الثلاثاء، أبريل 14، 2009

الخصي والاخصاء والمخصيين










من دواعي إجراء عملية الاخصاء او الخصي في وقتنا الحالي هو استئصال الخصيتين جراحيا في حال إصابة الرجل بالسرطان وربما مشاكل صحية اخرى، هذا إضافة إلى دواعي أخرى لها علاقة بإخصاء المجرمين كيميائيا في بعض الدول الغربية، ولا اعتقد انه توجد في وقتنا الحالي عمليات إخصاء لبشر لغير هذين الداعيين، سواء اللهم الا كونها بغرض التعذيب البشع وما يندرج تحت ارتكاب الفظائع ولكن في نطاق محدود وفردي ولا تشكل ظاهرة والله اعلم.
في مقاطع الفيديو المرفقة مع هذا الإدراج نلاحظ إجراء مثل هذه العمليات للحيوانات، وطبعا معروف أسباب إخصاء الحيوانات مثل الحصين والتيوس والخراف الخ، ويا للهول، فهي تتم بعدة طرق واغلبها طرق واساليب بشعة جدا، واحذر ذوي القلوب الرقيقة من مشاهدة هذه المقاطع. هذا يعطينا تصور عن مدى بشاعة عملية الاخصاء التي كانت تتم في حق العبيد والخدم في الازمنة الغابرة. وقد قمت بالبحث في الغوغل عن المواضيع الخاصة بالاخصاء والمخصيين في التاريخ البشري، وقد عثرت على كم هائل من المعلومات في المواقع العربية ولم يسعفني الوقت للبحث باللغات الاخرى، وقد اخترت بعضا منها ادناه، مع ملاحظة انني فصلت بين كل موضوع والذي يليه بخط دون تدخل مني في المحتوى وحاولت بقدر الامكان اختيار الاجزاء التي تتحدث عن الموضوع لذلك بعض المواضيع تبدو مبتورة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خصي الذكور عملية كانت تمارس في السابق للعبيد والخدم. ما هذه العملية؟ وما أثرها؟المقصود بالخصي هو استعمال طرق مختلفة لإزالة الخصيتين أو ما يؤدي إلى ضمورها.ونتيجة لذلك تتليف خلايا الخصية التناسلية التي تنتج الحوينات المنوية، فلا يستطيع الإنجاب، والى ظواهر أخرى كذلك نتيجة تلييف خلايا الخصية التي تنتج الهرمون المذكر "التستوستيرون". فلا تظهر له لحية ولا شارب وعدم وجود شعر الجسم كذلك، ويصبح صوته رقيقاً. وبصفة عامة تميل الملامح والتصرفات إلى الأنثوية، ويفقد الرغبة الجنسية تجاه الجنس الآخر.،،،،،



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشكل إلغاء الحريم وتشتت محظيات السلطان عبد الحميد الثاني وخصيانه عام 1909 منعطفاً تاريخياً مهماً في التاريخ العثماني وتاريخ المجتمعات الإسلامية عموماً، لأن هذه التدابير أعلنت نهاية الحجر على النساء وحصولهن على التعليم كجزء لا يتجزأ من برامج الحركات القومية. وقد تبنى زعماء القومية الإسلامية على غرار أتاتورك في تركيا الحركة النسوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، لا سيما تعليم النساء، كإحدى دعائم بناء الدولة الوطنية، وضرورة لتجديد وتنشيط المجتمعات الإسلامية أمام الغزو الاستعماري. وكانت أيضاً مناسبة ليرى الغربيون للمرة الأولى أكثر النساء خضوعاً لحراسة مشددة في الامبراطورية، أي محظيات السلطان.بيد أن لا السلاطين العثمانيين ولا الخلفاء العباسيين من قبلهم اخترعوا الخصي. ويجمع كل الباحثين الغربيين الذين تناولوا هذه الظاهرة على أن عادة إخصاء الفتيان لغايات مختلفة (حراسة الحريم، الغناء، الخ..) كانت تقليداً غربياً معروفاً لدى الإغريق والبيزنطيين، ولم يعرفه الأتراك قط قبل سقوط القسطنطينية في القرن الخامس عشر. وقد اعتمدوه لدى احتكاكهم بالعالم المسيحي: ((بالرغم من أن استخدام الخصيان كان شائعاً في الشرق الأوسط والأقصى، كانت هذه العادة غير معروفة عملياً وغير ذات أهمية لدى الأتراك، قبل أن يؤسسوا عاصمتهم في أوروبا ويأخذونها عن البيزنطيين. ولم تكن هذه العادة جديدة في القسطنطينية. وبالرغم من أن دوميتيانس قد حظّر استخدام الخصيان في القرن المسيحي الأول، فقد شاع هذا الاستخدام لدى البيزنطيين)). ويضيف بنزر أن السلاطين العثمانيين الأوائل لم يعرفوا الخصيان والحريم ولا طقوس البلاط المعقدة التي اعتمدوها بعد أن فتحوا بيزنطية.وتقول الباحثة التركية أليف لايتل كروتييه:((كان السلطان محمد الثاني... مهووساً بتحيول عاصمته الجديدة التي أطلق عليها اسم اسطمبول إلى نسخة جديدة عن القسطنطينية، إنما أكثر عظمة وترفاً. وقد سمح للسلطانة الأم بتنظيم قصره على طريقة خدر (أجنحة الحريم) الامبراطورة هيلانة، أرملة قسطنطين. كان الحريم يقع في جناح منعزل ومقصي، وراء الحدائق الداخلية، وتعيش فيه النساء حياة منفصلة تماماً عن حياة القصر... وقد اعتمد السلطان محمد الثاني عادات بيزنطية أخرى كعادة سجن أفراد العائلة المالكة، مؤسساً مدارس داخل القصر، وكعادة إحاطة نفسه بكوكبة من العبيد الذين كانوا يعيشون في البلاط)).وتخلص الباحثة إلى أن ممارسة تعدد الزوجات، الذي كان تقليداً مسلماً قبل احتكاك الأتراك ببيزنطية، قد انسجمت انسجاماً تاماً مع العادات البيزنطية، وأتاحت للعثمانيين تطوير السراي إلى درجة لم يسبق لها مثيل. وقد كان تطوير هذه المؤسسة الذي يجسد قوتهم هو الذي جعلهم يصبحون محط الأنظار.أما الخلفاء العباسيون فقد أنفقوا مبالغ طائلة قبل العثمانيين بقرون عديدة لاقتناء الخصيان واستخدامهم. وكان أول خليفة عباسي اشتهر بتعلقه المفرط بالخصيان، هو الأمين، ابن هارون الرشيد. ويروي المسعودي أن الخليفة الأمين ((قد قدَّم الخدم وآثرهم ورفع منازلهم))، بحيث أن والدته، الأميرة زبيدة الشهيرة، إبنة عم هارون الرشيد والزوجة الوحيدة من سلالة بني العباس التي أنجبت له ولداً (فقد كان أبناؤه الآخرون من الإماء)، أشاعت عادة الغلاميات لاجتذاب ابنها إلى النساء. ويقول المسعودي أنها ((اتخذت الجواري المقدودات الحسان الوجوه وعممت رؤوسهن وجعلت لهن الطرر والأصداغ والأقبية والقراطق والمناطق... وبعثت بهن إليه)). ويرى المسعودي أن زبيدة وفقت في مسعاها لأن الخليفة ((استحسنهن واجتذبن قلبه إليهن... واتخذ الناس... الجواري المطمومات وألبسوهن الأقبية والمناطق، وسموهن الغلاميات)).وقد استمرت ظاهرة الخصيان لفترة طويلة بعد سقوط الامبراطورية العثمانية في الكثير من الدول العربية، حتى إلغاء العبودية التي استمرت في الخفاء بالرغم من قيام الدول الغربية بحظرها. وخلافاً لكلمة حريم التي أصلها عربي، من كلمة حرام التي تدل على المحظور وتصف النطاق المخصص للنساء، فكلمة خصي أصلها يوناني eunokhos (وتعني حرفياً الذي يحرس eune مخدع النساء). وكان هؤلاء الخصيان مكلفين بمراقبة النساء الحبيسات ((للإشراف على سلوكهن، والحؤول دون قيامهن بما يتنافى مع العفة أو الواجب الزوجي)).------------------------------------* المصدر :هل انتم محصنون ضد الحريم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وزير إيطالى يطالب بـ"خصى" مرتكبى الاعتداءت الجنسية
روما: إعتبر وزير التسهيل الإداري الإيطالي روبرتو كلديرولي العضو في رابطة الشمال "الحزب المناهض للهجرة في حكومة سلفيو برلوسكوني" أن إيطاليا يجب أن تتمكن من اللجوء في بعض الحالات إلى خصي مرتكبي الاعتداءات الجنسية عبر الجراحة.
وأعلن الوزير في مقابلةٍ مع صحيفة "لا ستامبا" أنه في بعض الحالات لا أعتقد أن تكون إعادة الاندماج ممكنة وأعتقد أن الخصي الكيميائي قد لا يكون كافيا، وبالتالي لم يبق سوى الخصي الجراحي، لا بد أن يدافع المجتمع عن نفسه.
وشهدت إيطاليا ثلاث قضايا اغتصاب خلال الأيام الأخيرة لا سيما بحق فتاة في الرابعة عشرة في حديقة في روما السبت. وردت الحكومة أنها ستطرح خلال الأيام القادمة مرسوم قانون ينص على زجِّ مرتكبي الاعتداءات الجنسية فورا في السجن وعدم وضعهم قيد الإقامة الجبرية في انتظار محاكمتهم.
وأفادت الصحافة عن اقتراح إجراء آخر يتمثل في إعطاء الإذن لرؤساء البلديات لتشكيل مجموعات من المواطنين المتطوعين غير المسلحين لمراقبة المناطق المعرضة للخطر.
وعلى الفور ردت المعارضة برفض هذا الاقتراح، وأعلن ماركو مينيتي وزير الداخلية في حكومة الحزب الديمقراطي والتر فلتروني الصورية في صحيفة "لا ريبوبليكا" أن ذلك قد يتسبب في المزيد من العنف، يجب أن يبقى الأمن من صلاحية الدولة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ الخصيان و الاستخصاء - من الخصي التشريحي الى الخصي النفسي

يعود تاريخ الخصي الى التاريخ القديم و بالتحديد الى عصر البيزنطيين و الاغريقيين , بل و البابليين و الفرس , ويقال ان الفراعنة هم اول من اتخذوا الخصيان في قصورهم
كان خصي الاسرى الاعداء تعبيرا عن الرغبة في قطع نسلهم ,بالاضافة الى "استخداماته العملية" وهي كبت الشعور الجنسي و العدوانية في الاسرى الذين كان يفترض بهم ان يحرسوا نساء القصر من ارتكاب الحرام وخدمتهم بشكل عاموفي عصر الدولة الاسلامية كان يساق العبيد من دارفور والحبشة الى مصر حيث يقوم الاقباط بخصيهم (بسبب فتوى تمنع الخصي و لكن تبيح استخدام الخصيان اذا قام غير المسلمين بخصيهم!!) ومن ثم يساقون الى قصور السلاطين العثمانيين (ولا نسعى هنا لاختزال مئات السنين من تاريخ دولة بقضية, الله اعلم كم استمرت و لكن للنقد الذاتي) وهناك كانوا يحرسون حريم السلطان.وكان خصيان اخرون يؤخذون من اهلهم او اهلهم يتخلون عنهم في جيل 15 عام في الدولة العثمانية فيتم خصيهم و يخدمون في الحرملك (قصور الحريم) الى جيل 25 و بعدها يسرحون كموظفين في خدمة الدولة العثمانيةوفي الصين اتخذ ملوكها الخصيان في قصورهم حتى قيام الجمهورية الصينية عام 1911 !!واما في ايطاليا فكان يتم خصي قسم من المغنين حتى نهاية القرن التاسع عشر لترفيع اصواتهموبما ان الخصيان كانوا يطوفون في القصر من غير رقيب فانهم كانوا يشكلون حلقات الوصل بين قصور النساء و قصر الملك وينقلون الاسرار الى النساء ,وبهذه الطريقة اكتسبوا معلومات هائلة عن القصر خولتهم لتبوئ ارفع المناصب في القصر او خارجه مثل الرحالة تشنغ خه الرحالة الصيني المسلم الذي قاد اسطولا صينيا حتى سواحل افريقيا و لا زالت الصين تخلد ذكرى رحلته البحرية الاولى عام 1405م الى اليوموهناك من الخصيان من وصل الى سدة الحكم مثل كافور الاخشيدي (946-968 م) الذي استعبد من النوبة ثم علمه والي مصر الاخشيد و عينه مربيا لاولاده ,فصرف كافور الاولاد عن الحكم بالملاهي بعد موت ابيهم وقاد حروبا مظفرة حتى وصل حلب في سوريا
وبعدها طلب المتنبي العزيز حفنة مال من هذا الخصي وبعدها شتمه شتيمتهعيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى ام لامر فيك تجديداما الاحبة فالبيداء دونهم فليت دونك بيدا دونها بيداكلما اغتال عبد السوء سيده او خانهم فله في بغداد تمهيدصار الخصي امام الابقين بها فالحر مستعبد والعبد معبودالعبد ليس بحر صالح باخ لو انه في ثياب الحر مولودلا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيدماكنت احسبني احيا الى زمن يسىء بي فيه عبد وهو محمودمن علم الاسود المخصي مكرمة اقومه البيض ام اباؤه الصيدام اذنه في يد النخاس دامية ام قدره وهو بالفلسين مردوداليوم لا يتم الخصي التشريحي و لكن الخصي الكيماوي لمجرمي الجنس لكبت شهوتهمفما هو الخصي من ناحية تشريحية و لماذا اتبعته شتى الحضارات على مدى الاف من السنين؟تبدا الحكاية في الهيبوتالموس (الصورة ادناه)يحث الهيبوتلاموس (الاخضر اعلاه) غدة الهيبوفيزا(الازرق اعلاه) على افراز عدة هرمونات منها هرمون LH.يجري هرمون LHفي الدورة الدموية و يصل الى الخصيتين حيث يحفزهما على انتاج التيستوستيرون والذي يدور في الدورة الدموية من جديد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤالي جزاكم الله خيراً: أخي فقد (خصيتيه) وهو في البلوغ أعتذر لذكرها لكن للتوضيح وقال إنه خنثى وهو يميل لأن يكون امرأة أكثر من رجل.. لأنه لا يستطيع الممارسة وأشار عليه من رجال الإنس الشياطين أن يذهب لدولة ليجد رجالا يعاملونه معاملة الأنثى وفعل وذهب للأطباء في هذ البلد وأخبروه أن يقوم بعملية تحويل لجنسه إلى امرأة.. وفي دول الخليج قالوا إنه يميل للأنثى فقط لا تجب عليه العملية، مع العلم بأنه يأخذ حبوب هرمونات ذكورية.. فماذا يفعل وقد ساءت نفسيته لدرجة الانتحار كيف أخفف عنه وبماذا أنصحه، وهل يحق له الزواج إذا أخبر من أراد أن يتزوجها عن حالته، فأفيدوني أنا محتارة؟




خلاصة الفتوى:
الشخص المذكور رجل وتجري عليه أحكام الذكورة في كل شيء، ويجوز له أن يتزوج.. وأن يأخذ حبوب الهرمونات الذكورية إذا نصحه الأطباء بذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذي فهمناه من معطيات السؤال أن أخاك كان ولا يزال ذكراً، وأن الذي سبب له ما ذكرت من أوهام وأفكار فاسدة هو فقدانه لبعض أعضائه الذكورية في بداية شبابه مما جعله يتصور أن فاقد هذه الأعضاء ليس برجل وإنما هو أنثى، بالإضافة إلى قلة التربية الصحيحة وعدم الوعي، وهو ما جعله يميل إلى أن يكون امرأة ظناً منه أن فاقد بعض الأعضاء الذكورية لا يستطيع ممارسة حياته الزوجية كرجل، ومما رسخ عنده هذه الفكرة ما أوحى به إليه شياطين الإنس، وزينه له الأطباء الفاسدون.
وبناء على ذلك فإننا ننصح هذا الأخ بتقوى الله تعالى والبعد عن التفكير في الانتحار أو في غيره من الأمور التي لا تزيده إلا وهنا وبعداً من الله تعالى، وعليه أن يتوب إلى الله مما مضى، ويستأنف حياة جديدة أساسها التقوى والاستقامة... وعليكم أن تساعدوه على ذلك، وعلى الذهاب إلى الأطباء النفسانيين الناصحين، وأن تربطوه بأهل الخير والاستقامة وتساعدوه على صحبة الصالحين ومجالس الخير...
وأما عن زواجه فلا مانع منه شرعاً؛ بل يمكن أن يكون من الوسائل التي تعين على شفائه وحل مشكلته وخاصة إذا كان من امرأة صالحة.
فكونه فقد بعض أعضائه التناسلية لا يخرجه عن حكم الذكورة على كل حال، قال مالك في المدونة: يجوز نكاح الخصي وطلاقه.
وعليه أن يخبر من يريد الزواج منها وخاصة إذا لم يكن يستطيع الجماع... وسبق بيان حكم نكاح فاقد الخصيتين وما يتعلق به في الفتوى رقم:
24899. نرجو أن تطلعي عليها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شخصيات من التاريخ المسيحي
اتوربيوس الخصي
كان عبدًا قد تحرر، استطاع بخداعاته ومكره أن يعمل بالقصر حتى صار الرجل التالي بعد الإمبراطور. سببّ متاعب كثيرة للقديس يوحنا الذهبي الفم لأنه لم يمالقه، وقد ألغى حق اللجوء الكنسي حيث يلتجىء الإنسان إلى قرون المذبح. انتهت حياته بخيانته لسيده الإمبراطور، فلجأ إلى الكنيسة التي قاومها. وقد ألقى القديس يوحنا ذهبي الفم مقالين عنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صفحة جريدة الاسبوع الادبي
حصانة متأخرة ضد حريم المرنيسي (1)* ـــ سهيل نجيب مشوّح
رحلة طويلة وشاقة يقطعها القارئ بين "ماتيس" وأدوار سعيد عبر تضاريس من التحليل المعقّد، والرؤى المنتقاة، والتفاصيل غير المجدية في عالم الحريم، في محاولة شائكة للإقناع بصورة ماضٍ مندثر، وحاضر ينمو بطيئاً، وفي الحالتين تكون الصورة ضبابية وغير واضحة نظراً لعبثية التعميم، وضعف الحجة، وأحادية الحكم.‏
فاطمة المرنيسي في كتابها: (هل أنتم محصّنون ضد الحريم) تتسلح بجرأة واعية، وشفافية صريحة، وتستعرض كل ثقافتها ـ ليس من باب الإدعاء والتباهي، وإنما لتقوية دفاعها، وتقنين مرافعتها في محاكمة "ماتيس" وأشباهه ممن يرون في المرأة جسداً وبقايا عزيمة ترضي غرور الرجل، وحسبها هذه المهمة ـ على مرّ العصور ـ وإن اختلفت وسائل "الغواية"، أو أشكال الجذب، بل نوع الخدمات والمواهب التي تتمتع بها المرأة، كما تختلف مقابل ذلك درجة الرضى والقبول التي يمنحها الرجل للمرأة.‏
في كتاب المرنيسي يختلط التاريخ بالجغرافيا، والفلسفة بالاجتماع، والثورة بالعصيان، والطاعة بالضعف والاستسلام والهزيمة. رؤىً متشابكة تقدمها الكاتبة، ولا تقف عندها كثيراً لاقتناعها بمكمن الخطأ، ووضوح الصواب مهما اختلفت درجات الرقي عند المجتمعات المتباعدة، وتكافح المرنيسي بكل نظريات المنطق، وأدوات المعرفة لإنصاف قريناتها، ودحض الرؤية الذكورية المتغطرسة التي تقول: "بأن وراء كل امرأة ناجحة.. رجل".‏
وفي عودة إلى جذور الضعف، تجد الكاتبة حسب لسان العرب لابن منظور "أن الجارية هي التي تلبّي نداء سيدها، وتكون في خدمته، وأن الجارية مرادف لخادم، وثمة مرادف آخر لكلمة جارية هي قينة.. أما كلمة (محظية) التي ذاعت لدى جيراننا الأوربيين، وألهمت فنانيهم، بدءاً من إنغر ودولاكروا وصولاً إلى ماتيس وبيكاسو أصلها تركي.."(2). وعن جانب القوة في ظاهرة الحريم، وأثرها الماثل حتى اليوم، تسوق الكاتبة جملة من الشواهد والآثار الموثّقة..، "وكانت أمهات العديد من الخلفاء العباسيين روميات.. وقد أنجب هذا العنصر الرومي أدباء وعلماء، كان لهم في فنهم وعلمهم طابع خاص لم يكن مألوفاً في العقلية العربية والفارسية... غير أن هذه القدرة التي اتسمت بها النساء السبايا على الفتنة والكيد داخل قصور الأسياد لا يعرفها سوى الحريم الإسلامي، لأن هذه الظاهرة كانت مستحيلة في حريم الإغريق والرومان.."(3).‏
وهنا يبدو رأي الكاتبة غائماً فيما ترمي إليه، فقد يُفهم من سطورها بأن الحاكم في بلاد العرب والمسلمين أقلّ حنكة، وأكثر ضعفاً من حكام الإغريق والرومان أمام سحر الحريم وسطوتهن وكيدهن، وإن برّرت ذلك باقتضاب لاحقاً بقولها: إنما يعود ذلك إلى (تقدم الإسلام في مجال حقوق الإنسان نوعاً ما) وليس من الصواب ما ذهبت إليه الكاتبة في هذا الباب، بالرغم من بحثها الدؤوب عن النموذج الملائم لدراستها من رجالات التاريخ الإسلامي، وإن اختلف المؤرخون حول ما كُتب وشاع عن هارون الرشيد (الخليفة الذي يحجُّ عاماً، ويغزو عاماً آخر)، ففي تاريخ بني العباس، وبني أميّة من قبلهم، وعهد الخلفاء الراشدين الكثير من الأمثلة والنماذج التي تضعف حجّة المرنيسي، ولنا أن نتساءل في هذا السياق. لماذا أحجمت الكاتبة عن عرض الصور المزرية لمعاناة الجواري في بلاطات الغرب المسيحي، والتعرض لفحولهم؟! وهل كانت قصور الفرس والروم وأروقة الإغريق أقلّ ازدحاماً بالحريم من قصور العرب المسلمين؟!... وكيف تغاضت مبادئ الشريعة الإسلامية عن استفحال مثل هذه الظاهرة؟!!.. تجيب الكاتبة على هذه الأسئلة باضطراب واضح، إذ ترى بداية اضطهاد الحريم قد تشكّل مع تعاظم قوة الإمبراطورية المسيحية القديمة وإن العرب بريئون من هذه التهمة السوداء بدليل إنكارهم لنسب أبناء الإماء، وقد استمرّ الإنكار حتى نهاية الدولة الأموية، إلاّ أن غياب عصر الحريم في تلك الحقبة لا يرجع إلى وعي وعوامل أخلاقية برأي الكاتبة ـ وإنما بسبب فقر عرب ما قبل الإٍسلام، وعنصريتهم الشديدة، وتعصبهم لدمهم العربي حتى بداية الدولة العباسية.‏
"وبالتالي، ليس العرب آباء الحريم، فقبل ظهور الإسلام، كان العرب يعيشون في فقر مدقع لا يسمح لهم بالحصول على حريم، فكانوا يطمعون بالامتياز الذي يتمتّع به جيرانهم البيزنطيون الأقوياء (الإمبراطورية الرومانية في الشرق) ويعدّونه ترفاً.. لقد كان العرب قبل الإسلام يضاهون الإغريق عنصرية، ويرفضون إعتاق ابن الجارية... ويشدّد المؤرخون العرب على عنصرية الأمويين الأوائل، ويعتبرونها سمة من سمات الجاهلية... ويبدو أن عنصرية عرب الجاهلية قد تراجعت مع العباسيين، وحلّت محلّها الشمولية التي هي جوهر الإسلام..)(4).‏
وحبّذا لو أوردت الكاتبة بعض ما جاء في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة عن الإخاء والمساواة بين الأعراق والأجناس، والحثّ على التسامح مع الأديان الأخرى، والأجر العظيم لمن يعتق رقبة، وحرمة الرق. والخصي حاضر بشيء من التفصيل في كتاب المرنيسي عند حديثها عن الخصي الأوربي في الفصل العاشر، ورأي الكنيسة في هذا الشأن يرويه القدّيس أغسطينوس: "يجب على الأزواج الامتناع عن المتعة طوال السنة.. لأن الذي يسعى دون اعتدال وراء الأشياء المحلّلة يسيء للذي أحلّها له".(5)‏
وتجد آراء القديس صدىً في الغرب الأوربي آنذاك بين شرائح مختلفة تشمل فنانين ومثقفين وبشر عاديين ترجعها الكاتبة إلى أسباب ومبررات متعددة، ويأتي المثال بما يقدّمه (جان ـ لوي فلاندران) مؤلف كتاب وقت لتبادل القبل، إذ يرى: "المقاومة قدر الإمكان، وعدم الوقوع في فخ النشوة الجنسية. فالروح والجسد متناقضان..".(6)‏
ونتساءل هنا.. هل كانت نبوءة القدّيس أغسطينوس ومؤيديه نبوءة ثاقبة لدرء الانحلال والإباحية؟!.. أم هي إملاءات صارمة من تعاليم الكنيسة المحافظة آنذاك؟‏
وللخصي المسلم في الفصل الحادي عشر حضور وتبرير في الكتاب، إذ تعزو الكاتبة بداياته إلى عصر السلاطين العثمانيين لدى احتكاكهم بالعالم المسيحي ويرجع هذا الاستنتاج إلى ما توصلت إليه الباحثة التركية (أليف كرويتيه): "لقد قام السلاطين بتقليد الحريم ومحاكاته تعبيراً عن العظمة البيزنطية التي كانوا يحلمون بها..".(7)‏
وفي موضع لاحق تُرجع الكاتبة تاريخ الخصي المسلم إلى عهد الخلفاء العباسيين الذي أنفقوا مبالغ طائلة لاقتناء الخصيان وأن الخليفة الأمين ابن هارون الرشيد قد (قدّم الخدم وآثرهم ورفع منازلهم) حسب المسعودي، ووالدته الأميرة زبيدة هي التي أشاعت عادة الغلاميات، ويروي المسعودي بأن زيبدة قد (اتخذت الجواري المقدودات الحسان الوجوه وعممّت رؤوسهن وجعلت لهن الطرر والأصداغ.. وبعثت بهن إليه).‏
أما حضور الخصيان في الكتاب فهو تمهيد فلسفي للبرهان على أهمية الانضباط الذاتي لتحرير غرائز المرأة، وحريتها في التوجّه السلوكي بعيداً عن الأعين الماكرة المستسلمة للإغواء والشهوات، وإن عجزت بعض المجتمعات عن السيطرة على التفوّق الذكوري، وفشلت في فرض الرقابة الذاتية والضبط الذاتي لغرائز الرجل عن طريق التربية الاجتماعية، والتوجيه السلوكي، والتنشئة الدينية، وحتى بواسطة القوانين والتشريعات الحقوقية، فلا مناص إذاً من اللجوء إلى وسائل أشدّ قسوة تبيحها ضرورات مرحلة معينة، وتقترب الكاتبة ـ في هذا السياق ـ من الرؤية الغربية التي يجسّدها الفيلسوف الألماني (نوربير الياس) في قوله: (يتسم الزواج في مجتمع الملكية المطلقة الذي ساد منذ القرن الخامس عشر حتى القرن السابع عشر بالإلغاء التام، بحكم بُنى هذا المجتمع، لسيطرة الرجل على المرأة"(8)،‏
والكاتبة ترى بأن تفسير "السجال القائم حول الحجاب في المجتمع الإسلامي، في اعتقادي، على أنه سجال حول استقلالية المرأة وضرورة تأقلم الرجل معها، وانضباطه أمام عورة المرأة" (9) وتؤكد الكاتبة إعجابها بالنموذج الأوربي في الحرية والمساواة في الفصل الأخير من كتابها حين تقول: "غير أنني أؤكد على أن الرجل الأوربي شجاع لأنه قرّر أن يسلك، منذ قرون عديدة، الطريق الوعر للحرية المسؤولة خلافاً للزعماء الصينيين أو العرب يتشبثون بعلاقات متفاوتة وسلفية بين الرجل والمرأة وهذا الخيار الصعب يجعل شجاعته تثير المزيد من الإعجاب" (10)‏
إذاً، وعلى رأي الكاتبة نفسها يمكننا الجزم بأن إعراض العرب ما قبل الإسلام وما بعده لم يكن مردّه إلى حالة الفقر والبساطة، وإنكارهم لمجتمع الحريم يعود إلى نضوج نفسي وأخلاقي كرّستها التركيبة العائلية والقبلية المتينة وأهمية المرأة وتأثيرها السرّي والعلني على قرار الأسرة والعشيرة فكنّ أمهات صالحات، وجدّات حكيمات، وشاعرات مجيدات، وكنّ ذوي رأي وبأس وجلد، وكما هو الحال في كل عصر، لم تكن شريحة منهن بمنأى عن الشذوذ والجهل والعبودية والحسد والفتن والغرور، وغير ذلك من المس الذي يصيب النسوة في كل زمان ومكان، ومن هنا يأتي التأكيد على أن مجتمع الحريم متشابه في فارس وروما وبلاد العرب والإغريق وتتشابه بدايات النشوء ومراحل التطوّر، كما تتشابه سلطة الحريم، ومكائدهن، وطرق إغرائهن، وحكمتهن، وزعامتهن، وأمومتهن، وإن كانت ثمّة فوارق بين حريم العرب ومجتمعاتهن عن حريم الغرب وصواليهن فذلك مرجعه إلى عوامل عديدة تحكمها العادات والتقاليد والبيئة والدين والحالة الاقتصادية والاجتماعية، ودرجة الوعي والمعرفة، وأمور أخرى لم تعالجها الكاتبة بعمق وحيادية، وإنما غلبت الرؤية الشخصية، والتحليل الأحادي على موضوع الكتاب، ولو قُدّر للكاتبة أن تنتزع نماذج عن مجتمع الحريم من الأدب والأسطورة والدين وعقدت المقارنة بين ما ورّثه الشرقيون والغربيون في هذه الميادين، لكان الكتاب أكثر متعة، وأقوى حجة، ولاكتملت موضوعته، وأفادت القارئ والباحث.‏
الرياض / 9 / 2002 م‏
1) * (هل أنتم محصّنون ضد الحريم) ـ للمؤلفة ـ فاطمة المرنيسي ترجمة ـ نهلة بيضون.. الناشر ـ الفنك / المغرب المركز الثقافي العربي / بيروت ص7. ص 88 ـ 89. ص 97 ـ 99. ص 128. ص 129. ص 142. ص 157. ص 158. ص 189.‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين يديَّ تقرير من مؤسسة الحرمين الخيرية (لجنة آسيا) عن أحوال المسلمين في كشمير يقول التقرير : كشمير جنة الله في أرضة حوَّلها (عباد البقر ) الهندوس إلى جحيم مستعر مليء بالمآسي والمصائب.. ولا زال الشعب المسلم هناك يعاني من قتل الأبناء أمام آبائهم وذويهم، وخصي الشباب وإغتصاب البنات، ولقد أحرقت الأرض الخضراء وهدمت المنازل وتحولت المنطقة بكاملها إلى ثكنة عسكرية لإرهاب المسلمين وإذلالهم. والتقرير التالي ينقل للأحبة المسلمين في كل مكان الواقع المرير الذي يعيشه إخوانهم في تلك النطقة، وهو قليل من كثير، وغيض من فيض.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مسألة: الجزء الثامن
التحليل الموضوعي
باب إيلاء الخصي غير المجبوب والمجبوب من كتاب الإيلاء وكتاب النكاح وإملاء على مسائل
مالك( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى وإذا آلى الخصي من امرأته فهو كغير الخصي إذا بقي من ذكره ما ينال به من المرأة ما يبلغ الرجل حتى يغيب الحشفة وإن كان مجبوبا قيل له : فئ بلسانك لا شيء عليك غيره ; لأنه ممن لا يجامع مثله ( وقال في الإملاء ) ولا إيلاء على المجبوب ; لأنه لا يطيق الجماع أبدا. ( قال المزني ) رحمه الله تعالى إذا لم تجعل ليمينه معنى يمكن أن يحنث به سقط الإيلاء فهذا بقوله أولى عندي. ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى، ولو آلى صحيحا ثم جب ذكره كان لها الخيار مكانها في المقام معه أو فراقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصلع.. قضية تشغل بال الكثيرين خاصة من هم في سن الشباب، وتصيب بعضهم بحالات من الإحباط، عندما يقبلون على الزواج، والآن لا داعي للقلق على حد قول د. مصطفى علي أحمد خبير زراعة الشعر ومعالجته، والذي يقول إنها قضية شغلت بال العديد من البشر عبر التاريخ، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت وتيرة الاهتمام بهذه القضية على نطاق علمي، فضلاً عن أنها محل اهتمام كبير على النطاق الاجتماعي في كثير من مجتمعات العالم، وهناك ملايين البشر الذين لا يتوقفون عن مطاردة الحل الحاسم لهذه المشكلة، صحيح أن هناك قطاعًا لا بأس به ممن أصيبوا بالصلع لا يلقون بالاً لهذا الأمر، إلا أن غالبية من يعانون من تساقط الشعر لم يعلنوا استسلامهم لزحف الصلع على رؤوسهم. كثير من الصحف الغربية ومنها صحيفة التايمز التي فتحت هذا الملف أخيراً من خلال رصد تاريخي لكل أساليب مقاومة الصلع وتساقط الشعر منذ آلاف السنين، وصولاً إلى الطرق الأحدث التي تم التوصل إليها لحل هذه المشكلة أو التقليل من آثارها على أقل تقدير، بداية مقاومة تساقط الشعر كانت عام 1500 قبل الميلاد، حيث طور المصريون القدماء علاجًا للصلع يتكون من أصابع كلب وحافر حمار ودم طائر، وبعد ذلك بألف عام، استخدم أبقراط، اليوناني المعروف بأبو الطب، الأعشاب فقد وصف لنفسه وصفه تتكون من الكمون وقطع من الحمام وبعض الجرجير والشمندر والتي لم تأتِ معه بنتيجة مريحة. وقد لاحظ أن عملية الخصي تأتي بنتيجة على الرغم من أنها عملية قاسية، وعملية (الخصي) هي إيقاف عمل الخصيتين بأي طريقة جراحية كانت أو غير ذلك، وكانت تمارس على نطاق واسع مع العبيد في العصور القديمة. وفي عام 1995، أكد الباحثون من جامعة الدوق بولاية كارولينا الشمالية أن الخصي كان إجراءً فعالاً فعلاً، وقد كان الحل الوحيد الدائم لفقدان الشعر عند الرجل. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: أي جزء من الجسم يريد الرجال أن يحافظوا عليه؟ لقد استنتج الباحثون بأنه على الرغم من أن عملية الخصي ربما تكون علاجًا إلا أنها غير مقبولة بطبيعة الحال.
وبعد أبقراط ويوليوس قيصر الذي استخدمت معه كليوباترا تركيبة مكونة من الفئران وأسنان الخيل، اهتمت الزوجات بهذه المشكلة لدى الرجال. وبحلول القرن السابع عشر، اقترح بيتر ليفنز، مؤلف كتاب الطريق إلى الصحة، مجموعة متنوعة من العلاجات لعلاج صلع الرأس مستخدمًا الأعشاب مع من يحلمون بعودة شعرهم. حيث كتب قائلاً: خذ روث الدجاج واخلطه في محلول الملح ثم قم بغسل رأسك به. كما أن أوراق شجر اللوز مع دهن الماشية يعيد الشعر الذي سقط. كما أن أوراق شجر البلوط المنقوعة في الماء وغسل الرأس بها تعد وصفة فعالة لهذا الغرض.. وأصبح من الواضح أن الرجال والنساء ينتظرون علاجًا فعالاً لهذه المشكلة.
وقد ظهر مصطلح «بائع زيت الثعبان» من الاسم الذي أطلق في القرن التاسع عشر على الرجل الذي يبيع أدوية مقوية للشعر مشكوك في فعاليتها. ولم تسقط الملكة فكتوريا ضحية لشعوذتهم. فقد عانت الملكة فكتوريا من مشكلة الصلع، ولكنها كانت تشرب جعة مستخلصة من أحد أنواع الأشجار. وفي القرن العشرين، أعلن طبيب ياباني اسمه أوكودا أنه توصل إلى علاج فعال لمشكلة الصلع. حيث استطاع عام 1939 أن يستخلص قطعًا دائرية من جلد الشعر وزرعها في فتحات دائرية صغيرة في أماكن خالية من فروة رأس بعض المرضى. أما روبرت ليونارد، وهو طبيب زرع شعر ورئيس سابق للجمعية العالمية لزرع الشعر، فقد اعتبر أوكودا بأنه أبو نظرية زرع الشعر الحديثة. حيث قال: لسوء الحظ فإنه بسبب الحرب العالمية الثانية وعزلة اليابان، فإن ما توصل إليه الدكتور أوكودا من معلومات لم تغادر اليابان وفقدت تدريجياً عبر مرور الزمن. وقد نشر نورمان أورنتريتش من مدينة نيويورك بحثًا بعد ذلك بعقدين من الزمن حيث أثبت نظرية «سيادة الخصائص الجينية للشخص المانح». حيث إنه بعد أخذ أجزاء من جسم شخص وزرعها في مكان آخر في جسم شخص آخر، فإنها تحتفظ بالصفات الوراثية الخاصة بها. فقد أخذ خصلتين من الشعر بحجم 6 ملليمترات من مؤخرة الرأس وزرعها في فروة رأس صلعاء، ثم أخذ أجزاء من مقدمة الرأس وهي منطقة صلعاء وقام بزراعتها في مؤخرة الرأس. ولكن كلا من القطعتين اللتين تمت زراعتهما لم تأخذ خصائص المنطقة التي تمت زراعتهما فيها. وقد زاد ذلك من جميع الاحتمالات، ولكن ما زالت هناك مشكلة وهي أنه على الرغم من إمكانية زرع تلك الخصلات، فإنه لا يمكن إجراؤها إلا للشخص الذي يتوفر لديه شعر غزير يمكن الأخذ منه وإعادة زراعته في أماكن أخرى. ومع بداية فترة الثمانينيات من القرن العشرين، نشر كولين جاهودا، والذي يعمل الآن في جامعة دورهام، بحثًا يشرح كيف أنه يجري دراسة على شعيرات الفئران من أجل زراعتها وتنميتها من خلايا مزروعة. ومنذ ذلك الحين وبعد النجاح الذي حققه الباحثون من جميع أنحاء العالم بدأت متابعة عمليات زرع الشعر البشري. وبعيدًا عن عملية زرع الشعر التي لا يستطيع كل أصلع أن يتكبد نفقاتها، حدث تقدم في أنواع أخرى من العلاجات. وهناك الآن نوعان من الأدوية المتاحة والتي ثبتت فعاليتها. الأول يسمى ماين أوكسيدل والذي يباع تحت الاسم التجاري ريجين والذي كان معدًا أصلاً من أجل علاج ضغط الدم. وقد لاحظ المرضى أن هناك نموًا كبيرًا للشعر يحدث لديهم كعرض جانبي لهذا العلاج. ومن خلال استخدامه مرتين في اليوم فإنه من الممكن أن يخفض سقوط الشعر بنسبة 60 في المئة لدى المرضى. ثم جاء دواء يسمى فيناسترايد والذي يباع تحت الاسم التجاري بروبيسيا، حيث إن القرص منه والذي حجمه يبلغ واحد ميلليجرام يقلل سقوط الشعر لدى 83 في المئة من الرجال كما أنه يعيد نمو الشعر بنسبة 66 في المئة من الرجال.
أما الدواء الثالث فهو العلاج الذي يستخدم أشعة الليزر المنخفضة. حيث قال الدكتور ليونارد بأنها ساعدت على تثبيت الشعر وعدم سقوطه لدى 90 في المئة من المرضى وأعادت نمو الشعر لدى 50 في المئة ممن يعانون من الصلع أو سقوط الشعر، كما أثبتت الوصفة الشعبية البسيطة التي تقضي بحلاقة الشعر كاملاً وبشكل منتظم أنها وصفة فعالة في إيقاف تساقط الشعر والمحافظة عليه كما هو على أقل تقدير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Top of Form

10719:حديث رقم

فهرس الكتب > مصنف عبد الرزاق > كتاب النكاح > باب نكاح الخصي.
عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: : ([قال] علي : لا يحل للخصي أن يتزوج امرأة مسلمة عفيفة.).

10718:حديث رقم

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج قا ل: : (سئل ابن شهاب عن خصي تزوج امرأة حرة، قال: لا بأس بأن يتزوج الخصي إذا رضيت.).
زواج ضامر الخصية
العنوان
شاب يريد الزواج لديه إحدى الخصيتين ضامرة، الأطباء أكدوا أن خصية واحدة تكفي وتزيد هل يخبر الفتاة التي يريد أن يخطبها مع العلم أنه يخاف أن يرفض ويشيع أمره في وقت قل فيه من يحفظ السر-مع العلم أنه سيخطب على الطريقة التقليدية أي أنه لا يمكن أن يحادث خطيبته إلا بعد موافقتها هي وأهلها مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا ؟ جزاكم الله خيرا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فإن كان فقد الخصية أو ضمورها لا يؤثر على قدرة الرجل على الجماع والإنجاب، فلا يخبر المرأة لأنها تتوصل إلى حقها ولن يؤثر هذا في استمتاعها. أما إذا أثرت على قدرته على الانتصاب والوطء فعليه أن يخبر المرأة قبل الزواج، كما يثبت لها الخيار بعد الزواج إن هو كتمها عدم قدرته على الجماع.
أما إذا قدر على وطئها فلا خيار لها على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهو مذهب الحنابلة، ورواية عند الشافعية.قال ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني:
فصل: فأمَّا الخصي فإنَّ الخرقي ذكره في ترجمة الباب، ولم يفرده بحكم، فظاهر كلامه أنه ألحقه بغيره في أنه متى لم يصل إليها أجّل -أي سنة- وإن وصل إليها فلا خيار لها؛ لأنَّ الوطء ممكن، والاستمتاع حاصل بوطئه، وقد قيل: إن وطأه أكثر من وطء غيره؛ لأنه لا ينزل فيفتر بالإنزال... أ.هـ
وقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
ذهب الحنفية إلى أن الخصي يأخذ حكم العنين فيؤجل سنة، ولا فرق عندهم بين سل الخصيتين أو قطعهما، وبين ما لو كان ذكره لا ينتشر؛ لأن آلته لو كانت تنتشر فلا خيار للزوجة.
وحكم ذلك التأجيل كالعنين لدخوله تحت اسم العنين، وعندهم أنها إن كانت عالمة بحاله لا خيار لها، وإن لم تكن عالمة فلها المطالبة بالفرقة.
وقال السرخسي : الخصي بمنزلة العنين، لأن الوصول في حقه موجود لبقاء الآلة. ولو تزوجت وهي تعلم بحاله فلا خيار لها فيه؛ لأنها صارت راضية به حين أقدمت على العقد مع علمها بحاله، ولو رضيت به بعد العقد بأن قالت : رضيت، سقط خيارها، فكذلك إذا كانت عالمة به، ولا فرق في قولها رضيت بالمقام معه بين أن يكون عند السلطان أو غيره؛ لأنه إسقاط لحقها.
وعند المالكية : لها الخيار إذا كان لا يمني، أما إن أمنى فلا رد به؛ لأن الخيار إنما هو لعدم تمام اللذة، وهي موجودة مع الإنزال.
وللشافعية إذا وجدت المرأة زوجها خصيا قولان:
أحدهما : لها الخيار في فسخ النكاح؛ لأن النفس تعافه.
والثاني : أنه لا خيار لها لأنها، تقدر على الاستمتاع به.

وقال الحنابلة : الخصي إن وصل إليها فلا خيار لها؛ لأن الوطء ممكن، والاستمتاع حاصل بوطئه. أهـ
والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Bottom of Form

تقريع العصا في الرق والنخاسة والخصا
أشْهَر مشاهير الخصيان
إن في التاريخ كثيراً من الخصيان الذين حصلوا على شهرة طائلة في أزمنة مختلفة فمنهم من اشتهر بالأدب الجم ومنهم من اشتهر بالشجاعة والبطولة، ومنهم من اشتهر بالسياسة وتولى المناصب المهمة، فمنهم نارسيس القائد الروماني الشهير في المملكة الرومانية الشرقية، في عهد يوسثينان في القرن السادس للميلاد، ومنهم باغواس الخصي مستشار أوخس أحد ملوك الفرس في القرن السادس للميلاد، ومنهم هرمياس حاكم أتارينا في ميسيا الشهير الذي قدم الفيلسوف أرسطو ذبيحة عن روحه غير ما ذكره فيه من القصائد، ومنهم كافور الأخشيدي صاحب مصر. ومنهم فتح حاجب الديوان ليزيد بن معاوية وموضع ثقته، ومنهم العبد الصالح علقمة بن سهل الخصي خصاه بعض عباهلة اليمن، وقيل لعلقمة بن عبد الفحل تميزاً له عن علقمة بن سهل ولقد كان أحد الشهود على قدامة بن مضعون في شرب الخمر وهو الذي قال لعمر تقبل شهادة الخصي قال أما شهادتك فأقبل، ومنهم خليل أغا الذي كان في مصر يتمتع بكثير مما كان يتمتع به أميرها العظيم إسماعيل وكان يشغل وظيفة ناظر السرايات، وهو الذي تولى الأشراف على تشييد جامع الرفاعي الذي دفن فيه مولاه إسماعيل، ومثله سميه خليل أغا طواشي ومنهم الماسن سعيد باشا أغا طواش والده عياماس فقد كان في طليعة الذين خدموا التعليم في البلاد المصرية فقد أنشأ مدرسة العثمانية التي نافست مدرسة (المبتديان) في نهاية القرن الماضي. وقد كان أعظم القوم وسراتهم يتملقون ويتزلفون إليه. ومنهم أبو مبارك الصابئي. فقد كان الخلفاء والملوك يحبون مجالسته ويستملحون نادرته ويسامرهم بما عنده من طرف الأخبار ونوادر الكتب.قال الجاحظ ولم أسمع أغزل منه.
ومنهم أوريفانس مفسر التوراة الذي ولد بالاسكندرية في سنة 187م، قد جب مذاكيره لئلا تكون أخلاقه عرضة للشك والريبة، ومنهم الخصي الملكير أوخوس وارس الذي سمّه داراب الثاني آخر ملوك الدولة الهستاسيبة والاستئثار بالملك، ومنهم خوجا عمر مربي السلطان عثمان الثاني بن السلطان أحمد الأول الذي كان لا يتعدى مشورته. ومنهم القزلراغاسي سليمان طواشي الحرم الملوكي وصاحب النفوذ الواسع في البلاط العثماني، الذي قتل كريم سلطان جده السلطان محمد الرابع وصار صاحب البند والعلم داخل السرايا، واضطر هذا السلطان إلى قتله وقتل قبوأغاسي كبير المماليك لما ثار الجيش وطلب منه قتلهما وطرحهما إلى العساكر وصلبوهما في آن ميدان، والقزلراغاسي رتبة في البلاط العثماني ذات تأثير ونفوذ في مجرى السياسة ولقد اشتهر منهم في مصر وفارس والجزيرة والصين جماعات، وفي أواخر الدولة الرومانية استبدوا في الدولة استبداداً كبيراً ولهم في قصور السلاطين الأتراك وفي تصريف سياسة الإمبراطورية العثمانية وقائع مشهورة، وإلى عهد قريب كان السلطان العثماني يجعل الوكيل على الخزينة الخاصة التي فيها ذخائر الملوك العثمانيين من الخصيان السود ومنهم رجال كثيرون معروفون في التاريخ العثماني لا نطيل بذكرهم وما أكثرهم في إيران وأشهرهم مبارك أغا الذي كان موكل بتربية حمزة ميرزا بن الشاه عباس الثاني الصفوي، فإنه لما توفي هذا كان له ابنان أحدهما صفي ميرزا والثاني حمزة ميرزا وكان حمزة ميرزا عند موت أبيه طفلاً أبن سبع سنين، فعقد أكابر سلطنته مجلساً وأقروا فيه تنصيب حمزة ميرزا الصغير، بدعوى أن صفي ميرزا كان فاقد البصر لا يليق بالملك، والحقيقة أنهم أرادوا بذلك أن يكون السلطان في قبضة يدهم فعلم بذلك مبارك
[1]وظن الناس أن ارتقاء مولاه إلى عرش الملك أحب الأمور إليه. إلا أن مبارك أغا أظهر مروءة وشهامة فقد اجتمع بهؤلاء الأشراف وخطب فيهم خطاباً بليغاً حماسياً وأظهر أنهم حادوا عن جادة الحق والصواب.
ومن مشاهيرهم أحمد أغا خصي السلطان حسين الصفوي الذي ألف فرقة قوية من الجيش وأغار بها على جيش الأمير محمود الذي كان محاصراً لأصفهان وفتكت بقسم من جيشه فخشي الأمير محمود وطلب الصلح، ولما ثار أهالي أصفهان بعد طول حصارهم على السلطان وتجمهروا عليه أمر بإطلاق النار عليهم، وتدارك الأمر أحمد أغا ونهى الحراس عن إطلاق الرصاص، وقاد الثوار واصطدم بجيوش الأفغانيين خارج أسوار أصفهان ونكل بفريق منهم وغنم منهم مالاً ولكن بعض رجال الشاه وشرابه عنده فوبخه توبيخاً عنيفاً فغاضه ذلك وانتحر بشرب السم وأصبح على فراشه ميتاً وحزن عليه الأهالي حزناً شديداً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علاقة الخصاء بالحجاب
إذا نظرنا في تاريخ القرون الإسلامية نجد بين حجاب المرأة المسلمة والخصاء علاقة، فكلما اشتد الحجاب عليها كثر الخصاء وراج الاتجار بالخصيان فقد كان للخصاء أغراض أهمها، استخدام الخصيان في دور النساء غيرة عليهن، فلما ظهر الإسلام وغلب الحجاب على أهله استخدموا الخصيان في دورهم مع أن الديانة الإسلامية كما عرفت تنهى عن الخصاء وتحرمه، ولقد استغل ذلك تجار الرقيق من اليهود وراجت تلك البضاعة وكثر المشتغلون بها وتكاثروا في بلاط الخلفاء حتى تألفت منهم فرق للحراسة الخاصة كما تألف الفرق من سائر العبيد والمماليك، وكانوا زينة للاحتفالات التي يقيمها الخليفة، وأصبحوا بتوالي الأزمان يتهادون بالخصيان كما يتهادون الخيل والأثاث، وعمل بذلك ملوك الإفرنج، فإذا أرادوا التقرب من خليفة المسلمين في الأندلس أو غيرها أهدوه التحف ومن جملتها الخصيان كما فعل ملكا برشلونة وطركونة لما طلبا تجديد الصلح من المستنصر خليفة الأندلس فإنهما أهدياه عشرين خصياً من الصبيان الصقالبة وعشرين قنطار من صوف السمور وغيرها.
وقد كان الخصيان في دور الأمراء والأغنياء يؤدون وظيفة المربيات في بلاد الإنكليز، وهذا ما صرف عناية الأمراء والوزراء والصدور العظام في إيران ومصر وتركيا إلى الحرص على تثقيف الأغوات والطواشي وتعليمهم حتى ليندر أن يوجد بينهم من لا يجيد القراءة والكتابة. وكثيرون من رجال هذه الممالك الثلاثة من يعترفون بفضلهم عليهم.
ويرجع السبب في انقراض الأغوات والطواشي إلى عاملين أساسيين أولهما منع تجارة الرقيق، وثانيهما: قرب زوال ما يسمى عند الأتراك (الحر ملك) وشاعت هذه التسمية في غير تركيا، ويسمى القسم الخاص بالنساء في الدور الدخلاني ويقابله (السلاملله) ويسمى البراني وهو الخاص بالرجال، وقد اقتضى مبدأ الحجاب إيجاد طائفة من الخدم يمكن أن تختلط بالنساء والرجال دون أن يكون في اختلاطهما مساس بمبدأً الحجاب، وفي الوقت نفسه لا يوجد اختلاطهما بالرجال أي أثر من أثر سوء التفاهم بين النساء والرجال، فوجب أن يزداد عددهم إجابة لرغبة أصحاب القصور. وقد قام النخاسون بعملية التطويش، العملية الهمجية الخطرة، وكان أولئك المخاصي الاغوات هم الرؤساء على الخدم والقوامون على نفقات القصور، ولهم هيبة واحترام، يلبسون أفخر اللباس ويأكلون أشهى الطعام ينشأ كل هذا من حظوتهم عند خواتين الحرم وسيداته من أجل أمانتهم وانصرافهم عن متاع الدنيا إلى الإخلاص في الخدمة، فهم حكام القصور وأُمراؤها وكان من مظاهر الأبهة أن يصحب الطواشي سيدات القصور ليحمل لهنّ بعض أمتعتهن أو ذيول مطارفهن.
ويغلب على المخاص التقوى والمخافة من الله مما يزيدهم كرامة إيماناً بهم، وللفقهاء قول مسموع لديهم، ولميل أميرات القصور ونزوعهن لأرباب الرجز والفال، وكان كثيراً ما يسود هذا الاعتقاد بالأغوات وربما كان فيهم من يفهم الحقيقة إلا أن أغلبهم متديناً بطبعه، ولهذا ترى أن كثيراً منهم يتزهدون ويهاجرون إلى مكة والمدينة بأذن أسيادهم ويقضون بقية أيامهم هناك في العبادة وبخدمة الضريح النبوي والكعبة، وإلى الآن يوجد منهم الكثير هناك وهم ذوو قامات شامخة وأيد طويلة متدلية إلى تحت الركبتين وصوت نسائي وهندام خاص معروف.
تاريخ الخصاء واستخدام الخصيان[2]
يروى أن الفرس أول من ابتدع خصي الآدميين ليجعلونهم لحريمهم حراسا جبابرة ليس في قلوبهم رأفة، وهم مولعون باستخدامهم فيولونهم تربية أولاد الملوك، ومن غرائب ما يروى عن داريوس أن من جملة ما أوجبه على ولاية بابل أن تقدم له خمسمائة خصي.
ولقد كان شائعاً بين الآشوريين والبابليين والمصريين القدماء وأخذه عنهم اليونان ثم انتقل إلى الرومان فالإفرنج، ويقال أن أول من استنبطه سميرأميس ملكة آشور نحو ألفين سنه قبل الميلاد. وكان المصريون والسوريون وأهالي آسيا الصغرى منذ القدم يستخدمون الخصيان واقتدى بهم اليونان والرومان، أما المتأخرون من الرومانيين فكانوا يستخدمونهم لدى العائلات ذات الشأن والكرامة في الاجتماع كعائلات أعضاء مجلس (السناتر) مجلس الأعيان ولدى العائلات الملوكية. وكان سلوكهم وتمليقاتهم يجعل لهم نفوذاً في البلاط، ولاسيما أيام الإمبراطورية البيزنطية حيث لا يشبهه نفوذ.
قال المؤرخ كبوذ: انه رأى في تاريخ فارس والهند والصين، أن تسلط الخصيان كان من أدلة سقوط الدولة التي كانت تمكنهم من الحصول على نفوذ غير معتدل. ويفضل في الممالك العثمانية الخصيان الأفريقيين.
أما أول من اتخذهم من ملوك الإسلام ففي الاستيعاب في ترجمة معاوية، انه أول من اتخذ الخصيان في الإسلام، ويروى أن أول من اتخذهم من بني أمية هشام بن عبد الملك، وقيل أول من فعل ذلك يزيد بن معاوية، فاتخذ منهم حاجبا لديوانه الفتح الخصي واقتدى به غيره، فشاع استخدامهم عند المسلمين.
ولقد راجت تجارة الخصيان الصقالبة إبان التمدن الإسلامي، وكل ما كان يفد على المملكه الإسلامية منهم يستجلب من الأندلس، لأنهم كانوا يخصون بالقرب غير ما يحملونه من الصقالبة من جهات خراسان، مما يسبيه الخراسانيون ويحملونه للبيع لأن بلد الصقالبة طويل يسببه الإفرنج من الغرب والخراسانيون من الشرق ولا يقل تاريخ الأغوات والمخاص عن تاريخ أي جمعية فوضوية مثل الحشاشين أو الكاربوناري أو أية جمعية إجرامية (كالمافيا) التي قضى عليها موسوليني البطل الإيطالي الشهير. فالتاريخ مفعم بدسائسهم ومؤامراتهم ورائع الحوادث والوقائع تشير إلى أن واجب كل مؤرخ يتصدى لتحليل سقوط وارتفاع الدول الشرقية، هو تحري موقف الأغوات واندماجهم في كل انقلاب خطر، وقد ازدهرت دولة الأغوات على صفاف نهر النيل ونهر البسفور وفي خيابانات طهران. ويقال: إن إسماعيل باشا الخديوي استخدم أغوات يلديز في إحباط دسائس خصومه وإضعاف سيادة تركيا على مصر حتى صارت رسمية، ولهم في تاريخ الإسلام آثار باهرة، أما أنهم كيف حصلوا على هذه السلطة فمعلوم أن المرأة في سائر الممالك العالمية تطلعت للسلطة وأرادت أن تعرف أسرار الرجال التي هي في كنفهم والأحوال الجارية خارج الحرم ولم تكن تستطيع أن تنفذ ذلك بالنساء فكانت الأغوات هم الوسائط المتقنة الفعالة وقد اطلعوا على الأسرار الخفية واشتركوا في كثير من الحوادث التي تسبب ما يدونه التاريخ من تطورات وانقلابات ووقائع جسام
[3].
أصل العادة وتاريخها ونشأتها
هوت الغيرة بالإنسان إلى دركه ما دون الوحوش فوسوس له الشيطان أن ينزع الرجولة من الأبرياء ليتخذهم خداماً لعرضه. وهذا هو الأصل في اتخاذ الخصيان وهي عادة لجأ إليها الصينون والهنود والبابليون والفرس من عصور خالية، فقد أخبرنا هيرو درت بما كان للخصيان من السطوة في دولة الفرس، وقد عرفهم العرب فقالوا: خصي بصي ومخصي وتقول العامة طواش وهي مولدة. ومن عادة العرب في الجاهلية خصي أسراهم وكذا قدماء المصريين، ونجد ذلك مصورا على جدران مدينة (حابو) كما يفعل الأحباش الآن. وهي عادة قديمة في مصر، وقد عثروا في هرم أوناس على مخطوط عرف أن موريس سل رخصتي شيت واتخذ الفراعنة الخصيان في قصورهم وكان لهم نفوذ عظيم وهم قتلوا الفرعون الثاني أمانيميس، ونظراً إلى الاعتقاد بأمانة الخصيان، أطلق أسم الخصي على أمناء فرعون وملوك بني إسرائيل، فقد جاء في سفر التكون (1:39) وأما يوسف فأنزل إلى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرطة ومن المعلوم أن فوطيفار العزيز كان متزوجاً ولقد راودت زوجته يوسف، واتخذ بنو إسرائيل الخصيان كما ذكر في الكتاب المقدس الملوك الثاني 32:9 -33،24 :15 وأخبار الأيام الأول (1:28) وأسيتر 1:6 2، وقد حرمت التوراة اتخاذ الخصيان وخصي الحيوان فقد جاء في سفر التثنية (1:23 ) لا يدخل مخصي بالرض أو مجبوب في جماعة الرب وجاء في سفر اللايين، ورضوض الخصية ومنزوعها ومقطوعها لا تقربوا للرب. وقد أخذ الإغريق هذه العادة من الشعوب الآسيوية، التي غزاها الإسكندر المقدوني فانتشرت بينهم بعد موته، وأسم الخصى عندهم يونوقوس واشتقاقها من يونو المعنى الفراش وإيقيون بمعنى الحارس أي حارس فراش الزوجة. وقد أدخل هذه العادة هليوجابا إلى رومه في عهد الإمبراطورية وتفشت بعد في الدولة البيزنطية وقد حتمت بعض العبادات على الخصيان اتباعها ليتفرغوا للتعبد كما كان يفعل كهنة الهياكل الوثنية السورية القديمة.
طرائف عن الخصيان
قال الجاحظ: وأما السند فلم يكن فيهم من الخصيان إلا النفر الذين خصاهم موسى بن كعب، وأما الخصيان من الحبشان والنوبة وأصناف السودان فأن الخصيان يؤخذ منهم ولا يعطيهم ولا ينقصهم ولا يزيدهم ويحطهم عن مقادير إخوانهم، لأن الحبشي متى خصي سقطت نفسه وثقلت حركته وذهب نشاطه ولم يتماسك بوله وسلس مخرجه واسترخى الممسك له، ولا تكاد تجد خصياً إلا وسرته بحره شنيعه، وما أكثر ما تجد فيهم إلا لطع وذلك فاشي في باطن شفاههم ومتى كانت الشفاه هولاً وكانت المشافر منقلبة كانت أظهر للطع وهو ضرب من البرص البياض. ولقد أقر عثمان بن حيان عامل هشام بن عبد الملك في المدينة كتابه إليه أخْصِ من قبلت من المخنثين فخصى من خصى، وكانت هذه الواقعة سبباً للتنقيط في الخط العربي على ما يقال، وإذا بقيت إحدى الخصيتين وقطعت الأخرى فإن الخصي لا ينقطع نسله فقد روي أن شخصاً أمتلخت خصيته اليسرى وبقت اليمنى قد ولد له غلام أشبه به من الذباب بالذباب والغراب، بالغراب والخصي يتخذ الجواري ويشتد شغفه بالنساء، وينفعه ما بقي له من عضوه المجبوب وقد يحتلم ويخرج منه عند الوطء ماء ولكنه قليل متغير الريح ورقيق ضعيف وربما يتخذ المخاصي وسيلة لبعض المشاريع النافعة، فإن (كلون بك) لما أنشأ مدرسة الطب التي أنشأها في أبي دعبل وأحب أن ينشأ مدرسة للقابلات والممرضات لم يجد إلا عقبة واحدة هي عدم إمكان إدخال المعربات لتعلم فن العلاج والتمريض وطرائق الولادة، ذلك لأن الحجاب كان قاسياً وكان من العار أن يسمح الرجل لنسائه بالسفور، ولم تفل عزيمة (كلوث) وجعل جميع تلاميذ مدرسة القابلات والممرضات من المخاصي الأغوات ونجح مقصده وأنعم عليهم بالنياشين والرتب وكان من بينهم من يحمل رتبة (بمباشي)، وقد أثبتت التجارب أن التطويش إذا أجري برجل بالغ تبقى فيه جميع الشهوات والاحساسات التي كانت له قبل الخصي عندما كان متمتعاً بأعضائه التناسلية، وإذا أجريت بفتى لم يحتلم فيكون تأثيره بعد الاحتلام ضعيفاً جداً أو لا يكون له أثر البتة. وقد روى الفخري: إن المقتدر بالله كان في داره أحد عشر ألف خادم خصي من الروم والسودان، وفي كتاب المصطلح الشريف إن هدية بلد من بلاد الحبشة في أفريقيا يداوى فيها الخصيان دون غيرها من البلاد.
وفي غرر الخصائص: في الخصي عشر خصال متضادة، لم يخرج من ظهر مؤمن، ولا يخرج من ظهره مؤمن، وهو أكثر الناس عفة وأشرهم قادة، وهو أضعف الناس معدة وأشهرهم على الطعام، وهو أسؤ الناس أدباً ويعلمهم الأدب، وهو أغزر الناس دمعة وأقساهم قلباً، ما خلا مع رجل إلا حدثته نفسه أنه امرأة، ولا خلا مع امرأة إلا وحدثته نفسه أنه رجل.
وقال بعضهم يمدح الخصيان: هم الأمناء على المحرم البعداء عن التهم ولهم التطرف والتلطف والوقار وقلة الضحك وهم طراز الملك وجمال الدولة وعنوان النعم، وكثيراً ما ربوا أولاد الملوك وهذبوهم وعرفوهم طرائق السياسة ودرّبوهم. وفي نكت الهيمان: استطرد في ذكر أن الأعالي تؤثر بالأسافل، وكذا الأسافل بالأعالي، وأن الخصيان تقوى أبصارهم وتطول أعمارهم، وكذا الإنسان إذا حصل له صداع في رأسه تحك رجلاه فيسكن الألم. قيل: إن بعض الخدم كان واقفاً على رأس سيده وهو في الفراش يشكو صداعاً في رأسه فحظر الطبيب وشكا له ذلك، فقال: حك رجليك يسكن ألمك، فضحك الخادم وقال: سيدي يشكو أعلاه وأنت تداوي أسفله، فقال الطبيب: أنت شاهدي فإن خصيتك لما قطعت لم تنبت لحيتك. وقال أحد الحكماء لا تعبأ بأربعة، زهد الخصي وتوبة الجندي ونسك النساء والأحداث
[4].
وانه لا يسلم معهم بهذا الظلم وحرمان ولي العهد من حقه المشروع وحذرهم من العواقب وأنه إذا لم ينقض إقرارهم يضطر إلى خنق الطفل وقتل نفسه بعد ذلك فيصير الملك إلى صاحبه الشرعي وينتقم صفي ميرزا من كل من خانه وانسحب مبارك أغا بعد ذلك من الجلسة فذهل الأمراء وخافوا العاقبة فقام رئيس الوزراء فخطب فيهم أن صفي ميرزا ليس فاقد البصر وانتهت الدسيسة ورقى صفي ميرزا عرش أجداده العظام بسعي الخصيان وقدمت المناصب لمبارك أغا فرفضها رفضا حتى لا يزاحم فيها الأمراء.
[2] لو صحت رواية هدية المقوقس القبطي للنبي (8) لكان أول من أستخدمهم هو (8) والرواية عن معاوية عن ولده عبرت بالاتخاذ ولعله غير الاستخدام.
[3] وفي عهد الخليفة هشام الثاني في الأندلس، كان في قصر الخليفة من الخصيان نحو(800) وهم من الصقالبة وغيرهم ولهم زعماء أشداء أعظمهم جوهر وفائق، ولهم نفوذ واسع وأموال وأتباع من الشعب والجند. وقد أراد هؤلاء تولية المغيرة وخلع هشام الثاني أبن أخيه لأنهم اتفقوا مع الأول حتى صار بإطاعتهم فإذا بقي هشام يكون الحكم بيد المصحفي وابن عامر. وحاول كل حزب اغتيال رؤساء الآخر، ثم بعد محاولات سياسية واغتيال أبي عامر للمغيرة أصبح أبو عامر وزيراً، فشدد المراقبة على الخصيان فشاغبوا عليه، فاستمال أبو عامر بعضهم بالمال مطرد البعض الآخر من قصر الخليفة ونفى فائق إلى جزائر البليار وقبل استقالة صاحبه جوهر، وقضى على حزب الخصيان.
[4] روي الطبري قال: لما ملك محمد الأمين طلب الخصيان واشتراهم وغال بهم وصيرهم لخلوته في ليله ونهاره وقوامة وطعامه وشرابه وأمره ونهيه ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمي بهن.
[5] إن الجنس الأسود كان ولم يزل متقارب المشاعر والعواطف والأخلاق، متشابه العقائد والأديان، متجانس الهيئة والسحنة.
والجنس الأسود لم يزل نوع من بني الإنسان خاص، طبيعي متجانس الصفات الظاهرة والباطنة لم يتناولهم مزيج الأمم واختلاط الشعوب إلا في السواحل وفيما ندر فهم يمتون بصلاتهم إلى أصل قديم وعنصر مستقل متغلغل أرومته في أعمق أعماق التاريخ. أو قبل زمن التاريخ، ونبغ منه رجال في خدمة أسيادهم فكانوا رؤساء واتباعاً وموالي أمناء وصاروا ملوكاً وعظماء، وانقلب في كثير من الأحيان ساداتهم عبيداً لهم. وما حديث موسى بن طارق ولا يوسف بن تاشفين في حروب الأندلس بمجهول. وما يجهل أحد منا كافور ممدوح المتنبي وفي كل عصر وفي كل بيت عال ووضيع من بيوتات الشرق، تجد منهم الخدم رجال ونساء وأطفال منذ زمن الفراعنة من عهد كليوباترا حتى الزمن القريب وافتتحه الغرب الحديث وساق من أبنائه جموعا تراها قائمة اليوم في الأمريكيتين ويبلغ عددهم (14) مليون أو أكثر وأشهر برهام لنكلن الحرب على الجنوب لتحريرهم، وهي تعيش بين تلك الأمم البيضاء وفي كثير من الجزر في الأوقيانوس.
وفي عصرنا نبغ منهم رجال نجب في فرنسا وحاربوا في جيشها في الحرب العالمية ومنهم ساسة لهم أسم معروف وذكر مشهور وأشهر زعمائهم فيها بلزنجالي نابث السنغال في مجلس نواب فرنسا وإلى جانبه أفذاذ كالمحامي لامين كي ودوكاي كلود وغيرهم لا ينقصون عن الأبيض رقياً ولا يقلون عن أشد البيض إخلاصاً وعلماً في البلاد التي ينتسبون إليها.
[6] في المقتطف إن الحمى القرمزية لا تصيب الأجناس ذوي البشرة السوداء لأن لهم مناعة جنسية. مع أن الأجناس البيضاء شديدة التعرض لها. وروي أبي الفطاح مولى بني هاشم عن أبيه قال: طلب المنصور رجالاً بوابين له، فقيل له: لا يضبطهم إلا قوم لئام الأصول أنذال النفوس صلاب الوجوه ولا تجد إلا في رقيق اليمامة، فاشترى له مائتي غلام فصير بعضهم وبقي الباقون.
[7] يغيظ الزنوج عندنا أن يضع على العودة صوفة أو خرقة سوداء يخاطب الزنجي بهذه العبارة (رأس أبوك بالشمس) بالواو لا بالياء على غير القواعد النحوية، وهكذا مما يغيظه أن يكثر لديه العطاس، ومما ينسب للمرحوم العلامة الشيخ جعفر الملقب بالصغير ابن المرحوم الشيخ علي بن المرحوم الشيخ جعفر كاشف الغطاء أبياتاً يخاطب بها بعض الأحرار من أم زنجية وهي:
يـــا ابن الجـــليبة في المراكـــب التي قطعت مع الركب اليماني البيدا
مـالي أراك إذا مــررت بصبية كـــثر العــطاس لـــديك والتحــــميـدا
وتجن أن نصبوا أمامك صوفة أو خــــرقة ســـوداء تعلـــو أعــــــــودا
[8] وهؤلاء الأعيان لا يعملون أي شيء إلا بعد استشارة (الناس)أو الشياطين فإذا أراد أحدهم أن يقرر أمراَ، أحضر قطعه من غاب (البامبو) ووضعها في النار -‏بعد أن يسرّ إليها بنيته‏- ثم يأخذ قطعة الغاب ويتأمل وضع الشعرات التي في داخلها ويزعم كهنتهم أنهم على إتصال دائم بهذه الأرواح، ويحمل كل واحد من الزعماء على الدوام سيفاً عريضاَ وفي مقبضته سن نحر، وقد كان قسمهم الذي أقسموا به أن لا يعودوا إلى إمتلاك العبيد كما يأتي-إذا لم آت بيميني فيأكلني النحر ويصعقني شيطان الصواعق ويبتلعني شيطان الماء وأمت أفضع ميتة‏‏- وذلك أنهم يعتقدون أن من يموت بكارثة من الكوارث ينقلب بعد الموت روحاً خبيثة مأواها جهنم.
[9] ويقولون عن الزنوج الذين يسكنون غابات وأحراش غينيا الذين يسمون (الكابوكو) لهم بشرة سمراء غامقة ويشبهون في هيئتهم إنسان العصر الحجري، ولهم عيدٌ في اليوم الثاني والعشرين من نيسان يسمى بعيد الخنزير. ومحل الرقص يعج بالناس من كل حدب وصوب يبلغ ما يحضره من 2000 رجل و500 امرأة وكان بعضهم ذا لون أسود والبعض الآخر أحمر. وقد ثقب عدد كبير منهم أنوفهم وأدخلوا فيها أسنان الخنزير أو عود أو قطعة عظم وتتركز زينة النساء في أنوفهن ويضع الرجال الريش في شعرهم ويحمل رئيسهم ريشاً من طير عصفور الجنة، وكانوا يلبسون قطعة صغيرة من القماش تستر عوراتهم ويستمر الرقص طول الليل وقد نحرت الخنازير وعرضت على النيران ويحمل أحدها إلى المرقص ويبدؤون بالدوران حوله ثم تتعاقب الجماعات الواحدة تلو الأخرى للدوران حوله وهم يرتلون أغاني العيد، ومن ثم يدفنون اللحم في الأرض وتوضع اوراق الأشجار عليه ثم تشعل إلى أن ينضج الشواء ويتميزون بكثرة الأكل إذ أنهم يستمرون في الأكل ما دام هنالك شيء يوكل. ولذلك ترى كروشهم قد تهدلت لدرجة لا تصدق. فلم يستطيعوا الاستمرار في الرقص في ذلك الليل لأن معدهم على وشك أن تنفجر من كثرة الأكل فأقتصر الليل على الغناء فقط.
ويكون إلى جانب حلبة الرقص ما لا يقل عن (4) بيوت للمدعوين وقد أنتشر الكابوكو هنا وهناك، واجتمع بعضهم حول النيران يأكلون ويدخنون وفي بيوت الضيافة تشد الخنازير من أرجلها وتربط في عمود.
ويسكن الكابوكو في أكواخ متواضعة مليئة بالرطوبة والبراغيت تنتشر بينهم أمراض الروماتيزم وذات الرئة وأمراض الغدد والملاريا. ولا تثق نساء الكابوكو بالرجل الأبيض حتى ولو كان طيباً، فقد رفضت إحداهن مساعدة طبيب في ولادتها. ولا تضع المرأة مولودها في الكوخ بل خارجه وإذا أمطرت السماء فأنهم يبنون سقيفة من الأوراق خارج الكوخ لتضع فيه المرأة وليدها. وإذا انتهت من الوضع تقوم بنفس اليوم لإدارة شؤونها كالعادة. ولا تفرق الكابوكو بين الرجال والمرأة، وقسم منهم يفضل البنت على الولد لما يكسبونه من منافع مادية عند زواجها. وفي الأراضي السفلى من غينيا تقوم العائلة بقتل التوائم ويبررون هذه العادة بأنهم يعتقدون أن الأرواح الشريرة تحل في أحد التوائم ولا بد من قتله فكيف يُهتدى إلى ذلك، قد يلاحضون على أحدهم إمارات معينة فيقع عليه الاختيار ويقتل في الحال، وإذا لم يستطيعوا تمييز التوأم الذي حلت فيه الأرواح الشريرة فإنهم يقتلون الاثنين معاً إتقاء للخطأ. وقد حدث أن ولد توءمان ميتان فطغى السرور على وجه الأب والأم وعلى الأصدقاء لهذا الخبر السار. ولكل عائلة منهم معدل ستة أو سبعة أطفال ولبعضها تسعة وإذا لم تستطع الأم أن ترضع طفلها فلن يخطر ببالها أن ترضعه من امرأة أخرى بل تفضل موته على ذلك.
ويصاحب الأطفال أمهاتهم إلى الحقول أو في قوارب الصيد، وترغب الصبيان في صيد السرطان، أما اللعبة المفضلة لدى الصبيان فهي لعبة القوس والنشاب. وعندما ترحل العائلة من مكان إلى آخر تضع أطفالها في الزنابيل إذا كانوا صغاراً ويحملون على أكتافهم إذا كانوا كباراً أو يجرون خلفهم. وعندما يبلغ الطفل سن السادسة أو السابعة يتردد على بيت الرجال، وإذا بلغ الثانية عشر من عمره فإنه يشترك في الحروب التي تخوضها عشيرته. ويقوم الرجال الطاعنون في السن منهم بدور السحرة، كما يوجد بعض السحرة المحترفين الذين يحظون بقسط وافر من الاحترام.
ويعتقد الكابوكو بوجود الأرواح الشريرة والأرواح الطيبة، ويظنون بأن الكون مليء بالأرواح، وأن الأرواح الشريرة هي التي تجلب المرض للإنسان وعليه أن يخرجها من جسده. فإذا غرق أحدهم في النهر فإنهم يعتقدون بأن (مادن) آلهة الشر الساكن في الماء قد جره إليه وقتله. وإذا انتفخت بطن الميت بعد موته فإنهم يعتقدون بأن الروح الشريرة التي قتلته ما تزال في جوفه تفتش عن ضحية جديدة لها. وإذا أصيب أحدهم بضربة قوس وتركت جرحاً عميقاً فيه، يأتي الساحر لمعالجته فيثقب جسم هذا الشخص من الجهة المقابلة للجرح ليخرج الهواء منه فيطرد الروح الشريرة من الجسد، حتى ولو أدت هذه العملية إلى موت الجريح. ويغطي الجرح بأوراق خضراء وينتظر خروج القيح منه، وعند ذلك يصيح الساحر بأعلى صوته-‏انظروا ما تعمله الروح الشريرة‏- فإذا شفي المريض فيعني ذلك خروج الروح الشريرة منه، وإذا توفي فينسب ذلك لها أيضاً. وتظل سمعة الساحر الطبية سليمة.
يحترم الكابوكو الطاعنين في السن وإذا ما عجزوا عن العمل تعهد إليهم مهمة المحافظة على الأطفال كما أن لهم أهمية كبيرة لأنهم يعرفون أكثر من الشبان عن السحر والأرواح الشريرة والمرض، وهم أدرى من غيرهم بحل المشاكل العسيرة ويكونون موضع الأستشارة. وإذا توفى أحد الكابوكو تطرح جثته على منصة ومن ثم تحرق على ضفة النهر. وقد شيّد بعض الرهبان الكنائس بينهم لنشر الدين الكاثوليكي واستطاعوا كثلكة بعضهم، كما أسست بعض المدارس لهم، وهناك بعض الأطباء يساعدونهم للقضاء على الأمراض.
ويقولون عن الزنوج الذين يقطنون في أحراش الملايو إنهم يشيدون مساكنهم بطريقة تعاونية. فيقوم الرجال بجلب سيقان الخيزران الغليظة وسعف النخيل من الغابات لبناء هيكل الدار، بينما تقوم النساء والأطفال بتنظيف المكان المعد للبناء. ولا يتجاوز ارتفاع البيت (3)أمتار على الأغلب، وبعد إنجاز الدار تجري الاستعدادات للقيام بحفلة راقصة لتدشين الدار. ويظل الأطفال لمدة طويلة يعتمدون على حليب أمهاتهم ولا يفطم الرضيع إلا بعد بلوغه السنة الرابعة، ولكنه رغم ذلك يبدأ بتناول الرز منذ الشهر السادس أو السابع من عمره. ومن المألوف جداً أن ترى الطفل يترك ثدي أمه ليأخذ السيكارة من يدها فيأخذ نفساً منها ويعيدها إلى أمه، ويقوم الأطفال بألعاب خاصة. ويذهب بعض الأطفال إلى المدرسة لتعلم القراءة والكتابة ويقبل الطلاب على الدراسة بفهم عجيب وعند عودتهم إلى بيوتهم يلقون ما درسوه على أهلهم، ويسلك الأطفال سلوكاً طيباً ونادراً ما يعاقبون. ويقول بعض الكتاب عنهم: قبل مغادرتي إلى حفلة راقصة وقد اتخذت الاستعدادات منذ الصباح الباكر، إذ أن على جميع الراقصات أن يحلقن شعرهن حلاقة خاصة لهذه الحفلة، فيخرجن وقت الفجر إلى الغابات ليجلبن الأزهار وسعف النخيل ثم يضفرن جدائلهن بواسطة الحشائش، ويرتدي بعضهن عمامة سوداء ويقمن بمكياج خاص فيستعملن مختلف ألوان الحشائش الصفراء والحمراء والبيضاء، وتبيع بعض الحوانيت صبغ أحمر للشفاه. وتلبس النساء الوتيان ولكن من النادر أن تلبسه الفتيات اللواتي اعتدن الظهور أمام الناس عاريات الصدور. ويلبس الفتيان والفتيات النطق القطنية ذات الألوان الصارخة، ويضاء محل الرقص بالشموع وكان الأوركسترا على أهبة الاستعداد للعزف عند وصولنا. ويسقط أحياناً بعض الراقصين من فرط الأعياء أو عدم النوم من أثر الموسيقى، وإذا حدث هذا الشيء يقوم الأخرون بمساعدته إذ لا بد من مشاركته في الحفلة التي تستمر حتى مغيب شمس ذلك اليوم.
يقتات هؤلاء على الرز ذي النوع الرديء الذي لا يحتوي على مواد عذائية، وهذا هو أحد أسباب سوء التغذية التي تؤدي إلى إنتشار الأمراض بين السكان، ويقوم الرجال أحياناًُ بصيد الأسماك والسناجب والقرود والماعز البري والخنازير، ومعظم الزنوج لا يصنعون أسلحتهم بل يشترونها، ويحمل الصياد حقيبة تسع (100)نشاب وتكون ذات أنواع مختلفة، فمنها ما هو معد لقتل الطيور والأخر لقتل النمور. ويتراوح عددهم بين (50) و (60)ألف شخص، وتأريخهم ما زال غامضاً فهم من عدة قبائل تختلف في عاداتها ولغاتها ودينها، وتستحوذ الخرافات على عقولهم : فإذا سقط أحدهم مريضاً يأتي الساحر لمعالجته بالأرواح الطيبة، فيوضع المريض في بيت من القصب تحيط به الأزهار والأثمار من كل جانب وأمام الدار توجد صورة إنسان يحمل بندقية. كل ذلك اتقاء من الأرواح الشريرة، ويبدأ الساحر بالتكلم مع الأرواح الطيبة من خلال القصب المقوس لكي توحي إليه الطريقة التي يجب أن يتبعها لمعالجة المريض. وبعد المعالجة يأخذ المريض والطبيب والقصب حماماً بوضعهم في الماء وفي حالة شفاء المريض يأخذ-الدكتور- أجرته التي تكون من المواد الغذائية والتبغ.
وقسم من هؤلاء الزنوج يعتنقون الديانة الإسلامية التي هي دين الملايين في الملايو فتمتنع هذه الجماعة عن أكل الخنزير. ويعتنق أغلب الزنوج الدين الروحي المتصل بقدسية نظر تهم إلى النباتات والأشجار والحيوانات. وينتشر بينهم الدين المسيحي أيضاً. وهناك من يعتقد منهم بوجود جنتين الجنة الواطئة والجنة العالية فتذهب أرواح الموتى الذين يموتون بسبب الحوادث والعنف إلى الجنة الواطئة وأما أرواح الموتى الذين يموتون ميتة طبيعية فإنها تذهب إلى الجنة العالية وهذا يدل على حبهم للمسالمة وكرههم للمجازفة. ويقوم الصينيون بالمتاجرة معهم فيشترون منهم مادة اللبان بثمن بخس ويستغلونهم أسوأ استغلال في المتاجرة معهم، وإذا أفلس أحد التجار فإنه يسكن مع الزنوج ويتزوج امرأة منهم فيتاجر معهم إلى أن يستطيع أن يكون له رأس مالٍ كبير فيتاجر معهم بالتبغ والملابس القطنية والأوعية وما أشبه وأخذ هذا الاستغلال يتلاشى نتيجة للأشراف الحكومي على المنتجات المحلية.
[10] الكولونيل جوليان وهو الطيار الأمريكي الزنجي المسمى بالنسر الأسود ولقد سافر من أمريكا إلى الحبشة ووصل إلى أديس أبابا.حينما علم بقرب نشوب الحرب بينها وبين إيطاليا أحمد باشا الجزار الشهير طرده أخوه فأم الاستانة وباع نفسه إلى تجار الرقيق فأرسلوه إلى مصر وداود باشا الوالي في بغداد أصله من الكرج ولد في حدود سنة 1190هـ ثم أتى به أسيرا إلى بغداد فاشتراه والي بغداد سليمان باشا وبرع في العلوم وانتقلت به المناصب حتى ولي منصب ولاية بغداد.
[11] وقيل يزيد بن الوليد بن عبد الملك كانت أمه فارسية من السبايا وقيل: إنها ابنة يزدجرد ملك الفرس، والمنصور ثاني خلفاء بني العباس فقد كانت أمه جارية تدعى سلامة وموسى الهادي أخو هارون الرشيد ولدي المهدي الخليفة العباسي وأمهما الخيزران والمأمون وأمه جارية تدعى مراجل وهكذا المعتصم والواثق المستعين والراضي والمستكفي من أبناء جواري وعبد الرحمن الناصر الخليفة الأندلسي أُمه جارية أسبانية نصرانية تدعى ماري وهشام وكانت أمه صبح الشهيرة جارية نصرانية (نافاريه) لبثت زهاء عشرين عاماً تسيطر بنفوذها على حكومة قرطبة وكانت أم أولاد المعتمد بن عباد جارية معروفة بالبرمكية من أشهر نساء الأندلس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصاص في قطع الذّكر :
5 - ذهب الجمهور وهم المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة وأبو يوسف من الحنفيّة إلى وجوب القصاص في قطع الذّكر السّليم إذا توافرت شروط القصاص، لقوله تعالى : { وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ } ولأنّ له نهايةً منضبطةً فألحقت بالمفاصل، فيمكن القصاص فيه من غير حيفٍ. ويستوي في ذلك ذكر الصّغير والكبير، والشّيخ والشّابّ، كما يستوي فيه الذّكر الكبير والصّغير، والصّحيح والمريض، لأنّ ما وجب القصاص فيه من الأطراف لم يختلف بهذه المعاني.
وذهب الحنفيّة إلى أنّه لا قصاص في قطع الذّكر من أصله أو قطع بعضه إلاّ الحشفة، لأنّ الذّكر ينقبض مرّةً وينبسط أخرى، فلا يمكن مراعاة المماثلة فيه. والمماثلة شرط من شروط وجوب القصاص فيما دون النّفس، وانعدامها يمنع وجوب القصاص. أمّا قطع الحشفة ففيه القصاص، لإمكان استيفاء المثل، لأنّ لها حدّاً معلوماً تنتهي إليه.
وفي وجوب القصاص في قطع ذكر الخصيّ والعنّين خلاف بين الفقهاء إذا كان القاطع غير خصيٍّ ولا عنّينٍ. راجع تفاصيل هذا الخلاف في مصطلح : ( قصاص ).
واتّفقوا على أنّه لا يقتصّ بقطع الذّكر السّليم بالأشلّ.
وجوب الدّية في قطع الذّكر :
6 - أجمع أهل العلم على أنّ في قطع الذّكر الدّية كاملةً إذا لم يجب القصاص، لقوله صلى الله عليه وسلم في كتابه لعمرو بن حزمٍ : « وفي الذّكر الدّية » ولأنّه عضو واحد في البدن فيه المنفعة والجمال فكملت فيه الدّية. كما أجمعوا على وجوب الدّية في قطع الحشفة - وهي رأس الذّكر - لأنّ معظم منافع الذّكر وهو لذّة المباشرة تتعلّق بها، وأحكام الوطء عليها، فما عداها من الذّكر كالتّابع لها، كالكفّ مع الأصابع، وتجب الدّية كذلك في شلل الذّكر، لأنّه ذهب بنفعه، ولا فرق في وحوب الدّية في الذّكر بين الذّكر الكبير والصّغير، ولا بين ذكر الشّيخ والشّابّ، سواء قدر على الجماع أو لم يقدر، بشرط أن يعلم صحّة ذكر الصّغير عند الحنفيّة، ولكنّهم اختلفوا في وجوب الدّية بذكر العنّين، وذلك بعدما اتّفقوا على أنّه لا دية في قطع ذكر الأشلّ ومقطوع الحشفة، فذهب جمهور الفقهاء وهم الحنفيّة والشّافعيّة وهو الرّاجح عند المالكيّة والحنابلة، إلى وجوب الدّية في ذكر العنّين لعموم الحديث، ولأنّه عضو لا خلل في نفسه بل هو سليم، وعدم الانتشار يعود لضعفٍ في القلب أو الدّماغ أو لعوامل أخرى، ولأنّه غير ميئوسٍ من جماعه.
وفي قولٍ للمالكيّة وهو رواية عن الإمام أحمد : إنّه لا تكمل فيه الدّية، لأنّ منفعة الذّكر هي الإنزال والإحبال والجماع وقد عدم ذلك منه في حال الكمال، فلم تكمل ديته، وإلى هذا ذهب قتادة.
7- واختلف العلماء كذلك في وجوب الدّية بذكر الخصيّ، فذهب الحنفيّة وهو أحد القولين عند المالكيّة ورواية عن الإمام أحمد وهي الرّاجحة عند الحنابلة، إلى عدم وجوب ديةٍ كاملةٍ فيه، لأنّ المقصود من الذّكر هو الإنزال وتحصيل النّسل.
وإلى هذا ذهب الثّوريّ وقتادة وإسحاق.
وذهب الشّافعيّة وهو القول الآخر عند المالكيّة والرّواية الثّانية عند الحنابلة، إلى أنّ في ذكر الخصيّ ديةً كاملةً، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : « وفي الذّكر الدّية » ولأنّ من صفة الذّكر الجماع وهو باقٍ فيه.
والتّفاصيل في مصطلحات : ( دية، حشفة، حكومة عدلٍ، عنّين، خصيّ، قصاص ). ووردت في كتب الفقه أحكام أخرى تتعلّق بالذّكر منها : وجوب الغسل بتغييب حشفة الذّكر في الفرج. ومنها أنّ المهر يستقرّ للمرأة بالوطء.
ومنها أنّ الإحصان يحصل بذلك إذا كان في نكاحٍ صحيحٍ.
ومنها أنّ حدّ الزّنى يجب بإيلاج شيءٍ من الذّكر للرّجل البالغ في فرج امرأةٍ مشتهاةٍ محرّمةٍ خاليةٍ عن الشّبهة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ميسون بنت بحدل
هي / ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية - من بني حارثة – زوجة معاوية بن أبي سفيان - وأم يزيد بن معاوية - ولها بنت اسمها أمة رب المشارق فماتت وهي صغيرة كانت امرة حازمة عظيمة الشأن ورياسة وعقلاً وديناً.دخل معاوية على ميسون يوماً ومعه خادم خصي فاستترت منه فقال معاوية انه خصي فقالت ميسون أترى أن المثلة تحل ما حرم الله عليه؟كان لميسون بنت بحدل فراسة نادرة، فعندما تزوج معاوية نائلة بنت عمارة الكلبية قال لميسون : ادخلي فانظري إلى ابنة عمك، فدخلت ونظرت إليها، فسألها عنها قائلاً : كيف رأيتها ؟ قالت : إنها لكاملة الجمال، ولكن رأيت تحت سرتها خالاً، وإني لأرى هذه يُقتل زوجها ويُوضع رأسه في حجرها، فتطير من ذلك فطلقها، فتزوجها بعده حبيب بن مسلمه الفهري ثم طلقها، ثم خلف عليها بعده النعمان بن بشير الانصاري (وهو من حمل اصابع الخليفة الشهيد عثمان بن عفان وقميصه إلى معاوية في الشام) فقتل ووضع رأسه في حجرها.على الرغم من سكن ميسون بنت بحدل دمشق وعندما ما تتمناه إلا انها كانت تحن لباديتها مما دعا معاوية لتطليقها فرجعت للبادية وأخذت معها بنها يزيد.لبيت تخفق الأرواح فيه أحب إلي من قصر منيفوبكر يتبع الأظعان سقياً أحب إلي من بغل زفوفولبس عباءة وتقر عينيأحب إلي من لبس الشفوفوأكل كسيرة في كسر بيتي أحب إلي من اكل الرغيفوأصوات الرياح بكل فج أحب إلى من نقر الدفوفوخرق من بني عمي نحيفأحب إلي من علج عليفخشونة عيشي في البدو أشهى إلى نفسي من العيش الظريففما أبغى سوى وطني بديلاً فحسبي ذاك من وطن شريفمن كتاب نساء من عصر التابعين للدكتور / أحمد خليل جمعة - صديقي الذي لم أراه بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اكتشاف علمي مؤلم : خصي الرجال توفر الظروف المواتية لتكاثر فيروس الإيدز

لم يتناس " الإيدز " أبدا اللقب المفضل له بأنه " أخطر أمراض العصر "، فما زال يقف بقوة في وجه العلماء والأطباء حتي يتسني له التوغل في أجساد المرضي الضعفاء، ويجعلهم عاجزين عن التصدي له، ففي الآونة الأخيرة نجح باحثون فرنسيون من جامعة رين في التوصل إلي كشف علمي جديد قد يسهم في تطوير عقار جديد لعلاج مرض الإيدز، حيث اكتشفوا أن خصي الرجال توفر الظروف المواتية لتكاثر فيروس HIV المسبب لمرض الإيدز. وطبقا لما ذكره موقع الـ BBC، فقد تبين أن العقاقير المضادة للفيروس تجد صعوبة في التوغل داخل الخصى، و هذا ما قد يفسر إمكانية العثور علي فيروس HIV في مني الذكور الذين يتناولون تلك العقاقير، على الرغم من تخلص دمهم من أثار الفيروس. ويقول فريق العلماء الفرنسيين إن عملهم هذا قد يساهم في تحضير عقار مضاد لفيروس الإيدز، يمكنه أن يتعقب الجرثومة حتى داخل الخُصى. ويُعتقد أن ذلك في غاية الأهمية نظرا لأن العملية الجنسية تعد من بين أخطر الطرق التي ينتقل عبرها الفيروس. وفحص الباحثون أنسجة اقتطفت من الخصى، واكتشفوا أن عددا من الخلايا السليمة تتوفر على الآلية الضرورية لتسهيل مرور الفيروس إلى الخصى. وأظهرت اختبارات أدق أن فيروس HIV يتكاثر بسهولة في هذه الخلايا، وأنه قد ينتقل إلى خلايا أخرى. ويشير إحصاء لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المُصابين بالإيدز في العالم يناهز 39 مليونا و خمسمائة شخص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النمو النفسجنسي: المرحلة القضيبية :: الكاتب: أ.د.عبد الرحمن إبراهيمنشرت على الموقع بتاريخ: 01/11/2007
دعيت السنة الأولى من العمر بالمرحلة الفموية Oral Stage أما السنة الثانية فقد سميت بالمرحلة الشرجية Anal Stage أما المرحلة التي يحدث فيها التطور النفسي والتي سأناقشها الآن فقد دعيت بالمرحلة القضيبية Phallic Stage حسب تسمية Freud إلا أن هذه التسمية مغلوطة ذلك أن القضيب Phallus بالتعريف هو مصطلح ذكري. وكان Freud مدركاً لذلك وكان استعماله لتلك العبارة يعكس الطريقة التي ظن بها أن الأطفال يكتشفون أنفسهم مهتمين وبشكل أساس هل يملكون قضيباً أم لا وبناءً على ذلك يصنفون الناس. إن عبارة المرحلة القضيبية عبارة مغلوطة ولكنها تشير إلى زيادة الاهتمام بالنسبة للأطفال من كلا الجنسين في هذا العمر بأعضائهم التناسلية ونحن لا نعرف لماذا يحدث هذا، ولكنها أثبتت من خلال مراقبة الأطفال الصغار، وهناك دراسات أشارت إلى زيادة في إفراز الهرمونات الجنسية حوالي السنة الثالثة من العمر وهذا المستوى العالي من الهرمونات يستمر حتى السنة السادسة من العمر ولا يرتفع مستوى الهرمونات ثانية حتى سن البلوغ.إن هذه الدراسات في نظر بعض العلماء لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل لأنها قليلة العدد نسبياً لكنها على الأقل موجهة فقط. وعلى كل حال سواء بسبب الزيادة الهرمونية أو لا فإننا نشاهد ازدياداً في الاهتمام بالأعضاء التناسلية حوالي السنة الثالثة من العمر. وبشكل عام يلاحظ أن الأطفال يبدلون اهتمامهم العام بأجسادهم إلى اهتمام خاص بأعضائهم التناسلية. فالرضيع يكتشف أعضائه التناسلية خلال الأشهر الأولى من حياته وذلك من خلال اكتشاف عشوائي لجسده ككل. وبالرغم من حدوث انتصاب القضيب عند الرضيع في هذه الفترة فإن الطفل لا يشعر بأي متعة خاصة بالانتصاب الذي يحدث. والانتصاب مجرد ظاهرة عرضية وكذلك فإن البنت تكتشف أعضائها التناسلية كجزء من جسدها فقط. أما خلال السنة الثالثة فيصبح الأطفال مهتمين بشكل خاص بأعضائهم التناسلية بشكل أكبر، وهكذا نجد من خلال المراقبة أن الأعضاء التناسلية تصبح مصدراً للاهتمام أكثر من السابق فالأطفال في هذا السن وكأنهم يمارسون نوعاً من المداعبة الذاتية إذا صح التعبير أكثر وكأنهم يجدون شيئاً من المتعة عند قيامهم بهذا الفعل.ومع هذا الاهتمام الجديد بأجسادهم نجد هناك نوعاً آخر من الاهتمام، حيث نلاحظ أن الأطفال يهتمون كثيراً في فقدان وإعادة أجزاء الجسد، فإذا ما وجد الطفل دودة فسوف يفتن بفكرة أنه إذا ما قطعها إلى نصفين فإن هذين النصفين سوف ينموان من جديد. كذلك قنديل البحر الذي يثير الاهتمام كثيراً، ذلك أن الأطفال يسألون هل صحيح أن قنديل البحر يستطيع أن ينمي أرجله المفقودة؟. وهل هذا يعني أنهم إذا ما فقدوا ذراعهم أو ساقهم فستنمو من جديد؟. فالخوف من الأذى الجسمي أو البتر هو ذلك الاهتمام الذي يعبرون عنه بطرق مختلفة.إن التواصل مع الأطفال في هذا السن يجعلنا مدركين بأنهم يشكلون المستهلك الرئيس للاصق الطبي في معظم دول العالم المتمدن. فهم يلجئون إلى أمهاتهم عندما يصابون بجروح أو خدوش أو بلدغات بعوضة أو بإصابات وهمية، وعلى الأم أن تفحص كل إصابة بعناية إذ تكون هذه الإصابة بالنسبة للطفل مرعبة وهي بحاجة لشيء ما مثل أن تقوم الأم بتقبيل الإصابة ثم تضع عليها اللاصق الطبي، عندها يقتنع الطفل بأنه شفي. وربما نجد أن هذا التصرف مضحك أو مزعج ولكنه ينبع من خوف كبير من أن جسده ليس على ما يرام.إن كلاً من الجنسين يمران بنفس المرحلة ولكن بشكل مختلف. إن جميع الأطفال يظنون أن بنية كل فرد في هذا العالم تشبههم تمتماً، ولكن عندما يكتشفون أن هذا ليس صحيحاً فإنهم يرتكسون بطرق مختلفة كل حسب جنسه. نحن لا نعرف لماذا يحدث هذا حتى أننا لا نعرف بأن هذه الظاهرة علمية أم لا ولكننا متأكدون من ملاحظتنا الناشئة عن دراسة لكثير من الأطفال في هذا المجتمع. لنحاول أن ندرس الآن ارتكاسات الأطفال الذكور أولاً.قلق الخصاء عند الصبيةإن الطفل في سن الثالثة يكون منغمساً جداً في اللذة التي يجنيها من ملامسة قضيبه ومن اكتشافه لذلك الجزء من جسده، كما انه بنفس الوقت يعتبر قضيبه كجزء يعتز به، فكثيراً ما نرى طفلاً صغيراً يحرَّجُ أهله حيث يدخل غرفة الجلوس المكتظة بالضيوف وهو عاري ذلك لأنه يريد منهم أن يشاركوه فخره. أو انه يقف ليبول أو يتبجح أمام والده بفخر ويقول له (أبي انظر إلى هذا، أنا كبير) فهو ينسب إلى قضيبه خصائص الفخامة -الأهمية- القوة. وإن لهذا وبلا شك علاقة بنظرة الطفل لوالده لأن الأب ينظر له بشكل عام على انه كبير وقوي جداً. إن الطفل خلال تماثله المتزايد مع بقية الذكور في العالم يريد أن يكون أكبر وأقوى، وهذا يتضمن استعراضه متباهياً بأعضائه التناسلية. إنه لا يريد أن يقوم بأي عمل خاص بقضيبه لكنه يريد أن يؤثر بكل إنسان. فالصبية في هذا العمر يهتمون كثيراً بالتأثير على العالم حيث يقولون لبقية الأطفال أن آبائهم -إخوتهم- سياراتهم هم الأكبر والأقوى.لذلك فإن الصبية خلال هذه المرحلة من التطور يهتمون كثيراً بالحجم والاستعراض، ومن هذا الوقت يكون الطفل فخوراً وتنافسياً ويهتم بأعضائه التناسلية.إن اعتقاد الطفل بأن الآخرين لهم نفس بنيته سيتحطم عندما يكتشف أن هذا ليس صحيحاً، وهذا يحدث عندما يولد لهذا الصبي أخت، أو عندما يسترق النظر إلى بنت اكبر. أو عندما يستحم مع طفلة. إن معظم الأطفال تسنح لهم الفرص ليراقبوا بعضهم بعضاً قبل أن يصبحوا في سن الثالثة ولكن الطفل عندما يصبح في الثالثة من العمر ويشاهد الأعضاء التناسلية لبنت يصل إلى نتيجة واضحة ومحددة.فطريقة التفكير ما قبل الإجرائية 2-7 سنوات والإجرائية العيانية من 7-11 سنة من عمر الطفل (وفق تقسيم العالم jean piaget لمراحل التطور الإدراكي عند الطفل) في هذه المرحلة تدفعه عندما يلاحظ الاختلاف إلى استنتاج انه قد حصل لها شيء مؤذي وإن ما حدث لها يمكن أن يحدث له. لذلك يصبح قلقاً وخائفاً على أعضائه التناسلية وهذا ما يدعى قلق الخصاء وفي هذا الوقت من الحياة يصبح قلق الخصاء هو الموقف الخطر الثاني الذي يتعرض له الطفل في حياته إنه خوف قادم على ملاحظة الاختلاف بين الذكورة والأنوثة.لقد ناقشت سابقاً موقف الخطر الأول وهو القلق من الانفصال والخوف من فقدان الحب. وهنا يظهر الخوف من الأذى للأعضاء التناسلية عند كلا الجنسين ويضاف إلى التسلسل الهرمي للحالات الخطرة. عند الصبية يأخذ هذا الخوف شكل الخوف من الخصي بينما عند البنات يأخذ شكل الخوف من الإيلاج والتشويه التناسلي، وكما في مواقف الخطر الأولى فإن الطفل يتعامل مع خطر حقيقي. فهو حقيقي جداً ومخيف جداً حتى أن بعض الأطفال ينكرون ما شاهدوا ويؤكدون أن البنات شبيهات بهم تماماً، فهن يملكن الأعضاء الذكرية لكنها مخبئة داخلهن، ولهذا السبب نجد الأطفال الذكور يمزقون الدمى لكي يكتشفوا التشريح الداخلي لها، إن الأطفال في هذا السن لديهم فكرة محددة عن محتويات الجسد، فالجسد بالنسبة لهم مجرد دائرة كبيرة فالأشياء تدخل من إحدى النهايات للجسد لتخرج من النهاية الأخرى، ولا يعرف ماذا يجري بين هاتين النهايتين، فلذلك يستنتج الطفل أن كل الأجساد متشابهة. فالبنات لديهم قضيب داخل أجسادهن ولذلك لا حاجة للقلق، وهذه إحدى الطرق للتغلب على الخوف من الخصي.وهناك أطفال آخرون يستنتجون أن قضيب البنت قد فقد ليعود ويظهر ثانية. إن الطفل متأكد من ذلك، لذلك نجده مستمتعاً بفكرة إعادة النشوء لذلك نجد الأطفال يلعبون لعباً تشير إلى تخيلاتهم حول الأشياء التي تفقد ثم تظهر ثانية. فالطفل يخبئ قضيبه بين فخذيه ثم يتركه يندفع خارجاً ويصرخ بفرح عندما يندفع خارجاً لأن ذلك يثبت نظريته أن ما لا يستطيع مشاهدته لا يعني أنه غير موجود لكنه مجرد نوع من خداع الحواس بالفقدان. هناك اختبار آخر للطفل، فهو يخاف عندما يشاهد الأعضاء التناسلية للبنات وهذا الخوف يمتد، مما يجعل البنت مخيفة وعليه أن يتجنبها ويحتقرها وإن نشاطاتها يجب أن تراقب بشدة. إن الدافع لهذا السلوك هو القلق الحاصل عند الأطفال الصغار. ومن هنا حاول Freud زرع فكرة تحليلية مفادها أن معظم المجتمعات التي تميل إلى الانتقاص من قدر المرأة تتخذ هذا السلوك كاستجابة للخوف من الخصي عند الذكور. وهكذا وقبل أن يصبح الطفل راشداً وقابلاً على الأخذ بقوانين المجتمع، يريد أن يتجنب البنات لنفس الأسباب لذلك فهو يسخر منهن ويغيظهن ويناديهن بأسماء مختلفة. إنها استجابة لذلك الخوف من الخصي الذي يظهر عبر إدراكه لذلك الاختلاف القائم في الأعضاء التناسلية بين الذكور والإناث. إن نفس الخوف يمكن أن يبدل مكانه إلى أماكن أخرى من جسد الطفل لذلك فهو يضطرب بشكل كبير عند حدوث أي خدش أو جرح. كذلك فإن الطفل الذي لم يبد أي مشكلة عند قص شعره يبدأ فجأة بإحداث معركة مزعجة عندما يريد أحدهم أن يأخذه إلى الحلاق ليقص شعره. نلاحظ الكثير من التهديدات التي يستخدمها الطفل أثناء السنة الثالثة من العمر مثل "سوف اقطع رقبتك وسوف اقطع رجلك. وسوف أقطعك إلى أجزاء صغيرة جداً" وبهذه الطريقة نجد الأطفال يتعاملون مع خوفهم من الأذية عن طريق تهديداتهم بأذية الآخرين. كما أنهم يعيدون طمأنة أنفسهم من خلال السلوك الاستعراضي ومن خلال ملامستهم لأجسادهم بشكل دائم. فإذا ما راقبنا طفلاً في هذا العمر سنجد انه يقضي نصف يومه ممسكاً بأعضائه التناسلية، وذلك ليس لمجرد الأحاسيس السارة بل لأنه أيضاً يشعر باضطراب وقلق وخوف وهو بحاجة لهذه الطمأنة.إن كل هذه الارتكاسات لدى الطفل طبيعية في هذا السن. وأذكر انه من خلال هذه الارتكاسات فإن المرأة هي مصدر الخطر. والطفل حتى هذا الوقت قد تمثل أمه وهذا التمثل Identification الأنثوي بحد ذاته خطر بالنسبة له وأي نشاط أنثوي سينظر له الطفل على انه خطر على نموه الذكري Masculinity. إن بعض هذه الارتكاسات يمكن أن تستمر حتى سن الرشد، فبعض الرجال يتجنبون أي نشاط معرّف على أنه أنثوي، لذلك يظهرون ذكورتهم بشكل كاريكاتوري. فمثلاً إذا ما نظرنا إلى الحنان والعواطف على أنها أنثوية سيكونون عاجزين عن التعبير عن مشاعرهم كما أنهم عاجزين عن غسل الأطباق أو تحضير طعامهم. إن كثيراً من الرجال تكون خبرتهم مشوشة حول النساء بشكل عام، فهناك اصطلاحات أدبية وشعرية واجتماعية حول غموض ولا منطقية النساء. فقد قيل أن الرجال لا يمكن أن يفهموا النساء أبداً كما لا يمكن لهم أن يعرفوا ماذا تريد النساء لأنهن محيرات وغامضات.وبشكل عام لا يوجد أي أساس منطقي لهذه الفكرة كما لا يوجد أي سبب يجعل فهم الرجال للنساء أشد صعوبة من فهم الرجال الآخرين. وهكذا نجد عبر التاريخ إشارات لتلك الفكرة التي تقول أن من الصعوبة بمكان أن تفهم النساء. ويمكنني القول بشكل أدق أن الصعوبة التي يواجهها الرجال هي في فهم وتخيل قلقهم من النساء.الخوف من الإيلاج والتشويه التناسلي عند البناتكان Freud من ضمن الذين يجدون المرأة لغزاً ولكنه اعترف بارتباكه. وفي الحقيقة أن بعض صيغه حول علم نفس المرأة قد بدت لمعظم المراقبين المعاصرين أنها متميزة وأنها تعكس النظرة الاجتماعية للمرأة في وقته حيث نجد أن بعض أفكاره مجرد تعميمات دون أن تكون مثبتة بواسطة مراقبة مباشرة للأطفال. إن العمل اللاحق الذي قامت به عدد من المحللات الإناث ومنهم ابنته آنا Anna، وميلاني كلاين Melanie Kleinقد أضاف الكثير لمعلوماتنا حول معرفة تطور البنات أثناء ذلك السن الذي نتناقش حوله وفي الحقيقة فبمجال الطب النفسي الذي قيل عنه أنه يحمل نظرة غير موضوعية للمرأة، هو المجال الذي كانت مساهمة النساء فيه أكثر من مساهمتها في أي مجال طبي وقد لاقت إسهاماتهن القبول كما أنها لم يرقَ إليها الشك منذ البداية. ويعود لهم الدور الأساس في تغيير الكثير من نظرتنا حول تطور البنات والعائدة إلى الأفكار التي طرحها Freud وأصبح بإمكاننا اليوم عرض أفكار أدق من خلال منظور أفضل.وفي البدايات فإن فهم التطور النفسي كان يعتمد على الدراسة السريرية للمرضى الراشدين والذين يعانون من صراعات مختلفة إلى عوائق مؤدية وعقبات من عملهم وعلى غرار المألوف في الطب فإن علم الأمراض Pathology قادنا لاحقاً إلى البحث عن الوظيفة الطبيعية. وفيما بعد تمت دراسة التطور من خلال المراقبة المباشرة للرضع والأطفال بدراسات طولانية (زمنية - تاريخية أي متابعة للأطفال بشكل مستمر مع تقدمهم في السن) ووجد الكثير من الصيغ القديمة صحيحة وبعضها عدد بشكل طفيف كما وجد أن بعضها غير صحيح وبعضها عُدل بشكل كبير. هذه هي الطريقة التي نتابع بها بناء النظرية كعملية غير منتهية وترك المجال مفتوحاً لتغيرات مستمرة.إن الدراسة السريرية للمرضى الإناث الراشدات أشارت إلى أهمية تجارب الطفولة المبكرة في تحديد التطور تماماً مثل أهمية الطفولة المبكرة بالنسبة للمرضى الذكور. إن طبيعة تجربة ارتكاس البنات عند إدراكهن للاختلافات الجنسية يعتبر تجربة هامة وسوف نشاهد ارتكاسات متشابهة وأخرى مختلفة عند البنات عما نشاهده من ارتكاسات عند الصبية، والآن لندرس استجابة البنات عندما يكتشفن أنهم لا يملكن أعضاء مرئية كتلك الأعضاء التي يملكها الصبية إن الارتكاس المشابه لارتكاس الصبي هو الخوف من الأعضاء التناسلية فيمكن للبنت أن تشعر أنها قد أذيت أو أصيبت بسوء وهذا ما أدى إلى افتقاد شيء ما. أو أنها ستشعر أنها في أي نوع من الارتباط الجنسي وخصوصاً مع وجود قضيب كبير شاهدته أثناء استراقها النظر لوالدها أو لصبي كبير، ستشعر أنها سوف تؤذى وأن أعضائها التناسلية ستتمزق وتشوه.ففكرة حسد القضيب وهو أن البنت تريد أن تملك ما شاهدته ولكنها لا تملكه، وهذا ليس بغريب بالنسبة لطريقة تفكير الطفل بدءاً من حسد الصبي من قدرة أمه على إنجاب الأولاد. وهذا الحسد يقمع من قبل الأهل في المجتمع، فالصبي لا يسمح له بأن يرغب أن يصبح بنتاً. أما البنت التي ترغب في أن تكون صبياً يُنظَر إلى رغباتها بشكل مختلف تماماً. فهناك بعض البنات اللواتي يتخيلن أن لديهن قضيباً وأنه مختفي داخلهن تماماً كما يتخيل الصبي. وهناك أخريات يعلقن بندقية مكان القضيب ويلعبن أو يضعن عصا بين الفخذين في مكان القضيب ويقدن الحصان أو الحمار. والأهل الذين يهتمون أكثر بالصبي يرتكسون إلى تصرف هذه البنت على أنه محبب أو على الأقل لا يتصرفون بشكل سلبي كما يفعلون مع الصبي الذي يعبر عن رغباته في أن يكون بنتاً وأن يملك أثداء وأطفال. وبذلك فإن هؤلاء الأهالي يشجعون استمرارية تخيل القضيب المختبئ عند البنت، هذا التخيل الذي كان يمكن التخلص منه بسهولة أكثر بطريقة أخرى.إن حسد القضيب موجود عند معظم البنات في هذا العمر وهو طبيعي تماماً مثل حسد الثدي Breast envy وحسد الرحم Womb envy الموجود عند الذكور. إن استمرار هذه التخيلات حتى سن متأخر من الحياة يعتبر موضوعاً مختلفاً تماماً فهناك عدة عوامل تساهم في سبك النتيجة النهائية.لقد ذكرت أن معظم الأهالي يعبرون عن تفضيلهم للصبي وهذا ما يؤثر في البنت الصغيرة حيث تشعر أنها أقل سروراً بنفسها كما أنها ستتوحد مع أمها التي ربما تعتبر نفسها أنها دون قيمة. ووالدها يمكن أن يكون اقل حناناً معها، وإذا كان لهذه البنت أخوة مفضلين عليها، عندها سيتعزز شعورها بالغيرة والحسد. ومن جهة أخرى فإن علاقة الدفء والحنان والمحبة مع والدها يمكن أن تساعد البنت في التغلب على حسدها وغيرتها من إخوتها الصبية كما تساعدها في تصحيح (تسوية) تماثلها مع أمها التي تملك تصور سلبي حول نفسها كامرأة. والنقطة الأساس هي معرفة أن هذه الارتكاسات في هذا العمر مؤقتة إذا لم تعزز من قبل العائلة والمجتمع، أو من قبل الصراعات والصدمات التي تواجهها الفتاة أثناء حياتها ولكن مع الأسف فإن هذا التعزيز يوجد بكثرة في وقتنا الحاضر بالرغم من تعديل نظرتنا للمرأة. ونأمل أن هذا سيتغير عندما تصبح الفرصة متاحة أمام المرأة بشكل حقيقي.ما هي الطرق الأخرى التي تتصرف من خلالها البنات عند إدراكهن للاختلافات بين الجنسين؟ بعض البنات يمتعضن ويستنكرن ويتخذن موقف مشاكس حيث تعلن "أنا لا املكه ولكن من يريده على أية حال" وبعضهن الآخر ينكرن ما شاهدته ثم يصدمون من منظر القضيب بعد عدة سنوات.كثير من البنات يرتكسن كما لو أن التخيل الذي كان قد أذاهم أو أصابهم بسوء هو حقيقة واقعة، فهن يشعرن بالدونية وأنهن غير كفء ويتقبلن ذلك على انه حقيقة واقعية، ويمكن لهن أن يمارسن حياتهم مع ذلك التصور الراسخ في أذهانهن حول أنفسهم، لذلك فإنهن يشعرن بأنهن كاملات Complete إن أي من هذه الارتكاسات يمكن أن تظهر خلال مرحلة من مراحل التطور الطبيعي دون أن يستمر بالضرورة ليشكل عاملاً من العوامل الهامة المؤثرة على الشخصية فيما بعد، ومن جهة أخرى فإنه يمكن لبعض الارتكاسات أن تستمر طوال الحياة تاركة أثراً لا يمحى على الشخصية.إن طبيعة هذه التخيلات الطفولية قد تمنع المرأة مستقبلاً من أن تحصل على قبول واستمتاع كامل بنفسها كامرأة وهذا ما يؤدي إلى استنفاذ كل مواهبها ومؤهلاتها، ويمكنني القول في هذا السياق أن Freud لم يكن محقاً تماماً حول فكرة حسد القضيب على أنها فكرة عالمية ومستمرة ولكنها يمكن أن تشكل عائق بوجه التطور السليم وهذا شائع. كما أخطأ Freud من خلال اعتقاده أن رغبة البنت في أن تملك طفلاً نابعة من رغبتها في امتلاك قضيب، فنحن نعلم اليوم أن البنات يظهرن مثل هذه الرغبات بشكل أبكر من هذا السن وذلك كجزء من تمثلهن تماماً كما يفعل الصبية. وشرحت (في كتابي - كيف نفهم الطفل والمراهق - الصادر عن دار شعاع للنشر والعلوم 2007) أن البنت الطبيعية لديها إحساس جيد بنفسها لذلك فلا تعتبر نفسها على أنها صبي، تماماً مثل الصبي الطبيعي الذي لديه مثل هذه الرغبات والتي يعبرون عنها بطرق مختلفة بسبب الدور الذي يأخذوه وإن مثل هذه التخيلات طبيعية وتعتبر تجارب غريزية. والحقيقة إن زيادة دور هذه التخيلات وتغير طبيعتها يعتبر مركز المرحلة الأوديبية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشروق اليوميأما صحيفة الشروق اليومي فقد نقلت مطالب بتشديد العقوبة على مغتصبي الأطفال حتى الخصي فعنونت: "قصة الطفل ياسر تحرك مشاعر الجالية الجزائرية بالخارج.. مغتربون يدعون إلى الإخصاء القسري لمغتصبي الأطفال."وقالت الصحيفة: "دعت مجموعة من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في إيطاليا السلطات الجزائرية إلى تطبيق عقوبة التعقيم الكيميائي (الإخصاء) ضد كل من تثبت في حقه تهمة اغتصاب أطفال."وأضافت أن أبناء الجالية: "أرسلوا عريضة توقيعات من إيطاليا للشروق، قالوا في مستهلها أنهم قرروا اقتراح هذه العقوبة تضامنا منهم مع عائلة الطفل ياسر الذي تعرض قبل أشهر للاغتصاب والذبح على يد أحد جيرانه بدائرة الخروب بولاية قسنطينة."كما نقلت عنهم أنهم "يرفضون رفضا كليا الاقتراح المتمثل في فتح بيوت الدعارة كحل للقضاء على السيدا والأمراض الجنسية المتأتّية جراء شيوع الزنا في الكثير من مناطق الوطن، وقال رايس بأن حلّ بيوت الدعارة أثبت فشله في العديد من دول المشرق والمغرب."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مقال منسوب لأستاذ جامعي مصري في موقع "المصريون" يتحدث عن المك نمر وأنقله لكم لتتعرفوا على مدى سعة إطلاع المصريين على الشأن السوداني تاريخا وجغرافيا حكاية الملك النمر ـ د. سمير محمد خواسكد. سمير محمد خواسك : بتاريخ 27 - 10 - 2008 في الزمن الماضي، اشتهرت مدينة الفاشر بالسودان بتجارة العبيد، وكان بها محلات كثيرة للبوظة والمريسة (وهي نوع من الخمور مصنوعة من الأرز)، وكان المتحكم في تجارة العبيد ملكا يقال له "الملك النمر". وهو رجل فظ متغطرس، طويل القامة، يلبس دائما جلد نمر، ويسكن في بيت مكون من طابقين، وهو البيت الوحيد في البلد المكون من طابقين، وكان سريره محاطا بشريط من اللؤلؤ. وللملك النمر ثلاثة بيوت أخرى، كل بيت فيه عدد من الحريم يقوم بخدمتهن عدد من الجواري والخصيان. كان حراس الملك النمر ثلاثمائة رجل ومعهم عشرين بندقية قديمة بالإضافة إلى السيوف. وكان الملك النمر يبعث برجاله لكي يحاصروا القرى وينتقون الشباب الأصحاء والشابات، يكبلون أيديهم وأرجلهم بالأصفاد الحديدية، ويسوقونهم إلى حظائره. وقد أثرى الملك النمر من تجارة العبيد ثراء كبيرا. ويقال إنه كان دائم القراءة للقرآن، غير أنه كان في شدة القسوة والجبروت.وفي مرة أرسل "محمد على باشا" ابنه إسماعيل إلى مدينة الفاشر، وأرسل إسماعيل في استدعاء الملك النمر، ولما جاء طلبَ منه إسماعيل أن يجهز له ستة آلاف عبد مقابل خمسة عشر ألف دولارا (كان الدولار في ذلك الوقت يكافئ خمسة عشر قرشا)، فقال له الملك النمر إن ذلك أمر مستحيل، فلطمه إسماعيل على وجهه، وحاول الملك النمر أن يرد الإهانة، ولكن حراس إسماعيل تصدوا له وضربوه ثم طردوه. وأضمر الملك النمر الشر لإسماعيل، وأقسم على الانتقام منه. كان إسماعيل يعيش في بيت مصنوع من القش، وكان مولعا بلعب الشطرنج مع حاجبه. إذا غلبه الحاجب فإن إسماعيل يعطيه عشرين قطعة ذهبية، وإذا هو غلب الحاجب فإنه يضربه عشرين جلدة.فاجأه الملك النمر وهو يلعب الشطرنج وحاصر بيته وأشعل النار في البيت، ومات إسماعيل وأتباعه محترقين. (إسماعيل الذي مات محترقا هو الأخ الأكبر للخديوي إسماعيل). ولما علم "محمد على باشا" بوفاة ابنه، أرسل حملة تأديبية بقيادة زوج ابنته "محمد بك الدفتردار". هجموا على بيت "الملك النمر" ولكنه لاذ بالفرار إلى الجبال. فجمع الدفتردار أتباع الملك النمر من الرجال وقام بخصيهم، وعذبهم عذابا شديدا ثم أمر بقتلهم جميعا. أما النساء فقد جمعهن أيضا وقطع أثداءهن، ووضع مكان الثدي المقطوع زفتا مغليا. وبقي الملك النمر في الجبال حتى مات. وقد قابله قبل موته أحد الرحالة، بعد هروبه بعشرين سنة، فوجده شيخا طاعنا في السن، أعمى وأصلع، وقال الملك النمر للرحالة : إنه يشعر بالاغتراب ويتمنى أن يعود إلى المدينة التي ترَبَّى فيها.. مدينة "شندي"، ولكنه يعرف أن رجال الدفتردار لن يتركوه، ومات حزينا بين الجبال.ولما كبُرَ ابن الملك النمر.. أصَرَّ على أن يأخذ بثأر أبيه، فتحالف مع ملك الحبشة، ودخل حربا ضارية مع الدفتردار بك ورجاله، ولكن النصر كان للدفتردار.ومنذ ذلك الوقت، أصبحت مدينة شندي تحت حكم محمد بك الدفتردار، وأصبح "محمد علي باشا" هو المسيطر على تجارة العبيد، وكانت هذه الواقعة هي بداية حكمه للسودان. جامعة قناة السويس
Samir_khawasik@hotmail.com

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من علامات ظهور المهدي احد ابناء آل البيت يلوط بخصي ان عقول الرافضة المريضة ونفسهم الامارة بالسوء لتحليل زنا المتعة و الانجراف في تيار الرذيلة فدين الرافضة المسخ بذر على يد عبدالله بن سبا اليهودي واتباعه من المجوس الحاقدين على العرب والاسلام لقد وصل هذا الحقد والفحش من القول الي آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم الذي من ضمنهم آل العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سطروا في كتبهم النتنة ان من علامات ظهور المهدي هو قيام احد من آل العباس بارتكاب الفاحشة في خصي ويقوم الخصي بقتله وزوال ملك آل العباس اذا يرتبط ظهور المهدي الخرافة بان احد اقربائه لوطي مرتكب للفاحشة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24 655- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثني أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد عن إبراهيم ابن عقبة عن زكريا عن أبيه عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر ع قال يموت سفيه من آل العباس بالسر يكون سبب موته أنه ينكح خصيا فيقوم فيذبحه و يكتم موته أربعين يوما فإذا سارت الركبان في طلب الخصي لم يرجع أول من يخرج إلى آخر من يخرج حتى يذهب ملكهم. 1- كمال الدين وتمام النعمة لشيخ الصدوق ص 655 2- الخرائج والجرائح ج3 ص116 قطب الدين الرواندي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التاريخ الخفي للصهيونية هو كتاب لمؤلف يهودي يدعى رالف شوينمان.. هو شخصية مرموقة في مجال حقوق الإنسان وأهم من ذلك:إنه أولاً: شاهد من أهلها.. وثانياً شاهد عيان بعد أن انتهيت من قراءة التاريخ الخفي للصهيونية رأيت في صفحاته الوجه القبيح للصهيونية وبعد أن عشت معه أياماً أتذكر ما قرأته، وشاهدته وسمعته عن الصهيونية كانت أفكاري تجري أمامي وألهث جرياً خلفها لأدخل بإذن أو بغير إذن في بعض المحطات لأقتحم بغير أن أطرق الأبواب، ملفات كثيرة عن القضية وعن الصهيونية... * التعذيب الوحشي البربري، تكسير العظام وسحق الخصي، دفن الأحياء، بل دفن الحياة نفسها بحقد أعمى.* سرقة أرض سرقة شعب، سرقة هوية، سرقة تاريخ بكامله، سرقة وطن، سرقة حقيقة. • هدم البيوت الحقد الأسود الذي نال الإنسان والحيوان، نال الزرع والكروم والزهور.... وغيرها الكثير والكثير والكثير... فاخترت بعض نماذج التعذيب لاسمعكم إياها... واقسم بالله العظيم أن هناك أشياء لا أستطيع أن أقولها.. لأنها لا تخدش الحياء فحسب.. بل إنها تنافي الدين والأخلاق والأعراف... أقص عليكم بعض ما قرأت لتعيشوا التجربة التي عشتها من خلال هذا الكتاب... كانت تتميز كل من مراكز الاحتجاز بمحققين ذوي الميول الخاصة فمثلاً يحتوي المركز الذي يطلق عليه ( المجمع الروسي ) msocobiya على محققين بهم ميل خاص نحو الاعتداء والضرب على الأعضاء التناسلية، إلى جانب التلذذ باختبارات التحمل والجلد، أما تخصص المركز الحرب في صرفند sarafand فهو أن يعصبوا أعين السجناء لفترة طويلة ويثيروا الكلاب للاعتداء عليهم وقلع الأظافر والأسنان والأضراس ومن ناحية اخرى يعتبر استعمال الصدمات الكهربائية شيء عام عند كل المراكز... وحب الدلائل المتوفرة.. أخذ التعذيب الأشكال الآتية : 1- تعليق المحتجزين من معاصمهم، وعمليات شد في نفس الوقت لزملائه لساعات طويلة حتى يفقد الوعي.. 2- حروق بواسطة أعقاب الجائر 3- ضرب بالهراوات على الأعضاء التناسلية..4- التقييد وربط الأعين لأيام طويلة. 5- هجوم كلاب وعض كامل الجد.. 6- صدمات كهربائية على الخدود، والفم، والصدر، والخصية... وفي الحقيقة هناك الكثير لكني لم أستطع كتابتها لشدة قسوتها... هذا ما عدا قضايا بعض الشابات والشبان الذين احتجزوا في السجون الإسرائيلية وأكثر ما أثر في نفسي قصة فتاة شابة تدعى رسمية عودة... ولكن قصتها أقسى من أن يدركها عقل إنسان... وإن شئتم أخبرتكم بها لاحقاً أعلم أن هذا الموضوع قاسي بعض الشيء ولكن ذكرته حتى تعلموا ما علمته أنا وما كان مخفي عن أعيننا.. من أمور التعذيب وذكر الخيانات وكل الأحداث التي جرت من الانتفاضة لأولى وحتى اليوم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحجاب يا أهل الكتاب...!!
لا يختلِف إثنان على أن الغريزة الجِنسيّة هي أقوى و أشد الغرائِز الإنسانية وضوحاً وأثراً , وإن تُرِكت بغير تنظيم فإنها تُفضي إلى فوضى الأنساب و عدم الإستقرار و فقدان الراحة و انعدام السلام النفسي و الجسدي... وقد حاول الحُكماء الوثنيون حين أرادوا قيادة مُجتمعاتِهم نحو بيئة أخلاقية مُتكاملة , أن ينشروا ثقافة الخصي..!! , بأن يخصي الرجُل نفسه , ولأنهم وثنيون فقد كان عقلُهُم قاصِراً عن كُنه و حقيقة الغريزة الجنسية و ضرورتها , فلو كان الحل هو أن يخصي الإنسان نفسه , لما أودعها الله في النفس البشرية مُنذ البدء..فلا يزال كل جِنس يميل الى الجنس الآخر و إلى مالا نهاية , و في هذا ضمان استمرار العُنصر البشري... و لأنهم وثنيون لا يُدرِكون حِكمة الله وإرادته في إعمار هذا الكون فقد هيّأت لهم عقولهم الوثنية مُعالجة المرض بكارِثة.. ولكِن هذا الحل و إن دلّ فإنما يدًل على فشل ذريع في ترويض النفس و كبح غرائِزِها و إلجامها بلِجام الأخلاق , فإن كان فاقِد الشيء لا يُعطيه.. فهل نتوقع سلامة المجتمع من خِصيان , فشِلوا في كبح غرائِزِهم فخصوا أنفسهم...؟؟؟إن كان الباطن مازال غير سليم , وقد تم تغطيته و إخفائه بقطع دابِر الشهوة الظاهِر , فإن هذا ليس حلاً لأن الشهوة مازالت موجودة ولم تجِد من يُحِد منها , لابد من علاج المُجتمع لا استئصال الأفراد... الخصي ما هو إلا هروب و خطيئة في حق النفس البشرية و خطيئة أكبر بالإعتراض على حِكمة الله و سُنته في خلقِه !!!
ثقافة الخصيان الوثنية... عادة وجدت طريقها للكتاب المُقدس..!!!و هكذا فقد انتشر في العالم وجهان لنبذ الغريزة الإنسانية :الأولى : الحِجاب و النّقاب..و هو التشريع الرّباني الإلهي !!الثانية : خصي الرّجال.. وهو التشريع الفلسفي المثخالِف للفطرة !!و لقد تحوّل اليونان في أزمِنتِهِم المتأخرة إلى ثقافة خصي الرّجال متأثرين بالفُرس و الرومان ومن قبلهم جميعاً الأشوريين... فكان هذا التصرّف الوثني إيذاناً بسقوط حضاراتِهِم , ليتسّلّم الزّمام الإسلام , ويُعيد المجد الربّاني و الفِطرة الإلهية و التشريع الرحيم إلى مكانه من جديد و يعود الحجاب و تُنبذ ثقافة الخصي التي أذلت الوثنيين و من تبِعوهم إلى يوم الدين بل إن هناك من المؤرِّخين من يُعزي زوال مجد الحكم الإسلامي إلى عودة هذا التقليد الوثني مُضاهين في ذلِك الغرب الوثني... فأدخل العثمانيون الخصيان من أفريقيا... يقول المؤرخ كبوذ: انه رأى في تاريخ فارس والهند والصين، أن تسلط الخصيان كان من أدلة سقوط الدولة التي كانت تمكنهم من الحصول على نفوذ غير معتدل. ويفضل في الممالك العثمانية الخصيان الأفريقيين."وهكذا و بعد أن توثّنت المسيحية , فقد تم هجر جميع الفقرات الكِتابية التي تُنادي بالحِجاب والنِّقاب و ستر المراة , و استِبدالها بالبديل الوثني و هو خصي الرّجال.. وبالتالي كان من المنطقي أن ينتشِر الأثر الروماني الوثني المُنادي بالفجور و التبرُّج و السفور... ولكن كان من المُفاجىء و الغير منطقي أبداً ان يتأثّر دين الله , وتتوثّن المسيحية... و تنتشر بينهم ثقافة الخِصيان , بل وتجِد هذه العادة اليونانية الوثنية طريقها إلى لسان المسيح....فكذبوا على المسيح فقالوا :12 لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهمالناس.ويوجدخصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوتالسموات.من استطاع ان يقبل فليقبل (SVD)
[2]ونسوا أن المسيح ما جاء لينقُض شرع الله وناموسه... فيقول الإله في العهد القديم :لا يدخل مخصي بالرض او مجبوب في جماعة الرب[3]إذاً فهاهو التعليم اليوناني واضِح كيف أُقحِم إقحاماً في كتاب الله ليُناقِض التعاليم الموسوية , والتي نادت بتحريم الخصي و وجوب النٌّقاب و الحجاب... و لِهذا انتشر بين مسيحيي اليوم , ثقافة العُري و السفور الوثنية اليونانية , وهجرو ثقافة الأخلاق و الكرامة و الحجاب الربّاني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحثت في السير عن طريق قرص ( مكتبة التاريخ والحضارة الإسلامية ) فلم يعثر على ترجمة لها في السير، ولكن لها ترجمة في عدة كتب منها البداية والنهاية والطبقات الكبرى والإصابة فأما ترجمتها في البداية والنهاية لابن كثير قال : وفي هذه السنة أعنى سنة ست عشرة توفيت مارية ام ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في المحرم منها فيما ذكره الواقدي وابن جرير وغير واحد وصلى عليها عمر بن الخطاب وكان يجمع الناس لشهود جنازتها ودفنت بالبقيع رضى الله عنها وارضاها وهي مارية القبطية اهداها صاحب اسكندرية وهو جريج بن مينا في جملة تحف وهدايا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ذلك منه وكان معها اختها شيرين التى وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فولدت له ابنه عبدالرحمن بن حسان ويقال اهدى المقوقس معهما جاريتين اخرتين فيحتمل انهما كانتا خادمتين لمارية ويرين واهدى معهن غلاما خصيا اسمه مابور واهدى مع ذلك بغلة شهباء اسمها الدلدل واهدى حلة حرير من عمل الاسكندرية وكان قدوم هذه الهدية في سنة ثمان فحملت مارية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بابراهيم عليهالسلام فعاش عشرين شهرا ومات قبل ابيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة سواء وقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى عليه وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضى ربنا وانا بك يا ابراهيم لمحزونون وقد تقدم ذلك في سنة عشر وكانت مارية هذه من الصالحات الخيرات الحسان وقد حظيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واعجب بها وكانت جميلة ملاحة أى حلوة وهى تشابه هاجر سرية الخليل فان كلا منهما من ديار مصر وتسراها نبي كريم وخليل جليل عليهما السلام وأما ترجمتها في الطبقات الكبرى لابن سعد فقال : أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي أخبرنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال لما رجع رسول الله من الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية وكتب معه إليه كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام فلما قرأ الكتاب قال خيرا وأخذ الكتاب فكان مختوما فجعله في حق من عاج وختم عليه ودفعه إلى جارية له وكتب إلى النبي جواب كتابه ولم يسلم وأهدى إلى النبي مارية القبطية وأختها سيرين وحماره يعفور وبغلته دلدل وكانت بيضاء ولم يك في العرب يومئذ غيرها قال محمد بن عمر وأخبرني أبو سعيد رجل من أهل العلم قال كانت مارية من حفن من كورة أنصنا قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال كان رسول الله يعجب بمارية القبطية وكانت بيضاء جعدة جميلة فأنزلها رسول الله وأختها على أم سليم بنت ملحان فدخل عليهما رسول الله فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا فوطيء مارية بالملك وحولها إلى مال له بالعالية كان من أموال بني النضير فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل فكان يأتيها هناك وكانت حسنة الدين ووهب أختها سيرين لحسان بن ثابت الشاعر فولدت له عبد الرحمن وولدت مارية لرسول الله غلاما فسماه إبراهيم وعق عنه رسول الله بشاة يوم سابعه وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين وأمر بشعره فدفن في الأرض وسماه إبراهيم وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاما فجاء أبو رافع إلى رسول الله فبشره فوهب له عبدا وغار نساء رسول الله واشتد عليهن حين رزق منها الولد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله عن أبي جعفر أن رسول الله حجب مارية وكانت قد ثقلت على نساء النبي وغرن عليها ولا مثل عائشة قال محمد بن عمر وولدته في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أنس بن مالك قال لما ولد إبراهيم جاء جبريل إلى رسول الله فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم
وأما ترجمتها في الإصابة لابن حجر فقال: مارية القبطية أم ولد رسول الله ذكر بن سعد من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال بعث المقوقس صاحب الإسكندرية إلى رسول الله في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلته الدلدل وحماره عفيرا ويقال يعفور ومع ذلك خصي يقال له مأبور شيخ كبير كان أخا مارية وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله وكانت مارية بيضاء جميلة فأنزلها رسول الله في العالية في المال الذي صار يقال له سرية أم إبراهيم وكان يختلف إليها هناك وكان يطؤها بملك اليمن وضرب عليها مع ذلك الحجاب فحملت منه ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان ومن طريق عمرة عن عائشة قالت ما عزت علي امرأة إلا دون ما عزت علي مارية وذلك أنها كانت جميلة جعدة فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا فكان عامة الليل والنهار عندها حتى فزعنا لها فجزعت فحولها إلى العالية وكان يختلف إليها هناك فكان ذلك أشد علينا وفي السند عن الواقدي قال وقال الواقدي كانت مارية ممن حفر كورة الصفا وقال البلاذري كانت أم مارية رومية وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة وأخرج البزار بسند حسن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال أهدي أمير القبط إلى رسول الله جاريتين وبغلة فكان يركب البغلة بالمدينة واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه وقد تقدم لها ذكر في ترجمة 349 إبراهيم ولدها وفي ترجمة مأبور الخصي وفي ترجمة صالح وقال الواقدي حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال كان أبو بكر ينفق على مارية حتى مات ثم عمر حتى توفيت في خلافته قال الواقدي ماتت في المحرم سنة ست عشرة فكان عمر يحشر الناس لشهودها وصلى عليها بالبقيع وقال بن منده ماتت مارية بعد النبي بخمس سنين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فوح الياسمين: تاريخ التعذيب
إسماعيل بن محمد الوريث
في عام 1998م صدر عن دار الجندي، ودار الشفيق بدمشق كتاب «تاريخ التعذيب» للكاتب الأمريكي (بيرنها ردت ج هروود).. في طبعتة الثانية مترجماً على يد الشاعر السوري الكبير ممدوح عدوان، وقد صدَّر الكاتب كتابه المهم بالأهداء التالي:إلى ضحايا التعذيب الذين لاتحصى أعدادهم في العالم، أمس واليوم وغداً.. وجاء تحت الأهداء في أعماق أعماقنا وأعمق أعماق طبيعتنا البشرية البائسة يكمن حب الدماء، من مخلفات الوحش البدائي الذي تواري لحسن الحظ قبل فجر العصور الأفضل.وفي مقدمة كتابه لا يفرق «بيرنهاردت» بين إرهابي الفيتكونع الذين قطعوا الرؤوس وانتزعوا الأحشاء وقاموا بعمليات الإخصاء وقطعوا أوصال ضحاياهم وبين الأمريكيين الذين أحرقوا عشرات القرئ عن بكرة أبيها، وأعداداً لاتحصى من الفيتناميين الجنوبيين الأبرياء الذين صفهم الأمريكيون على الجدران ثم أطلقوا عليهم النار، لأن القرى كانت (مشتبهة) بإيواء العدو، كما يفعلون اليوم بمدن وقرى العراق المحتلة.ويعلق بيرنهاردت على الحكمة الشائعة القائلة بأن من البشر من ترفعهم الفضيلة حتى يستحقوا ذلك الوصف المأثور(وهذا مايميز الإنسان عن الحيوان) بأن هناك مواصفات أخرى تميز الإنسان عن الوحوش، فالوحوش لا تقتل المخلوقات الأخرى «لمجرد الابتهاج» والوحوش لا تبني معسكرات اعتقال أو غرف غاز ولا تعذب الوحوش أبناء جنسها إلى أن تهلكهم ألماً ولا تستنبط الوحوش متعة جنسية منحرفة من معاناة أقرانها وآلامهم مضيفاً القول بأن ثمرات الحضارة تلك تميز فعلاً الإنسان عن الحيوانات إنها بالفعل سخرية مرة أو مفارقة بالغة القسوة أن يصبح الإنسان أكثر وحشية من الوحوش.ومع أن أحداً لا يستطيع أن يحدد متى مورس التعذيب لأول مرة بالنسبة للاستخدام الرسمي إلا أنه قد وجد عند البابليين والعبرانيين والقدامى، فقد كانوا يستخدمون الخصي، والرجم حتى الموت، وبالنشر إلى نصفين أو بالحرق كذلك فعل الآشوريون والمصريون بتشريعم استخدام التعذيب مثلما كان الأمر عند الفرس والأغريق والقرطاجيين والرومان.. وقد اعتبر أرسطو التعذيب «نوعاً من الدليل الذي يحمل معه مصداقية مطلقة لأن نوعاً من الأكراه قد تمت ممارسته».عندما قتل قابيل أخاه هابيل أحتار كيف يواري جثمان أخيه فهداه الغراب إلى مواراته في التراب، وكانت المرأة وراء أوّل قتلة في التاريخ البشري لكن أبناء قابيل على امتداد العصور اخترعوا آلاف الوسائل للتعذيب « ولان الحرب تحولنا إلى وحوش فإن ما حدث في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين وحتى كتابة هذه السطور، وما بعد كتابتها لدليل على بشاعة الحضارة والديمقراطية التي تروج لها أمريكا الحرة، فما يحدث في العراق وفي فلسطين على يد الإسرائيليين بدعم من أمريكا، وما ارتكبته إسرائيل في حربها على لبنان في (قانا).. وغيرها من مناطق الجنوب لقد قال سارتر: إن الإنسان (أكثر الحيوانات فحشاً وضراوة وجبناً... ولم يزل مبرر التعذيب وسيلة لانتزاع المعلومات منذ اختراع وسائله وحتى اليوم كما حدث في سجن (أبو غريب) وفي معتقل «غونتانامو» الأمريكي. والظلم من شيم النفوس فإن نجد ذا عفةٍ، فلعلةٍ لا يظلمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رقيم الرافدين

كتابات - صلاح علي

ان نظرة الى الماضي وتحديدا الى فجر الوعي الحضاري لابد ان تأخذنا الى العراق القديم – الى سومر وأكد وبابل ونينوى حيث ابتكر اسلافنا البنى الأولى للفكر الأخلاقي الذي اتخذ تجلياته العقيدية والمعرفية والفنية والمعمارية في العالم القديم في بلاد الرافدين ثم انتقل منها الى وادي النيل واليونان ومنهما الى حضارات العالم المختلفة. ولعل ابرز مبتكرات العراقيين القدماء تتمثل بمفاهيم التقابل الضدي بين الخير والشر والنظام والفوضى والأعلى والأدنى والخصوبة والجدب والفناء والخلود، فضلا عن التفكير التعاقبي والتناوبي والتدرجي او الهرمي وانعكاس هذا التفكير في تنظيم الحياة الأجتماعية والدولة وعمارة الأرض وما الى ذلك من تجليات الأدراك التمثيلي للعالم وانعكاسه بالرموز والكتابة والتشريع وتطوير فكرة التاريخ مما ولد الماضي الحضاري للأمة وافترض مستقبلا لها. ويعود لأسلافنا الفضل في نقل البشرية من الزراعة الى التكنولوجيا بابتكارهم العجلة ونقل العالم الى التمدن والمعرفة بابتكارهم للكتابة..وبينما اعانت العجلة اسلافنا على التوسع في المكان وتأسيس الأمبراطوريات، مكنتهم الكتابة من التوسع في عالم التعبير الرمزي والأدب..فكانوا اول من نظم الشعر والملاحم ووضع تصور للكون يتضمن الزمن ورسم الخرائط وابدعوا في الطب والفلك والرياضيات..
ويقينا فأن للمتقابلات الضدية تجلياتها في الفن العراقي القديم وفي الأساطير الرافدية..مما خلق للعراقيين القدماء نظرة متميزة عن اقرانهم للعالم لاتعتمد رفض التقابل الضدي على الصعيد الجمالي بل قبوله بأعتبار ان طرفي التناقض يشكلان وحدة متكاملة جماليا وذوقيا ولاسيما في متقابلي الحركة والأحتباس والقبح والجمال والخطر والأمان والخوف والأقدام والحلم والواقع..ولكن طرفي التناقض ينفي احدهما الآخر على صعيدي الأسطورة والعالم المعاش..اذ يبقى التقابل الضدي قائما بين الخير والشر والخصوبة والجدب وهي متقابلات تتمحور في اسطورتين رئيسيتين هما اسطورة الصراع بين مردوخ وتيامات لأيجاد نظام كوني وانهاء سيطرة القوى العشوائية على العالم واسطورة الصراع بين نينورتا والأنزو لأسترداد رقيم القدر. وتتماثل الأسطورتان في طرفي النزاع والهدف لأن معركة نينورتا مع الأنزو وقتله كانت بهدف استرجاع رقيم القدر الى الإلة انليل وبالتالي سيادة المشروعية والنظام..وفي الحالتين تسبق الحرب السلام والفوضى النظام...

وبينما تجسد تيامات والأنزو قوى الشر يمثل الطرف الثاني المنتصر قوى الخير..فالصراع اذن هو في جوهره بين الخير والشر: الخير المتمثل بمردوخ- نينورتا والشر المتمثل بتيامات-الأنزو...والمهم في دراستنا هذه استكناه التجليات التاريخية للأساطير الرافدية وفهم ابعادها الوجدية والمعرفية وصولا الى التعرف على مديات توظيفها من قبل الصهيونية وما وراءها من فرق تفكير موالية لأعدائنا في الغرب في تشويه الحضارة الرافدية وانتحال الطرف الأيجابي في ثنويات التناقض الضدي لصالحها والحاق الطرف السلبي المميز للغرب بنا...فالبطولة والخصوبة والرجولة والخير هي السمات المتأصلة في الذات العراقية ازاء الهلع والجدب والخنوثة والشر وما إليها من سمات مميزة للذات الغربية المنعزلة والشاذة والمغتربة حتى عن نفسها...ولكن مايحدث في الواقع عملية اسقاط لصفاتهم علينا واستلاب لصفاتنا عنا...ولم يكن ذلك ليتيسر لهم لولا التطور المعرفي الغربي والتمكن من اسباب القوة وتكنولوجيا الحرب..وهنا محور المشكلة المعاصرة في المواجهة الحالية بين حضارتنا ومدنيتهم..اذ يشكل ضرب العسكرية العربية، كون العرب الوريث الطبيعي للحضارات الرافدية، الدافع والهدف الرئيس من العدوان العسكري على العراق...وهو عدوان لم يتوقف عند حدود ضرب القوات العسكرية العراقية في سلسلة حروب غير مبررة بغير الأسباب التي سقناها بل تعداه الى اذلال العراقيين واستخدام كل الطرق الممكنة لتخنيثهم..ولأن وزن الدليل يجب ان يتناسب مع غرابة الظاهرة..فأن استهداف العراق بمثل تلك الوحشية ظاهرة لايفسرها سوى تأصل الروح القتالية في اللاوعي الجدودي للذات العراقية خاصة وفي الذات العربية على وجه العموم...ولاسيما بعدما سعت القيادة القومية في العراق الى بعث الرموز الحضارية الرافدية والأسلامية من خلال اعادة بناء الصروح المعمارية لبابل ونينوى واحياء الذاكرة الحضارية العربية بتأسيس المدارس والجامعات ودور العلم وتشجيع الدراسات التاريخية وتمجيد الموروث القيمي والحضاري واعادة بناء الجيش العراقي والدعوة الى توحيد القوة العربية والجهد العربي والثروات العربية..اي بعبارة اعادة بناء القوة الرافدية على نحو يعتمد الحكمة والمعرفة...كل ذلك لايروق لقوى الشر التي وظفت رموزا غريبة على حضارتنا الهدف منها تخنيث العرب وتحطيم معنوياتهم ووأد روحهم العسكرية بل ومحو ذاكرتهم الحضارية بتدمير تجلياتها المعمارية والفنية والنصية ومصادرة مدنهم واعطائها بذريعة الديموقراطية وحق الأقليات بتقريرالمصير للآريين من سكان الجبل...(و للمقارنة اذكر القاريء هنا بأحتلال اسبانيا لأراض عربية وحرمان الباسك في اسبانيا والسامي في النرويج واقليات اخرى كثيرة في اوربا من "حقوق" بما يؤكد فرضهم مسمياتهم علينا وعدم تطبيقها على انفسهم)...وهنا نعرج مجددا على ثنائي نينورتا - مردوخ ازاء ثنائي الأنزو- تيامات:

رقيم القدر بين الماضي والحاضر:

تعد القدرة وتجلياتها في القوة فكرة محورية لأسطورة الخلق البابلية (اينوما ايليش) التي تحكي الصراع بين مردوخ وتيامات وانتصار مردوخ ثم خلق العالم من جسد تيامات بشطرها الى نصفين صنع من احدهما السماء ومن الآخر الأرض واقتلع عينيها ليجري منهما نهرا دجلة والفرات. وفي النسخة السومرية – الآشورية لأسطورة الصراع الكوني نلاحظ ان تطويرا طفيفا حدث على الأصل بأضفاء مفهوم السلطة اذ يعمد نينورتا إله الحرب والحكمة الى استرداد رقيم القدر من طائر الأنزو الذي كان سرقة وانصرف به الى الجبال حيث طارده نينورتا وقتلة واسترجع رقيم انليل منه.

وقد حدثت المواجهة في زمن قبل سيادة انليل على الأيجيجي (وهم طائفة من الآلهة تقيم في السماء وتهيمن على افعال البشر كالحرب والأنتقام والأنواء وغالبا ماتقارن بالأنوناكي او أرباب الأرض والعالم الجوفي التي تمسك باسباب الجدب والخصوبة وعالم الجن) بل قبل جريان دجلة والفرات..وكان انليل قد عرف من الأيجيجي بولادة الأنزو عن طريق تزاوج المياه الجوفية "الموطونة بالحياة" اوالأبسو مع قوى الطبيعة المتوحشة..فاقترحت أيا على زوجها إنليل ان يجعله حارسا على بيته في السماء. الا ان الأنزو كان يرى من مكانه عند الباب انليل وهو يستحم بالمياه المقدسة ويدير امور العالم وهو ممسك برقيم القدر الذي هو عينه رقيم القوة والمعرفة بالمستقبل فشعر بالغيرة والحسد وضمر الشر. وفي الفجر عندما كان انليل يستحم في المياه النقية بدون تاجه ورقيم القدرة، مد الأنزو مخالبه وسرق رقيم القدر وطاربه الى موطنه في الجبال حيث كان قد خلق مما افقد العرش الألهي تألقه وتسبب في تحجر انليل وتحوله الى حال اقرب هي الى الموت منها الى الحياة. فاجتمعت الآلهة في ايكور وطلب أنو متطوعا بطوليا من بين الآلهة يذهب الى الجبال فيذبح الأنزو ويسترجع رقيم القدر فاستدعى أدد وطللب اليه ان يضرب الأنزو بواحد من رعوده ويجلب الرقيم الى انليل.الا ان ادد رفض بذريعة ان امتلاك الأنزو لرقيم انليل يمنحه قوة خارقة تجعله لايقهر، فاستدعى جيرا (إلإله المسؤول عن النار) وشارا(الإله الراعي لمدينة اوما السومرية) وطلب اليهما القيام بالمهمة، فرفضا للسبب نفسه. ففكرت ايا بدعوة مامي والطلب منها ان ترسل ابنها نينورتا في اثر الأنزو واعادة الرقيم المسروق لأنليل..ولكن الأنزو تمكن في المواجهة الأولى من رد نبال نينورتا مما دعا ايا الى ان توصي نينورتا بأستخدام قوة الريح (كناية عن السرعة)....فتمكن نينورتا من قتل الأنزو ودمرموطنه هيبي في جبال عيلام وانضب المياه فيه بينما حملت الريح ريش الأنزو الذبيح الى الألهة لتتأكد من موته...وبالنتيجة منح الآلهة نينورتا السلطة السياسية على العالم...وتتكرر في رحلة كلكامش وفي ركضة شولكي فكرة الرحلة للحصول على القوة..والمهم في الأسطورة ان ثمرة القوة لايمكن الحصول عليها الا بالحرب وان نوع القوة التي احرزها نينورتا هي قوة مشروعة وظيفتها عمل الخير وتأمين السلم والأمان... بينما يمثل النقيض الضدي الشر والحرب وغصب الحقوق وانتحال المشروعية...مما يعطي لأسلافنا العراقيين القدماء الأولوية في بناء فكرة النظام واقامة الحكم على المشروعية ومن ثم الحفاظ عليه بطريق القوة المرتكزة على الحكمة (رقيم القدر)التي اعتمدت في تأسيسه اصلا...

وتتكرر فكرة القدرة الخارقة في حوزة الآلهة في الأسلام من خلال اللوح المحفوظ الذي يتضمن المعرفة بالغيب واسرار التحكم بالعالم وسيرورته والتحولات الأعجازية التي تمثل المعرفة العلمية والمخترعات احدى تجلياتها في العالم...مما يجعل الرسالة الأسلامية في السياق نفسه الذي تأسست عليه فكرة رقيم القدر...ويقينا ان تأكيد الاشوريين منذ عهد آشورناصربال الثاني على مكانة نينورتا وتصويرهم له في مطاردة للأنزو الذي يتلقى ضرباته هاربا تأكيد على تقديس الآشوريين للقوة واعتناقهم دينها..إلا ان مايثير الأهتمام بشخصية نينورتا انه يجمع بين نقيضين ضديين مهمين اسسا للوعي العربي ولطبيعة الأدراك المجازي للعالم وهما الخصوبة والموت. وتقابل اينانا-عشتار نينورتا لأنها تجمع في الوهيتها بين الخصوبة والحرب..وتلكم فكرة تتكرر في الوعي العربي بل وفي الشعر العربي ايضا وتميزه عن النتاج الشعري العالمي بأسره...فحيث تنتهي الحرب تبدأ الخصوبة وتعطي الأرض حليبها وعسلها وقمحها وحيث تبدأ الحرب يحل الجدب ويستبدل العسل والحليب دما ودمارا لاينتهي الا بالنصر...مما يجعل الحرب والخصوبة..الموت والحياة ضروريان حضاريان يوازيان الموت الطبيعي والخصوبة الطبيعية..وفي الحالتين تعتمد صيرورة الحياة على القدرة والحكمة لهذا نلاحظ في الأسطورة ان العتمة طغت على موطن الآلهة عندما فقدت رقيم القدر وان الأنزو الشرير اكتسب تألقا إلاهيا (ميلامو) بحيازته الموقتة على رقيم القدر...

نخلص من هذه المراجعة الى مثلث الحكمة والخصوبة والحرب وان الأقانيم الثلاثة هذه يرتبط احدها بالآخر فالخصوبة ترتكز على الحرب والحرب ترتكز على الحكمة..وتكون حربا عادلة في المصطلح السياسي الحديث عندما تكون مشروعة..اما مشروعيتها فتتأسس على فكرة الحق والعدل..وعلى نبذ العدوان والظلم..ونلاحظ ايضا ان اسطورة الخلق البابلية تؤكد على الصراع بين الفوضى ممثلة بتيامات والنظام الخلاق ممثلا بمردوخ...

والآن لنتابع التجليات التاريخية لهذه الأفكار منذ الغزوات الكلاسيكية لوادي الرافدين وحتى الأحتلال الأمريكي الغاشم على صروحنا مما يميط اللثام عن الدوافع وراء محاولة محو الذاكرة العراقية والسطو على تاريخ العراق وانتهاب ارضه واستباحة دماء ابنائه وثرواتهم! ولاغرابة ان تتماثل اهداف الغزاة عبر التاريخ فثروات بلاد الرافدين وخصوبتها وملائمتها لبناء المدنيات المزدهرة كانت ومازالت سببا في إثارة اطماع الغزاة وحقدهم وحروبهم ضد العراقيين..وقد صاحبت اول غزوة للعراق بداية انهيار اول امبراطورية في التاريخ هي امبراطورية أكد في العقود الأخيرة للألف الثالث ق.م. (2150) حيث داهمت قبائل الكوتيين المتخلفة اوما السومرية. الا ان تاثيرهذه القبائل كان موقتا ومحدودا اذ لم يؤثرعنهم اي نص مدون وكل مانعرفه عنهم انهم قبائل تقطن جبال زاكروس وان سلالة كيش وتطور قوة اور الثالثة اديا الى اختفائهم من الحواضر السومرية...وما اقرب تاريخ 2003 ق.م. عندما هاجم العيلاميون اور ودمروها ونهبوا ثرواتها الى سنة 2003 ب. م. عندما غزا الأمريكان تحالفهم قبائل الجبال البدائية صروح الحضارة في العراق الحديث...ثم تلا الغزو العيلامي لبابل الغزو الحيثي عام 1590 ق.م. وتدميرهم لبابل ونهب تمثال الإله مردوخ ونقله الى عاصمتهم حاتوشا...ثم اعقب الغزو الحيثي سيطرة الكاشيين الوافدين من الجبال الشرقية على وادي الرافدين وهم اقوام تعتمد الخيول والعربات في حروبها فأ سسوا سلالة حاكمة في بابل ثم بنوا عاصمة اخرى لهم في دور كاليكالزو غربي بغداد واستمرت مملكتهم حتى دمرها الملك الآشوري توكالتي نينورتا الأول..غير ان الكاشيين لم يكونوا متحضرين مما جعلهم كالمغول من بعدهم يتخذون حضارة العراق حضارة لهم ولغة العراقيين ودينهم لغة ودينا لهم فعمدواالى اعادة تمثال مردوخ من حاتوشا بعد 24 سنة من نقله اليها...ولم يتركوا في نصوصهم سوى 300 مفردة كاشية وردت في الكتابات المسمارية..تلت تلك الفترة مرحلة ازدهار الحضارة الآشورية على مدى الف سنة من الأنتصارات المتصلة إلا ان هذه الحضارة الجبارة سقطت هي الأخرى بسبب تحالف دولي ضم العيلاميين والسكيثيين والبابليين بقيادة قائد آشوري منشق هو نبوبلاصر والد نبوخذنصر..وفي عام 566 غزا قورش الأول بابل واطلق سراح اليهود من الأسر البابلي..واستمر حال العراق محتلا حتى الغزو المقدوني الأسكندري عام 331 ق.م. وتولي الدولة الساسانية مقاليد السلطة في العراق على العهد الساساني عام 224 م. وهو حكم الدويلات العربية التابعة في الحيرة وتدمر لحين الفتح الأسلامي للعراق عام 632 م. وانتشار الأسلام في آسيا وافريقيا واقاليم واسعة في اوربا...غير ان الغزو الأجنبي سرعان ما تجدد في الغزو المغولي لدار الأسلام عام 1258 م. فالغزو الصفوي عام 1502 م. والعثماني عام 1535 م. ثم غزوة شاه عباس قصيرة الأجل عام 1638 م. فأعادة الأحتلال العثماني اثر طرد مراد الرابع الفرس من بغداد.. فالأحتلال البريطاني لبغداد عام 1917 م..وأخيرا الأحتلال الظلامي للعراق من قبل تحالف جمع قوى الشر الصهيونية – الأمريكية تدعمها فلول القبائل الآرية القاطنة في الجبال...

والنتيجة الواضحة لهذا الأستعراض الوجيز لتاريخ العدوان على العراق أن ثمة عامل اجنبي يتكرر عبر التاريخ ويعاود ظهوره العسكري العدواني ضد العراقيين وأن هذا العدو لم يتغير من حيث الدوافع والأهداف والتكوين العنصري والسمات الخلقية..ففي حالات الغزو كلها نلاحظ ان العدو بدائي..شرير ويفتقر الى مرتكزات التمدن والتحضر فهو اما بدائي او متبدي يفد من الجبال او من بلدان بعيدة عن العراق وهو من يبدأ العدوان في معظم الحالات ان لم اقل كلها...ونلاحظ ايضا ان العراق يمثل في تاريخه الحضاري الخصوبة والأستقرار والتمدن..ففيه اولى المدنيات و المدن واولى الأبجديات والمخترعات والأمبراطوريات...وفيه بدأ التشريع والكتابة والتكنولوجيا والملاحم والأسطورة والنبوة والفن...بينما تفتقر الأقوام الغازية الى التمدن كما أن لا حظ لها في علم اواختراع او نتاج فني أوادبي..وكل ماتعرفه العدوان والطمع...على غرار يماثل رموز الشر في الميثولوجيا الرافدية متمثلة بتيامات وطائر الأنزو...وهي قوى شريرة تلجأ الى الغدر والخبث والسرقة وانتحال ماهو ليس لها...ومن هنا نتفهم بوضوح اسباب ودوافع نهب ثروات العراق وفرض الحصار على العراقيين انتهاءا بتدمير موروثهم الحضاري وتخريب مدنهم واستهداف ابرز رموز تمدنهم متمثلة بالسيادة والجيش وصروح الأسلاف المحفوظة في المتاحف والمخطوطات والعمائر في بابل ونينوى وكالخو بل بلغ الحد بخصوم العراق استخدام ادوات الأعلام الحديثة لتشويه التاريخ العراقي باعتباره تاريخا للأقوام الغازية وليس تاريخا للعراقيين...واعتبار جوديا وشولكي والملوك الساميين في أكد وبابل ملوكا آريين..ثم جعل الكوتيين كردا حكموا العراق واسسوا اسرا حاكمة فيه تجاوزا لكل وثائق التاريخ ومدواناته على الصخر وواجهات المعابد والقصور..فما اوسع واقسى الغزو الأخير للعراق! غزو يستهدف الذاكرة الحضارية والتاريخ، غزو نصب على زعامة العراق حاكما آريا عمدت قواته من البيشمركة الى قتل 60 الف جندي عراقي في السبعينيات وتسعى اقوامه حاليا في أكل رأس العراق في صروح العواصم الآشورية في اربيل وكركوك وسهل نوزي في ديالى ومناطق اخرى بذرائع صهيونية واهية كالديموقراطية وحرية التعبيراللتان لاتفضيان في جوهرهما وتطبيقهما الا الى خراب البلاد وهلاك العباد وهدر حقوق الأكثريات ثم على الصعيد الأجتماعي نشر الأنحراف والتخنث واعطاء الكلاب حقوقا مساوية للبشر بل تفوق عليها...

وما ضرب السنة في العراق الا نتيجة لعملية تحليل عميقة لتاريخ الدولة والقوة في العراق مما جعل الغرب يفكر بترجيح كفة الآريين والمنضوين تحت ارادتهم على كفة العرب السنة الأقدر في بناء الدولة وأدامتها وصون سيادتها ثم بناء القوة الضرورية لأستمرار التاريخ الرافدي بمعانيه الرجولية...فالغرب يشجع على مشاركة الأناث في السلطة ويشجع على المثلية والأنحراف الجنسي وزواج الأناث بالأناث والذكور بالذكور وتشويه الطبيعة في خلق الأنسان...والغرب يدرك اهمية الثقافة القومية والوطنية في قوة الدولة وديمومتها...لذا كان غزو العراق يهدف الى تحطيم الرجولة وتخنيث الأمة. ولا عجب ولكن كيف يتم ذلك؟

الأخصاء الحضاري:

لابد هنا من الرجوع الى المعاني التي ينطوي عليها التقابل الضدي في الإله نينورتا...المتمثلة بتلاحم صفتي الحرب والخصوبة وترابط السمات ذات الصلة بالحرب بالسمات ذات الصلة بالخصوبة..اي القتال والرجولة ومعهما التوسع في المكان وصولا الى القدرة المطلقة وعمارة الأرض...وفي متابعتنا للغزو بدءا بالحصار الأقتصادي وما اعتمدته سلطة الغزو من خطوات كتسريح الجيش العراقي وتحكيم اعداء العراق بمقادير العراقيين ورهن سيادة العراق وضرب رموزهم الحضارية ومواصلة الحصار عليهم حتى هذه اللحظة بحرمانهم من اسباب الحياة والخصوبة والقوة...يؤكد ماذهبنا اليه..وهو بكلمة واحدة اخصاء الذات العراقية حضاريا وبيولوجيا وسلب الرجل رجولته والأنثى انوثتها.. وسلب الحياة حيويتها...ولكي يتحقق ذلك في العراق لابد من استهداف عوامل الحياة الأساسية المتمثلة بالمرأة والنخلة والأرض...ونحن نأسى لأننا اينما تنقلنا في العراق نقف في انبهات وحيرة خرساء ازاء الخراب والدمار اللذان تسبب بهما العدوان منذ سنوات الحصار العجاف وحتى لحظة كتابة هذه السطور..مما يدعونا الى الأقتناع الراسخ ان الهدف لم يكن الزعامة العراقية وحدها بل مشروعها النهضوي والشعب العراقي بأسره ربما باستثناء اقليات رأى الغرب ضرورة الحفاظ عليها في معسكره لخدمة اهدافه العدوانية والتخريبية في ارض الرافدين...

ومما لاشك فيه ان الأخصاء ليس عملية بيولوجية فحسب بل احدى وسائل الحرب الحديثة وهي حرب تعتمد اساليب خبيثة غير منظورة في اغلب الحالات لتدمير الأمم وتسخيرها في تحقيق اهداف العدو الخارجي المتمثل حاليا بالتحالف الأيفانجيلي الجديد بين الصهيونية والصليبيين من فرسان المعبد...والأخصاء، كالأنمساخ، يتخذ شكلين معنوي ومادي..وتزخر الأدبيات التاريخية برويات الأخصاء منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث..والأخصاء الذي تتحدث عنه الروايات هو اخصاء بيولوجي يتم بقطع الذكر او سحق الخصية وماالى ذلك من طرائق..وكان الخصيان يوظفون في اعمال خدمية مختلفة في الدولة والبلاط ومنهم من يحافظ على قوته الجسدية فيستخدم في الحراسة والقتال ومنهم من تنعدم غريزة الذكورة لديه تماما فيتخذ وظائف الأنثى فيعمل نديما وغلاما ووصيفا وقائما على احتياجات الحريم...ولعل كثرة اسم غلام في اللغة الفارسية يميط اللثام عن قدم هذه المؤسسة في بلاد فارس وتأصلها هناك بحيث انعكست في الشعر الفارسي من خلال الغزل بالمذكرالمؤنث في حقيقته...والفرس اول من استخدم الخصيان في الحراسة لتتطور وظيفتهم فيما بعد الى مخانيث ومحاضي حتى انتقلت كلمة "لالا" التي تعني وردة وأمرأة لتطلق على الغلمان من الخصيان في البلاط الفارسي..وانتقلت العدوى الى البلاط العباسي حتى اصبحت حيازة الغلمان والغزل بالمذكر خاصية من خواص الشعر العباسي فارسي المنشأ كشعر الموالي والمولدين من امثال مطيع بن اياس وابي نواس وابي الشمقمق...وفي البلاط العثماني حيث ابتكر حزام العفة عمد الترك الى اتخاذ الخصيان من الزنج والصقالبة لأغراض الخدمة في البلاط والأشراف على الحريم او السراي العثماني..ومنهم من وظف لأغراض الحراسة والبريد وما الى ذلك من مهام دونية..ويعتمد السلاطين على الخصيان في نقل المعلومات عن الحريم ومراقبتهن في اثناء غيابهم في الحرب..فالخصي بحكم انعدام ذكورته يصبح خنيثا لايرفع عينه لينظر في عين سيده ويمكن قتله ان خان او حسب مزاج سيده. وغالبا ما يكتسب الخصي صفات الأنثى وكثير من صفاتها ربما بأستثناء ركون الخصي الى السكون وقلة اثارته العصبية...وكلمة خصي تعني في اصولها اللاتينية ملازم السرير...بما يجعل هذه الفئة من البشر في ادنى دركات سلم الموجودات...وكان الآشوريون تحديدا يلجؤون الى إخصاء خصومهم بهدف الغاء رجولتهم واذلالهم تماما..وهم يلجأون الى هذا الأجراء في حال رفض العدو دفع الأتاوة والرضوخ لإرادة الملك الآشوري...وهو نموذج يتكرر في الحضارات القديمة كلها مما يجعل الرضوخ لإرادة الآخر معادلا للأخصاء..بمعنى ان الرضوخ لإرادة العدو هو الأخصاء المعنوي ورفض هذا الرضوخ بالمعنى نفسه يعني الأخصاء البيولوجي..وكلاهما اذلال..لأن الخصي في الحالتين سيفقد ارادة القتال...وهذا ينطبق على رضوخ جيحو ملك اليهود للملك الآشوري شلمنصر الثالث وتقبيله الأرض بين قدميه...نخلص من ذلك الى ان الأخصاء المعنوي يعني فيما يعنيه فقد الرجولة معنويا بالرضوخ لإرادة الخصم او التخلي عن القوة وهجر اسبابها...وهذا يأخذنا بدوره الى الحملة الصهيونية الأمريكية لأخصاء العراقيين وانهاء حريتهم واستقلالهم..

فمن الناحية البيولوجية ذهب العدو حدودا تجاوزت الأخصاء، الذي يحافظ على حياة الخصي، الى قتل العراقيين بمئات الآلاف بالأسلحة المحرمة وعن طريق الحصاروتعطيل اسباب الحياة الكريمة بسلب ثرواتهم وتخريب ارضهم واهلاك الحرث والنسل فيها على مدى عقدين من الزمن..فقد ازداد ت اعداد الأرامل في العراق الى مايقارب المليون ونصف المليون ارملة، وصاحب الترمل زيادة غير مسبوقة بوفيات الأطفال والولادات المشوهة الناجمة عن استخدام الأمريكان لليورانيوم والفسفور الأبيض واسلحة اخرى محرمة دوليا ابسطها بالمقارنة القنابل العنقودية التي تركت اعدادا هائلة من المعوقين والمبترين وفاقدي الأعضاء..اضف الى ذلك تراجع نسبة الزواج بسبب الفقر والقتل وما ترتب على اوضاع العراق المضطربة من انعدام الأمن وتردي الصحة العامة والخدمات وتنامي معدلات البطالة والغلاء الناجم عن تعطيل المؤسسات الأجتماعية والحكومية وتخريب المصانع ومؤسسات الدولة بعيد العدوان...وبدلا من تنامي السكان في العراق كونه بلدا غنيا، ازدادت معدلات الهجرة على نحو لوغارتمي شمل الأختصاصات النادرة كالأطباء والمهندسين والتدريسيين من ذوي الكفاءات والعاملين المهرة في ادارة الخدمات في الصناعة ومؤسسات الدولة مما ادى بدوره الى انتشار الأوبئة والأمراض وانعدام الخدمات البلدية والصحية مما حول المدن الى ادغال من المزابل والفضلات وخلط مياه دجلة والفرات بمياه المجاري الآسنة...

ووراء ذلك كله كان الغرب يمنع المزارع العراقي من استعمال بذوره كما درج على ذلك اسلافه السومرين والأكديين منذ آلاف السنين واستخدام بذور معدلة جينيا تتسبب في امراض غريبة على العراق..فيما تعمدت سلطات الإحتلال اتلاف النخيل..بطرائق ماكرة بدأت بدعم تركيا في بناء شبكة سدود عملاقة في الثمانينيات من القرن الماضي كسد اتاتورك - ادت الى انخفاض مناسيب المياه وزيادة الأراضي البور وارتفاع نسبة الملوحة مما ادى الى تناقص الأخذ الجوفي للنباتات في العراق وأتلف زراعة الرز على نحو يماثل قيام الغرب باتلاف زراعة القطن في مصر واوزبكستان..كما تمتنع سلطات الأحتلال من استخدام طائرات الهليكوبتر في مكافحة حشرة الدباس المدمرة للنخيل في موسم انتشارها وبدلا من ذلك كانت طائراته تنشر موادا كيمياوية سامة تقتل النخيل مما ادى الى موت 70 % من نخيل العراق...بل ان اختيار موقع السدود العراقية لم يخل هو الآخر من تأثير عوامل اجنبية صهيونية وغربية ادت وتؤدي الى الأضرار بعرب العراق..وعمل الغرب على حجب خبراته في تأسيس مزارع الألبان في السبعينيات مما ادى الى اصابة الأبقار المستوردة بالأمراض وموتها فلم يبق سوى مزرعة البان واحدة في ابي غريب تدهورت هي الأخرى بعيد الأحتلال علما ان انفاق العراق على مزارع الألبان تجاوز 15 مليار دولار لم تأت أكلها...بل خرابها وخرائبها على ابناء العراق. وكان استهداف النخلة في العراق يجري على نحو مواز لأستهداف الأرض والمرأة..فقد عزم العدو الصهيوني الغاشم الى تحويل العراق الى كوتونات ضعيفة تشبه دويلات الخليج من حيث اعتمادها على مصدر واحد هو النفط وجعل الأرض صحراء قاحلة..فلم تعد دموع تيامات تنهمر بغزارة لأرواء ابنائها وبناتها ونخيلها في ارض الحضارات ومهد الرسالات...بل تحولت ملحا ودما وخرائب كالحة...وهنا تبرز ضرورةالأشارة الى البعد الجدودي المتأصل في الذات العراقية من خلال التقابل الضدي بين نينورتا من جهة والأنزو من جهة ثانية كون الأخير مولود من المياه المالحة في جبال العراق في حين تحيط المياه النقية عرش انليل وتغذي نينورتا في سهول عدن وحدائق بابل وقناة الوفرة في كالخوالمنتصرة وانعكاس الصورة تماما في الوقت الحاضر..بما يؤكد النوايا المبيتة للعدو الصهيوني وحقيقة تحركه في سياق تاريخ طويل من الصراع بين العراق واسرائيل من جانب وبين العراق والآريين من جانب آخر...

لقد مارس العدو كل تخريب ممكن للحيلولة دون نهوض العراق التاريخي مدركا ان الأسلام يعزز ولايوهن الروح القتالية للعرب...وذلك يفسر تسريح الجيش العراقي وتفكيك مؤسسات الدولة الشرعية بل ومنع العراقيين من وضع مناهجهم الدراسية وسن قوانينهم التأسيسية..فكانت الخطوة الأولىبعد احتلال بغداد حرق كتب التربية الوطنية ووضع دستور صهيوني اذلالي يحول دون السيادة وييسر لأعداء العراق الأستيلاء على ثرواته بدءا بالنفط فالآثار وانتهاءا باليورانيوم (الذي بيع لشركات صهيونية في كندا ) ثم مصادرةالأرض...ويعرف العراقيين جميعا ماتركه تراث الحصار من خرائب اجتماعية وموت ومزابل...ففي الوقت االذي لم يكن العراقي فيه يجد قوت يومه ويضطر الى تناول الأعلاف من كل نوع، كانت موانع الحمل والمخدرات ووسائل الأباحة توزع مجانا او بأسعار زهيدة في حين يفتح فيه الأطفال صيدليات من السموم على ارصفة الأسواق التي قد تختلط بضاعتها السالفة او التالفة بدماء الأطفال والنساء في اية لحظة..كل ذلك في سياق تجارة الذعر الصهيوامريكية...ولايعرف احد كيف انتقل الكما من الحضر وصلاح الدين الى مائدة بيريز ونتنياهو وليبرمان في اسرائيل التي بدأ يهودها لايستسيغون غير لحوم الأغنام العراقية وحلاوة المن والسلوى يرسلها لهم احفاد احلافهم الآريين من جبال العراق بعد اكثر من الفي سنة على السبي البابلي! فهل انبعث الأنزو ام مات نينورتا..ومتى يستيقظ تموز من هذا الكابوس المزعج؟

حلم تموز:

يبدأ حلم تموز بنداء الأستغاثة ودعوة الكائنات الأضعف في الكون الى البكاء والعويل: " أرتدي ايها الريف ثوب الحزن..أحزن ايها الريف! وأنت يا أهوار اصرخي بصوت مرتفع..وانت ياسراطين النهر وضفادعه انتحبي!" ثم يردد كمن يغرق من بئر الكابوس :"ان لم تعلم امي بموتي تقدر انت ايها الريف ان تخبرها بذلك...تقدرأنت ان تبلغ تلك التي حملتني ومثل شقيقتي الصغيرة تبكي من اجلي.." ثم يوجه الخطاب الى ضمير غائب:" اجلبوا لي شقيقتي اجلبوها اجلبوها اجلبوها لي! اجلبوا لي كيشتينانا، اجلبولي شقيقتي..واجلبوا لي كاتبي الضليع بتدوين الرقم الطينية والمغني الخبير بالأغاني..اجلبوا مغنيّ! وشقيقتي فائقة الذكاء..المراة الحكيمة التي تعرف تأويل الأحلام..لأروي حلمي لها". ولربما يتسائل القاريء مالعلاقة بين هذا السرد واقدار الوطن؟

هنا لابد ان نتعرف على حلم تموز ونقرأ تأويل شقيقته...ثم نعرج على طبيعة الموت العراقي والأنبعاث العنيف الذي سيعقبه:

"ياله من حلم ياشقيقتي..ياله من حلم! كان القصب ينهض من حولي وينمو وينمو امامي...فهزت قصبة منه رأسها نحوي..وكانت هناك قصبتين...أحداهما بعيدة عني (وكانها تنفصل عن جسدي). وكانت الأشجار الشاهقة في الغابة تتطاول ايضا وتتمتد فوقي وكان الماء ينسكب على موقدي المقدس وازيل الغطاء عن اناء (صميل) حليبي وانتزع كأسي المقدسة من الوتد الذي اعلقها فيه...واختفت عصاي التي ارعى بها غنمي..وسلب بوم خروفا من حضيرة غنمي...وامسك صقر بعصفور يقف على وشيعة قصبي..اما اجدائي فكانت تجرجر لحاها في التراب من اجلي..وكانت كبوشي تدك الأرض بارجلها القوية من اجلي..وكان اناء الحليب ملقى الى جانبهم..ولم يكن ثمة حليب مسكوب..وكانت اكواب الشرب ملقاة هنا وهناك..وتموز ميت والحضيرة مسكونة بالشياطين"...
فترد كيشتينانا على شقيقها ماولة حلمه: "ياشقيقي ان حلمك محزن فلا تواصل الحديث عنه! تموز القصب المتنامي نحوك هم قطاع طرق يلبدون لك في كمينهم. والقصبة المفردة التي هزت رأسها اليك هي امك التي حملتك تهز رأسها اليك.اما القصبتين اللتين انفصلت احداهما عنك فهما انا وأنت. واحداهما ستنفصل عنك. والأشجار العالية التي تنهض في مطاردتك رجال اشرار يمسكون بك داخل الأسوار..و الماء الذي يسكب على موقدك المقدس هو حضيرة الأغنام التي ستصبح دارا يسوده الصمت..وان كون صميل حليبك قد ازيل غطاؤه يعني ان رجلا شريرا سيثقبه من الداخل بيديه...ويعني سقوط الكأس المقدس التي تشرب فيه من مكانه انك سوف تسقط من حضن امك التي حملتك، ويعني اختفاء عصاك التي تعينك في الرعي ان الشياطين ستحرقها، والبوم الذي يسلب خروفا من حضيرة أغنامك هو رجل شرير سيصفعك على خدك. والصقر الذي يمسك بالعصفور على وشيعة القصب هو الشيطان الأكبر يهبط اليك...وكون صميل (اناء) الحليب ملقى على الأرض من دون ان يسكب منه مايحويه من الحليب والأ كواب مبعثرة الى جانبه..فيعني ان تموز ميت.. وتأويل حضيرة الغنم وقد سكنتها الشياطين، ان يديك ستوثقان وتكبل ذراعيك الأغلال..اما الأجداء التي تجرجر لحاها السوداء فوق الأرض من اجلك فيعني ان خصائل شعري ستلتف في الهواء مثل دوامات زوبعة جزعا عليك..ومعنى ان تضرب اكباشك الأرض بأطرافها القوية أني سوف اسحج وجهي بأظافري وكأني بها بأبر من خشب البقس تحفر وجنتاي".

ويتبع تفسيرشقيقة تموز حلم اخيها ان طلب منها ان يختبيء في الأعشاب..ولكن صديقا له وشى به...فطلب من اوتو زوج شقيقته ان ينقذه من المردة فينقذه ثلاث مرات حتى يعثر عليه الشياطين في آخر مرة فيوثقوه ويقتلوه...وفي سياق الحديث بين تموز وشقيقته يصف الراوي او الكاتب طبيعة هؤلاء الأعداء الذين يرومون قتل تموز ودوافعهم: "هؤلاء الذين جاءوا لأيذاء الملك مرتزقة اوغاد..لايعرفون طعاما او شرابا ولم يأكلوا طحينا منثورا ولم يشربوا ماء مسكوبا بأقداح..وهم لايقبلون هدايا بهيجة او يعرفون عناق زوجة او تقبيل اطفال اعزاء على القلب...هؤلاء لايمضغون الثوم حريف الطعم (المقصود التوابل عموما) ولايأكلون سمكا او لفتا..هؤلاء كالأ شواك الناتئة تنبت في مكان جفّت مياهه..أشواك مياه قذرة...يحملون هراوات تهشيم رؤوس يشدونها على خواصرهم..."

يؤكد حلم تموز التقابل الضدي بين الخير ورموزه ومجازاته الحيوانية والنباتية والشر ومجازاته في سياق استبطان جدودي يعكس الروح الفراتية: الصقر ازاء العصفور والبوم ازاء الخروف والشوك ازاء القصب، القبح أزاء الجمال،والحليب ازاء المياه القذرة.. التمدن وسماته ازاء البربرية وسماتها، وأخيرا الآلهة ازاء الشياطين. اعداء تموز مرتزقة اوغاد يجهلون اسباب التحضر والتمدن..ويفتقرون الى الأواصر الأجتماعية والأسرية ولايعرفون اخلاقا وذوقا ويتصفون بالخشونة والتعطش للدماء..وهم بحكم الأشارة الى كونهم قدموا من اماكن جافة يبست مياهها الوسخة لانهر فيها كونهم لايأكلون سمكا ولفتا ولايعرفون فن الطعام والشراب بأواني اواقداح ولا نظام اسري لهم..لابد ان يكونوا اقواما تقيم في الجبال ويكون الأنزو رمزا لهم كونهم اشرار يحملون هراوات يهشمون بها الرؤوس...بينما تزخر في مقابل ذلك الأشارات الى جنة عدن في جنوبي العراق في نص تموز فهنالك السرطانات النهرية والأهوار.. القصب ونقيق الضفادع..ريف سومر القديمة وخمرها واشعارها... وحلم تموز يتحقق على الرغم من الجهود الهائلة لتفادي الموت وعلى الرغم من تدخل الآلهة ودموع كيشتينانا شقيقته ومحاولات انانا خليلته وزوجته لتفادي المصير المحتوم...ولكن الموت الذي ورد في رقيم القدر لايمكن تفاديه الا بالتضحية التي جاءت من كيشتينانا..فبعد موت تموز ونزوله الى العالم السفلي تبعته شقيقته هناك وترتب عليها ان تقاسمه الموت والحياة مناصفة...تماما كالحياة والموت اللذان يشطران السنة الى نصفين..فمرة يغادر الموت لأنبات الحياة ثم يعود اليه ليمضي نصف سنة وتناوبه شقيقته دورات الموت والحياة...وتتكرر في اسطورة تموز مقارنة الخصوبة في النبات والبشر بشجرة الحياة التي ليست سوى النخلة نفسها.ويفسر اقتحام الشياطين والمردة لحضيرة اغنام تموز وتحطيمهم لمقتنياته وتكبيل تموز ثم قتله، بانتصار قوى الشر على قوى الخير...مما صبغ الروح العراقية بعتمة الحزن عبر القرون..وانعكس في النتاج الأدبي العراقي حتى هذه اللحظة...فالعراقيون لاتنفك دموعهم عن الأنهمار..بل ان نهرا دجلة والفرات ليسا سوى دموع تيامات تنهمر منذ الأزل...ولكن التأسيس للحزن في تموز ينطوي على التأسيس للأمل أيضا: فتموز يعيش من خلال كيشتينانا وكيشتينانا تعيش من خلال تموز...وفي تناوبهما الحياة اعلان عن موت الأنزوالمتكرر واسترداد لرقيم القدر...

وهنا تبدو اسطورة تموز مرآة لما يحدث في العراق فقد داهمت قوى الشر مراكز التمدن في العراق ودمرتها مجددا..وأضعفت العراق واعادته الى الظلامية والجهل (لأن بهاء الرقيم لايعدو ان يكون سوى تألق المعرفة والقوة تحت مظلة المشروعية)..وفي كل مرة تحدث نهضة بمجيء سلالة حاكمة قوية أو نبوة او قائد عسكري فذ أو نهضة قومية وطنية حضارية تعيد للعراق سيادته ووحدته وخصبه..وتعيد رقيم القدر لأصحابه الشرعيين احفاد تموز ومردوخ ونينورتا، تعمد قوى الشر نفسها الى العدوان العسكري المسلح فاقد المشروعية على العراق فتسلبه مقومات الحياة وتفرض على ابنائه العبودية والحرمان..ويقينا فأن المتغير الوحيد يكمن في اساليب الحرب وفي الأقنعة التي يستبدلها الأنزو عبر الزمان والمكان..وشعوب عيلام ودويلات المدن العبرية وناعيري وحالولا وقرقر وسوسة ومجيدووميديا وكريميا وجوديا والأقوام في جبال زاكروس وامتداداتهم في الغرب من الشعوب الآرية اوالهندواوربية التي لاتثق بالجزريين (الشعوب المتأصلة في جزيرة العرب) أكانواعراقيين في ارض السواد ام عربا من ابناء الصحراء.. هم انفسهم من يتآمر اليوم على وحدة العراق وسيادته ويسرق ثرواته ويسطو على تاريخه...ويسلب العراقيين والعرب امنهم وحريتهم وثروتهم..ولعل الغزو الأخير للعراق هو الصفحة الأسوء في التاريخ الرافدي اذ يتكرر قتل تموز ويفقد مردوخ تألقه ويكاد نينورتا (العسكرية العراقية) هو الآخر يضيع في فوضى التآمر والغدر والعدوان.

الغزو الصهيوني – الأمريكي وانبعاث الأنزو:

لقد عمق الغرب بطريق الدعاية والأعلام التوحيد بين النظام السياسي في العراق والشعب العراقي على نحو اخفى الأهداف الخبيثة في هذا التوحيد..فكان العراقيون كلهم يتحملون نتائج الحروب التي دفعت اليها الزعامة العراقية بسبب اسناد قراراتها في حروب مدمرة على اساس توقعات ايجابية دفع الغرب القيادة في العراق الى اتخاذها اهدافا لسياسته...وكان اسلوب الغرب اقرب الى الخداع الستراتيجي الذي يعتمد الأيحاء...بينما كانت عصابات آرية تتغلغل في قلب الدولة فتسرق وتقتل وتضع الحكومة العراقية في موضع القاتل الوحيد..بما وضع مشروعيتها في وضع قلق..ودعى كثير من الناس الى التشكيك باهدافها القومية والنهضوية...واللعبة في جوهرها ترتكز على خلخلة الأسس التي تعتمدها الحكومة العراقية في سيادتها والحفاظ على هذه السيادة..فكانت الحرب العراقية – الأيرانية المنفذ الأول لتدخل القوى الأقليمية والعالمية بطريق ادارة الحرب عن بعد والعمل على التأثير بنتائجها ليس لصالح العراق بل لبناء وهم القوة وضربها مجددا...وكان الحصار والقتل والحرمان وضرب سيادة العراق نتائج شارك الغرب في احتباكها..لمصادرة سيادة العراق وتأمينه ستراتيجيا واقتصاديا لصالح الغرب..فالحرب الحقيقية لم تكن بين العراق وأيران اطلاقا بل كانت حربا بين الغرب من جهة والعراق وايران من جهة اخرى وهي اقرب الى حروب المفاهيم والمدركات الحسية منها الى المكائن وادوات القتل الجسدي...وليس امرا منفصلا عن هذا الأئتمار الخبيث ان نرى حضارة العراق هي الأخرى تتعرض للتهميش والتزوير. وجانب كبير من اراضي الأمبراطوريات الكلاسيكية وآخرها العربية يتعرض للأستباحة..بمعنى ان الأنزو متمثلا بالغرب قد عاد مجددا الى الحياة وسرق من العراقيين رقيم قدرهم : سيادتهم على ارضهم ومشروعية حكمهم لها وادارة مستقبلهم بأنفسهم...أن الأمم التي تفقد قلبها وعقلها تتحول الى كيانات عمياء تشارك اعدائها في سلب سيادتها وتبديد ثرواتها و قتل ابنائها وفي ضميرها انها تخدمهم!

وفي مقارنتنا للعراق القديم نذهل إذ نرى أن الوعي السياسي لأسلافنا قد تحول الى لاوعي سياسي لدينا..وهذا تحول يدركه الغرب ويحتفل به لأنه يعرف ان عودة الوعي السياسي لدينا تعادل عودة الحضارة..ولعل ابرز ميزة للحضارة الرافدية الجمع بين القوة والسرعة والحكمة في شخصية الإله نينورتا...فبعد انتصاره على الأنزو اوالشر في قعر داره في الجبال، اطلعته الآلهة على اسرارها وجعلته حارسا على رقيم القدر وفنون الكتابة والقضاء التي يتضمنها رقيم القدر ويستمد تألقه منها..وسرعة نينورتا ليست مقصورة على سرعته في التغلب على الأنزو وقهره بل في سرعة تفكيره وقدرته على قراءة نوايا الخصم لأن معرفة نوايا الخصم هي مفتاح التغلب عليه وقهره.. ولهذا يتكرر اسم هذا الإله في نصوص الملوك التشريعية وفي وثائق البيع والشراء ومنح الملكيات ومصادرتها منذ اور الثالثة وحتى العصر الآشوري الحديث..ونجده اكثر حضورا في نصوص الملوك المقاتلين مثل توكولتي نينورتا الأول وآشورناصربال الثاني وشلمنصر الثالث وتيكلاثبليزر الثالث وسرجون وسنحاريب واسرحدون الذي يستخدم ختما اسطوانيا يحمل صورتي نينورتا وأدد اللذان يلهمانه في حروبه ويعينانه في احراز النصر..فنينورتا اذن هو المالك الإلهي للأرض وهو يمسك بمفاتيح المشروعية والسلطة الدستورية والقضاء..وقد خلف نينورتا وظيفته هذه لخليفته البابلي والآشوري نبوالذي يقرر اقدار دويلات المدن كلها من نيبور وحتى ايمار ويحتفظ بوثائق الدولة ودستورها في البيت العالي (بيت عالي) او مجلس ادارة الدولة في معبد نبو في بابل وآشور وكالخو...ويدرك الأمريكان والصهاينة عندما دخلوا العراق هذا المجد التاريخي كله وبالتفاصيل كلها...لذا فقد كانت اصعب مهمة تواجههم هي الماضي الحضاري للعراق..روح نينورتا مجسمة في وجوه العراقيين ومتاحفهم وفي جيشهم واطفالهم وفي نخيلهم..وفي المدن الشامخة الأقوى من التاريخ نفسه نينوى وبابل وكالخو ومدينة سرجون وآشور وأور واكد وشروباخ...الأرض التي تتنفس حضارة ومجد...ماذا يفعلون: كانوا يعرفون ان دخول العراق لايعني تغيير تاريخه لأن التاريخ لايتغيير..بل يمكن ان يزور..والأرض التي احتضنت القلاع الآشورية يمكن نزعها من العرب واعطائها للأقوام الآرية بذريعة الديموقراطية وحقوق الأقليات وجعلها قاعدة لهم في الوقت الذي يعملون فيه على تصفية العرب جسديا وتشتيتهم خارج العراق..ولكن كيف يمكن ذلك بدون تحطيم رقيم القدر..الدستور العراقي الذي يمنح المشروعية في السلطة لعرب العراق دون غيرهم..لذا كان اول شيء يقومون به هو تغيير الدستور ووضع دستور صهيوني يفكك ارض العراق الجدودية ويعطي جزءا من الممالك الآشورية العربية لأقوام من الجبال كانت قد إحتضنت الأنزوومابرحت موئلا للشر وخنجرا في قلب العراق يهدد سيادته وامنه ومستقبل اجياله...ولأن تغيير الدستور لايكفي وحده اذ لابد من ابعاد العراقيين والنأي بهم عن مسقبلهم وارضهم وثرواتهم بل وقدرهم، جاءوا بحاكم عسكري واعطوه صلاحية اصدار قوانين تعرف بقوانين بريمر المائة...وهي اوامر لها قوة احكام دستورية احدثت خرابا هائلا في العراق اذ تتحكم بكل نواحي الحياة الأقتصادية والتشريعية فالقرار او الأمر رقم 39 وحده حول العراق من اقتصاد مركزي الى اقتصاد حر تتحكم به ارادات اجنبية...وكانت القرارات التي اصدرها بريمر تصاغ في تل ابيب وتنص على انهاء الجيش العراقي واستباحة ارض العراق ووضع العراقيين بين جائع لايجد قوت يومه وسجين لايعرف متى ينفذ فيه حكم الأعدام..اليس القانون الذي يصمم حياة الناس هو عينه رقيم القدر..ولكن عندما تكون القدرة على التشريع بيد الأنزو، لانتوقع خيرا..ويقينا فان اوامر بريمر المائة غير قانونية وغير شرعية وتفتقر الى اي اساس اخلاقي...انه الأنزو وقد انبعث الى الحياة وسرق رقيم القدر ويترتب علينا بعث نينورتا باسلحته كلها ليس لأسترداد رقيم القدر فحسب بل لقتل الأنزو والأجهاز عليه مرة والى الأبد...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جاء في إنجيل متى [19 : 3 ] قول المسيح :

(( لانه يوجد خصيان ولدوا هكذا من بطون امهاتهم.ويوجد خصيان خصاهم الناس.ويوجد خصيان خصوا انفسهم لاجل ملكوت السموات.من استطاع ان يقبل فليقبل. ))

ومن يضحى بهذا العضو من أجل ملكوت السموات ما يمنعه ان يضحى بيديه اذا سرق أموال الناس يا أولاد الافاعى......

و إليك النص التالى الوارد فى إنجيل متى والذي يدعو من لا يؤمن بالاتتحار [ متى 18 : 6 ] :

(( ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر.))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظروف حياة المجتمع المادية
رأينا في القسم الثالث من هذا الكتاب ما هي نتائج النزعة المادية الجدلية إذا ما طبقناها على تاريخ المجتمعات و درسنا كيف تعكس حياة المجتمع الروحية ظروف حياته المادية.
ولكن هناك سؤال يعرض لنا وهو: ماذا يجب أن نفهم، حسب نظرة النزعة المادية التاريخية، من "ظروف حياة المجتمع المادية" أن الظروف المادية أي الظروف الموجودة مستقلة عن إرادة الناس التي توفرها لنمو المجتمع، متعددة ومتفاعلة.
فما هي، بين ظروف حياة المجتمع المادية، القوة الرئيسية التي تحدد وجه المجتمع وطابع نظامه الاجتماعي، وتطور المجتمع من نظام إلى نظام آخر
[1]؟
ادعى البعض أن هذه القوة الرئيسية هي البيئة الجغرافية، وقال آخرون أنها ازدياد السكان. فهي أما أن تكون القضاء المحتوم الناتج عن ازدياد السكان.
فليس أمام المجتمع، كي يعيش سوى حلين عند الحاجة:
أما أن يغير الأرض، كما تفعل القبائل الرحل فتغزو أراضي جديدة، وأما أن يقلل من عدد سكانه، مستخدما الخصي EUGENIME كما كان يفعل الإسبارطيون القدماء1 وأما باهلاك الأفواه التي لا فائدة منها كالعجز والمقعدين والمرضى والمجانين، كما كانت تفعل بعض القبائل البدائية.
وتجمع حرب الغزو والأفناء الجماعي للسكان بين هذين الحلين. فلقد كان الخصي وإفناء المعتوهين يصحبان عند الهتلريين، نظريا وعملياً، عقيدة "المجال الحيوي"
تزدهر نفس النظريات البربرية الآن في أمريكا 2 وتنحط هذه النظريات بالإنسان إلى مرتبة الحيوان، إذ حينما يعيش نوع حيواني على أرض ذات مساحة معينة ولها إمكانيات غذائية معينة، تنشأ "قوانين للإسكان" تسمح بالتنبؤ بتغيرات النوع. ويمكن لنقص الغذاء وضرورة استهلاك غذاء مختلف أن يؤديا إما لزوال النوع أو تحوله.
ولكن الإنسان يختلف عن الحيوان: فهو يعمل ويناضل ضد الطبيعة. ولا يجب أن ننسى الجدلية: فليس هناك الطبيعة من جهة والناس من جهة ثانية، الجغرافية من ناحية، والبيولوجيا من ناحية ثانية، فيؤثر كل منهما تأثيرا سيئاً.
يكذب هذه الفكرة التطبيق العملي للإنسانية التي حولت الأرض لخدمتها عبر آلاف السنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس الذكر كالأنثىي صعب في جميع الكائنات الحية التمييز بين الذكر و الأنثى بالشكل الظاهر، فغالباً ما تتشابه الذكور مع الإناث تشابها يكاد يكون تاماً بحيث لا يمكن التفريق بينها إلا عن طريق الفحص الدقيق، فيما عدا الإنسان إذ يختلف الذكر عن الأنثى في الشكل الظاهري اختلافاً كبيراً بحيث يتبين الإنسان الذكر و تعرف الأنثى من النظرة العابرة السريعة.. و لا يختلف الرجل عن المرأة في الشكل الخارجي فقط و لا في التركيب الداخلي علاوة على المظهر الخارجي فقط و إنما أثبتت الدراسات العلمية اختلاف الرجل عن المرأة اختلافاً كبيراً في كل ناحية من النواحي و في مختلف المناشط و ذلك بالرغم من أن النطفة التي يتكون منها جنين الذكر تشابه و تماثل النطفة التي يتكون منها جنين الأنثى في سبعة و أربعين كروموزم أو صبغي و لا تختلف النطفتان إلا في كرومزوم واحد أو صبغية واحدة... هذا الجزء من ثمانية و أربعين جزءاً الذي يختلف فيه الذكر عن الأنثى يسبب اختلافاً كبيراً و شاسعاً و عميقاً بين الذكر و الأنثى في الشكل الظاهري و التركيب الداخلي و العوامل السيكولوجية. فلقد أثبت الدراسات التشريحية في علم وظائف الأعضاء التناسلية أنها لا تقتصر وظيفتها على التناسل و إنما هي تفرز افرازات خاصة بكل جنس و تؤثر تأثيراً مباشراً على كافة أوجه النشاط الفسيولوجي و الروحي، و لقد أثبتت التجارب العلمية أن إزالة الخصى من ذكور أي صنف من الكائنات الحية يقلل من نشاط الكائن و يزيل من صفاته كل ما يتميز به كذكر.. فالثور الذي يخصى تتولد فيه صفات البلادة بدل النشاط و الهدوء بدلاً من العنف و الاستكانة بدلاً من الوحشية، كما أثبتت أن المبيض للأنثى له أثر مماثل لتأثير الخصى في الذكر فإن إيقاف عمليه يغير من صفات الأنثى تغييراً كاملاً لتأثير فكلا الجهازين يؤثران تأثيرا مباشراً في حياة الغدد.. و أثبت العلم أن المبيض لا يعمل إلا خلال جزء من حياة الأنثى فإذا وصلت إلى سن اليأس بطل عمل المبيض بينما الخصية تظل عاملة إلى مدة طويلة.. و بذلك فإن المرأة تحرم من إفرازاتها قبل الرجل بمدة أطول و هذا من أوجه الاختلاف بين الذكر و الأنثى..و يزيد العلامة الدكتور الكسيس كاريل على ذلك إذ يقول ( و لا ترجع الفوارق القائمة بين الرجل و المرأة إلى اختلاف شكل الأعضاء التناسلية عند كل مهما كشكل الرحم و نمو الثديين و غير ذلك فحسب، وإنما ترجع إلى سبب أعمق كثيراً و هو غمر الكيان العضوي كله بمواد كيمائية تنتجها الغدد التناسلية التي تختلف طبيعتها و تركيبها و خواصها في الذكر عن الأنثى. والواقع أن المرأة تختلف عن الرجل جد الاختلاف، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها و هذا أيضاً شأن أجهزتها العضوية و على الأخص جهازها العصبي... و أن دور الرجل في علمية التكاثر دور قصير الأجل و محدود جداً بينما دور المرأة يطول إلى تسعة أشهر تخضع فيها المرأة إلى هذا الكائن الجيني فتظل حالتها الفسيولوجية دائمة التأثر به و الإناث لا تبلغ تمام نموها إلا بعد أن تحمل مرة أو أكثر فإذا لم تلد تصبح أقل اتزانا و أكثر عصبية ). و يقول الدكتور تيودر وايك ( لقد مارست التحليل النفسي خمساً و أربعين سنة و أظن أنني يمكنني أن أقرر فيم يختلف الرجل و النساء... إن عواطف الغيرة في المرأة أكبر مما هي في الرجل، و قد يعتقد البعض أن الغيرة قد لا تكون شيئاً هاماً بحيث يلتفت إليه، و لكن ثبت أن الغيرة تصحبها انفعالات قاسية و تغييرات نفسية و جسدية معاً مما يؤدي تأثيراً مباشراً على اتزان الفكر و دقة الحكم، و في حالة التكاثر يستمر الأمر بالنسبة للمرأة لمدة طويلة تبلغ تسعة أشهر في أثنائها تكون عواطفها موزعة بين جنينها و بين باقي الأفراد الذين تمارس معهم شؤون الحياة... كما اثبت التحليل النفسي أن الرجال أكثر استعداداً للاعتراف بالأخطاء من النساء... و الاعتراف بالخطأ له تأثيره الكبير في خطة العمل في الحياة. و لا يقتصر الاختلاف بين الذكر و الأنثى في ذلك فقط بل إنه يتعدى ذلك إلى السلوك في العمل فقد أثبتت التجربة لاسيما أخيراً بعد أن شاركت المرأة بنصيب كبير في العمل أن هناك من الأعمال ما تجيده المرأة عن الرجل خصوصاً تلك التي تحتاج إلى صبر ووقت طويل و هناك من الأعمال مالا تستطيع المرأة و إن قامت بها كان إنتاجها فيها أقل من الرجل.أما الشكل الخارجي فاعتقد أن المرأة تختلف فيه عن الرجل اختلافاً كبيراً ووضحاً و جلياً بالرغم من أن الأجهزة الظاهرة للرجل هي التي للأنثى. فأجهزة السمع و البصر و الأذن و اليد و الأرجل بالرغم من اتفاقها في الرجل مع الأنثى فما ابعد الفرق ظاهرياً بينهما.. بل و الشعر و طبيعته يختلفان في المرأة عن الرجل..و هكذا مهما توغلنا في البحث وجدنا الاختلاف الشديد بين الرجل و المرأة في الشكل الظاهري و التركيب الداخلي العملي و الطاقة الإنتاجية.. وكل ما وصل إليه العلم أخيراً في ذلك سبق به القرآن الكريم إذ تقول الآية الشريفة ( و ليس الذكر كالأنثى ) صدق الله العظيم سورة آل عمران : 36.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اسئلة واجوبة طبية متعلقة بالجنس والحياة الزوجية 4

س: هل للغذاء أو أنواع معينة من الفيتامينات أثر على نشاط الخصية؟ ج: إن الغذاء المتوازن الذي يحتوي على العناصر الرئيسية له أثر هام، فسوء التغذية قد يؤدي أحياناً إلى العقم. كما أنه ثبت بأن فيتامين أ، ي (A.E)، إذا استعمل لمدة طويلة قد يساعد على نشاط خلايا الخصية. س: ما هي الفحوصات التي تجرى عادة للزوج في حالات العقم؟ ج: تجرى تجارب مختلفة، أهمها: فحص السائل المنوي، وكذلك عمل تحليل وزراعة لإفرازات البروستاتا والنطفة في حالة وجود التهابات بالمني، كما تحدد نسبة الفراكتوز بالنطفة. فحص الزمرة الدموية. يجب أن يتم هذا الفحص قبل الزواج حتى لا يحدث المحذور بعد فوات الأوان. من المعروف بأن أنواع الزمر الدموية هي (O.AB.B.A). وقد وجد أن 85% من الكريات الدموية الحمراء تحتوي على مادة تسمى (RHESUS) (نسبة إلى نوع من القردة التي تسمى ريزوس واكتشفت هذه المادة فيها) وتسمى في هذه الحالة الزمرة التي تحوي ذلك العامل بالزمرة الموجبة، وتشكل هذه النسبة 85% من البشر. أما النسبة الباقية (15%) فإن دمها يخلو من عامل الريزوس وتسمى بالزمرة السالبة. فلو حدث وأن نقل دم من فصيلة (A+VE) مثلاً إلى شخص يحمل نفس الفصيلة ولكن يخلو دمه من عامل ريزوس (A-VE) فيحدث تحلل بالدم وقد يؤدي ذلك إلى الوفاة. نفس الشيء يحدث تقريباً أثناء الحمل. فمن المعروف أن الجنين يحمل صفات الوراثة من الأب والأم، فإن كان دم الأم لا يحتوي على عامل ريزوس (RH-VE) وكان الأب يحمل ذلك (RH+VE) فقد تتكون مضادات بعد تكوين الجنين تمر من الحبل السري إلى الجنين الذي يحمل عامل ريزوس من الأب، وقد يؤدي ذلك إلى موت الجنين نتيجة تحلل دمه، وبالتالي إلى الإجهاض. لذلك يجب أن يكون هناك توافق بين دم الزوج والزوجة سلباً أو إيجاباً. - فحص لدم للتأكد من خلو الزوج والزوجة من مرض الزهري أو أي مرض تناسلي. - فحص الهرمونات التي لها علاقة بعملية تكوين الحيوانات المنوية. - قد يلزم أحياناً بأخذ عينة من الخصية للتأكد من نشاط خلاياها. - فحص نوع الكروموسومات.س: إذا لم تظهر حوينات منوية في النطفة، هل تكون تلك حالة عقم مطلقة؟ أو يمكن معالجتها؟ ج: يجب أولاً البحث عن سبب هذه الظاهرة: إذا كانت الخصيتان ضامرتين ومتليفتين فلا أمل يرجى من العلاج. أما إذا كانت الخصيتان تبدوان سليمتين ظاهرياً بالكشف، فهناك عدة احتمالات: - قد تكون مجاري المني مقفلة أو غير متصلة بالخصية. - أو تكون الخصيتان معطلتين نتيجة أمراض أو إصابات سابقة. س: كيف يمكن معرفة أن خلايا الخصية في حالة جيدة؟ ج: وذلك بأخذ عينة من الخصية وعمل تحليل للأنسجة: فإذا ثبت أن الأنابيب التناسلية بالخصية تنتج حوينات منوية فمعنى ذلك أن الخصية سليمة والمشكلة في القنوات التي تنقل المني. لذا تجرى عملية جراحية لتوصيل الأنابيب، أو يمكن أخذ الحيوانات المنوية من البريخ أو من كيس صناعي يعمل بالبريخ لتجميع الحيوانات المنوية هناك حيث تجرى عملية تلقيح صناعي من هذه حيوانات. أما إذا كانت خلايا الخصية متليفة ولا تُنتج حوينات منوية فلا أمل يرجى من العلاج. س: هل توصل الطب إلى عمل زراعة للخصية كما هو الحال في زراعة الأعضاء الأخرى بالجسم؟ ج: لقد أجريت بعض العمليات لنقل الخصية من شخص لآخر، وقام فريق من الأطباء مؤخراً بنقل خصية من أخ إلى أخيه وكانت العملية ناجحة، إذ قامت الخصية المنقولة بواجبها وأنتجت حوينات منوية أمكن رصدها بتحليل نطفة الشخص المنقولة إليه بعد أن كانت نطفته خالية تماماً من الحيوانات المنوية نتيجة تلييف الخصية. س: هل نقل الخصية من شخص لآخر أمر مقبول من الناحية الشرعة والاجتماعية؟ ج: في رأيي بأن هذا غير مقبول لأن الخصية المنقولة تنتج حوينات منوية هي أًصلاً تخص الشخص الأول. لذلك فإن الحيوانات المنوية التي تتكون في نطفة الشخص الآخر غريبة عنه. ويكون الحال مثل التلقيح الصناعي من شخص أجنبي للزوجة. لذلك فإن هذا حمل سفاح والأب الشرعي هو الذي نقلت منه الخصية وليس الذي نقلت إليه. س: هل جرى بحث هذه المسألة من قبل المجمع الفقهي أو أي هيئة هنا؟ ج: لم يجر بحث هذه المسألة سابقاً لأن ذلك لم يُطرح ولقد أرسلت رسالة بهذا المعنى إلى هيئة العلماء بالرابطة وبينت لهم ذلك الأمر. إذ أنهم قد أقروا سابقاً بجواز نقل الأعضاء من شخص لآخر عند الضرورة ولم يستثنوا من ذلك نقل الخصية. وينطبق ذلك على نقل المبيض في الإناث. س: هل يؤدي مرض النكاف إلى العقم؟ ج: مرض النكاف: هو مرض فيروسي يُصيب عادة الأطفال ويُسبب التهاباً وتورماً بالغدد الأذنية مع ارتفاع بدرجة حرارة المصاب واعتلال عام بالصحة. من مضاعفات مرض النكاف أنه قد يؤدي إلى العقم بنسبة 30% من المصابين، وذلك لأثر سموم الفيروس المسبب للمرض على قنيات الخصية التي تنتج الحيوانات المنوية ويؤدي إلى تدميرها، لذلك يجب تطعيم الأطفال في سن مبكرة ضد مرض النكاف. س: خصي الذكور عملية كانت تمارس في السابق للعبيد والخدم. ما هذه العملية؟ وما أثرها؟ ج: المقصود بالخصي هو استعمال طرق مختلفة لإزالة الخصيتين أو ما يؤدي إلى ضمورها. ونتيجة لذلك تتليف خلايا الخصية التناسلية التي تنتج الحيوانات المنوية، فلا يستطيع الإنجاب، والى ظواهر أخرى كذلك نتيجة تلييف خلايا الخصية التي تنتج الهرمون المذكر "التستوستيرون". فلا تظهر له لحية ولا شارب وعدم وجود شعر الجسم كذلك، ويصبح صوته رقيقاً. وبصفة عامة تميل الملامح والتصرفات إلى الأنثوية، ويفقد الرغبة الجنسية تجاه الجنس الآخر. س: هل يمكن خصي الأنثى؟ ج: يقصد بخصي الأنثى استئصال المبايض وتتم هذه نتيجة ظروف معينة. أما الأعراض التي تظهر بعد عملية الخصي فهي اضطرابات نفسية حادة وتوتر مستمر وشرود الذهن وعدم التركيز. كما يتبعه اضطرابات بالدورة الدموية والقلب والشعور بالحرارة الداخلية بالجسم والأعضاء. س: هل تختلف عملية الخصي عن التعقيم؟ ج: نعم. التعقيم يقصد به قطع قناتي المني عند الرجال وقناتي فالوب عند النساء، وهذه من الطرق التي تستعمل لوقف الإنجاب أو تجرى في بعض البلدان للخدم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كشف الباحث الأثري عبد المنعم عبد العظيم الباحث الأثري عن الوجه الحقيقي للحملة الطائشة على التراث والتاريخ المصرى التي يقودها الباحثون والتي تجاوزت محاولة تشويه التاريخ وتعدت التراث إلى النيل من المصريين وأخلاقياتهم ونخوتهم.أخذوا يفتشون في سراديب التاريخ بحثاً عن وصمة يلطخوا بها وجه كل ما هو مصري. هذه المرة حملوا قميص يوسف الصديق عليه السلام وأخذوا من أحسن القصص سورة يوسف واقعة امرأة العزيز التي راودت فتاها، ومن موقف زوجها عزيز مصر الذي اكتفى بنصح يوسف عليه السلام "يوسف أعرض عن هذا" عندما لاقاه لدى الباب ورأى ما رأى وامرأته تستعديه على فتاها الذي أراد بأهله السوء، وشهادة شاهد من أهلها أنها كذبت وأن يوسف كان من الصادقين، فإذا به ينصحها أيضاً "استغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين" ولما لم ينكل العزيز بيوسف ولم يقتل امرأته في هذا الموقف الشائن اتهموا نساء مصر بالانحلال ورجالها بالديوثة. وبعيدا عن الدفاع عن امرأة العزيز تلك الأنثى الشابة التي تعيش في كنف شيخ كبير يعاني من العنة (عدم القدرة على إتيان النساء) بل أن التوراة وصفته بالخصي وهي المرأة التي تتفجر أنوثة وشباباً وحيوية ونضارة وجمال، وشاب في مقتبل العمر وهبه الله تعالى شطر الحسن كما قال الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن الذي فاتهم أن يوسف الصديق عليه السلام أتى مصر في عهد الملوك الرعاة من الهكسوس الذين استولوا على مصر بالقوة الغاشمة في عصر من عصور الاضمحلال، وعاش عليه السلام في ظل حكم أجنبي، وفي عهد الملك خيان بالذات الذي اتخذ له اسما مصريا هو "ساو سر ان رع" وكان وزيره عزيز مصر أجنبياً أيضاً هو فوطي رع الذي تسميه التوراة فوطيفار وعرف في أدبيات التراث الإسلامي بقطمير وأحيانا قطفير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول ابن إياس في بدائع الزهور ان الرشيد بلغه ان ابن خصيب قال: 'انا أحسن من هارون الرشيد' فقال الرشيد: 'والله لأولين علي مصر اوحش الناس شكلا' فاستدعي عمر بن مهران ولاه علي مصر، وكان شنيع الخلقة، زري الشكل، أحول العينين.هل رأي أحد بلدا يرضي بولاية مثل هؤلاء الولاة دون ان يحتج او يرفض؟ لكن ماذا نقول في ايمان المصريين بنظرية القرع الادارية؟وبعد سنوات قليلة من ابن مهران هذا ولي امر مصر اشهر خادم حكمها علي الاطلاق وهو كافور الاخشيدي.وكان كافور عبدا اسود مشقوق الشفة، خصيا، اشتراه سيده من بعض أهل مصر بثمانية عشر دينارا. وقد اصيب أحد الوعاظ بمصر بالقرف من ولاية كافور فقال امامه: 'أيها الناس أنظروا الي هوان الدنيا علي الله تعالي' فإنه اعطاها لمقصومين ضعيفين، هما: الحسن بن بويه الذي استولي علي بغداد وهو أشد بيده، واعطي كافور ملك مصر وهو خصي' ولما سمع كافور هذا لم يصب الواعظ بأذي، واعطاه مئة دينار واخلع عليه، فإذا بالواعظ في المجلس التالي يقول: 'ومن العجائب انه ما نجب من بني حام غير ثلاثة: لقمان الحكيم، وبلال مؤذن الرسول (ص) وكافور الخصي.إن هذا الخبر يؤكد لنا أن داء النفاق قديم، والشراء بالمال قديم، والرضا بالحكام غير المصريين مهما كانوا قديما. ويؤكد ايضا ان نظرية القرع العبقرية في الادارة المصرية نظرية اصيلة، ومن اجلها يجيب ان نحني رؤوسنا للقرع الذي هو أصل النظرية التي خضعنا لها آلاف السنين.وبعد موت كافور سنحت للمصريين فرصة ذهبية كي يحكموا انفسهم ويتولوا شئون بلادهم، لكنهم كانوا قد فقدوا ثقتهم بقدرتهم علي الحكم، لذلك فعلوا العجب العجاب، فقد استوردوا من تونس من يحكمهم، واثبتوا وفاء منقطع النظير لنظرية القرع. يقول ابن اياس.'ثم إن أعيان الديار المصرية، كاتبو المعز الفاطمي، وكان ببلاد الغرب:'بأنك تجيء تملك مصر، قبل ان يملكها بنوالعباس'واستمرت الدولة الفاطمية من 358ه الي 567 أي أكثر من مئتي عام، وكان زوالها علي يد رجل كردي هو صلاح الدين الأيوبي، وكأننا نصر ألا يحكمنا مصري منا، وأن تستمر النظرية القرعية دون عائق.وفي نهاية الأسرة الأيوبية اشتري الملك الصالح نجم الدين عددا كبيرا من المماليك، وتسري بواحدة منهم هي شجرة الدر، ولم يلبث هؤلاء المماليك الأتراك ان قفزوا للحكم، وهذا من أعجب العجائب، اذ استمرت دولتهم مئات السنين، فهل رأي أحد في الدنيا شعبا يشتري العبيد من حر ماله ثم يجعلهم اسيادا له، بدلا من أن يولي امره لأبنائه؟ لكن ماذا نقول امام سيطرة نظرية القرع الذي يمد لبره، ولبره فقط.وبعد المماليك جاء الأتراك، وكانوا يرسلون لنا الوالي (الباشا) والحامية، والقضاة، وماتيسر من الناس الذين يمنحهم السلطان اقطاعيات، ولم يلبثوا ان تغلغلوا في المجتمع المصري وسيطروا علي الوظائف الهامة. وقد استمرت هذه الفترة حوالي ثلاثمائة عام حتي بدأت الدولة العادية.1805كان محمد علي مؤسس الدولة العلوية بائعا للدخان ارسلته الأقدار الي مصر ليكتب تاريخه علي هذه الأرض. لكن المهم انه كان ثمة رجل مصري عظيم يعاصره، هو السيد عمر مكرم.. وكان عمر مكرم هو الساعي بهمة ونشاط لتأليف القلوب حول محمد علي.. والسؤال: لماذا ولي عمر مكرم محمدا عليا ولم يدل نفسه؟ هل هناك تفسير لهذا سوي نظرية القرع؟إن القرع الذي لايمد إلا لبره افقد المصريين ثقتهم بأنفسهم، لذلك لم يتحرك احد منهم ليتولي الحكم في أي مرة كانت الفرصة سانحة لأن يتولوا حكم انفسهم.
*************
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تاريخ الأقباط في أرض كوش(السودان)




10/06/2008
يحكيها: لنا ناصر حكيم إعداد: مدحت عويضةعظيمة هي سير القديسين وعظيمة سير الأبطال والمجاهدين الذين صنعوا التاريخ بعرقهم ودمائهم. تاريخ الفراعنة في أرض كوش تاريخ مجيد سواءا كان سياسيا أو حضاريا أودينينا.... فقد ترك الفراعنة بصماتهم علي إمتداد حوض النيل وحتي مدينة سنار جنوب شرق البلاد.... متمثلا في ممالك النوبة الثلاث التي استمرت بالسودان حتي القرن 13 ثم عاد لنشاطه من جديد بعد عن أضمحل في القرن 18 علي أيدي أحفاد الفراعنة المتمثلة في الأقباط الذين دخلوا السودان كع حملات الأتراك استقروا بعد ذلك بالسودان وساهموا في تعميره من جديد كما أعادوا نهضة الحياة المسيحية متمثلة في الكنيسة الأرثوذكسية ونشاطاتها التعميرية والتعليمية والفنية...ويرجع الفضل لإحتفاظ أقباط السودان لهويتهم الفرعونية إلي الكنيسة القبطية التي كانت دائما هي الرابط القوي الذي يربط أقباط السودان بالوطن الأم. وما أشبة اليوم بالبارحة فنفس الدو الذي لعبته الكنيسة في الماضي مع أقباط السودان تلعبه اليوم مع الأقباط في جميع المعمورة من أقصي الشرق لأقصي الغرب ومن أقصي الشمال لأقصي الجنوب. ذهبت للرجل الأعمال السوداني ناصر حكيم لأتعرف منة علي هذا التاريخ وإذا بة يبحر بي في أعماق التاريخ ووجدت غنة من الظلم لهذا التاريخ العظيم إنة نضغطه في حوار صحفي واحد فأقترحت علية إن يحكي لي بشئ من التفصيل وإن نكتب هذا التاريخ في عدة حلقات خص بها جريدتنا الغراء ومن قلبي أشكر ناصر حكيم علي حماسه ومعلوماته الشيقة وعلي منحه لي الكثير من وقته الثمين.وإليكم الحلقة الأولي أرجو إن تنال إعجابكم.من أين جاء أسم السودانأطلق العرب اسم السودان علي الأرض الواقعة جنوب الشلال الأول وكانت تعرف لديهم بالبلاد التي يقطنها السود. وكان العرب يطلقون أسم السودان علي المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبري والصحراء النوبية فيما بين البحر الأحمر إلي المحيط الإطلطي.وعلي هذا فالسودان وكوش وأثيوبيا هي أسماء لمسمي واحد وهم سمر البشرة.أما أسم النوبة فيرجع لكلمة مصرية قديمة تعني الذهب بإعتبار أن النوبة كانت الأرض التي يستخرج منها المصريين الذهب فكلمة ذهب في اللغة الفرعونية القديمة هي نوب ومنها جاء أسم أبانوب وكانت اللغة النوبية تكتب بحروف قبطية مع إضافة ثلاث أحرف فقط إليها. والمصريين يشتركون مع السودانيين في إنهم من سلالة حام إبن نوح والمصريين ينسبون لمصرايم إبن حام والسودانيين ينسبون لكوش إبن حاك أيضا. والمرجح إن يكون إطلاق إسم كوش علي هذة المنطقة نسبة لكوش إبن حام. ومن الطريف ‘ن أسم كوش ذكر في الكتاب المقدس 29 مرة تحت الإسم العبري لها كوش.دخول المسيحية للسوداندخلت المسيحية إلي بلاد النوبة منذ القرن الأول الميلادي ويزكرالعلامة أريجينوس إن القديس متي هو أول من بشر بالمسيحية في أثيوبيا ويؤكد علي ذلك سنكسار الكنيسة إن القديس متي حمل البشارة للسودان إلي الحبشة إلي أثيوبيا ويزكر أعمال الرسل إن أول مسيحي سوداني هو خصي من حاشية الملكة كنداكة وهي الملكة الأم في مملكة مروي وكان ذلك عام 37الدخول الرسمي للمسيحية في السودانبدء الدخول الرسمي للمسيحية في السودان في عهد الإمبراطور جستنيان الذي تولي الحكم 527 وكان علي المذهب الكاثوليكي وكانت زوجتة الإمبراطورة ثيودروة من أصل مصري وتؤمن بالمذهب الأرثوذكسي وكان الإمبراطور ينوي إرسال بعثة تبشيرية ولكن سبقتة الإمبراطورة وأرسلت بعثة يقدها الكاهن يوليانوس الذي نشر المسيحية وشرح نصوصها علي المذهب الأرثوذكسي ونتج عن ذلك إعتناق ملك النوبة وزوجتة المسيحية ونسنتدل من ذلك علي إن البعثات التبشرية بدأت من الكنيسة القبطية وتركت أثارها هناك حيث تكتب اللغة النوبية بالأحرف القبطية مع زيادة ثلاث أحرف كما بينا سابقا ومن المعروف أن عند وصول المسيحية كانت هناك ثلاث ممالك مسيحية تمتد من الشلال الأول وحتي منطقة سوبا الحالية والقريبة من الخرطوم وهذة الممالك هي أ‌- مملكة نوباتيا وعاصمتها فرسب- مملكة المقرة وعاصمتها دنقلاج- مملكة علوة وعاصمتها سوباوإعتنقت مملكة نوباتيا وعلوة المسيحية علي المذهب الأرثوذكسي بينما إعتنقت مملكة المقرة المذهب الكاثوليكي علي أيدي البعثة التبشرية التي أرسلها جوستنيان ثم حدث إن توحدت نوباتيا وعلوة وغابت الكنيسة الغربية عن الساحة فتحولت مملكة المقرة للمذهب الأرثوذكسي. وبعد وفاة يوليانوس تم رسامة لونجينوس أسقفا علي للنوبة عام 566 الذي تحول علي يدي أهل المقرة للمذهب الارثوذكسي. وأتسعت عدد الأوبرشيا حتي وصل الي 17 أبروشية وكانت تعين لهم بابوية الإسكندرية الأساقفة. ويقول المؤرخ حنا السوري إن عدد الكنائس كان مائة وخمسين كنيسة ببملكة علوة ويقول أبو صالح الأرمني إنة في منتصف القرن الثالث عشر كان عدد الكنائس في مملكة علوة 400 كنيسةالرهبان والسودانبعد ولادة الرهبنة في مصر كان الرهبان يجولون في سياحة روحية من مكان لأخروذهب بعض منهم للسودان وأقاموا هناك في جبل الأولياء وكان السوداني يتعرف علي المسيح من خلال الرهبان ودخل العديد منهم للرهبنة منهم الأنبا موسي الأسود. ويزكر لنا التاريخ إن جهود أساقفة فيلة في عهد أثناسيوس(327-372) حولت المعابد الوثنية لكنائس وفي عهد الأنبا باخميوس ذهب خمس رهبان إلي الحبشة لإقامة اديرة هناك.يزكر لنا التاريخ إن ملوك النوبة كانوا حماة للكنيسة القبطية ففي عهد البابا خائيل البطريرك الواحد والأربعين طالبة حاكم البلاد المصرية وهو حفص بن الوليد بأموال كثيرة وسافر البابا للصعيد لجمع الاموال وعندما علم الملك قرياقوص ملك النوبة (744-768) قدم علي راس مائة الف من الفرسان ومثلها من الجمال ولما سمع والي مصر طلب من البابا أن يكتب للملك ان يرجع علي أن لن يعود ان يطلب من أموال مرة اخري وقد كانبعد دخول العرب مصر لم يستطيعوا السيطرة علي السودان ولكنهم لم يأسسوا فعاودوا حملاتهم علي الجنوب حتي وقعت مدينة بعد الأخري في أيديهم. وجاء الأتراك لينهوا علي البقية الباقية وقاموا بعزل كل حاكم مسيحي حتي لو كان حكمة علي قرية صغيرة وتعيين حاكم مسلم بدلا منه. وأنحسرت المسيحية في السودان وبقيت مجرد أثار في المتحف السودان القومي والمتاحف بالخارج.أسقف السودان يصير بطريركاولكن مع مرور الوقت إستقرت بعض العائلات من مصر والحبشة بالسودان وكان معظمهم من التجار وطلبوا من البابا مرقس الثامن البابا 108 رسامة اسقف لهم وقساوسة وعندما تنيح الانبا يوساب مطران أثيوبيا سنة 1808 فرسم البابا الانبا مكاريوس مطرانا لمملكة أثيوبيا وارسل معه الأنبا ثاوفيلوس لخدمة الاعداد المتنامية في شمال السودان.وكانت أولي أعمالة تشييد اول كنيسة بالخرطوم وهي كنيسة السيدة العذراء في عام 1808 وهي مازلت مقرا للمطرانية بالخرطوم ليومنا هذا.ثم عاد الانبا ثاوفيلوس للأسكندرية بعد نياحة البابا مرقس الثاني وتمت رسامتة بطريركا بإسم الانبا بطرس الجاولي ليكون البابا رقم 109 وكان ذلك سبب بركة للسودان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق