استمتعت جدا اليوم الجمعة بالحوار الذي أجراه تركي الدخيل في برنامجه "اضاءات" مع وداد يوتاه في قناة العربية. وقد تناول كتابها الجنسي (سري للغاية) وفكرها التثقيفي الجنسي، والذي أثار لغطا كبيرا في الخليج وبعض الدول العربية لدرجة ان احد المعتوهين هدد بقتلها، وذلك ربما لجرأة طرحها وتناول المؤلفة لمواضيع شائكة اعتدنا نحن العرب المتخلفين دائما على التستر عليها كعادتنا دائما والتعامل معها من تحت الطاولة، وهذا ربما يكون احد أسباب بلايانا وتخلفنا في جميع النواحي تقريبا. فالمعروف ان الناس عندما تعمد على الإفراط في تغطية أمر ما غير مقبول وتتستر عليه بطريقة أكثر من اللازم يزهر ويستشري ويتحول إلى سوسة تنخر في عضد المجتمع، وهذا لا يقتصر فقط على الأمور الجنسية، بل على كل شيء فاسد وكل ممارسات اجتماعية وسياسة خاطئة تضرب بأطنابها في جسد الأمة المنهك، وهذا من العوامل التي جعلت جميع بلادنا العربية والإسلامية تشتهر بالفساد في السلطة لأن الناس تحاول تغطية فساد من يفسد وتتفشى الواسطة والمحسوبية في كل شيء، وكل ذلك لعدم إبراز مشاكلنا للسطح أولا بأول حتى يتم بترها أو معالجتها ومحاسبة من تسببوا فيها، ليكونوا عبرة للآخرين كما يحدث في كثير من الأنظمة الديمقراطية التي لا تخلو من فساد أيضا ولكن الفرق بيننا وبينهم ان الفساد سرعان ما يتم اكتشافه ويحاسب فاعله.
من الأمور الهامة التي تناولتها هذه الواعظة الرائعة التي تعمل في نفس المجال في إحدى محاكم دبي، تناولت في البرنامج ظاهرة استشراء الشذوذ الجنسي في مدارسنا العربية سواء كان من قبل الإناث أو الذكور، وهو من المواضيع التي يغض العرب المتخلفين الطرف عنها، فباتت تشكل حاليا ما يشبه الظاهرة في كثير من المدارس والجامعات العربية، وبات انتشار اللواط والمثلية الجنسية بين المراهقين متفشي بدرجات كبيرة جدا، ولو كان الناس انتبهوا لهذه المسائل منذ وقت طويل في إطار الأسرة ووضعوا الحلول وكل ما يجنب النشء من سلوك هذا المسلك لما وصل الأمر إلى ما هو عليه الآن، ولو زيدت الجرعة التثقيفية الجنسية في الأسرة وفي المدارس لتعليم الأطفال منذ نعومة أظفارهم عن العيب والحرام في الأمور الجنسية، وشرح وجوب ان يحرص الطفل في السنين الأولى في فصول المدرسة الابتدائية على ان لا يسمح لشخص للتعامل مع منطقة عورته بأي صورة من الصور، إلا هو شخصيا وفي حدود الغسل وقضاء الحاجة فقط، وشرح ذلك للطفل بطريقة مبسطة حسب عقله، لعرفت البنت والولد منذ الصغر ان هناك شيء اسمه خط احمر يجب ان لا يتخطاه الناس الذين يتعاملون معه سواء كان من أقرانه في نفس سنه أو من هم اكبر سنا منه، ممن ابتلاهم الله بالشذوذ الجنسي. ولكانت قولة "لا" هذه التي سيستخدمها كسلاح في وجه هؤلاء الشاذين والعابثين هي أمضى سلاح لتجنيب بناتنا وأولادنا ضد الانحدار إلى طريق الشذوذ، ولا يعرف كثير من الناس ان البنت عندما تطلب منها زميلتها في المدرسة بطرقها الماكرة ان تسمح لها بتحسس صدرها أو تقبيلها أو إدخال يديها لتتحسس بها بظرها، والولد عندما يطلب منه زميل له ان يدخل أصبعه أو قضيبه في فتحة شرجه أو يتحسسه أو يداعب له قضيبه أو يمصه له أو يقبله، سواء كان الطفل ذكرا أم أنثى انه ربما يعتبر هذا الفعل من الأمور العادية التي تحدث بينه وبين أقرانه، لأنه لم يسبق لأمه أو لأبيه ان حذره من مغبة الانصياع والتسامح في مثل هذه الأمور، سواء بفعلها للآخرين من أقرانه أو السماح لهم ليفعلوها به، وكثيرا ومنذ أمد بعيد كنت أنادي دائما بضخ مزيد من الجرأة والصراحة من قبلنا نحن كأباء في طريقة تعاطينا مع الأمور الجنسية مع أولادنا وهم في أعمار مبكرة، وعلى عكس ما يعتقد كثير من الناس، ان الجهل في كثير من الأحيان بمثل هذه الأمور قد يكون عاملا سلبيا في شذوذ الأولاد وجرهم إلى هذا الطريق الوعر من حيث لا يدرون.
كل ما طرحته وداد ونادت به أكثر من رائع، ولكني أعيب على المؤلفة ادعائها بأن العادة السرية حرام وأنها السبب في إصابة الرجل بضعف النظر وكثير من المشاكل الأخرى، والواقع ان معظم ما قالته بهذا الشأن لا يستند إلى أي نظريات علمية أو فقهية قوية، بل هو من الأمور التي يرددها الناس منذ أمد طويل في المجالس، وقد ثبت طبيا ان العادة السرية إذا مورست بطريقة مرشدة ومن دون إفراط لا تسبب أي مشاكل صحية للإنسان سواء كانت حالية أو مستقبلية، وليس صحيحا ان من يمارس العادة السرية من الرجال في فترة صباه ومراهقته يصاب بالضعف الجنسي وضعف الانتصاب ويميل للعادة السرية حتى مع وجود زوجته، أو ان من تمارسها من الفتيات يحدث لها كذا وكذا، هذا يقال للناس فقط من باب التخويف ولا يستند إلى أي علم، وهذا الكلام طبعا كلام فارغ ولا يمكن تعميمه على جميع الرجال والنساء، ولو كان هذا الأمر صحيحا لما بقي رجل في العالم في حالة انتصابية جيدة بعد عمر الأربعين ولما مارس رجل الجنس مع زوجته أبدا في هذا العمر، لأنه يندر ان تجد إنسان، خصوصا الرجال لم يمارس العادة السرية بطريقة أو بأخرى قط في بداية مراهقته، كما انه ليس هناك فرق بين العادة السرية وممارسة الجنس من الناحية الميكانيكية، وحتى ولو كان لها تأثير نفسي على من يمارسها فانه يكون تأثيرا محدودا للغاية، ومؤقتا في اغلب الأحوال ولا يؤثر كثيرا على صحة الرجل الجنسية عندما يتزوج، وان أسباب الضعف الجنسي ليس لها صلة كبيرة بالعادة السرية التي كانت تمارس في فترة المراهقة على الإطلاق إلا في حيز ضئيل جدا. ومعروف ان العادة السرية هي وسيلة للوصول إلى غاية القذف التي ترتبط بالمتعة، وإذا سألنا أنفسنا، ما هي غاية الاتصال الجنسي بالنسبة للرجل؟ أليس هو أيضا الوصول إلى القذف وبالتالي الاستمتاع؟ ففي الحالتين النتيجة واحدة، في الأولى يتم الوصول للقذف عن طريق فعل نفس الإثارة على القضيب وعملية احتكاكه التي تشبه تماما ما يحدث للقضيب بالاتصال الجنسي بواسطة فرج المرأة. ولا فرق كبير بين العمليتين من الناحية الميكانيكية إلا اللهم من ناحية المتعة الحسية التي يجدها الزوجين بالتلامس الذي يؤجج مراحل العملية الجنسية أكثر، ولكن عملية قذف السائل المنوي هي واحدة في الحالتين، فإذا كان القذف في العادة السرية يسبب مشاكل صحية للرجل، فلا بد ان يسبب القذف عن طريق الجنس مشاكل له لأن الآلية مشابهة وهي احتكاك القضيب.
الأمر الآخر الذي أضحكني وهو عندما تحدثت الكاتبة عن إحدى النساء التي شكت لها أنها لم تعرف اللذة الجنسية طوال حياتها الجنسية حتى بلغت أكثر من خمسين عاما على حسب زعم الكاتبة. طبعا هذا كلام غير معقول وغير منطقي وأظن ان هذه السائلة أحبت فقط الإثارة عندما طرحت هذا الموضوع ليس إلا، لأنه يستحيل ان تصل امرأة طبيعية إلى هذه السن ولا تكتشف شيء اسمه اللذة الجنسية، بل ان هذا لا يحتاج أصلا إلى اتصال جنسي أو زواج، فهل يعقل ان هذه السيدة أو غيرها، لم يحدث ان مررت إصبعها على بظرها أو حاولت ان تدخله في فرجها طوال حياتها أو تدغدغ حلمات نهديها؟ أي امرأة تكتشف بالغريزة مواطن اللذة في جسدها، وليس بالضرورة ان يرشدها زوجها كما يرشد الأعمى البصير في الطريق ويقول لها مثلا، عندما نمارس الجنس في وضعية راكبة الفرس وتكوني أنت في الأعلى، حكي بظرك بشكل مركز حول منقطة قاعدة قضيبي، واقبضي وحرري عضلات مهبلك واعصري به قضيبي كي تصلي إلى اللذة، أو ان تمارس حيلها الأنثوية فتبادر بمص قضيبه وترغبه بدهائها كي يبادلها نفس الأمر بان يلحس لها بظرها إذا كانت تتوخى النظافة الدقيقة لمهبلها وما تحت جلدة بظرها. بالله عليكم هل يضطر الزوج إلى ان يقول إلى زوجته مثل هذا الكلام حتى تختبر اللذة معه؟ أليس العملية الجنسية هي عبارة عن مبادرات بين الزوجين، أم تريد مثل هذه الزوجة ان تضع عقلها في الثلاجة ولا تستخدمه وتمارس الجنس مع زوجها مثل الروبوت وتضطجع على السرير كأنها جثة هامدة، ثم تنتظر من زوجها ليقول لها افعلي كذا وكذا، هذا طبعا إذا افترضنا ان زوجها أناني ولا يهمه إلا نفسه وفقط يريد ان يصل هو إلى اللذة من دونها. ألا تعرف وتشعر الأنثى بالغريزة ان هذه العملية تأتي بالتجربة وبالمبادرة والتجديد من قبلهما الاثنين معا وبشكل غريزي وبتشغيل مخها المعطل ودهائها كأنثى ومحاولة اكتشاف أمور جديدة كلما مارست الجماع أكثر مع زوجها لتكتسب مزيدا من الخبرات، وصولا للاورجازم والذي هو أقصى مراحل خبرات الزوجة الجنسية لإمتاع نفسها جنسيا، فلماذا نضع اللوم كل اللوم دائما على الزوج، لأن سيادة الزوجة المحترمة لا تختبر اللذة عندما يجامعها؟ وان كان هذا أصبح من مخلفات الماضي، إذ لا يوجد زوج في الوقت الحالي لا يسعى لإمتاع زوجته، ويحاول ان يكون صبورا معها، إلا قليل جدا من الناس لاعتقادات خاطئة. كلنا نعلم ان الغريزة الجنسية غريزة أودعها الله في مخلوقاته كي تمارس بشكل طبيعي وغريزي وبدون أي قيود متى ما أراد ذلك وهذه هي الفطرة، وعلى ما أظن ان الأصل في العلاقات الجنسية بين البشر هو الإباحية كما كان يحدث في العصور الأولى من حياة البشر، عندما كان الناس يعيشون عرايا كما ولدتهم أمهاتهم في الغابات والكهوف، وكان الأخ يضاجع أخته والأب يضاجع ابنته كما في قصة هابيل وقابيل وفي كثير من أثار سلوكيات القبائل البدائية الجنسية وعلم الانثربولجيا، حيث تجد المراهقين يمارسون الجنس مع بعضهم البعض قبل الزواج كما هو معروف في كثير من القبائل الإفريقية، وكما يحدث في الغرب بين المراهقين في المدارس وظاهرة الصديق والصديقة، وهذا طبعا من الحقائق التي لا تقبل النقاش وان الجنس من الأمور الفطرية التي يجب ان تشبع وان يتعامل الناس معها بشيء من الصراحة. من هذا المنطلق نفهم ان الغريزة الجنسية أودعت في الإنسان ومنذ شعوره بها كي يمارسها، والفطرة هي ان تتم ممارسة الجنس بشكل طبيعي، ولكن نظرا لظهور بعض المشاكل والتقاتل بين الناس، تطورت أعراف وقوانين جعلت ممارسة الجنس بالنسبة للشباب صعبة جدا لدواعي اجتماعية مختلفة، ودواعي أخرى أجبرت البشر لوضع قيود مشددة جدا على زواج الشباب في أعمار مبكرة، وفي وضع كهذا لا بد ان يلجأ الشاب والشابة عن بديل آخر للتنفيس عن إشباع هذه الفطرة إلا وهو العادة السرية وعادة ما يتم اكتشافها غريزيا، فكيف لا نقوم بأي خطوات تجاه إشاعة العلاقات الجنسية (الحلال) بين الشباب في أعمار مبكرة ونظل متمسكين بنفس هذا التشدد في منعها، ثم نأتي ونتباكى ونستنكر على أولادنا المراهقين ممارستهم للعادة السرية ومحاولة محاربتها بشتى الطرق العلمية والغير علمية، فأنت قبل ان تحارب شيء اوجد البديل له، وإلا تكون القيود وأي نوع من أنواع المحاربة تفعلها وكأنك تحرث في البحر، أي من غير فائدة. وفي اعتقادي ان من عظمة الدين الإسلامي انه لم يضع قيودا صارمة أو عمر محدد كي يمارس فيه الإنسان نشاطه الجنسي بالزواج، ولم يكن ذلك اعتباطا لأن الشارع يعلم ان الغزيرة الجنسية مارد صعب المراس، وإذا أراد الناس القضاء على العادة السرية التي تنسج حولها الحكايات وكثير من الكلام الغير مؤسس، عليهم قبل كل شيء إشاعة تسهيل الزواج للمراهقين (بدون حمل) وان يكون ذلك وفق أنظمة يشرف عليها الأهل، وتنظم بقوانين وعقوبات رادعة لمن يخل بها من طرفي العلاقة، وان يعفى الزوج المراهق من أي التزامات تجاه زوجته المراهقة من ناحية تامين السكن والمأكل والملبس حتى يستقل بنفسه، وان يكون الغرض من العلاقة هو الإشباع الجنسي إلى حين بلوغ طرفي العلاقة عمرا مناسبا يستطيعان فيه ممارسة حياتهما الزوجية الطبيعية بالتزاماتها المعروفة، وان يكون ذلك بإشراف الأهل ورعايتهما، طبعا كلامي هذا ليس إلزاميا وان كل مراهق ومراهقة يجب ان يعمل به، بل يكون خيارا متاحا في المجتمعات. ولنتخيل ان المجتمعات العربية قد وصلت إلى هذه الشفافية في التعاطي مع منح المراهقين حقوقهم الجنسية في أعمار مبكرة جدا، فهل سنجد تفشي للعادة السرية والعلاقات الجنسية الشاذة وأنواع الزواج الغبية التي نشاهدها الآن، وأتفهها زواج المتعة التي شكل ظاهرة في الجامعات المصرية وغيرها؟ لا اعتقد ذلك، ولو كنتم لا تصدقوني اسألوا أهل كثير من القرى الذين اعتادوا على تزويج أولادهم وهم في أعمار مبكرة، تصل لدرجة ان يكون عمر العروس اربعة عشر سنة (انا ضد ان يكون سن العروس اقل من ذلك بكثير)، وأنا لا أرى أي غضاضة أو عيب في ذلك طالما تم تنظيم مثل هذا النوع من الزواج وفق قوانين وقواعد مدروسة بوعي، وكما هو معروف ان هذه الزيجات تتم في القرى كما أسلفت، ومعظمها ليس زواجا بالمعنى الكامل الذي نعرفه، إذ يكون زواجا من دون اتصال جنسي كامل وبالتالي من دون حمل، ولا يهم ان مكثت الزوجة مع أهل الزوج أو مع أهلها لأن أهل القرى عادة يعيشون من دون تعقيد، وتمارس الزوجة الصغيرة حياتها تماما كما كانت قبل الزواج إذا أرادت ان تواصل دراستها مثلا، وان يتم التشديد على ان يكون زواجا من دون حمل، وبالرغم من أنها عملية صعبة جدا ويصعب مراقبتها والتحكم بها ولكن يمكن لأهل الزوجين وضع أسس وقواعد لكي يكون الغرض الرئيسي من هذا الزواج المبكر الاستمتاع الجنسي بين الزوجين كلما شعرا بهذه الحاجة، وهذا ليس عيبا بل من الفطرة، والسعي لمحاولة التقليل من المشاكل التي تنجم بين أي زوجين صغيري السن، رغم ان المشاكل لا تقتصر على صغار السن فقط بل تنتشر أيضا في جميع الأعمار بين المتزوجين.
ونحن لسنا في حاجة لفلسفة بعض الأمريكيين والغربيين الرسميين الذين صدر تصريح منهم مؤخرا بشأن حادثة زواج إحدى الطفلات في إحدى مدن المملكة، ولا يعلمون ان هذا شأن داخلي وتقليد ينتشر في الكثير من القرى العربية وغير العربية في جميع أنحاء العالم لأن هذا هو الأصل والفطرة، وهذا إلى حد ما في مقابل الحرية الجنسية المتاحة في الغرب من غير زواج، لأنه وفقا لديننا الإسلامي وتقاليدنا فإنه يحظر الزنا وإقامة أي علاقة جنسية خارج حظيرة الزواج، فليس من المنطقي ان امنع الناس من الإباحية الجنسية وأتفلسف لهم في موضوع العادة السرية واحرمها لهم وفي نفس الوقت احظر الزواج المبكر واعقد وأغالي في المهور وتكاليف الزواج، فأي غباء هذا؟ فما دام إننا كمسلمين يحرم علينا ديننا وتقاليدنا الإباحية الجنسية الموجودة لدى الغرب، لا بد ان يكون هناك بديل متاح وهو تسهيل الزواج في جميع الأعمار وبدون تكاليف. لكن المشكلة ان الغربيين يريدون ان يفرضوا علينا أسلوب حياتهم الجنسي المنفلت كعادة أسلوبهم المتغطرس دائما مع الغير، فما يختلف مع أسلوب حياتهم يعتبرونه غير مرغوب فيه وليس من التحضر، ولا يفهمون ان الحياة مبنية على التنوع، ورغم أنهم يعلمون تمام العلم ان المراهقين عندهم بل وحتى كثير من الأطفال يمارسون الجنس في الغرب بشكل شائع جدا من دون زواج أو علاقات نظامية، بل يتم ذلك في السر ومن تحت الطاولة وتفرز هذه الممارسات الكثير من السلبيات الاجتماعية التي يئن تحتها مجتمعات من يتشدقون بما يصح وما لا يصح على الآخرين، ورغم ان الإفرازات الأخلاقية السلبية التي توجد في مجتمعاتهم أكثر من السلبيات التي تنجم عن عادات الزواج المبكر الموجودة لدينا. إذ لا يخفى على احد في العالم الأعداد الهائلة من حالات الحمل الغير مرغوب فيه للقاصرات، وكثيرات منهن دون سن الثانية عشرة، وتفشي الأمراض الجنسية بكل أنواعها وتفشي عمليات الإجهاض سرا، وابتعاد الناس عن الزواج المتعارف عليه وكثرة حالات الطلاق والهجر وتفشي ما يعرف بتبادل الزوجات في الغرب وكثير من سلبيات الحرية الجنسية المنتشرة لديهم.
كما أقول للأخت وداد يوتاه لكي نقضي على العادة السرية، علينا ان لا نشتري السرج قبل الحصان، فما دمنا لا نستطيع فعل أي شيء لتشجيع الزواج المبكر بين الشباب في أعمار مبكرة جدا وتشجيع العلاقات الجنسية الحلال بين هؤلاء المراهقين، بل والانكى والأشد إيلاما من ذلك هو ليس خطرفة الغربيين وتدخلهم في حياتنا الخاصة، بل في انصياعنا الأعمى لأسلوب حياة الغربيين كالببغاوات واستجابتنا لدعواتهم حتى ولو عارض ذلك تعاليمنا الإسلامية وتقاليدنا التي لم تضع عمرا محددا للزواج للجنسين، فبتنا نشهد تشريعات تضيق الخناق على تعدد الزوجات، وتدرس الآن كثير من الدول العربية والإسلامية وضع قوانين تحدد سن الزواج القانوني بالرغم من ان هذا لا يوجد في الشريعة الإسلامية، فإذا كنا نسير شيئا فشيئا في ركب الغربيين وننزلق من دون ان ندري إلى حياتهم الأخلاقية الفاسدة بداية بالتشديد في منع العادة السرية واختلاق الأهوال حولها، ونلصق بها كل ما هو غير صحيح وانتهاء بتحديد سن للزواج والتضييق على تعدد الزوجات، فكيف بالله عليكم تريدون من الشباب ان لا يلجأون إلى إشباع شهواتهم الجنسية الفطرية بالشذوذ والعلاقات غير الشرعية كما يحدث في الغرب، أما كان من الأجدى بدلا من التطرف في ظل ظروف الزواج الصعبة التي يعيشها الشباب ان نفهم الشباب أنهم إذا فاض بهم الكيل واشتدت بهم الشهوة ولم يستطيعوا كبتها حتى يفرجها الله عليهم بالزواج، يمكنهم ممارستها ولكن من دون إفراط ومن دون إدمان، وان لا يمارسوها للدرجة التي تؤثر على واجباتهم الدينية والحياتية الأخرى حتى لا تدخل في نطاق الحرام، والله اعلم. وكما يقولون خير الأمور أوسطها. أليس هذا أفضل من ان نظل نجعجع ونتفلسف على أمر شخصي وغريزي بحت لا يستطيع أي إنسان منعه لأنه يتم في السر، وان نتبع سبل التشجيع على الترشيد ما دام لا توجد أمام الشاب بدائل جنسية أخرى؟ أو توجد ولكننا لا نريدهم ان يلجأون إليها لأنها حرام؟ أما موضوع العفة فهذا أمر ثبت عدم التعويل عليه كثيرا مع غريزة جنسية من الشدة بمكان لدرجة أنها تجعل شاب يتمتع بكامل عقله يجرؤ على ارتكاب جريمة الاغتصاب رغم علمه بأن ذلك سيدخله في مشاكل دنيوية وأخروية كثيرة جدا لا تساوي ثمن اللحظات المعدودة التي استمتع بها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق