الاثنين، أبريل 13، 2009

زفة تحت المطر

انقر الرابط اعلاه لتشاهد مقطع الفيدو موضوع الادراج

الإبحار في موقع يوتيوب له متعة خاصة، ومن خلاله يمكن للمرء التعرف على الكثير من خفايا وغرائب البشر المنتشرين في أصقاع هذا العالم المترامي الأطراف.. المتنوع الثقافات والتقاليد، فترى العجب العجاب، وترى بالفيديو أمور قد تكون أنت مارستها أو مرت عليك أو يمارسها الناس في المجتمع الذي تعيش فيه ولكن بطريقة مختلفة وبسلوكيات شبيهة، انه حقا إبحار رائع يوسع المدارك ويزيد من التراكم المعرفي بطريقة مشوقة وجذابة، رغم ما يكتنفه من مواد ربما تكون مفرطة في الإباحية، من وجهة نظر محافظة، ولكن الإباحية قد يختلف معناها من مجتمع إلى آخر، فما تراه أنت إباحي انطلاقا من خلفيتك الدينية والبيئة التي نشأت أنت عليها... قد يراه أناس في مجتمعات أخرى من الأمور المسلم بها والمعايشة اليومية، والتي لا يقف عندها الناس كثيرا ويتساءلون مثل تساؤلاتنا المغلفة بالريبة والشكوك، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يتصرف الرجل المسلم الذي يتسنى له زيارة قبيلة كل نساءها ورجالها شبه عراة من ناحية غض البصر؟ ارى ان السؤال محير الى حد بعيد.
شكرا للانترنت ولهذا الموقع الذي جعلنا نتعرف على كثير مما يجري حولنا في العالم، وربما لن تتاح لنا الفرصة كي نعايشها واقعيا، فلا بأس من التعرف على هذه العوالم افتراضيا وكما يقولون فإن شيء أفضل من لا شيء على الإطلاق.

في المقطع المرافق لهذا الإدراج، ومقاطع الفيديو الاخرى المرفقة التي صورتها البي بي سي في المواطن الاصلية لبعض القبائل العذراء، نتعرف على شطر من نمط حياة هذه القبائل مثل قبيلة هيمبا الإفريقية موضوع الرابط اعلاه، هؤلاء الناس البسطاء الذين يعيشون الحياة بدون تكلف وبدن تعقيد، كما نعيشها نحن أهل المدنية والتحضر، هناك الحياة عذراء وكل شيئ على المكشوف وحقيقي، الأجساد والسلوكيات والعواطف كل شيء على الهواء الطلق، في هذا المقطع نرى هذه الزفة المؤثرة لهذه العروس الصغيرة إلى زوجها في قرية أخرى وسط الأمطار والأوحال في التحام رائع بين البشر والارض، وهي تبكي وتحاول التملص لأنها تشعر أنها ستنتقل من مرحلة الطفولة والبراءة والعفوية إلى البلوغ كامرأة مسئولة، والى حياة لم تعهدها مقبل، ونرى تعامل الأهل مع الموضوع بشيء من البساطة وهم يحثونها على الذهاب إلى عريسها الذي ربما ينتظرها بفارغ الصبر.

ترى ماذا يدور في خلد هذه الصبية الأفريقية العذراء؟ هل هو نفس ما يدور في ذهن أي فتاة في أي عالم آخر عندما تشعر أنها ستغادر احضان أبيها وأمها وحنانهما الذي ترعرعت فيه إلى منزل آخر وانسان اخر لبدء حياة جديدة، ربما تكون جحيما؟ أم هل يدور في خلدها مشاعر الخوف من اللقاء الجنسي للدخول بزوجها ربما لأول مرة، وهو أمر لم تتعود عليه من قبل ولم تعهده؟ هل ترى أنها كالشاة التي تقاد إلى الذبح، وهل تشترك كل الإناث في هذا الشعور، أم يختلف الشعور من ثقافة ومن اثنية بشرية إلى أخرى؟
واللافت في هذه المقاطع هو تفاهة وتعالى الانسان الغربي، من خلال الحوارات التي نسمعها في هذه المقاطع، والتي تتضح فيها عجرفتهم ومحاولة افهام المشاهد ان حياتهم كغربيين هي النموذج، ولا ادري على اي مقياس ومعيار يستندون الى ذلك، فمثلا في احد المقاطع عندما تحاور المذيعة احدى الزوجات المعدد عليهن في قبيلة الماساي الافريقية الشهيرة، تحاول ان تفهم المشاهد ان هذه السلوكيات... اي سلوكيات التعدد امور بدائية، وعندما تتحدث الى احد الازواج الذي لا يمانع من ان تكون له اكثر من زوجة، تقول له بشيئ من المزاح المغلف بالمكر: انك اذا كنت ستلتزم بزوجة واحدة يمكنك ان تتزوجني انا وإلا فلا. رغم انه حاول ان يعدد لها مزايا التعدد بالنسبة لها كامراة من وجهة نظره النابعة من بساطة اسلوب حياته هناك، ويحاول افهامها انها عندما تكون معها شريكة اخرى، اي زوجة ثانية ستعاونها في كل شيئ بدءا من تربية الابقار واعداد الطعام وجلب الحطب والاعتناء بها عندما تضع مولودها. يا لهم من بشر متعجرفين هؤلاء الانجليز، لا توجد ارض دخلوها في هذا العالم والا بثوا فيها سمومهم وافكارهم، ومثل هذه المذيعة لا تدرك ان العالم مبني على التنوع في كل شيئ، وان اسلوب حياتها المعقد في بريطانيا والمليئ بالمتناقضات والذي يمارس فيه التعدد الجنسي بطرق تافهة ومن تحت الطاولة، ليس هو الاسلوب النموذج الذي يجب ان يعيشه الناس في كل العالم، وتناست كيف تهان النساء في البارات هناك، وتفعل بهن الفاحشة وهن في حالة سكر غائبات عن الوعي وتهان كرامتهن الى ابعد درجة، وربما تفقد الواحدة منهن حياتها في لمح البصر، بينما هنا للمراة مكانة خاصة لدى القبيلة، هذا ناهيك عن حياة الاباحية وتعدد العلاقات الجنسية وهشاشة العلاقات بين الناس.




0 التعليقات:

إرسال تعليق