ما يحدث من تطهير عرقي للمسلمين في الدولة الشيوعية الصين، يندى له جبين الإنسانية، فتاريخ التنكيل بالمسلمين قديم قدم الشيوعية البغيضة في هذه الدولة. فقد مارس ماو تسي تونغ وغيره من الحكام أعمالا وحشية في مناسبات عديدة ضد المسلمين عموما وخاصة اليوغوريين، والان يُنكل بهم لا لشيئ، إلا لأنهم عبّروا عن عدم رضاهم بالسياسات الجائرة التي يلقونها من النظام الصيني، رغم أن بلدهم شينغيانغ قد احتلته منهم الصين وأنكرت عليهم أي نوع من أنواع الحكم الذاتي. وذاكرة التاريخ حبلى بفظاعات لا حصر لها في حقهم، تمثلت في هدم مساجد وتقتيل منظم وإهمال من ناحية الخدمات بجميع أنواعها، وتعمد تهجيرهم وجلب قوميات صينية أخرى مثل الهان وغيرها للاستيطان في إقليمهم، وذلك طمعا في الموارد الطبيعية الهائلة التي يتمتع بها الإقليم، ومحاولة لإسكات مطالباتهم بحقهم في تحسين أوضاعهم وتمتعهم بخيراتهم المنهوبة وهم الأولى بها.
وللأسف الشديد حتى الآن لم يحرك المسلمين ساكنا، والتزم الجميع الصمت ما عدا تركيا التي عبرت عن سخطها وأدانت التطهير والمذابح التي تحدث هناك، ومعروف أن الأتراك كانوا قد احتلوا هذا الجزء من الصين لفترة طويلة. إن سكوت المسلمين وعدم اعتراضهم، وعدم تلويحهم للصين باتخاذ إجراءات وعقوبات تجارية وسياسية يعتبر عار كبير في حق هؤلاء المسلمين الأبرياء المستضعفين. ومن هذا المنبر المتواضع أناشد المسلمين ممثلين في رابطتهم الإسلامية وممثلين في قادة جميع الدول العربية والإسلامية، أن يقفوا وقفة مشرفة في وجه هذا الظلم الذي يواجهه هؤلاء المسلمين، ويقولوا للصينيين لقد آن الأوان ليكفوا أذاهم عن هذه الشعوب الإسلامية القريبة منا والتي تنتمي إلينا عقائديا وروحيا وتهفو بقلوبها إلينا والى قبلتنا في كل لحظة، ومن لهم غير الله ثم نحن المسلمين يقف ويشد من اذرهم في محنة مثل هذه المحنة وهذا الجور. إنهم الآن يعوّلون كثيرا علينا نحن المسلمين، لأنهم يعلمون أن النصارى يكيلون بمكاييل عديدة خصوصا عندما يتعلق الأمر بظلم يقع على مسلمين، وعدم اكتراثهم المتعمد حيال ما يحدث لهم وذلك حفاظا على مصالحهم مع الصين وربما خوفا منها، ونجدهم في نفس الوقت يهتمون بقضية نووية إيران، لسبب واحد فقط، وهو ربيبتهم إسرائيل هي التي لا تريد إيران نووية. جاكس
0 التعليقات:
إرسال تعليق