الأربعاء، فبراير 03، 2010

دعه يتزوج ... دعها تقرر!!

ها هو الكاتب محمد اليامي يكتب في موضوع الساعة الذي تتناقله حاليا معظم وسائل الإعلام العالمية عن حادثة زواج فتاة إلى رجل كبير في السن، واستنفار ما يسمى بالناشطات والناشطات في التدخل فيما لا يعنيهم... وقد كتبت وقلت لماذا يتدخل الناس فيما لا يعنيهم ولماذا لا يترك الناس الخلق للخالق، وقلت أن هذه الأمور لا تحل بقوانين، بل بإسداء النصح على انه كلما أتيحت الفرصة للفتيات الصغيرات السن للدراسة كلما كان ذلك أفضل لهن، وقلت أيضا انه لا يوجد في الشرع ما يمنع زواج البنت في أي عمر وفي رسول الله أسوة حسنة، كما أن الزواج لا يمنع الفتاة الصغيرة من إكمال تعليمها، وقلت أن تصميم الخالق عز وجل للأنثى أن جعلها تحيض في عمر مبكر كمؤشر لمقدرتها على الإنجاب هذا يعني أن هذه حكمة الخالق ولم يكن ليعجزه أن يجعل الأنثى تصل إلى مرحلة الحيض بعد عمر الثامنة عشر كما يحاول الغربيون يتفلسفون... وكما نحاول نحن أن نكون مثل الببغاوات نقلدهم لدرجة أنهم إذا دخلوا جحر الضب دخلنا معهم، وأشرت أيضا أن ظروف الناس وأحوالها تختلف من إنسان إلى آخر، فلا يمكن أن نقارن أسلوب تفكير أسرة ثرية تعيش في العاصمة بأسرة ينهكها الفقر ولديها أكثر من حمس فتيات وتعيش في إحدى القرى النائية... وأترككم مع الكاتب اليامي يتطرق للموضوع من ناحية أخرى...

دعه يتزوج... دعها تقرر
جريدة الحياة - الاربعاء, 03 فبراير 2010
محمد اليامي

سأكتب في منطقة ملغومة، وسأسأل النساء في سن الزواج، وهي عندي من الثامنة عشرة إلى آخر العمر: أيهما تفضلين: رجلاً كبيراً يتمتع بصحة جيدة جسدياً وعقلياً، ونفسية متوازنة، ورغبة حقيقية في الارتباط، أم شاباً يتمتع بصحة جسدية جيدة، وصحة عقلية تبدو ظاهرياً جيدة، ونفسية «لك عليها»، ورغبة «مهزوزة» في الارتباط أسبابها المجتمع من حوله أكثر من كونها دافعاً داخلياً نحو السكن والاستقرار؟

لا أنكر أنني بدوري لغمت الأسئلة أعلاه، لكن تثير امتعاضي العناوين الصحافية التي تستهجن تقدم رجل في الستين وما فوق إلى فحص الزواج من امرأة شابة، وأشدد على امرأة شابة، وليست طفلة، وكأنه يرتكب جرماً، وكأن المرأة ستُزف إلى حتفها.

حسناً، نظرة واقعية صغيرة إلى أحوال الرجال الشباب، المتزوجين حديثاً، ولنفترض أنهم الفئة العمرية من العشرين وحتى الأربعين، أليس ثلث زيجاتهم ينتهي بالطلاق؟ وأليس ربعهم يبحث عن جهاز صراف آلي ناعم؟ وعشرة في المئة منهم مثلاً يخضعون لضغوط عائلية، وواحد في المئة منهم مثلاً لديه مشكلات نفسية، وبعضهم لديه مشكلات في رجولته، وقليل منهم مدمن على الخمر، أو أحد أنواع المخدرات، أو عاطل.

انظر للجهة المقابلة، فغالب كبار السن يتزوجون – إذا استثنينا فئة الرجل المزواج - عن قناعة، ورغبة حقيقية، ونادراً أن توجد فيهم العلل السلوكية والأخلاقية والصحية أعلاه.

إذاً فلتكن صياغة السؤال كالآتي: أيهما الأفضل للمرأة الشابة: الزواج من شاب هناك احتمال يفوق الثلث بالطلاق منه، أو الزواج برجل كبير في السن احتمال الاستقرار والإنجاب والديمومة لعقد أو عقدين من الزمن أفضل بكثير.

هل تعلمون أن معظم كبار السن متعهم الله بالعافية صحتهم أفضل من أبنائهم، كان غذاؤهم أنقى، وطقسهم أفضل، ونفوسهم أطهر، لم يحدودبوا على أجهزة، ولم يمارسوا العادة السرية، ولم يجولوا في الأرض، انظر في موسم الحج والعمرة إلى كبار السن في المشاعر، ثم انظر إلى أبنائهم وقارن مستوى اللياقة.

إن التحدث عن زواج الكبير من صغيرة، وبالمثل زواج الكبيرة سناً من شاب يصغرها، بهذا الاستهجان هو كمصادرة حقهم في الحب، والسعادة، أو الإنجاب، وهو لا يتسق مع علمنا بارتفاع معدلات عمر الإنسان مع تحسّن الوعي والرعاية الصحية.

لعل أهم نقطة هنا هي قبول العروس، قبولها التام من دون أي ضغوط، فالكثير من النساء يفضلن الرجال الناضجين، أو هن من النوع الذي لا ينظر إلى السن طالما أنها لم تؤثر في الصحتين الجسدية والنفسية.
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق