وهل الزوجة التي أكرمها الله بأن خلقها وجعلها تعيش في بلاد ثرية، يستطيع كثير من أزواج تلك البلاد استعباد أنثى أخرى وجلبها لتخدم سيادتها، أو ربما غصبا عن الزوج وإلا ستنهار علاقتهما الزوجية لانها ستطلب منه الطلاق ببجاحة، هل يجب أن نسحب هذا التقليد على كل نساء العالم في المناطق الأخرى القليلة حظا في الثراء؟ ولماذا اذهب بعيدا، وكيف سيكون حال زوجات الازواج الفقراء من المواطنين والأجانب الذين يعيشون في نفس البلاد الثرية، والذين تختلف أعرافهم ومفاهيمهم عن هذا المفهوم، إضافة إلى عدم إمكانياتهم في جلب من تطبخ لزوجاتهم، فهل هذا يعني أن هؤلاء الملايين من الزوجات يجب عليهن طلب الطلاق لان أزواجهن الظالمين الفاجرين لم يطبقوا الشرع ويأتوا لسيادتهن بمن تطبخ لهن؟
أم على هذه الاسر ان يطلقوا طبيخ البيوت الصحي بالثلاثة، ورأفة بزوجاتهم اللاتي ربما يتسبب الطبخ في مقتلهن أو تشويه أجسادهن البسكويتية المصنوعة من الزبدة، وعليهم أن يفتحوا حسابا في اقرب مطعم ليجلب لهم الطعام (الذي معظمه زبالة) حتى يطبق الشرع؟ وهل الشرع يجب أن يتعارض مع القيم والأعراف والعادات والتقاليد التي ولد وتربى عليها الناس؟ وهل إذا طبخت الزوجة هذا يعني انه اهانة لها، وأنها نزلت إلى مرتبة الحيوانات مثلها مثل الخادمة؟
أين التضحية، وأين المثل الإسلامية السمحة التي تربت عليها أمهاتنا وجداتنا والغالبية العظمى من الزوجات في العالم، وأن أولئك النسوة الفاضلات كن يعلمن في قرارة أنفسهن أنهن لهذا خلقن، ولهذا صممن بيولوجيا، ليس إجبارا أو احتقارا ولكن تكرما منها كزوجة أنها تعي أن واجبها كزوجة هو السعي لراحة وإسعاد زوجها أن تنزل من برجها العاجي وتساعده في القيام بخدمة شئون البيت، وذلك مقابل احترامه وحسن تبعله وحبه لها، والسهر على راحتها بتوفير ما تحتاج إليه من مأكل وملبس ومسكن وحماية وطمأنينة، وكونه سببا في إمتاعها جنسيا، وسببا في أن تشبع غريزة الأمومة لديها، وكونه منقذ لها من صروف الدهر فيما لو لا قدر الله ظلت عانسا. وأنها تعي انه لولا مشيئة الله وهذا الزوج فلربما كانت ستظل قابعة كالمنبوذة في بيت أهلها تندب حظها المائل، حتى تصل لمرحلة تمشيط شعرتها الزرقاء مع البيضاء.
صحيح أن الزوجة لا تتزوج ليستعبدها الزوج، أو يكلفها فوق طاقتها، لان الحياة بينهما يجب أن تكون بالمعروف. ولكن رغم ذلك ضحكت كثيرا أيضا عندما قالت "أنها ليست على علم ودراية بذلك" على ما أظن تقصد لا علم ولا دراية بالطبخ، ودعونا نفترض أنها تعني الطبخ (انظر الموضوع أدناه)، أليس هذا الكلام مضحك أيضا؟ وكلاما غريبا ولا يستسيغه حتى إنسان يحمل مخ حمار (مع احترامي للحمير). بالله عليكم هل هذه حجة وتبرير لتطبيق الشرع؟ هل يوجد في الدنيا إنسان أو زوجة ليس لديها مخ تتعلم به؟ وإذا افترضنا جدلا أن الزوجة (الدلوعة) بالفعل لا تعرف الطبخ لأنها تربت تربية غريبة، فهل يعقل أنها لا تعرف: كيف توقد الموقد، وتأتي بماء وتسكبه على الطنجرة ثم تضعها على النار ثم تضيف إلى الماء بعد أن يغلي قليلا من العدس وتنتظره حتى يستوي ثم تضيف إليه بعض الملح، وان كانت أكثر ذكاء يمكن لسيادة (الدلوعة) أن تتفنن بان تضيف إليه قليلا من البصل والبهارات، ثم تدير مفتاح الموقد ناحية اليمين أو اليسار (حسب مزاجها) لإغلاقه. بالله عليكم هل يوجد حمار في كوكب الأرض وجميع الكواكب المأهولة بالسكان لا يعرف أن يشغل مخه ويفعل ما شرحته حتى وبدون أن يشرح له احد ذلك؟ إلا يسمى هذا طبخ، وألا يوجد بالفعل الآلاف الذين تعتبر مثل هذه الوجبة من الوجبات الرئيسية في منازلهم؟ ويحمدوا الله كثيرا أن رزقهم الله بها، لأنهم من شدة فقرهم لا يعرفون أكثر من هذا الطبخ وما في مستواه من طعام كالفول والبصارة وغيره إلا نادرا لضيق ذات اليد، وليس من ضمن تطلعاتهم جلب من تطبخ لهم. بالله عليكم هل نقول انه لا بد من تطبيق الشرع على هذه البيوت لكي نخربها بعد أن كانت عامرة بالإيمان وبالتضحية في نكران ذات من قبل الزوجة تجاه زوجها ومن قبل الزوج تجاه زوجته، وأنها تربت على انه يجب عليها أن تضحي بالغالي والنفيس في سبيل إسعاده وفي سبيل تسيير دفة الحياة بسلاسة في عالم أصبح مليئا بالأمواج حتى يتمكنا من تربية أبناء صالحين، وحتى لا تضطر الزوجة (بغبائها) زوجها أن يلجأ للديون وربما للسرقة في سبيل أن يأتي لها بمن تطبخ لسيادتها. وماذا تفعل النساء في مناطق الفقر والمجاعات المنتشرة في عالمنا الإسلامي وما أكثرها إذا لم يطبق الشرع؟ أم هل يجب أن يكون الشرع هناك غير شرع الأثرياء؟ أو يظل من الرفاهيات والأحلام الصعبة المنال بالنسبة لهن؟
ودعونا نفترض أن الزوجة تعمل، فهل هذا يعني أن لا تقوم بالطبخ؟ إلا تستطيع أن تنظم وقتها وتقوم بالطبخ؟ بمساعدة زوجها. تستطيع طبعا، لان هذا هو الشائع في العالم بين غالبية الأزواج والزوجات الذين يعملون وليس في قاموسهم شيء اسمه طباخة أو طباخ، وتسير حياتهم بدون أي مشاكل تذكر في هذا الجانب لأنهم راضون بذلك، حتى بدون أن يعرفوا شيء اسمه شرع، لأنه ببساطة أن أمور التضحية بين الزوجين لا تحتاج إلى شرع ولا تحتاج إلى قوانين أو ديالو، أنها أمور فطرية، يفهمها الشريكين بطريقة اتوماتيكية، تفهم الزوجة أنها الأكثر ملازمة للبيت بسبب تصميمها وبيولوجيتها، فهي التي يجب أن توقر في البيت دائما كما أمرها الله في كتابه، وهي التي عليها مسئولية الولادة وبعد الولادة يجب أن تكرس كل وقتها في الاهتمام بالطفل، فكيف تعتني به إذا لم تكن قريبة من المطبخ والطبخ؟ وتقوم بالطبخ أولا لتأكل هي حتى تستطيع تغذيته، ثم تعد لطفلها ما يحتاجه من طبخ؟ بالله عليكم هل هذه تحتاج إلى شرع كي يوضحها، ألا تعتبر شيئا أشبه بالغريزة؟ وان الأمر الطبيعي هو أن يكون الرجل خارج البيت للكدح وبذل العرق لجلب الرزق، وهي التي ستكون غصبا عنها ملازمة للبيت بسبب ولادتها وأولادها أو بسبب أنها أنثى في كثير من الأحيان لا تقدر على مواجهة مصاعب الحياة كما يستطيع الرجل، لتأتي للأسرة بما يسد رمقها.
وأنا اعرف كثيرا من النساء مدمنات طبخ، وتقوم الواحدة منهن بطرد زوجها إذا سولت له نفسه الدخول للمطبخ، لأنها تؤمن أن هذا واجبها هي... وهي التي تستطيع إجادته أكثر منه، أو ربما بدافع الشفقة عليه لأنه مرهق من تعب العمل وتريده أن يرتاح، وهناك من الزوجات من لا تعترف بأي طبخ آخر غير طبخ يدها أو يد والدتها، وترى أن أي طعام آخر لا طعم له، ولا تستلذ إلا بطبخها هي، هل نقول لهن أن هذا مخالف للشرع؟ هؤلاء هن الزوجات الطبيعيات اللواتي لم يطمسهن دلع أو غباء، الزوجات الراضيات المرضيات اللاتي يحاول أزواجهن نحت الصخر في سبيل إسعادهن ويتمسكون بهن وتصبح كلمة طلاق هذه آخر كلمة يفكرون بها، ويجازي الزوج مثل هذه الزوجة بالكد من اجل توفير كل احتياجاتها، أي بمعنى أن كل واحد منهما يعمل في سبيل إسعاد الآخر والتضحية من اجله في نكرات ونبذ للذات، والنتيجة أن مثل هذا النموذج من الأسر يكون الأكثر تلاحما وحبا، والأكثر إنتاجا لأولاد صالحين يربونهم على المثل الصحيحة والطيبة وتنمية الوازع الديني منذ الصغر، مثل هؤلاء الأبناء من النادر أن يكونوا منحرفين، لأنهم لم يفتقدوا العامل الأساسي للانحراف وهو الافتقار للتربية الجيدة والصالحة، والافتقار لحنان ودفء الأم منذ نعومة أظافرهم، ولأنهم لم تربهم خادمات، ولم يصبحوا أكثر تعلقا بالخادمة لدرجة أن الطفل منهم لا يكترث أو يبكي إذا غابت عنه أمه بقدر ما يبكي ويقلب الدنيا إذا غابت عنه الخادمة، وتجده يتحدث بطريقتها المكسرة ويتطبع بطبعها، والخادمة ربما تكون غير مسلمة أو حتى إذا كانت مسلمة ربما تكون عاداتها وتقاليدها لا تتماشى مع عادات وتقاليد مجتمع الأسرة، وتجدهم لم يتعرضوا لأي إساءة من الإساءات التي كثيرا ما تمارسها الخادمات في حق الأطفال في غياب الأمهات. ولا شك أن مثل هذا الابن والابنة الذي تربيه الخادمة يكون فريسة سهلة للانحراف والفساد والفشل في الحياة، وتجده ينكسر سريعا إذا تغيرت الظروف والأحوال من أحوال الدعة والثراء إلى الفقر والحاجة، وهذا وارد. فهل الشرع يدعو إلى فساد القيم والمجتمعات وتخريب بيوت الأزواج والزوجات الآمنة؟ وهل الشرع كان غائبا أو لم تعرفه أمهاتنا وجداتنا اللواتي استطعن ببذل تضحياتهن والعيش ربما في بيئات صحراوية قاسية أن يقدمن للمجتمع أطباء ومهندسين ورجال ونساء صالحين وأسوياء يشار إليهم بالبنان بفضل التربية الصالحة التي تربوا عليها؟
تخيلوا معي زوجة رماها الله في شر أعمالها، ورزقها بزوج (حمش) لا يعرف شيء اسمه شرع في هذه الناحية، وبدأت صاحبتنا تتمرد عليه وتتدلع وتنق في رأسه كثيرا طالبة منه أن يوفر لها من تطبخ لها، وانه يجب عليه أن يطبق الشرع ويأتي بهذه (العبدة) لتؤكلها، وركب صاحبنا الزوج دماغه وقال لها أنت التي يجب أن تطبخي وأنا لا يدخل مثل هذا الكلام الفارغ في راسي، وأحب أن آكل من عمل يدك، هكذا تربيت وهكذا نشأت، ووجدت أمي وجداتي هن اللذين يطبخن. ثم حاول أن يقنعها بأنه لا يستطيع أن يأتي بمن تطبخ لسيادتها أو أن أكلها سيكون أفضل ومأمونا ولذيذا. تخيلوا معي هذا السيناريو الذي يمكن أن يحدث في كثير من البيوت في العالم (طبعا ما عدا في بيوت الأزواج الإمعات)، هل تعتقدوا أن هناك زوجة ستبقى متزوجة وسينجح زواجها؟ تخيلوا إذا قام هذا الزوج ذو الرأس الناشفة (وما أكثرهم) بأن خيرها يا إما تطبخ هي بنفسها أو تذهب من حيث أتت غير مأسوف عليها، عندها ماذا ستختار؟ هل ستختار الطلاق وتحمل وصمة ولقب مطلقة، وقد لا تتزوج مرة أخرى أبدا، وحتى ولو تزوجت (وعادة يكون ذلك بصعوبة) ما الذي سيضمن لها أنها ستجد الزوج الذي سيلبي تطلعاتها؟ في هذا العالم الذكوري، ومن يدريها انه لن يكون أسوأ من الزوج السابق الذي تطلقت منه؟ أم يجب أن تختار الطريق المنطقي والذي تربت عليه النساء منذ أول مجتمع بشري وجد على سطح كوكب الأرض وتتكيف مع الواقع وتجعل دفة الحياة تسير؟ أيهما أفضل لها وللبشرية؟
وفيما يلي الموضوع، والذي نسخته من هذا الرابط:
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/52451
وتؤكد وجود «لبس» في فهم «القوامة»... وحواء محظوظة شرعاً ...
الثلاثاء, 01 سبتمبر 2009
Related Nodes:
الجلاهمة ترفض «مساواة المرأة مع الرجل» وتطالب بـ«تحقيق العدالة فقط»
تناولت الدكتورة أميمة الجلاهمة مسألة المحرم. وأكدت على «وجود سوء فهم في مسألة القوامة، وموضوع المحرم يتطلب معرفة أكثر، فالمحرم ليس للسيطرة على المرأة والتحكم فيها، وإنما لرعاية شؤونها في السفر، وهو بمثابة الحارس الشخصي لها، حفاظاً عليها من مشقة السفر وغيره، فالمرأة هي من تنفق على محرمها ، الذي لا يعتبر هضماً لحقها، وإنما تدليل لها. أما القوامة فهي لرجل واحد فقط، هو الأب، أو الزوج، وليس للجميع، وهي ليست للسيادة، فيمكن أن نتوصل هنا إلى أن المرأة محظوظة شرعاً، ووظيفتها أعظم من وظيفة الرجل».
وأشارت في معرض حديثها إلى أن المرأة «لا يجب عليها شرعاً الطبخ في منزلها إذا كانت غير مخدومة، أي أنها ليست على علم ودراية بذلك، وزوجها يعلم بهذا الأمر، وإنما يتوجب عليها الإشراف فقط»، مستدركة أن «البعض يقول أننا مجتمع ذكوري، علماً بأن العيب ليس من الرجال، وإنما من النساء أنفسهن، لأن الأم هي من تغرس ثقافة ابنتها، فالمرأة نفسها هي التي جعلت المجتمع ذكورياً».
وعلى هامش الأمسية؛ بحثت عضوات مجلس «شابات الأعمال» مع الضيفة كيفية اختيار المرأة كمستشارة في مجلس الشورى، وأبرز القضايا التي تم طرحها، وشاركت فيها النساء كمستشارات. وقالت الجلاهمة: «توجد قائمة في مجلس الشورى لأسماء نساء يمكن الاستفادة من خبراتهن وتجاربهن»، موضحة أن «أبرز ما طرحناه هي قضية العمالة، وإعانات المعوقين، وضرورة زيادتها، وبحث عدد من تقارير الوزارات، كالعدل، والتربية والتعليم، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمناقشات كانت تتضمن الايجابيات والسلبيات».
ورداً على سؤال لرئيسة المجلس أيلا الشدوي: «هل الحياء يمنع المرأة من العمل؟»، أجابت: «لا، ولكن الجدية أحد مطالب عمل المرأة، وعدم التطاول والتهاون». كما بحثت القضايا، التي تخص ميراث المرأة، وشاركت في توضيح هذا الجانب الدكتورة مريم التميمي ،التي أوضحت أنه «يوجد موضعان في القرآن الكريم، أبانا أن المرأة ترث نصف الرجل، وباقي الآيات، التي تدور حول الميراث توضح أن المرأة ترث أضعاف ما يرثه الرجل، والأمر يحتاج إلى تدبر».
0 التعليقات:
إرسال تعليق