سؤال طالما حيرني، وهو ان الإنسان عندما يصاب بجرح تهب الخلايا في المكان لإصلاح تلك الخلايا المعطوبة وترممها فيتم استبدالها بخلايا جديدة، وتظل خلايا الأمعاء الدقيقة تفكر فترسل إشارات ليترجمها المخ إلى جوع لكي يأكل الإنسان، والكثير من الشواهد التي تفيد بحيوية الخلايا، ولكن ما استغرب له لماذا لا تجدد خلايا الدماغ نفسها عندما يصل الإنسان من العمر عتيا، وبالتالي يتجنب الخرف والشيخوخة التي تحدث نتيجة لعطب أو فقدان كثير من الخلايا الدماغية او اصابتها بالصدأ وتحولها الى نفايات. وهل سيصل الإنسان قريبا إلى وسيلة للتحكم في خلاياه؟
فالإنسان لم ترق له أبدا فكرة ان يشيخ ويهرم ويبلى، وعلمه علم اليقين حقيقة أن حياته ستنتهي عند عمر معين لا محالة. فليس من المستغرب أن توجد هناك دائما قصص عن أناس استعادوا شبابهم أو ظلوا خالدين. وقد تناول العرب منذ الأزل هذا الحلم وكذلك الشعراء الأوربيين في العصور الوسطى في شعرهم، وكانوا ينظمون شعرهم حول ما يسمى بنافورة الشباب التي تعيد الإنسان إلى شبابه ما ان يستحم فيها. وكذلك في نفس تلك الحقبة تقريبا، حلمت مجموعة أخرى من الناس كان يطلق عليهم الكيميائيون، حلموا بأبدية الشباب وجعلوا هذا الحلم واحدا من اهتماماتهم الكبيرة. ولكنهم بالطبع باءوا بالفشل.
فالإنسان لم ترق له أبدا فكرة ان يشيخ ويهرم ويبلى، وعلمه علم اليقين حقيقة أن حياته ستنتهي عند عمر معين لا محالة. فليس من المستغرب أن توجد هناك دائما قصص عن أناس استعادوا شبابهم أو ظلوا خالدين. وقد تناول العرب منذ الأزل هذا الحلم وكذلك الشعراء الأوربيين في العصور الوسطى في شعرهم، وكانوا ينظمون شعرهم حول ما يسمى بنافورة الشباب التي تعيد الإنسان إلى شبابه ما ان يستحم فيها. وكذلك في نفس تلك الحقبة تقريبا، حلمت مجموعة أخرى من الناس كان يطلق عليهم الكيميائيون، حلموا بأبدية الشباب وجعلوا هذا الحلم واحدا من اهتماماتهم الكبيرة. ولكنهم بالطبع باءوا بالفشل.
وكلما تطورت المعارف العلمية، كلما أصبح حلم أبدية الشباب بعيد المنال ويبدو انه لا يوجد هناك بصيص أمل لكي يتحقق هذا الحلم. ومع ذلك، فلقد ظل سحر الشباب وإطالة الحياة الشغل الشاغل في كل الأزمان، وبلغ أوج الاهتمام به في هذا الزمن، وبات هاجس الكل في جميع أنحاء العالم. وقد استجاب العلم الحديث لهذا واستحدث فرعا جديدا نسبيا من العلوم سمي علم الشيخوخة gerontology، وهو علم يعنى بفهم ودراسة الشيخوخة. ويعود اصل الكلمة إلى الكلمة اليونانية "geron" والتي تعني "شيخ". والهدف من علم الشيخوخة هو جمع أكبر قدر ممكن من المعرفة حول شيخوخة الإنسان والحيوان على حد سواء. ويكرس الباحثين الذين يعملون في هذا المجال كل جهدهم لمعرفة كيف ولماذا تحدث الشيخوخة، وكيف يمكننا على الأقل فرملة زحفها الذي لا مفر منه بجحافله المدلهمة الكئيبة. والشاهد انه لا يوجد سبب واضح يفيد لماذا يفقد الإنسان والحيوان حيويته مع التقدم في السن. يبدو أن هناك ثلاثة احتمالات رئيسية. أولا، إننا نشيخ لان خلايانا تموت ولا يمكن استبدالها بخلايا جديدة. والحيوانات التي لا تشيخ هي في الغالب من النوع الذي يمكن أن يجدد جميع خلاياه. في حين أن الإنسان وغيره من الفقاريات لديه خلايا يمكن أن تجدد في كل الأوقات، مثل خلايا الدم وخلايا الجلد، ولكنه لا يكون قادر على تجديد خلايا المخ. فإننا نستمر باستخدام نفس خلايا المخ طوال حياتنا، ولكنها تتناقص كلما تقدمنا في السن. وهكذا فانه ببساطة يمكن تفسير الشيخوخة بأنها عملية فقدان الخلايا أو فقدان البنية التي لا نستطيع توفيرها لتجديد الخلايا. والاحتمال الثاني الذي يفسر لنا عملية الشيخوخة كما قرأت في هذا المجال، هو ان الأمر له علاقة بتشكيل الخلية. وربما تكون الخلايا الجديدة التي تتشكل لدى الإنسان المسن ليست جيدة بما فيه الكفاية وليست مثل الخلايا الجديدة التي تتشكل لدى الطفل. والاحتمال الثالث هو أن الشيخوخة هي أكثر تعقيدا من أي من هذه التفسيرات. وقد تكون الشيخوخة نتيجة لتغيرات كيميائية وتطورات معينة تحدث في أجسامنا تلحق الضرر في نهاية الأمر بنا وتنخر فينا كالسوس للأسف، ويتطور هذا التفاعل على نحو ما في أجسامنا ويرمي بنا إلى مهاوي الشيخوخة. هذه ليست سوى ثلاثة نظريات ضمن نظريات اخرى والتي تم التوصل إليها لتفسير الشيخوخة، والواقع انه لا يعلم أي عالم علم اليقين أي من هذه الاحتمالات هي الصحيحة، ولكن تم التوصل إلى اكتشاف حقائق هامة في هذا المجال. وتجدر الإشارة إلى أن التغيرات في السن لدى الحيوانات والتغيرات الناجمة عن التعرض للإشعاع مشابهة تماما. وهذا يثير احتمال أنه لو تمكنا من تطوير عقاقير تقينا من الإشعاع، ربما يمكن أيضا لهذه العقاقير حمايتنا من الشيخوخة. والاكتشاف الآخر هو أنه يمكن إبطاء التقدم في السن. فالعديد من الحيوانات تعيش حياة قصيرة إذا تم تغذيتها بكميات كبيرة من الطعام، وجعلت تنمو بأسرع ما يمكن. وبالمقابل ان هذه الحيوانات تعيش لفترات أطول إذا أكلت ونمت ببطء. وعادة ما يتساءل اختصاصيي الشيخوخة عما إذا كان من الأفضل جعل الناس يعيشون عمرا أطول.
ومن الواضح أن هذا سيخلق الكثير من المشاكل السكانية، ولكننا إذا عشنا أطول فانه يمكننا القيام بمزيد من الأعمال خلال حياتنا ونقوم بتنفيذ خطط أكبر وأفضل. وتطرح إمكانية إطالة الحياة أسئلة صعبة. ولكننا في الوقت الحالي لا نعرف بالتأكيد ما إذا كنا نستطيع على الإطلاق تغيير أو إيقاف شيخوختنا. ويبدو من المعقول الاعتقاد بأن العلماء قد ينجحون يوما ما في هذا الجانب، ولكن متى يتم ذلك، فقد لا يسعفنا الوقت لنعيش حتى نشهد ذلك وتجندلنا الشيخوخة في غياهبها غير مأسوف علينا لنفسح المكان لدماء ومخلوقات جديدة وان لله في خلقه شئون وحكم وعبر لأولي الالباب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق