من أجمل برامج الرقص برنامج مسابقات الرقص الشهير (إذن في اعتقادك انك تستطيع الرقص؟) والذي يقدم مترجما كل يوم خميس مساء من خلال قناة الام بي سي فور العربية، ويحلو لي متابعته كلما سنحت لي الفرصة، وقد شاهدت فيه الكثير من الرقصات المبتكرة الرائعة التي يقدمها شباب بمساعدة مدربين محترفين. وتعرفت من خلاله على ثقافة الرقص قديمه وحديثه، وكذلك رقصات قديمة بثوب عصري.
يمكننا أن نعرف الرقص عموما بأنه خطوات إيقاعية وحركات جسمانية يؤديها فرد أو جماعة، على أنغام الموسيقى عادة، تعبيرا عن انفعال أو عاطفة، أو أداء لغرض فني صرف، أو طلبا للمتعة والترويح عن النفس ليس غير. والرقص، بوصفه تعبيرا عن الانفعالات والعواطف الإنسانية، قديم قدم الحضارة ذاتها. ولقد كان، في أكثر أشكاله بدائية، جزءً من الطقوس السحرية المقصود بها استرضاء الآلهة وإسكات غضبها كشأنه عند قبائل أستراليا وشعوب إفريقيا البدائية، وهنود أمريكا الحمر. ومع الأيام اشتد ارتباط الرقص بالطقوس الدينية، كشأنه عند المصريين القدماء، والإغريق، والرومان، والهنود، والصينيين وغيرهم، كما اشتد ارتباطه أيضا بالحياة الاجتماعية والصراعات القبلية كما تشهد على ذلك رقصات الزفاف والحرب وما إليها. أما الرقص الفني والرقص الترويحي فظهرا في عهود متأخرة نسبيا. ففي القرن السابع عشر ازدهر رقص الباليه. وخلال القرن التاسع عشر نعمت رقصة الفالس بشعبية واسعة في طول أوروبا وعرضها. وفي العصر الحديث راجت الرقصات الجنوب أمريكية، الإفريقية الأصل أو الزنجية الأصل - كرقصة الرومبا، ورقصة السامبا. ويعتبر الباليه أرقى أنماط الرقص وأكثرها تعقيدا. ولعل اول ما يتبادر الى الذهن عند ذكر الرقص، الرئيس السوداني عمر البشير، والذي اصبحت احدى رقصات الحماسة والفروسية التي يؤديها في لقاءاته الجماهيرية من السمات المميزة التي يشتهر بها هذا القائد، وهناك كثير من القادة اشتهروا بالمشاركة في الرقصات الحماسية المستمدة من صميم العادات والتقاليد. والرقص اضافة الى ما يمكن ان ينطوي عليه من ايحاءات جنسية ورجولة وانوثة، فالرقص ايضا يمكن ان يكون محفزا للناس في جميع الاعمار للحفاظ على برشاقة الجسم وتناسقه بعيدا عن الترهل والشحوم الزائدة، ويا حبذا لو اهتمت الدول العربية بتشجيع النشء على الرقص بجميع انواعه ولا يقتصر على الرقصات المحلية التقليدية فقط، كواحد من النشاطات الثقافية، والرقص اعتبره لغة جسد عالمية اخرى مثله مثل الموسيقى التي تعتبر هي ايضا لغة حسية عالمية.
يعتبر الرقص اللاتيني من أمتع وأميز انواع الرقص في العالم والأكثر إثارة، وأنا من المتذوقين لكل أنواع الرقص الرائعة والمعبرة والتي تشعر أن فيها إبداع وإتقان بغض النظر عن اصلها وموطنها حتى ولو كانت من اصقاع الايسكيمو او ادغال افريقيا او من ربوع صحراء الربع الخالي او حتى من بلاد الواق واق. ومن أنواع الرقصات اللاتينية المشهورة رقصات الباسا دوبلي، الرومبا، التشاتشا، السامبا، المامبو، والجايف، والسالسا، وما من شك أن اصل معظم هذه الرقصات هو إفريقيا، ثم طورها اللاتينيين واشتهرت من هناك، فإيقاعات مثل السامبا والرومبا هي افريقية الأصل. وأكثر الرقصات التي تعجبني هي رقصة السالسا والمامبو والاخيرة رقصة كوبية الأصل شبيهة بالرومبا Rumba راجت على نطاق دولي في أواخر الأربعينات من القرن العشرين. ويطلق اللفظ أيضا على موسيقى هذه الرقصة.
وفيما يلي إليكم نبذة موجزة عن كل رقصة كما استقيتها من احد المواقع في الانترنت، واخترت لكم من المنجم العالمي الذي لا ينضب (اليوتيوب) بعضا من هذه الرقصات الرائعة، هذه دعوة مني للاستمتاع بها سويا، وكالعادة لا تنسوا فتح المزيد من المقاطع المصاحبة لكل مقطع من هذه المقاطع المدرجة هنا:
التانغو:
يقال أنها انتقلت خلال هجرات الأفارقة عبر اسبانيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، ومر تاريخ التانغو بعدة مراحل بدأ بالتانغو الأندلسي الذي اشتهر وانتشر في اشبيلية ويتميز بوتيرة حركية معتدلة مع مرافقة موسيقية على الجيتار. وفي الفترة من 1880- 1890 انتشر التانغو الكريولو الذي شكل مزيجاً بين التانغو الأندلسي والرقص الشعبي الكوبي والأرجنتيني ويتم أداء هذا النوع من الرقص بمصاحبة الأوكورديون والماندولين والكمنجة ويمثل رقصات زوجية يؤديها الراقصان بعيدين كل منهما عن الآخر .في نهاية القرن التاسع عشر ظهر التانغو الأرجنتيني كحصيلة تغييرات مستمرة على التانغو، وتأتي رقصة التانغو الأرجنتينية كرقصة زوجية يؤديها الراقصان وهما قريبان من بعضهما البعض. المرحلة الأخيرة التي مرت بها هذه الرقصة هي المرحلة العالمية وتبدأ منذ أخذ معلمو ومصممو الرقص العالميون صقل هذه الرقصة حتى انتشرت في العالم أجمع ودخلت تصنيف رقصات (البولروم – Ballrooms ) إلى جانب الفالس والفوكس تروت وغيرها.
التشا تشا تشا:
رقصة سريعة الإيقاع أصلها من كوبا وانطلقت تحديداً في الريف الكوبي بدايات القرن التاسع عشر. وكانت تعتبر فرع من رقصة المامبو إلا أنها غيرت من الأسلوب البطيء في رقصة المامبو، وتطورت مع السنين وأخذها الانجليز والأميركيون وطوروها وأصبحت رقصة مستقلة في عام 1954 ودخلت ضمن رقصات الأولمبياد.
السامبا:
قدمت لأول مرة في مهرجان الشارع في شارع المسارح في نيويورك وهي رقصة برازيلية قديمة تعتمد الإيقاع السريع ويتم فيها تحريك الجسم بكامله. وتظهر هذه الرقصة في الكرنفالات السنوية خصوصاً كرنفال "ريو دي جانيرو" الذي يقام سنوياً في البرازيل، وتعتبر من رقصات الشوارع.
الميرنغي:
كانت تعتبر رقصة غريبة عندما قدمت لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية واختفت هذه الرقصة في 1941 لتعود مع خافيير كوغات عام 1957، وهي رقصة سريعة جداً وسهلة وممتعة للغاية تعتمد على الرشاقة، أول ما ظهرت في جنوب أميركا اللاتينية ولكن أصلها مجهول فعلياً فكل من هاييتي وجمهورية الدومينيكان تتبنيان نشأة الرقصة وهي بالفعل تحتوي على عناصر من كلا الثقافتين. وشأنها شأن السالسا فهي تعتبر من رقصات الشوارع. وليست من الرقصات المشاركة في الأولمبياد.
السالسا:
وهي من الرقصات الحديثة التي نشأت في كوبا عام 1950 ولقيت رواجاً كبيراً في العالم وتعتبر نسخة مبهرة من المامبو إيقاعها سريع يعتبرها البعض نوع من الروك آند رول اللاتيني، وهي رقصة تصنف كرقصة شوارع.
المامبو:
أصلها كوبا، هناك تطورت الموسيقى والرقص على يد أشخاص أصلهم من جزر ناهيتي. المامبو رقصة تطورت من الدمج بين الموسيقى الكوبية القديمة وهي بالأصل "رومبا" وبين موسيقى "سوينغ". ظهر المامبو لأول مرة في العام 1943 ووصل قمته في العام 1947.
اليوم فقدت هذه الرقصة مكانتها إلا بالنسبة لمجموعة من الراقصين الشغوفين بها والذين لا يزالون يرقصونها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق