الأحد، أبريل 12، 2009

هل النساء يتعمدن التبرج للإثارة؟

بينما كنا نشاهد أنا وصديقي إحدى القنوات التلفزيونية العربية، وحينما أطلت المذيعة في تمام الساعة لتقرأ علينا نشرة الأخبار، قال لي صديقي، انظر إلى هذه المرأة الفاجر، يا أخي أنا استغرب كيف تسول لامرأة نفسها الظهور بهذا الشكل وهي تتباري وتتفنن في لبس مثل هذه الملابس التي تظهر (الكليفيج) أي الشق المثير الذي يفصل بين ثدييها، وكثيرات من النساء يفعلن ذلك في الأماكن العامة، الغريب في الأمر، انظر إلى المذيع الذي بجانبها، انه لا يظهر منه أي جزء من صدره أو أي جزء آخر مثير في جسده، بينما المنطق يقول انه من باب اولى اذا كان هناك كشف يكون من قبل الرجل أكثر من المرأة.. يا للعجب، انظر الى المذيع الذي يجلس الى جانبها، انه يخفي صدره تماما بربطة العنق والجاكيت. أتدري لماذا تريد المرأة دائما الكشف عن اكبر قدر من مؤهلاتها المثيرة على الملأ؟
قلت له وأنا اصطنع البلادة: لماذا يا تري ... اخبرني فكلي أذان صاغية.
واستأنف هجومه الشرس قائلا: أكاد اجزم أنها عقدة نقص متأصلة في الإناث إلا من رحم ربي، فالواحدة منهن تريد بتعمدها إظهار مفاتنها اكتشاف ذاتها لدى الآخر سواء كان ذلك الآخر امرأة أو رجلا وخصوصا الرجال، ولتعرف وتختبر مدى فعالية سلاحها الفتاك وقدرته على جذب اهتمام الذكور وإثارتهم جنسيا، فهؤلاء النساء اشبه بالمريضات، تراهن ينظرن إلى الضحية بطرف خفي ليعرفن ما مدى تأثير فتنتهن عليه، فتتضخم الأنا لديهن؟ وهي لا تدري أنها بذلك كأنما تقدم للرجل دعوة مبطنة له لكي يعتدي عليها جنسيا او يتحرش بها، والمشكلة ان الرجل إذا اعتدى عليها ولولت وصرخت واتهمته بالحيوانية والاستذئاب، أتدري... هذا ذكرني بنقاش وقع بيني وبين صديقة أمريكية، منذ فترة... عندما علمت أنها تحب ارتداء شورتات قصيرة وضيقة جدا وتتجول بها في الأماكن العامة، وحاولت إقناعي أنها حرة وتحب ان تلبس ما تريد في أي وقت حسب مزاجها، وقلت لها أنت تعلمي في قرارة نفسك ان جسدك مثير ويهيج الرجال عندما يرونك هكذا فتفعلين ذلك متعمدة وتحولين جسدك إلى أداة للفرجة، فماذا تستفيدين عندما تسيئين إلى نفسك وتثيرين البلبلة في نفس من يراك هكذا؟ إلا يدل هذا على نقص في شخصيتك، ان الحرية في اللباس ليست حرية مطلقة بل حريتك تنتهي عن حدود حريات الآخرين عندما تتسبب تصرفاتك وسلوكياتك في مشاكل للآخرين أو ينتج عنها ردود أفعال قد تنعكس سلبيا عليك أنت أو بسببك قد يتهج شاب جنسيا فيثار نتيجة لذلك وربما يتورط في فعل جنسي متطرف قد تكوني أنت أو أي شخص آخر ضحية له، صدقيني ان ذلك مقرف وغير محبب وإساءة للذوق العام والحشمة في الأماكن العامة، فإذا كنت حرة لما لا تمشين عارية تماما في الشارع؟ أو تسيرين وأنت متبرجة بثياب تكشف كثير من مفاتنك في أوقات متأخرة من الليل في شوارع مظلمة في شوارع يتسكع فيها الشباب؟
قلت له: وماذا قالت لك؟
قال لي: لقد ثارت وأرغت وأزبدت ووصفتني بعبارات قاسية وانني متخلف وانتمي الى فكر ذكوري، لكنها عندما تحدثت معي في المرة التالية اعترفت لي بأن كل ما قلته صحيح، وإنها تجد نفسها مجبرة على فعل ذلك حتى لا تكون شاذة بين صديقاتها وحتى لا تخالف ما هو سائد في مجتمعها فتخشى ان يظن بها الناس الظنون، وقالت لي أنها بالفعل تشعر بالسعادة عندما ترى تأثير مؤهلاتها المثيرة على الآخرين فيتضخم لديها الأنا عندما يصفها الاخرون بانها (سيكسي) اي مثيرة، واعترفت لي أنها في قرارة نفسها يتجاذبها شعورين مختلفين الاول انها يجب ان تكون ضد تسليع جسدها، والثاني انها تشعر غريزيا خلقت كأنثى لإثارة الرجل، وأنها كأنثى تحب ان تظهر بماكياج وزينة صارخة وشفتيها ملطختان بأحمر شفاه مقزز، وتراها قد غيرت لون جلدها وشعرها بالمواد الكيماوية الضارة واستحالت إلى حيوان ممسوخ كل ذلك لتثير اهتمام الآخرين ولتتميز عن الأخريات لكي ترضي غرورها بالتفوق عليهن وتثبت لهن أنها أكثر إغراءً منهن. وواصل صديقي حديثه قائلا.. أنا اكره الغلو والشطط والتطرف في كل شيء، فليس هناك أجمل في هذه الحياة من البساطة في كل شيء وعدم الجنوح عن الطبيعة والفطرة كثيرا
قلت له: وشهد شاهد من أهلها. ثم ضحكت، ولكني حاولت إفهامه انه لا ينبغي تعميم ذلك على جميع النساء.وشككت في ان يكون صديقي ناقم من النساء لأسباب معينة.
ثم واصل صديقي هجومه قائلا: يقولون ان خير الأمور أوسطها، فلا يجب ان تتساهل المرأة كل التساهل فتظهر ما يجب ان يخفى من مفاتن وهي تعلم علم اليقين ان مفاتنها هذه يمكن ان تثير الآخرين جنسيا، وبالمقابل يجب ان لا تتطرف وترتدي ملابس تظهرها كأنها كتلة من شيء مبهم يسير في الطريق، لا يعرف شكلها أهي رجل أم امرأة أم أي شيء آخر، وفي نظري ان انسب زي للمرأة هو الزي السائد الذي ترتديه معظم المحجبات في كثير من الدول العربية، أي التنورة الطويلة الفضفاضة والقميص الواسع بأكمام طويلة مع طرحة تغطي الصدر وغطاء يغطي الشعر تماما ولا يظهر منه أي شيء، ولا باس ان كشفت عن وجهها وكفيها، ويجب ان تكون الألوان تتناسب مع الجو والمكان الذي تتواجد فيه الأنثى، ولا مشكلة في اختيارها الألوان التي تناسبها طالما لا تكون صارخة وشاذة، وان تتجنب ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية حتى لا يؤثر ذلك على حركات أردافها أثناء المشي فتصبح أكثر إثارة لأي شخص قد يسير خلفها، وربما تثير الشفقة عندما يلاحظ الناس محاولتها جاهدة حفظ توازنها حتى لا تسقط، واعتقد أيضا ان ارتداء النساء للأحذية ذات الكعوب العالية يقصدن به الإثارة وليس لكي يزداد طولها، أي الإثارة الجنسية لأن مثل هذه الأحذية تؤثر على طريقة مشي المرأة وتجعل شكل أردافها من الخلف أكثر ترجرجا واهتزازا وهي تحاول جاهدة حفظ توازنها بينما تمشي كالمسخ في الطريق يا له من مهزلة.



صمتّ قليلان ثم قلت له: لا أوافقك الرأي في بعض ما ترمي إليه، وكأنك بكلامك هذا تريد من جميع نساء العالم ان يلبسن زيا موحدا، وهذا طبعا يتصادم مع طبيعة الحياة، المبنية على التنوع والتنافس في كل شيء، كما لا تنسى ان المجتمعات والعادات والتقاليد تختلف من منطقة إلى أخرى، فلا بد من تكون هناك نساء يقمن بسلوكيات مثيرة جنسيا حتى يتسببن في إثارة الشباب فيرتكبون جرائم جنسية، لان الحياة ستكون جامدة لو لم يكن هناك شر يسير جنبا إلى جنب مع الخير. كما ان الأصل والفطرة ان جعل الخالق سبحانه وتعالى مخلوقاته عارية تماما، الم يكن جل جلاله قادر ان يخلق الناس بحجاب يستر عوراتهم أو على الأقل يستر العورات وخصوصا عورات ومفاتن النساء؟ لقد جعلنا كذلك لنتباين في سلوكياتنا. ولا تنسى ان الإنسان الأول كان يسير عاريا كما خلقته أمه كثير من المناطق وتطوروا لاحقا فوضعوا قطع من الجلود حول عوراتهم، وكان الذكور يتعاركون من أجل الاستحواذ على الإناث تماما كما تفعل الحيوانات، واجبرهم هذا التقاتل والمشاكل إلى مواراة الإناث عن الذكور الأخرى وتوفير الحماية لهن بطرق عديدة من ضمنها ستر عوراتهن، وكان البشر الأوائل يميلون إلى الطول وتغطي معظم مناطق أجسادهم الشعر، وكانت جلودهم وأطرافهم مصممة للتكيف مع الأحوال المناخية المختلفة، وحتى أمد قريب كانت تنتشر في العالم قبائل لا تعرف الملابس على الإطلاق، وحتى يومنا هذا توجد قبائل في أماكن عديدة مثل الأمازون وبعض الأماكن المعزولة أفريقيا وبعض الجزر يعيش الناس عرايا تماما كما ولدتهم أمهاتهم ولا تغطي أجسادهم إلا قطع جلدية صغيرة وربما نوع من الخرز يضعونه حول أعضائهم التناسلية وترى النساء يمشين عرايا تماما. فأنت يا صديقي لا تستطيع ان تفرض نسقا سلوكيات معينا على جميع الناس، لان هذا مستحيل وضد ناموس الكون المبني على التنوع في كل شيء كما أسلفت.
كلامي لم يعجب صديقي فغير الموضوع وبدأ متعمدا يتحدث عن ضرورة إبادة الصوماليين الذين باتوا يشكلون تهديدا خطيرا للأمن الملاحي، وهم بذلك كأنما يختبرون صبر أمريكا بالتجرؤ على اختطاف سفن بها أمريكيين....
ولم يستمر بقاءه طويلا فاستأذن بالانصراف...



0 التعليقات:

إرسال تعليق