أبشَع ْ

من عباس إلى سَـعدٍ

من حُسْـني القـَيْءِ إلى جَعجَع ْ

أوغادٌ تلهـو بأمَّـتِـنا

وبلحم الأطفالِ الرّضـَّع ْ

تـُصغي لأوامر أمريكا

ولغير "إهودٍ" لا تركع ْ

زُلـمٌ قد باعـوا كرامتهم

وفِراشُ الذلِّ لهم مَخدع ْ

عفواً فيروزٌ ونزارٌ

فالحالُ الآنَ هو الأفظع ْ

كـُنا بالأمس لنا وَطنٌ

أجراسُ العَـوْدِ له تـُقـرَع ْ

ما عادَ الآنَ لنا جَرَسٌ

في الأرض، ولا حتى إصبع ْ

إسـفينٌ دُقَّ بعـَوْرتـنا

من هَرَم الجيزَة ْ إلى سَعسَع ْ

فالآنَ، الآنَ لنا وطنٌ

يُصارعُ آخِرُهُ المَطـلع ْ

عـفواً فيروزٌ ونزارٌ

أجراسُ العـَودةِ لن تـُقـرَع ْ

مِن أينَ العـودة، إخـوتـنا

والعـودة تحتاجُ لإصبَع ْ

والإصبعُ يحتاجُ لكـفٍّ

والكـفُّ يحتاجُ لأذرُع ْ

والأذرُعُ يَلزمُها جسمٌ

والجسمُ يلزمُهُ مَوقِـع ْ

والمَوقِعُ يحتاجُ لشعـْب ٍ

والشعـبُ يحتاجُ لمَدفع ْ

والمدفعُ في دِبر رجال ٍ

في المتعة غارقة ٌ ترتـَع ْ

والشعبُ الأعزلُ مِسكينٌ

مِن أينَ سيأتيكَ بمَدفع ْ؟!

عفواً فيروزٌ.... سـَيّدتي

لا أشرفَ منكِ ولا أرفـع ْ

نـِزارٌ قـال مقـَولـتهُ

أكلـِّم نزاراً... فليسمع:

إنْ كانَ زمانكَ مَهـزلة ٌ

فهَوانُ اليومَ هـو الأفظع ْ

خازوقـُكَ أصبحَ مَجلسُنا

"يُخـَوْزقـنا" وله نـَركع ْ

خازوقـُكَ يشرب من دمنا

باللحم يَغوص، ولا يَشبَع ْ

خازوقـُكَ صغيرٌ لا يكفي

للعُـرْبِ وللعالم أجمَـع ْ!

=============



لا أرى في القدس إلا أنت

مَرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا

عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ

فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ

إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها

تُسَرُّ، ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها

فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه

فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً

فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،

رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،

قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً

تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً

مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ

في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!

وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً

أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم

ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يا بُنَيَّ

حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ

في القدسِ كلًّ فتى سواكْ

وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها

ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها

رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ

في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ

يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،

فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

دهر مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ

وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

والقدس تعرف نفسها،

إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ

فكلُّ شيء في المدينةِ

ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ

حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ

تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ

في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ

في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،

فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،

تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها

تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها

تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها

إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها

وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها

ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ

في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ

كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ

ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،

أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،

وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،

فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،

حتى إذا طال الخلافُ تقاسما

فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ

إن أرادَ دخولَها

فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ

في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،

باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَ

لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،

فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ

في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ

واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"

وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ"!

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،

كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،

والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً

لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ

يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،

فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها

الكل مرُّوا من هُنا

فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا

أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ

والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،

فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا

يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ

العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها

والقدس صارت خلفنا

والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،

تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ

إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ

قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ

يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟

أَجُنِنْتْ؟

لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ

لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

في القدسِ من في القدسِ لكنْ

لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت

================



في العالم العربي تعيش

فى العالم العربى ، تعيش،
كما قط ساكن تحت عربية
عينيه ، ما تشوفش م الدنيا دى حاجه إلا الجزم..
فى العالم العربى ، تعيش،
كما بهلوان السيرك..
تحتك بهلوان، دايس عليه،
و فوق دماغك بهلوان دايس عليك!
و الكل واقف ..محترم!

فى العالم العربى ، تعيش،
مبارة ، بقالها الف عام
لعيبة تجرى يمين و شمال
و الكورة طول الوقت
فى إيدين الحكم!
فى العالم العربى تقول للبنت حبيتك!
تناولك بالالم!!

فى العالم العربى تعيش،
تشتم فى طعم الميه و الطعمية..
و القهوة ، و روادها، و فى مراتك و أولادها..
فى االلى بيعمله إبليس
و فى التفليس
و لو سألوك..
تقول ،: الحمد لله ربنا يديمها نعم..

فى العالم العربى تعيش،
كما دمعة فى عيون الكريم
المحنة تطردها يرجعها الكرم..
فى العالم العربى تعيش
تلميذ فى حوش المدرسة ..
من غير فطار!
عينه على الشارع و بيحيى العلم

فى العالم العربى تعيش،
بتبص فى الساعة
و خايف نشرة الاخبار تفوت
علشان تشوف ع الشاشة ناس
فى العالم العربى ،
تموت،،

=================



ايها الناس

أيها الناس أنتم الأمراء بكم الأرض والسماء سواء

يا نجوما تمشي على قدميها كلما أظلم الزمان أضاؤا

قد علا في أرض الإمارات صوتي قد علا في شرق الجزيرة صوتي

ما بي المال لا ولا الأسماء بغيتي أمركم يرد اليكم فلكم فيه بيعة وبراء

لا يحل بينكم وبين هواكم عند ابرام أمركم وكلاء

ثم إني أحكي حكاية قوم لغة الله خبزهم والماء

وخطاهم في الأرض ترسم شعرا هذبته السراء والضراء

فاذا ما قلنا القصيد فإنا للذي يكتبونه قراؤا

واذا ما سئلت من شاعر القوم غدا قلت أهلي الشعراء

واذا ما سئلت من شاعر القوم غدا قلت أنتم الشعراء

وأرى أبلغ القصيد جميعا أننا في زماننا أحياء

==========



قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ

قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ
أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ
وإنَ لَهُ كَفَاً إذا ما أَرَاحَها عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِ كَاهِلُهْ
يُقَلِبُني رأساً على عَقِبٍ بها كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ
وَيَحْمِلُني كالصَقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ وَيَعْلُو به فَوْقَ السَحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاً وإن ظَلَ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ
عَزَائي مِنَ الظُلاَمِ إنْ مِتُ قَبْلَهُمْ عُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ
إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَهُ كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ ق! اتلُِهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ وَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعاً يَرُدُ بها ذَمَامَهُ وَيُجَادِلُهْ
وَلكنَ قَتْلَىً في بلادي كريمةً سَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ

ترىالطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياً أبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ
وَوَالِدُهُ رُعْبَاًَ يُشِيرُ بَكَفِهِ وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِ الرَصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى اْبْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ وَمْنْذُ مَتَي تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ
عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِ لَيْلَةٍ نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَة ً كَأَنَا لَعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ
لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِ لَيْلَةٍ لِخَمْسِينَ عَامَاً مَا تَكِلُ مَغَازِلُهْ

وَقَتْلَى عَلَى شَطِ العِرَاقِ كَأَنَهُمْ نُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَقَ الرَسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَى عَلَيْهِ ثُمَ يُوطَأُ بَعْدَها وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ
إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَ! ها فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَهْرَ لا ي َرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه وَلَسْنَا مُطِيقِيهِ عَدُوَاً نُصَاوِلُهْ

================



و هذه القصيدة التي ألقاها الشاعر مجاراة لمعلقة عمرو بن كلثوم .. بعنوان معين الدمع

معين الدمع لن يبقى معينا .. فمن أي المصائب تدمعينا

زمانٌ هون الأحرار منا ... فديت وحكم الأنذال فينا

ملأنا البر من قتلى كرام ... على غير الإهانه صابرينا

كأنهم أتوا سوق المنايا ... فصاروا ينظرون وينتقونا

لو أن الدهر يعرف حق قوم ... لقبل منهم اليد والجبينا

عرفنا الدهر في حاليه حتى .. تعودناهما شدا ولينا

فما رد الرثاء لنا قتيلا ... ولا فك الرجاء لنا سجينا

سنبحث عن شهيد في قماط ... نبايعه أمير المؤمنينا

ونحمله على هام الرزايا ... لدهر نشتهيه ويشتهينا

فإن الحق مشتاق إلى ان ... يرى بعض الجبابر ساجدينا

===============



أَمْرٌ طَبِيْعِيّ

أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ تَعُودُ إليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ

أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً كَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ

فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ

قَدِ اْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْ ظِلِّها الصَّخْرُ



يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاها كُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ

في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُ زُورٍ في البُروجْ

في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلا سَبَبْ

وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها

فَتَظُنُّهم جِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"

يَا ظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْ يُصَبْ

في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِي عَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"

وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،

تَهْدِي خُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ



يا أُمَّنا، والموتُ أَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ في سِلالِكْ

وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِ عَامٍ عَنْ قِتَالِكْ

حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَها جَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ

وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍ أَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ

يَا مَوْتَنَا، يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!



يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ

إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ

وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ

لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ

يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي

ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ



يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،

إنَّهَا عَرْجَاءُ، أَدْرِي

إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي

إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّها

مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ

أَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ

يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟

مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ



يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"

قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"



يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ

لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا

قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ

لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ



يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،

وَقُومِي،

إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.


================



مَرَرْنا عَلــى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها

فَقُلْتُ لنفســي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها

تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها

وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُـسَرُّ
ولا كُلُّ الغـِيابِ يُضِيرُها

فإن سـرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمـونٍ عليها سـرُورُها

متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها

***

استمع إلي القصيدة بصوت الشاعر تميم البرغوثي
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ

في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها

في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ..
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى

وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاًمَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ

في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ

في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ!

***

وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم،! وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ

أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ، يا بُنَيَّ، حجابَ واقِعِها السميكَ
لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ

وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ

***

يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً، فالمدينةُ دهرُها دهرانِ

دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ

والقدس تعرف نفسها..
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيء في المدينة
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ

في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ

في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ

في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها

تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها

***

وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ

في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ

ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،

وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"،
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"،

حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ

***

في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهانَلتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ
أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً
فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ

في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ

وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"

في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ

في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا بْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ

في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ

***

في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا

فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ

فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى

كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا

يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ

العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا

والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ

إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ

يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟

لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ

في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْت.

=============



مررنا على دار الحبيب فردنــــــا عن الدار قانون الأعادي وسورهــــــــا
فقلت لنفسي ربما هي نعمة فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله اذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ....
... ولا كل غياب يضيرها .....

فان سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصر القدس العتيقة مرة فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس
بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته يفكر في قضاء اجازة او في طلاء البيت

في القدس
توراة وكهل جاء من منهاتنا العليا يفقه فتية البولون في احكامها
في القدس
شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الافرنج شقر لا يرون القدس اطلاقا
تراهم .........
يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحااااااات طول اليوم

في القدس
دب الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس
صلينا على الاسفلت
في القدس من في القدس الا انت

وتلفت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا ان عينك سوف تخطأهم وتبصر غيرهم
ها هم أمامك ........
متن نص انت حاشية عليه و هامش

احسبت ان زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني...... حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتا سواك
وهي الغزالة في المدى حكم الزمان ببينها....... ما زلت تركض خلفها ........ مذ ودعتــــــــــك بعينها .......فارفق بنفسك ساعة اني ارااااااك
وهنـــــــــــــــــــــت
يا كاتب التاريخ مهلا فالمدينة دهرها دهران :--

دهر اجنبي مطمأن لا يغير خطوه وكانه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها ......
فاسال هناك الخلق يدللك الجميع فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين

في القدس
يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدبا على اشبابه فوق القباب تطورت ما بينهم عبر السنين علاقة الاب بالبنين

في القدس
ابنية حجارتها اقتباسات من الانجيل والقران

في القدس
تعريف الجمال: مثمن الاضلاع ازرق
فوقه يادام عزك قبة ذهبية تبدو برايي مثل
مراة محدبة ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
اذا ما امة من بعد خطبة جمعة مدت بايديها
وفي القدس السماء تفرقت
في الناس تحمينا ونحميها ونحملها على اكتافنا حملا اذا جارت على اقمارها الازمان

في القدس اعمدة الرخام الداكنات كان تعريق الرخام دخان
ونوافد تعلو المساجد والكنائس امسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالالوان
فهو يقول لا بل هكذا
فتقول لا بل هكذا
فاذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات لكن ان اراد دخولها فعليه ان يرضى بحكم نوافذ الرحمن
في القدس
مدرسة لمملوك اتى مما وراء النهر باعوه بسوق نخاسة في اصفهان لتاجر من اهل بغداد اتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى فأعطاه لقافلة اتت مصرا فاصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطــــــــــــــان
في القدس
رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها اذا أصغيت
وتقول لي اذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي
لا تحفل بهم
وتفوح من بعد انحصار الغاز وهي تقول لي أرايت

في القدس
يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
او لمست بناية لوجدت منقوشا على يديك نص قصيدة يا ابن الكرام او اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبــــــــــــات ريح طفولة ريح براءة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريـــــــــــــــــح بين رصاصتــــــــــــــــــين
في القدس
تنتظم القبور كانهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مر من هنا فالقدس تقبل من اتاها كافرا أو مؤمنا
امرر بها واقرا شواهدها بكل لغات اهل الأرض

فيها
الزنج
والأفرنج
والقفجاك
والسقلاب
والبشتاق
والتتار
والاتراك
اهل الله
والهلاك
والفقراء
والملاك
والتجار
والنساق
فيها كل من وطا الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ما جد فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد الكتابة والقراءة مرة اخرى
اراك لحنت

العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا نائيا عن بابها والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمراة اليمين تغيرت الوانها في الشمس من قبل الغياب

اذ فاجاتني بسمة لم ادري كيف تسللت في الدمع قالت لي
وقد امعنت ما امعنت
يا ايها الباكي وراء السور
احمق انت !!!!!!!! اجننت !!!!!!!!!!!

لا تبكي عينك ايها المنسي من متن الكتاب
لا تبكي عينك ايها العربي
واعلم انه في القدس من في القدس ولكــــــــــــــــــن
لا أرى في القدس الا انــــــــــــــــت

===============



يا قصيدةْ اْرمي حبالك وانشليني
يا حمامةْ بيضاْ فوق جناْحاتْها عالجنبينْ هلالَ اْحمرْ
وشايلة حبال تِلِفّ الكوكب البشري كإنه خُضار من البلكونة بتشِدُّه
وبياع الخضار ماسك ف إيده صَكَّ واهْبَة فيه حياتها ليهْ
تمن للأرض والخلق اللي فيها
تْشِدِّ في سَبَتِ الخضار ويشدِّ فيهْ
إرميه
بدال ما يشدَّكِ البياع لِعَنْدُه
كبَّري مخك سيبيهْ
واوعي، تسيبيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني زي نَشَّال المواصلة الزحمة،
بالكلمة أو البسمة،
ولاغي الدنيا والهيها
وسهيها
وخديني من جيوبها الورانية الضيقة الضلمة
وحطيني ف إيديك واجري في أول محطة
وطيري بيا في الشوارع
واضحكي لما الأمم تلهث وراكي
بس خليني معاكي
واحفظيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني من بحور مش هايجة خالص،
من بحور اسمنت أو من جَوَّ مِتْحَنَّطْ،
مَاكِتَّ نْجُومُه مِتْفَنَّطْ
كما الدومينو وزهر الطاولة،
غرقان، مش بقى في شبر مية زي ما بيقولوا، إنما غرقان في تفل الشاي
في نقطة مية نازلة من مكيف في قفا موظف بكرش اصلع بيحمد ربنا برضه
فِ دمعة عينيْ من ثلاثين سنة فْ عيني،
بقى وصولها لخدي معضلة عايزالها تسعين دولة ومعونة ومجلس أمن،
غرقانْ يا قصيدة في سكوتي وفي كلامي،
في حروبي مع زُرار كُمِّي
وسلامي عللي نفسي يموت ببطء قوي أمامي
مال ميزاني يا قصيدة فاوزنيني
يا قصيدة ارمي حبالك وانشليني

وانشليني، هاقلب التاريخ كإنه ساعة رملية واصيح:
شيلي هلالكْ واتبعيني
أصلُه في الأيام ديْ باتوا بيصلبوا الناس عَ الأهلة،
تكنولوجيا!
والبني آدم كمان بَقَىْ جسمه ممكن يِتْعِوِجْ أسهل كإنه جنين،
إذا ثَبِّتُّه يبقى هْلال،
وَاْنَاْ يا قصيدة راضي إنيْ أموت على هْلالِكْ
على القفلة في موَّالِكْ
على بسمِةْ مُجامْلَة لو سألت ازَّيَّ أحوالِكْ
وأرضيْ أموت، بلا قافية، عشان العيشة زي الخمسة صاغ
شغلتها بس ترخص الهرم اللي منقوش فوقها،
يا صرَّاف يا متحنتف با قول لك إيه بقى، ماتخليهالك، مش عايزها،
ويا قصيدة لولا إني مِسْتَعَرَّ من الحياةْ كنتَ ادِّيْهالِكْ
والنَّبي شيلي هلالك واتبعيني
أو تكوني انتي هلالي واتبعِكْ
يا عاليةْ جداً في السما وبتغمزيلي أَوَقَّعِكْ
تعبان انا المرَّة ديْ وحياتِكْ يا غالْية وقَّعيني
يا قصيدة وارفعيني أرفَعِكْ
راضي أموت لكن مَعِكْ
وان كنت يا عالية بَاخَرَّف في الكلامْ، صبرِكْ عَلَيَّا واسْمَعِيني
يا قصيدة اسْتَحمِليني
ياقصيدة ارمي حبالك وانشليني

واذكري مرَّة جَمَايْلي يا قصيدة
ولما اموت،
هاتي قَدُوم سِنُّه رقيق، وبحق ما كَتَبْتِكْ بذمَّة
ابقي سَمِّي يا قصيدة واكتبيني...

=========
__________________


0 التعليقات:

إرسال تعليق